كاطالونيا وبلاد الباسك .. إقليمان يثيران صداعا حقيقيا للحكومة الإسبانية

كاطالونيا وبلاد الباسك .. إقليمان يثيران صداعا حقيقيا للحكومة الإسبانية
الجمعة 31 يناير 2014 - 19:10

إذا كانت إسبانيا بدأت اقتصاديا ترى نهاية النفق بتحقيقها نموا محتشما قدره 0,3 في المائة في الربع الأخير من 2013 سيسمح للبلاد بتنفس الصعداء بعد خمس سنوات من الركود، فإن هناك قضيتين سياسيتين بدأتا تأخذان حجما أكبر وتنغصان على الحكومة، ويتعلق الأمر بكاطالونيا وبلاد الباسك.

فقد أضحى هذان الإقليمان، المعروفان تاريخيا بتمردهما، ومن بين الأكثر غنى أيضا بإسبانيا، في الأيام الأخيرة مصدر قلق وانشغال للسلطات والمواطنين الإسبان على حد سواء، ويستأثران باهتمام وسائل الإعلام والنقاش السياسي في بلد يسعى جاهدا لرص الصفوف وتجاوز الأزمة الاقتصادية التي كانت لها انعكاسات وخيمة.

وفي تحد لم يسبق له مثيل، دعا رئيس إقليم كاطالونيا، ذي الحكم الذاتي، أرتور ماس يوم 12 دجنبر الماضي إلى استفتاء حول استقلال هذا الإقليم الواقع شمال شرق إسبانيا في تاسع نونبر 2014. وبحسب العديد من المحللين فإن ذلك يعد “إعلان حرب من جانب واحد”، جاء ليسمم علاقات متوترة أصلا مع الحكومة المركزية.

وقال ماس، خلال مؤتمر صحفي، “لقد توصلنا مع مكونات الأغلبية في برلمان كاطالونيا إلى اتفاق لتنظيم هذه الاستشارة السنة المقبلة (2014)”، مطلقا في هذا السياق أكبر تحد سياسي للحكومة المركزية منذ تبني الدستور الإسباني في 1978.

وكان ماس، زعيم حزب التقارب والاتحاد الذي يتوفر على الأغلبية في الحكومة، قد جعل من هذا الاستفتاء رهانه في انتخابات 2012، مبرزا أنه مستعد لقبول تبعات هذا القرار، بل وذهب إلى حد المخاطرة بمساره ومستقبله السياسي، والاستمرار حتى النهاية في تحديه السيادي.

وفي مبادرة أثارت جدلا بمدريد، بعث الرئيس الكاطالوني رسالة إلى الزعماء الأوروبيين ال27، باستثناء، وبطبيعة الحال، رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، وكذا إلى وزراء خارجية 45 بلدا، استعرض فيها مختلف مراحل هذه الخطوة، ودافع عن استشارة “ديمقراطية” يريدها “82 في المائة من سكان كاطالونيا”.

وبإثارته لـ”طلب الشعب الكاطالوني” أوضح زعيم حزب التقارب والاتحاد أنه ليس هناك ما يبرر المعارضة الشرسة للدولة الإسبانية لهذا الاستفتاء، لأنه “لا يوجد قانون إسباني يمنع” إجراء هذه الاستشارة.

وجاء رد الحكومة المركزية سريعا إذ أكد راخوي أن “سيادة الأمة مسألة لا تقرر فيها الحكومة الكاطالونية ولا الحكومة المركزية ولا البرلمان، وإنما كافة المواطنين، وبالتالي فإن الحق في تقرير مصير جزء من التراب الإسباني يعود لجميع الإسبان”.

وأضاف رئيس الحكومة الإسبانية، المنفتح على الحوار لكنه يبقى صارما في ما يتعلق بوحدة وسيادة إسبانيا، أن هذا “التصويت لن يتمº لأن دستورنا لا يسمح لأي إقليم يتمتع بحكم ذاتي أن يجعل قضية السيادة الوطنية موضوع تصويت أو استفتاء”.

وتتوالى المصائب، ففي أوج النعرة الاستقلالية التي تتأجج بكاطالونيا، يجد راخوي وحكومته نفسيهما وسط عاصفة سياسية أخرى ببلاد الباسك، وتتمثل هذه المرة في مواصلة القوميين تحديهم لمدريد وسياستها تجاه منظمة “إيتا” الباسكية الانفصالية وسجنائها.

ووجدت “إيتا”، التي أضعفتها الضربات المتتالية للشرطة، في أحزاب اليسار المستقل، ثاني قوة سياسية ببلاد الباسك، والحزب القومي الباسكي (المحافظ) على رأس الحكومة الإقليمية، حلفاء مثاليين للمراوغة وفتح جبهة جديدة ضد الحكومة المركزية.

وفي تحد لقرار العدالة الإسبانية، جابت مسيرة شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص شوارع بيلباو، منتصف الشهر الجاري، بدعوة من القوميين والانفصاليين الباسك، مطالبين بوقف “تشتيت” سجناء “إيتا”، بعد تخلي هذه الأخيرة عن العنف في 20 أكتوبر 2011.

وكان من المفترض أن تكون هذه المظاهرة “صامتة” إلا أن المحتجين رددوا لدى نزولهم إلى شوارع بلباو “عودة السجناء الباسك إلى البيت”، منددين بسياسة التشتيت التي تنهجها مدريد منذ 25 سنة بهدف منع السجناء من إعادة تنظيم أنفسهم وراء القضبان.

وبحسب الأرقام التي قدمتها شبكة دعم سجناء “إيتا”، التي تحمل مسؤولية مقتل أزيد من 800 شخص خلال 40 سنة من الكفاح المسلح من أجل استقلال بلاد الباسك ونافارا، فإن 520 شخصا يشتبه في انتمائهم لتنظيم “إيتا” يقبعون حاليا بعشرات السجون الإسبانية والفرنسية.

ويبقى موقف الحكومة الإسبانية صارما لا هوادة فيه رافضا للأمر الواقع. فوزير الداخلية، خورخي فرنانديز دياز، وجه رسالة واضحة بهذا الخصوص، أكد فيها أن “السياسة السجنية التي تنهجها إسبانيا لن تتغير بسبب مظاهرة أو اثنتين”.

وبعيدا عن الاحتفال بنهاية الركود الذي عانت منه إسبانيا لسنوات وعودة الانتعاش الاقتصادي، فإنه سيتعين على الحكومة الإسبانية المحافظة مواجهة سنة 2014 التي ستكون، لا محالة، سنة اضطراب سياسي بدأ بتحد مزدوج سيشكل، دون شك، اختبارا صعبا لراخوي ولفريقه.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

13
  • oujdi
    الجمعة 31 يناير 2014 - 19:24

    je suis pour leur independance

  • Mouatene tanjawi
    الجمعة 31 يناير 2014 - 19:32

    انا لن انسى ابدا حينا حطت طائرة هيليكوبتر اسبانية والقت القبض على جنود مغاربة فوق جزيرة ليلى المغربية, فاتمنى للباسك وكطلونيا التوفيق امام هذا المستعمر اللذي لا يملك ولا ذرة من الحياء.

  • abdo
    الجمعة 31 يناير 2014 - 19:46

    انا اعيش في بلاد الباسك مند عشر سنوات ارى فيهم رجالا اشاوس واشداء و لا يركعون للحاكم بل الحاكم هو الدي يركع لهم

  • mohammed
    الجمعة 31 يناير 2014 - 20:20

    كان الاندلس من قبل امبرطورية عظمة و تجزأ الى ممالك ودويلات صغيرة حتى انكسر فيه العرب والامازيغ هدا ما تسير اليه اسبانيا الان يكرر التاريخ نفسه

  • اندلسي
    الجمعة 31 يناير 2014 - 20:43

    نحن نطالب باستقلال الاندلس المحتل

  • Ayman
    الجمعة 31 يناير 2014 - 20:53

    Quelle ironie! Ces idiots d'espagnols refusent d’admettre la marocanité de notre Sahara.
    Alors qu’à leurs tours, ils ne donnent même pas le droit aux pauvres citoyens espagnols de protester contre la pauvreté et l’injustice économique et sociale ; puisqu’ils se font fracasser le cerveau par la police meurtrière et les gendarmes sans pitié du président espagnol et ce, pendant chaque week-end de la semaine.
    Ces gens ne respectent même pas les autres cultures, ils les maltraitent, les insultent par tous les noms.
    Comment voulez-vous donc considérer ce pays comme un pays développé ?

  • maroc
    الجمعة 31 يناير 2014 - 21:05

    أين هي الجزائر الآن التي تدعي أنها تساند الشعوب في تقرير مصيرها ؟

  • Samir
    الجمعة 31 يناير 2014 - 21:40

    L’Espagne est connue depuis très longtemps comme étant un pouvoir impérial très cruel.
    Au 16eme siècle ils ont décimé toutes des civilisations en Amérique latine les tuant chaque jour comme des mouches, tous cela pour des profits personnels tels que l’or et l’argent.
    A présent, l’Espagne continue d’ignorer les besoins primaires de ses habitants, notamment celui de demander son indépendance dans la province catalogne surtout.

  • كمال ابوحمزة
    الجمعة 31 يناير 2014 - 22:01

    بسم الله الرحمان الرحيم
    — كما تدين تدان………

  • JIREMY
    الجمعة 31 يناير 2014 - 22:44

    vive ;es basque et catahelone libre et independante

  • شمالي وأفتخر
    الجمعة 31 يناير 2014 - 23:13

    أتمنى أن يحصل كل من الكطلان والباسك على حقهم في الاستقلال فهم لايستفيدون من دويلة الاسبان الا أداء الضرائب والعنصرية الممنهجة , نفس الشيء مع المغرب فاسبانيا تعد الراعي الرسمي لكل من أراد استفزاز وطنيتنا, ودلك لحقدهم الشديد للمغاربة أبناد المجاهدين

  • bakero.al maghribi
    السبت 1 فبراير 2014 - 00:06

    Personnellement, en tant que Marocain, je ne peux que me réjouir pour ce qui se passe à ce pays qui a tellement fait de mal à notre pays et à nos grands-parents, assassinés et massacrés, notamment au nord, au Rif. En outre, ces oppresseurs continuent de faire pression sur notre pays au sujet du SAHARA MAROCAIN, et continuent d'occuper nos terres et mers: Sebta, Melilia, les Iles Jaafariyines, Toura, Nkour…, avec toute impunité et arrogance, déclarant l'hispanité des présides occupés à chaque occasion. Je suis content que l'Espagne goûte du même venin qu'elle nous fait boire. Je souhaite que cette mèche d'indépendance s'allume également dans d'autres régions appelées autonomes d'Espagne, jusqu'à ce que l'Espagne des maudits populaires/impopulaires soit effritée. VIVA EL REY Y VIVA MARRUECOS. FUERA ESPAÑA DE LOS TERRITORIOS MARROQUIES. Les Espagnols n'oublieront JAMAIS le héros Abdelkrim qui les a ridiculisés et a marqué leur vie à JAMAIS.

  • Rachid
    السبت 1 فبراير 2014 - 08:14

    اتمنى من كل قلبي ان تكون مطالبة كطالونيا و الباسك بالاستقلال بداية الطريق لاسترجاع مدينتي مليلية و سبتة و الجزر الجعفرية الى حظيرة الوطن ان شاء الله.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين