كلية الآداب بالرباط تبسط قراءات بشأن دور الإنسان في النموذج التنموي الجديد

كلية الآداب بالرباط تبسط قراءات بشأن دور الإنسان في النموذج التنموي الجديد
صور: منير محيمدات
الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 14:00

إسهاما منها في تعميق النقاش حول تقرير اللجنة الخاصة بإعداد النموذج التنموي، نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ندوة علمية في موضوع “التحولات المجتمعية وقضايا التكوين والبحث العلمي: قراءات في النموذج التنموي الجديد”.

جمال الدين هاني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، شدد في مداخلته على “ضرورة وملحاحية جعل الإنسان محور النموذج التنموي الجديد، وأن يكون هذا النموذج من أجل الإنسان”، معتبرا أن “الاستهدافات التنموية لن تكون ناجعة ما لم تكن من أجل الإنسان ضمانا لاستدامتها وفعاليتها وفاعليتها”.

وأردف هاني أنه من “الواجب أن يحظى النموذج التنموي الجديد بتوافق من طرف فئات واسعة من القوى الحية الوطنية من أجل المساهمة في إنجاحه”، مبرزا أن مسألة تملّك المغاربة للنموذج التنموي مسألة مهمة كآلية لتنزيله حتى لا يظل مجرد تقرير نظري.

ونوه المتحدث إلى أن من واجب الجامعة المغربية أن تلعب دورها في قراءة النموذج التنموي الجديد، الذي سيرسم طريق المغرب لسنة 2035، وذلك “بالانفتاح على المثقفين والمفكرين من مختلف المشارب، وتوسيع النقاش الرصين حول هذا الموضوع عبر التناظر العلمي في ممكنات التفعيل والتنفيذ”.

عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط أكد المكانة المحورية للجامعة في التغيير المجتمعي، عبر انخراطها كشريك حيوي، إلى جانب مختلف المتدخلين، في ميادين البحث العلمي والتنمية البشرية، مبرزا أن “ثقافة الشراكة والحوار هي المدخل للبناء والتقدم والتطور وبناء السياسات العمومية”.

وقال المتدخل: “من حق المواطنين المغاربة التساؤل عن مكانتهم في النموذج التنموي الجديد، الذي يؤكد على تحصين المكتسبات وتجاوز الإخفاقات من أجل مستقبل واعد، لا سيما وأن تقرير اللجنة الخاصة بإعداد النموذج التنموي أكد أن الإمكانيات والطاقات التي يتوفر عليها المغرب لم تُستثمر بشكل فعال”.

وتوقف هاني عند دواعي وضع نموذج تنموي جديد، مشيرا إلى أن وضعية المغرب أحسن من وضعية بلدان مماثلة تتوفر على موارد طبيعية مهمة، غير أنه لا يريد أن يبني مستقبله على ثرواته الطبيعية فحسب، بل يريد بناءه اعتمادا على الموارد البشرية، “لأن الموارد الطبيعية ستزول ولن يبقى إلا الإنسان”.

وأكد المتحدث أن “المغرب وجب عليه استشراف المستقبل حتى لا يتفاجأ بوضعية ليست في الحسبان، خاصة بعد الدرس الذي لقنته جائحة فيروس كورونا لجميع بلدان العالم، واستحضار مقاربة اللا يقين في المستقبل”، لافتا إلى أن الجائحة لم تكن فقط خطرا على الإنسانية، بل كانت أيضا محفّزا على التحضير للمستقبل.

وأبرز هاني أن الرافعات الرئيسية التي بُني عليها تقرير اللجنة الخاصة بإعداد النموذج التنموي، الكفيلة بتحقيق التنمية المنشودة، هي الثقة في الدولة، والاعتراف بالشباب، والواقعية، والجرأة، وروح المنافسة والمغامرة، وجعل الإنسان محور المشروع التنموي الجديد.

من جهته، قال محمد حنزاز، مدير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير، إن تقرير اللجنة الخاصة بإعداد النموذج التنموي، لامس الواقع المعاش للمغاربة عن طريق الاستماع والاستدعاء، غير أنه اعتبر أن “هذا التقرير ليس برنامج عمل يمكن الشروع في تطبيقه مباشرة بعد صدوره، بل هو خارطة طريق لإعادة التفكير من أجل بناء مشروع تنموي متكامل”.

وأردف أن المغرب اليوم يعرف مجموعة من التحولات مرتبطة بالسياقات الخارجية، لها تأثيرات على سيرورة منظومته التنموية، حيث دخلت المجالات الإقليمية والدولية في تنافس اقتصادي واجتماعي، مبرزا أن المغرب يحاول قدر المستطاع التفاعل مع هذه القضايا.

وبخصوص العناصر الداخلية التي حتّمت على المغرب إعادة النظر في نموذجه التنموي، قال حنزاز إنها مرتبطة أساسا بالدينامية الديمغرافية المرتبطة بالتحول من ساكنة قروية إلى ساكنة حضرية، ما يفرض وضع استراتيجيات جديدة لمسايرة هذا التحول الذي يؤدي بشكل مباشر إلى إعادة تشكيل المجال المغربي، من أجل مراقبة التشكيل الجديد للمدن.

واعتبر مدير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير أن المجال الحضري المغربي، الذي يتكون من 560 مركزا حضريا، “يوجد فيه نوع من التنوع، لكن يغيب فيه التداخل والتكامل الوظيفي”، وأردف متسائلا: “نتحدث عن المجال الحضري والشبكة الحضرية، ولكن هل يشتغلان كمنظومة؟”.

وتوقف حنزاز عند عنصر آخر من عناصر التحول الذي يشهده المجال الحضري بالمغرب، يتعلق ببروز المدن المتروبولية، حيث يتوفر المغرب على ستّ مدن كبرى، “لكنها تعاني من مشكل الحكامة والتدبير”، لافتا إلى أن “هذه الوضعية فرضت بناء نموذج جديد بتدبير التراب، باعتبار أن التنمية الترابية هي دعامة أساسية في التنمية البشرية”.

‫تعليقات الزوار

12
  • عدنان التوزاني
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 14:10

    الإنسان هو الأصل و هو الوسيلة و هو الغاية. للأسف، منذ عقود و نحن نبني الجدران و نهمل تربية و إشراك الإنسان في مشاريع ااتنمية . النتيجة : الدولة تبني و الإنسان يخرب البنيان.

  • erer
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 14:24

    عجيب امر هذا البلد حتى الجامعة في محل نصب مفعول به. بسط القراءة بشأن دور الإنسان اصبح ممكنا لان الجهات العليا سمحت بالحديث حوله. اما التفعيل فذلك قرآن آخر….ماأريكم الا ماأرى…..

  • نون و العلم و ما يدرسون
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 14:25

    اين هي كليات العلوم و المعارف الاخرى التي لا تعد و لا تحصى ؟ علاش في المغرب دايرين لينا غير الاداب و الهضرة و لكلام الغليض و كثرة الاجتماعات في امور لا تغني و لا تسمن و لا نفع فيها مباشرة لاقتصاد و الواقع المادي الذي ينبغي رفع تحدياته… اين نسجل ابناءنا و بناتنا باك علوم؟ واش في الادب لان في جهتنا لا توجد الا كلية الادب و لا نريد اضاعة زهرة شبابنا في التخاريف و الاساطير و القصص و الغراميات و الاشعار و المواد الثقافية الغير نافعة للبلاد و العباد و للتنمية…كيف يعقل ان يسجل عندنا هنا في الجهة 85.78 */* من اصحاب الباك في الادب علما ان الادب اليوم متوفر في الانترنيت…نريد دراسة الرياضيات و الاحصاء و العلوم الطبيعية الواسعة و التقنيات الكثيرة جدا من فلاحة و طب و بيطرة و حواسيب و سياقة للالات و بناء و طرق وووو …هل لان كلية الادب ساهلة و هي مجرد حيطان و كراسي (كراجvoie de garage ) ; لا تتطلب بنيات و صرامة علمية بحثية اكاديمية و لغة كونية يعرفها العلماء و التقنيين؟ يرجى الالتفات الى ما يجري في دول اسيا رجاء و كفى من هدر المال العام في التكرار و الاجتمعات و التصاور بزاف الخ

  • غيور
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 14:48

    المرجو المزيد من التحسيس بأهمية النمودج التنموي لكي ينخرط الجميع في نجاحه .لاننا تلاحظ ان قلة التعليقات على مثل هذه المواضيع يؤشر على عدم استيعاب للناس مضامين هذا المشروع الذي انخرط فيه المغرب و يعول عليه .

  • Mouloud
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 14:49

    من المفترض أن ما خلصت له الندوة يجب أن يكون متضمنا و واضحا داخل تقرير النموذج التنموي، وإلا فإن التقرير التنموي تقرير مبهم وجب شرحه . أو ربما أن الندوة خارج سياق النموذج التنموي…

  • محمد بلحسن
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 14:57

    أستغرب لما جاء على لسان السيد محمد حنزاز، مدير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير “إن تقرير اللجنة الخاصة بإعداد النموذج التنموي، لامس الواقع المعاش للمغاربة عن طريق الاستماع والاستدعاء، غير أنه ليس برنامج عمل يمكن الشروع في تطبيقه مباشرة بعد صدوره، بل هو خارطة طريق لإعادة التفكير من أجل بناء مشروع تنموي متكامل” أو ما شابه ذلك !!!. أنتظر بفارغ الصبر الخطاب الملكي السامي المنتظر يوم 29 أو 30 يوليوز 2021 لسماع التوجيهات والتعليمات النهائية غالبا ما ستحث الجميع على التطبيق الذكي السليم بعيدا عن عبارات التشكيك والإحباط والتفاسير الخاطئة.

  • benha
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 16:31

    لكي نحقق النمودج التنموي الناجح ، يجب ان نعمل على توفير حياة الرفاه للجميع بدون استثناء ،والا يقتصر الامر على فءة دون اخرى ، الرفاه وليس غير الرفاه ، لان الناس اليوم لم يعودوا يرضون الا بحياة الرفاة ، ودورنا كمسؤولين وغيرهم هو التفكير والعمل على ايجاد السبل لتحقيق ذلك ، وتحقيقه يتطلب الجدية والصرامة في كل المجالات ومع الجميع بدون استثناء ، يجب ان يكون هناك عدل ومساواة في ذلك ، وعلينا ان نقطع مع اساليب المحاباة والتسامح غير اللاءق ومع الزبونية والمحسوبية ومع اباك صاحب وهذا ديالنا وهذاك كنعرفو،، وكل تلك الاشكال الفاسدة التي لا تؤدي الا الى مزيد من الفساد ومزيد من التدهور ، وطبعا لا نقصد الظلم والعدوان والتعدي وانما نقصد العدل بينالناس بما هو حق وواجب ، فلو التزمنا بهذا فاننا سنلحظ تحسنا في وقت وجيز ، وهذا يتطلب تطبيق القوانين العادلة على كل واحد كبر شانه او صغر ، سواء مع الرءيس او المرؤوس ،فالجميع سواسية لا فرق بين هذا وذاك ، والجميع يرى ويلاظ كيف يتم التعامل مع هذا وذاك ، والحديث يدور ، وكل تصرف له تاثير على الاخرين اما ايجابا او سلبا ، فلنكن حدرين من تصرفاتنا .

  • سليم
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 17:12

    هناك كتاب رائع لمستشار الرءيس الامريكي نيكسون الدي أكد فيه انه ليس هناك أي تطور بدون تطور العامل الإنساني. كما ان اليابان التي كانت أول اقتصاد في العالم لسنين قبل أن تزيحها الصين كانت تعمل بسياسة الجودة العامة qualité totale…يعني الجودة في كل شيء …التصرفات الخدمات الكلام الإنتاج …لو عملنا بهده الفكرة الاخيرة و طبقناها جميعا و بايجابية يمكننا أن نقفز عاليا جدا في سلم الدولة المتقدمة. الحل بأيدينا أما ادا تكاسلنا فلبانضية سيسيطرون شموليا على كل القطاعات و لن نتقدم ابدا

  • berlingo
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 20:03

    هاهم الأكاديميون لا يطبقون لا كمامة لا تباعد ولاهم يحزنون . ثم يأتيك البعض و يريدون إلصاق الجمل بما حمل للمواطن البسيط . زعما را الجهل سبب الحالة الوبائية . إوا ها هوما النخبة منهم لي ملبسهاش جاع حلل وناقش.

  • محمد بلحسن
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 21:50

    ختم سليم صاحب التعليق رقم 8 تدخله بعبارة “إذا تكاسلنا فلبانضية سيسيطرون شموليا على كل القطاعات و لن نتقدم أبداً”.
    تمنيت لو تطور الذكاء الاصطناعي في الحقل الاعلامي الصحفي لدرجة تصحيح تلك العبارة قبل نشرها لقراء هسبريس وللرأي العام الوطني والدولي، على هذا الشكل: “لقد تكاسلنا وها البانضية قد سيطروا على كل القطاعات و لن نتقدم إلا بحلول جادة تنبع من عقل محمد بلحسن وأمثاله”.
    أتمنى أن يخصص لي رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي ومساعديه 144 دقيقة، كل واحد يخصص لي 4 دقائق تكفي لمضاعفة جودة التوصيات المتعلقة بالحكامة ومحاربة الظلم والحد من هدر المال العام التي تغطي صفحات التقرير في طبعته المؤرخة يوم 25 مايو 2021. أجدد القول: 144 دقيقة تكفي لإسعاد ملك وشعب بتوصيات دقيقة وجريئة مصدر تقدم ورخاء طيلة 2021/2035.

  • د.عبدالقاهربناني
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 22:05

    كنت أتوخى أن يذكر مدير المعهد الوطني لإعداد التراب الوطني تجربة التدقيق المجالي الذي أطلقها السيد اليازغي الوزير المكلف بإعداد التراب الوطني في 2004-2005 في أفق التراب الوطني 2010 والذي جمع ممثلين عن جميع القطاعات لمدة سنة ونصف السنة وكان من المفترض أن تتوج بزيارات ميدانية في الخاج للوقوف على المشاريع التنموية وتطبيق الإفتحاص الميداني على مثيلاتها بالمغرب لكن التجربة أخهضت في المهد فلا المدققين المجاليين -وكنت واحدا منهم ممثلا للمكتب الوطني للنقل- الذين كانوا يستدعون بهاته الصفة تمكنوا من إكتساب المصادقة على مرتبتهم كباقي مجالات التدقيق ولا القطاع الوزاري المشرف إستطاع تنزيل النماذج التنموية المسطرة واليوم أيضا لا يمكن تنزيل النمودج التنموي الجديد في شقه المتعلق بإعداد التراب الوطني في غياب أو بالأحرى عدم تملك مؤهلات التدقيق المجالي والذي لا يهتم فقط في التنزيل المحكم للنمودج التنموي الجديد بل والقطع مع الإختلالات المجالية التي تتكرر في كل جهات المملكة بدون إنقطاع بيد أننا بوسعنا مطابقة معايير الجودة في التنزيل على غرار باقي مجالات الإفتحاص.

  • محمد بلحسن
    الأربعاء 7 يوليوز 2021 - 22:17

    بعد قراءة التعليقات والتوقف عند مساهمة سليم (التعليق رقم 8) تذكرت فعالية إختيارات اليابان خلال عمليات تصميم وتحيين نماذجها التنموية تظهر البحوث أنها كانت كلها تصبو لتحقيق qualité totale في كل خطوة تخطوها.
    أتمنى أن يضيف جلالة الملك 100 يوم لشكيب بنموسى ومساعديه ال 35 حتى ينفتحوا أكثر على مغاربة يعانون في صمت وجاهزون لفضح لْبَّانْدِيَّ بهدوء

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز