لجوء متطرفين إلى برمجيات تكنولوجية مشفرة يثير تخوفات أمريكية

يتوجه يمينيون متطرفون أكثر نحو محادثات أكثر سرية عن طريق برمجيات مثل “تليغرام”، وفق جريدة “واشنطن بوست”، بعد اختفاء تطبيق “بارلر” ورد الفعل الذي لقيه في الأسبوعين الأخيرين موقعا التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر”.

وجاء هذا بعد الهجومات التي عرفها الكونغريس الأمريكي، قبل أيام، وردود فعل شركات تقنية ضيقت الخناق على متطرفين من أقصى اليمين، إذ أوقف “تويتر”، على سبيل المثال، آلاف الحسابات المروجة لنظرية المؤامرة، وهو ما يعني إبعاد محادثات موثقة كانت تجري في فضاءات يمكن الاطلاع عليها من العموم.

وتقول الصحيفة الأمريكية إن المحادثات حول الهجومات والاحتجاجات المحتملة ليلة تنصيب الرئيس الأمريكي تتم في خليط واسع من المحادثات العلنية والخاصة، بـ”تيليغرام” و”ميوي”، وفق مسؤولين أمنيين وباحثين في التطرف.

ويذكر المصدر ذاته أن هذه التطورات تطرح قلقا لدى القوى الأمنية حول إمكان توقع ومواجهة الاحتجاجات والهجومات المحتملة في الأيام التي تسبق يوم تنصيب الرئيس في 20 من شهر يناير الجاري.

ويورد المقال تصريحا حول أهمية علنية محادثات هذه المجموعات في مواقع وبرمجيات التواصل، مثل فيسبوك وتويتر وبارلر، حيث مثلت مصدرا مفتوحا لتتبع المعلومات حول مؤشرات الاهتمام بالاحتجاج.

ويذكر المصدر ذاته أن التطورات التي أعقبت منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من التدوين في تويتر وفيسبوك قادت مستعملين لا يرتبطون بمجموعات عنيفة إلى مواقع تواصل أقل انتشارا؛ فيما يتوجه آخرون إليها بسبب قلق على الخصوصية مع الشركات التقنية الكبرى.

ووفق إحصاءات يوم 12 يناير فإن “تيليغرام” كانت خامس أكثر برمجية تحميلا بالولايات المتحدة الأمريكية، بعدما كانت رتبتها العاشرة بعد المائة قبل اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي؛ كما أن برمجية “سيغنال” صارت هي الأكثر تحميلا بعدما كانت الخمسين بعد السبعمائة في اليوم الرابع من شهر يناير الجاري.

ويذكر المقال أن برمجيات مثل “تيليغرام” كانت منذ مدة مكانا لتجمع مجموعات يمينية متطرفة، إذ استعملها بشكل واسع في الماضي مساندون لتنظيم الدولة الإسلامية، قبل أن يعمل الأمن الأوروبي مع الشركة لإسقاط الحسابات المرتبطة بالتنظيم الإرهابي، فيما ظل متطرفون يمينيون يعملون عبرها بشكل حر إلى حدود الأسبوع الحالي، لما أسقطت الشركة العديد من المجموعات العمومية المعروفة الملأى بالمنشورات العنصرية؛ بينما تبقى العديد من الحسابات الأخرى متوفرة عموميا، ويستمر الأعضاء الجدد في الانضمام إليها.

وقالت برمجية “تيليغرام”، وفق الصحيفة، إنها تعمل على وقف الدعوات العلنية إلى العنف، فيما رفضت “سيغنال” التعليق على أي المجموعات هي الأكثر إسهاما في نموها، علما أن شروط استخدامها تمنع من استعمال البرمجية من أجل أفعال غير قانونية.

كما قالت “ميوي” إن لمنصتها ضوابط صارمة ضد الكراهية والدعوات إلى العنف والتنمر، وإنها تستجيب بسرعة بإسقاط الحسابات التي يحدد أنها تخرق هذه الضوابط.