لكي لا يمد أطفالنا يدهم

لكي لا يمد أطفالنا يدهم
الخميس 23 يوليوز 2015 - 20:10

مرت علي لحظات صعبة وأحسست بالمرارة وأنا أشاهد شريط الفيديو القصير الذي يظهر أطفال مغاربة يتوسلون سائحة بمنحهم بعض الدراهم .. وزاد إحساسي بالمرارة والأسى جراء القهقهة والضحك الذي أبدته السائحة .. لكن سالت نفسي أليس هذا ما يحدث في كل مدن المغرب وقراه .. ؟

أليس هذا الفقر الكافر بقادر على أن يحول أطفال الشعب المغربي إلى فريسة سهلة لكل أشكال الإستغلال والإبتزاز وأحيانا التصوير والنشر لمواد خلاعية يكون فيها البطل الضحية إبن المغرب أو إبنته.

صحيح أن ما قدمته السائحة في شريط الفيديو لا علاقة له بأي إخلال بالحياء .. لكن شريطها مناسبة جد هامة يجب أن تستوقفنا كمغاربة نحب ونعتز بوطننا .. لنقف ونتأمل في البضاعة التي نقدمها للأجنبي ..

لأنك عندما تشرع أبواب وطنك للسياحة فأنت ملزم بإحترام المعاهدات والمواثيق التي تنظم أسلوب تعاطيك مع المواطنين الأجانب فوق أرضك كما أنهم ملزمون بترابية القوانين .. وبضرورة إحترام الوطن المضيف. لكن إلتزامك الأخر المبطن هو مع شعبك الذي سيلعب أهم دور في تقدم أو تأخر معادلتك الإقتصادية السياحية.

و هنا مكمن الخلل ..

إنك لا تملك القدرة على التحكم في أسلوب تعاطي شعبك مع الأجنبي . إذا كان شعبك فقيرا ومعوزا.

قد يجد البعض هذا الموضوع مناسبة للتعاطي السياسي وتلبيس المسؤولية للغير أو الخصم السياسي لكنني أؤكد لكم أن إشكالية الفقر في بلدنا نمت وترعرعت على مدى عقود وعقود من الزمن. ولا علاقة لها بمسرحية السياسة والإنتخابات .. والتقطيع الإنتخابي الشهير .. أو المقص الديموقراطي كما يحلو لي أن ألقبه.

قيل لي في إحدى جلساتي مع أحد الوزراء المغاربة السابقين أنهم عندما ذهبوا عند الملك محمد السادس في بداية عهده بالحكم وطلبوا منه أن يعمل المغرب على تنشيط دبلوماسية المؤتمرات كما كان عليه العهد أيام والده رحمه الله قال لهم : وما هي الفائدة من أن ننقل للعالم صورة مغرب عصري ورائد في تنظيم المؤتمرات والندوات الصحفية بينما سيعاين زوارنا الفقر والبؤس ويصطدمون بالمتسولين عند الإشاراة المرورية.

وتأكد لي مع مر السنين أن الفكرة كانت في بداية الألفية الثالثة أن يبدأ المغرب في تنفيد مقاربة تنموية شاملة لا تقتصر على إقليم دون آخر أو مدينة دون أخرى ..

كنت أعتقد أن المقاربة الشامل كان ويجب بل ومن المفروض أن توزع الجهد والمال على كل أرجاء الوطن وبالتساوي .. وإلا فما معنى أن يكون لدينا القطار الفائق السرعة وبجانبه عمارات بنيت على شكل صناديق إسمنية تدخل الكآبة على الناظرين .. ؟

ما معنى أن يكون لدينا أحد أهم وأكبر الموانئ بحوض البحر الأبيض المتوسط ولديك شعب مصنف ضمن لا ئحة أفقر الشعوب العربية .. ؟

إنها وضعية إجتماعية المسؤولية فيها شاملة ومعالجتها يجب أن تكون شاملة متكاملة.

الفيديو القصير الذي يظهر أطفال بلدي يتسولون هو ناقوس خطر وعلامة إنذار لما قد تؤول إليه الأمور في بلادنا .. فالنظام اللبرالي والسوق المفتوح لا يعني بالضرورة العدل الإجتماعي. فأنا اعاين يوميا في شوارع وأزقة واشنطن مئات المشردين وهذه أمريكا التي تتصدر العالم الحر. فمادمنا قد إخترنا هذا النموذج الإقتصادي .. وما دام المغاربة والحمد لله من اكثر شعوب العالم إستعدادا للتعايش مع الفقر مهما كانت قساوته فأملي ألا نكون قد اخترنا المثال الرأسمالي البرازيلي .. حيث تناطح نطحات السحاب الأكواخ وتشق القطارات أحياء الفقر و البؤس والجريمة.

فلماذا نستحيي إذن من رؤية شريط يظهر أطفالنا وهم يتسولون والأجنية تضحك .. ؟ ألسنا نعيش في مغرب لا يعترف بالمساواة الإجتماعية ..

بلدنا بات يعيش بشع حالات الإستبداد الإقتصادي العالمي وأصبح هذا الأمر يشغل بال الكثير من الزوار والمستثمرين.

إقتصاد تسيطر عليه بضع شركات أو مجموعة شركات بينما لا تتفرع سلسلة المنافع على كافة الشعب الذي يتحول أوتوماتيكيا إلى يد عاملة أو طاقة تشغيلية ليس إلا وبأسعار السوق المحلية .. صورة تكاد تشبه الجنون أن تنمي قطاع الإستثمار الأجنبي في بلدك ولا تضع و تسن قوانين كافية تضمن العيش الكريم لشعبك .. فقبل الفقر هناك الثروات .. و يتبعها سؤال إقتسام الثروات .. !!

أين تذهب أموال المعادن ومحاصيل الصيد في أعالي البحار ومقالع الرمال والأحجار أين تذهب أموال الإعلانات واللوحات الإشهارية.. هل تدخل ضمن لعبة عمتى الغولة الرأسمالية ؟ أم أن للمواطن حق في ثروات بلده ما تقدم منها وما تأخر ( الحساب فراسكوم ).

هؤلاء الأطفال لا يطلبون أجهزة الآي فون ولا السامسونغ بل مجرد سنتيمات لشراء بعض من ضرورات الحياة .. ومازلنا في وطن يدعي بلطجيته بأنه بلد أكبر كسكس وسروال وطايب وهاري .

وما زلنا أمام طبقة تغتني غنى فاحشا بأساليب قانونية ومشروعة لا يعلمها بقية أفراد الشعب . ولا تصله أصداءها . وهو ( الشعب ) فيها مثل ذلك الحمل الوديع الساكن المستكين , المتسابق على لقمة العيش والمتصارع من أجل البقاء والساهر من الأرق بسبب هموم فواتير قرض السكن والثلاجة و و و .

نعم ما الفائدة أن يكون بلدك قبلة لكبار الشخصيات والمؤتمرين من كافة أرجاء العالم .. إذا كان شعبك لا زال يعيش تحت رحمة الأمية والحاجة لأبسط ضروريات الحياة الكريمة. فليس كل المغرب حي السويسي .. ومادام الأمر كذلك فعدست السائح تلتقط ما تريد.

ونزوات الزائر ستلبى حتما وفق قانون العرض والطلب .. والمقياس واحد .. هو هذا الفقر الكافر.

فلكي لا يمد أطفالنا يدهم للسواح .. ولكي لا يستغل السواح براءة أطفالنا .. يجب أن نعيد النظر في أسلوب تعايش شعبي المغرب الشقيقين شعب المغرب الغني وشعب المغرب الفقير. ولا بأس أن نصحح المعادلة قليلا قبل فوات الأوان.

قدموا للشعب مشروع سياسة برغماتية لمحرابة الفقر وتأسيس المساواة الإجتماعية .. ونفذوا أحكام القانون في دولة يسودها العدل ولا تعلو فوقه كلمة.. قدموا للمواطن مشروع دولة تعيش بما لديها ولا تقترض حتى النخاع لكي تساير حركة الإقتصاد العالمي .. أولم تكن سياسة السدود مشروع مغرب مكتفي غذائيا .. ؟

قدموا له ذلك و ساعتها لن تجد كاميرات السواح ما تصوره من سوءات.

للتواصل مع الكاتب : www.acradiousa.com

‫تعليقات الزوار

19
  • المهدي
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 22:20

    المشكل ليس في الشريط يا أخي بل لا أراه صادما على الإطلاق ، فالعالم الخارجي لا ينتظر زيارة قرية نائية في جنوب المملكة ليتهافت عليه الأطفال حتى يرى ويقتنع ان هناك فقر وتسول ، لا يا استاذ لقد تجاوز الامر هذا واصبح الأطفال ينتقلون الى الغرب لممارسة تسول القرب في الدول الإسكندنافية وفي اسبانيا بما يقرب الفرجة من العالم الخارجي ، اما ما في الشريط فلا يعدو شقاوة اطفال ألقي لهم الطعم فجاء التدافع ليعطي اللقطات المطلوبة ، شخصيا هذا يؤلمني بشكل اقل من مستولين من صنف آخر يعرضون خدماتهم على الويب وأشباه رجال يتدافعون لعرض الشقق المفروشة والطاهي والساقي والسائق وأجساد بضة اقتلعت من احياء البؤس نحو ما هو أفظع لتقدم لقمة سائغة للغرباء ، هذا ما يؤلم اكثر انه فقر الأخلاق والشرف والعفة والأنفة وعزة النفس التى باتت عملة نادرة امام السباق المحموم للتباهي والاقتناء بحثا عن وجاهة اجتماعية غير مستحقة ، وعلى كل لقد تم تسويق صورتنا بما فيه الكفاية ولم نعد في حاجة لسائحتين عابرتين حتى يتفصد جبيننا عرقا ، اللي عطا الله عطاه ، والملاذ الأخير لمن لم تمسهم الجائحة ان يتقوقعوا على ذاتهم والحرص على عائلاتهم فقط

  • Mustapha
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 22:35

    سؤال بسيط، الا يوجد في اصطنبول الواجهة الحضارية
    و الاقتصادية لتركيا فقراء (اطفال نساء..) اتراك لا ذنب لهم في هذه الدنيا يطلبون مساعدة او يتوسلون السياح؟
    الجواب نعم و رابت ذلك بام عيني خلال زيارتي السياحية لاسطنبول في شهر ماي الماضي.
    ملاحظة : يوجد في هذه الدنيا اناس لا اخلاق لهم ولا ضمير يستغلون براءة الاطفال او عجز الاخرين في اخذ فيديوهات او صور لتشويههم و الا ستهزاء بهم عبر نشرها في المواقع الاجتماعية..
    الضمير الانساني وصل تقريبا في كل بقاع العالم الى الحضيض!

  • محمد أيوب
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 22:58

    وماذا تنتظر؟:
    هذا هو الواقع:فقر وتهميش وحرمان واقصاء..أطفال لا يعرفون معنى قضاء العطلة في اليونان ماليزيا واندونيسيا وأمريكا واوروبا وأدغال افريقيا..همهم الوحيد هو جمع دريهمات لأسرهم بأية وسيلة كانت..يوجد ببلدنا أطفال يلعبون بالملايين ويتوفرون على هواتف ثمينة ويدرسون في مدارس خاصة جدا جدا..ويوجد نظراء لهم يسبحون في مياه المجاري ولا يستطيعون الخروج من حيهم ومدينتهم لقلة ذات اليد:هي الأرزاق اذن..لكنها سياسة أيضا نهجتها الدولة فأغنت البعض وأفقرت الكثيرين…نعم:لا قيمة لزيارة أكبر الشخصيات والمشاهير لبلدنا في الوقت الذي لا نزال نعاني من ارتفاع نسبة الأمية والبطالة والمرض والفقر والتهميش والاقصاء و"الحكرة"..نعم"الحكرة"بكل معنى الكلمة..أغنياؤنا ينفقون الملايين على نزواتهم ونزوات ابنائهم وبناتهم وحيواناتهم الأليفة وغير الأليفة بينما يرزح الآلاف بل الملايين تحت عتبة الفقر المدقع…من المسؤول اذن؟جوابي موجود دائما وأبدا الى أن يقضي الله أمرا آخر: انه المخزن ولا أحد غيره..ومن هو هذا المخزن؟الجواب نعرفه جميعا ولا حاجة للتصريح بمن يكون هذا المخزن..لكم الله ياأطفال الفقراء والمهمشين ببلدنا..

  • الطنجاااوي
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 23:39

    يا أخي الشعب الفقير هو طعم يجذب به بعض المستثمرين السياحيين الأجانب…

    هناك بعض رجال الأعمال اللذين يريدون أن يكون الشعب خدما للسائح حتى يجني هو المال.

    يريد أن يكون هناك عاهرات وماسحي أحذية وشواذ و…أن يكون الشعب قابلا لبيع نفسه وعرضه..حتى يغتني هو..فالسائح قد يكون بوزبال في بلده، لكنه يحس كأنه ملك في المغرب…وإلا ما تفسير الفظاعات التي يرتكبونها في المغرب..ولا يستطعون حتى تجاوز الضوء الأحمر في بلادهم..

    نحن نستقبلهم في المطارات بالشطيح والزغاريد وبرارد آتاي..

    الملك عندما قال أنه لا فائدة من المؤتمرات والشعب ما يزال فقيرا..كان يعلم ما يقول..ويعي جيدا مدى استفحال الّأزمة..

    قبل هذا وذاك..يبقى السؤال..هل الفقر وحده السبب..؟

    أم قلة النفس…

    أين هم آباء هؤلاء الأطفال؟

  • مغربية
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 00:23

    مند حادثة طانطان الاليمة وانا ابحث عن مقال اقرا كلماته فيشفي ويضمد جروحي
    مند حادثة طانطان وانا ابحث عن مقال احس بغيرة وحسرة كاتبه عن وضعنا الحقيقي وضع المغرب الفقير وليس توامه الغني المتجبر
    هل توجد كلمة اكثر عمقا من كلمة مشكل، لتعبر عن سوداوية مستقبلنا لان الخلف وهم اطفالنا وشبابنا ضائع…

  • AHMED
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 00:48

    ليس الفقر بالضرورة هو ما يدفع الاطفال الى مد اياديهم للاجانب.. كنا ايضا نقوم بنفس السلوك في الماضي كاطفال.. كنا نتباهى بيننا حول من منا حصل على اكبر مبلغ.. والتفوق في هذا الشان يهمنا اكثر من المال بعينه.. ايضا بعض الاطفال منا يمكن ان يقذفوا الاجانب بالحجارة لكن السياح يستعملون المال او الحلوى لينجوا من شرنا ونيل تعاطفنا.. وكيفما كان الحال فهؤلاء اطفال معذورون في سلوكهم.. خصوصا ان منهم من لم يذق بعد حلاوة امتلاك ولو درهم واحد يفعل به ما يشاء !! او يقتني ما يحتاج من اقلام او حذاء او ملابس للتربية البدنية او كتاب او او او…. ما لم ينقطع عن الدراسة لهذه الاسباب طبعا.. على الاباء اكرام ابنائهم ببعض المال القليل ( ولو مرة في السنة) نظرا لاهمية ذلك على مستوى نضجهم الوجداني وتوازنهم النفسي..

    صورة هؤلاء الاطفال يمدون ايديهم بابتسامة لا تفارق محياهم الى تلك السيدة شيء محمود فالسائحة داخل السيارة هي من شجعتهم على ذلك كما اننا في المدن المغربية نتعرض للسرقة من اطفال منحرفون في سن هؤلاء..

    في بعض المدن كذلك نتعرض للسرقة والنصب والاحتيال من لصوص محترفين.. في الطرقات والشوارع والطوبيسات.. في ال

  • إختلال التوازن في العمران
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 04:17

    لا داعي للغضب فالمشهد عادي سواء صوره المغاربة أو السياح. والشمس لا تغطى بالغربال،
    الأجدر أن نلوم أنفسنا ونعترف بتقصيرنا قبل أن نلوم غيرنا.
    السؤال الواجب طرحه هو : ماذا فعلت الدولة لتنمية البوادي وتوفير العيش الكريم لسكانها؟ وماذا فعل (أبواق) المجتمع المدني لتوعيتهم؟ وماذا فعل كل واحد منا لجلب منفعة ما إلى قرية أجداده؟.
    قال إبن خلدون في مقدمته: " البدو أقدم من الحضر وسابق عليه والبادية أصل العمران والأمصار مداد لها".
    أما الآن فيمكن القول أن البادية أصل البلاء بسبب الهجرة إلى المدن نتيجة إهمالها.
    كان من المفروض إدخال الكهرباء والماء إلى البوادي قبل المدن وتقريب خدمات التعليم والصحة إليها والقيام بالتجزئا ت الفلاحية فيها قبل التجزئات الإسمنتية في المدن وإستنبات المراعي في الجبال للرفع من شأن مهنة الرعي والحيلولة دون الهجرة لحراسة وغسل السيارات في شوارع وأزقة المدن.
    ماذا نفعل لتأطير الأطفال والمراهقين في البوادي والمدن وتوعيتهم بواسطة الأنشطة الثقافية والرياضية والفنون الجميلة ؟.
    وما دامت الدولة تسمح لشركات المضاربات العقارية بإستنبات أحياء إسمنتية ضخمة حول المدن فإن الأحوال ستسوء أكثر.

  • المهدي
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 05:11

    تتمة ، الأفضل يا أخي ان لا يعول المرء على دور المجتمع والبيئة والمحيط والحي والجيران كثيرا في ضمان تربية ذريته وان يحمي عائلته من هؤلاء وعدم مخالطتهم الا في الحدود الدنيا حتى لا ينعتوا بالحمق او التوحد ، بل على المرء ان يتحرر ذهنيا من قيود تحمله وزر الآخرين وتدمغه خطاياهم أينما حل رغم براءته منها ، في الغرب ينظر إليك كإرهابي محتمل وذرة شاردة تتربص بالآخرين شرا لان هناك من بني عشيرتك ودينك من شوهوا الصورة ، وتجلد ذاتيا بصور اخرى لبعض الفاسدين والفاسدات الداعرات اللواتي طبقت شهرتهن الآفاق فتحمل وزر الصورة المخجلة وانت البعيد عنها ، مالي انا وكل هذه الأحمال ؟ ان حاورك غربي عن الدين والإرهاب تدافع وكأنك المعني بأفعال داعش ، او حدثك أخر عن الدعارة تنتفض لأفعال بعض الحثالات من المحسوبات عليك قسرا لتبييض الاسود ، حياتنا أصبحت ردود أفعال لتصحيح رؤى الاخرين عن أفعال مشينة ارتكبها آخرون ، انه امر مرهق فعلا ان تحمل وزر خطايا من لا تعرفهم لكنهم محسوبون عليك ، ولعن الله الشاعر الذي أنشد : وهل انا الا من غزية ان غوت … غويت وان ترشد غزية ارشد .
    ان غوت فذاك شانها وان رشدت فانا لا انتظر رشدها لار

  • مواطن من تطاون
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 06:04

    ان الانسان المغربي لا يعاني فقط من الفقر المادي الذي نرى أبرز تجلياته في ظاهرة التسول لدى الأطفال أو من فئات أخرى ، بل يعاني أشد المعاناة وفقرا وهشاشة في الوعي والتعليم والتربية والفقر في الأخلاق والفقر في الانتماء للوطن والدين ، والفقر أيضا في أداء الأمانة الوطنية من أدنى المستويات الى أعلى المستويات ، انه فقر لا حدود له حيث يشمل شتى مناحي الحياة لدى الكبير والصغير ولدى الحاكم والمحكوم.
    تجدني في سوق عمومي أتبضع لأسرتي وتسترعيني باستمرار ظاهرة الأطفال شبه المتمدرسين يطلبون من الناس أن يساعدونهم على حمل ما يشترونه من بضائع، وهؤلاء الأطفال يأتون من حي فقير بعيد عن السوق. فأتسائل ما الذي يحملهم على ممارسة مثل هذه الأعمال الحقيرة و في نفس الوقت يغادرون المدرسة. فأين المسؤولون الذين يتغنون دائما بأسطوانة شارخة مفادها أن وزارة التربية الوطنية تعمل على الرفع من نسبة التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي. فاذا كان فقر كبير يشمل الجانب الاجتماعي من حياة الناس، فهناك فقر أيضا في التفكير في هموم الناس وفقر في التخطيط والنجاعة في تحمل مسؤولية الوطن.

  • مغربي حقيقي
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 08:29

    أضم صوتي إلى الصديق محمد أيوب رقم ٣
    هذا هو واقع الحال دون زيادة أو نقصان ، وبدون لف ولا دوران .
    " عايشين عيشة الذبان في البطانة "
    إلى متى ؟؟؟
    إلى متى ستظل دار لقمان على حالها ؟
    متى ستتعافى الضمائر الفاسدة والخبيثة التي تسبب هذه الأمراض المخزية والفوارق الاجتماعية المهولة والمزرية ، متى ستصحى الضمائر الحية والشريفة لوضع اليد في اليد من أجل بناء مغرب الغذ .

  • الحوار المتمدين
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 10:23

    لا تهمني محاور الموضوع و لا مضامينه بقدر ما تهمني المشاركة على الصفحة ،، الصفحة المخلوطة بالطفولية و ذكرياتها ثم حاضرها المؤلم في عنوان الموضوع.

    نحن في الجزيرة الغريبة الاعجوبة الخيالية لنا اكتفاء ذاتي من السمك و صحتنا جيدة ببروتيناتها .

    سابقا كتب الكاتب سعيد الوافي في موضوع الباهيلا ، طبق الارز بالسمك على الطريقة الاندلسية ، لم يكن موفقا فيه ، خصوصا و شخصي المحترم من رؤساء المطابخ العالمية لا امرر الا ما كان جيدا من الوصفات و الاكلات حفاظا على ألقنا المطبخي الذي هو في الطليعة .

    بالنسبة لجدتي رحمها الله ،كنا نكتفي بطبق البيصارة و الزيتون و خلطة البقولة ، اما السمك فهو مخلوق غريب لا نرغب نزوله على المائدة ، السمك مخلوق نتن يتمسح بالثلج و الاجهزة المبردة للحفاظ على ألقه المزيف .

    الحظ الكبير كان للبن ، كان اللبن يمثل 75 بالمئة من منسوب تغذيتنا .

    اليوم و كرئيس مطبخ غاص بالطباخين ، تسرني رؤية الطباخين و مساعديهم يهيؤون الوجبات الرسمية اليومية دون الرجوع إلى شخصي المحترم للاستشارة او صدفة طارئ يوجب التدخل .

    من مكتبي الزجاجي لرئيس الطباخين ، أشعر بالملل ، و شهر ماي لي فيه عطلة انتظرها

  • منى
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 16:17

    انا ساتكلم وبكل ثراحة عن تجربة شخصية طفولية اتدكرها واحن اليها حينما كنت صغار نجتمع وندهب للتسول ولن اقول اني لست من طبقة فقيرة لا بالعطس لاكن نجد ما ناكل ما نشرب لا ننام في الشارع نضحي كجميع المغاربة ان لم يكن لنا تمنه يشتريه لنا المحسنين والجيان لاكن السؤال هل كانو الوالدين على علم بدالك لا لا لا ابدا كان دالك مجرد شقاوة وطفولة و و لطالما كنت اخد الدريهمات من امي لاكن كانت هوايتي انا لا اخجل من دالك لانهاكانت مغامرات طفولية ولحد الان اسردها على صديقاتي وامي وتفاجى بها فنحن احسن من تركيا الحمد لله واتحدى اي واحد لا يخرج بلاستيكات الخبز للنفايات لتتغدي بها الاغنام
    مراكشية وافتخر

  • mohamed
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 17:35

    هذا عمل غير سليم ومرفوض ليست هذه هي السياحة التي نراهن عليها بل هذا عمل بغيض وأكرهه حيث أن صاحبة يرمي الي التشويه بشبابنا وخلق البلبة .ليس لدينا قاصرين كثر يمارسون التسول من أجل الجوع .ويمكن أن يكون صاحب الشريط إستدرجهم للقيام بعمله الخسيس الذي يسيء ﻹنسان ويهينه .بعض المتسولين بالمدن يتربصون السيارات بعﻻمات الوقوف أو إشارات المرور وعناصر اﻷمن تقوم بمحاربة هذه الظاهرة بشكل جدي. وأما أن تتربص بالعزل وتقوم بتصيرهم ونشر صورهم عبر فيديو وتقهقه فأظن أن هذا عمل غير إنساني ذلك أني أتخيال العيال الذين التقطت لهم تلك الصور قد كبروا وصاروا رجاﻻ فما هم مصير من خدعهم ونشر صورهم خلسة .؟. علينا تجنب مثل هذه اﻷفعال المشينة والمساهمة في اﻹصﻻح والتربية واابناء المادي والمعنوي.

  • Ahmed
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 21:14

    أنت تناقش إشكالية سياسية بمعجم تضليلي صريح و مغرض . الإعلامي النزيه يحتاج لجرأة طرق مواضيعه عبر تسمية الوقائع بمسمياتها الحقيقية دون دوران أو احتيال . سؤال الفقر في المغرب هو بالضبط سؤال أين الثروة وأين العدالة الإجتماعية و أين المواطنة الحقة . و يبدو أنك لا تمتلك الجرأة لتقارب الموضوع من مداخله الفعلية و على رأسها مسؤولية المؤسسة ذات الصلاحيات المطلقة في توجيه اقتصاد البلد و ذات اليد الطولى في تعميم التسلط السياسي الذي يتحكم في رسم ملهاة الإنتخابات و تحديد نتائجها . ستكون جديرا بالتعقيب عندما ألمس فيك حدا أدنى من الإرادة في مباشرة الأسئلة السياسية الحقيقية التي تعيق قضاءنا على مظاهر التفقير و ليس الفقر……

  • تحموت
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 22:36

    السلام عليكم هذا واقع عشته انا شخصيا عندما كنت ادرس في الابتدائي كلما رأينا حافلة سياح واقفة و النصارى ينزلون منها نتسابق اليهم وما زلت اتذكر عندما نمد ايدينا اليهم ونقول دن موا ان درهم دن موا ان ستيلو دن موا ان بومبو وذات يوم كانت سائحة تفرق لنا النفاخات فامد يدي الى ان اعطتني واحدة وانا مازلت اتمنى اخرى لاخي فشمرت على ساعدي كي لا ترى الفستان الذي لبسته مددت يدي مرة ثانية فاعطتني اخرى وهذا ما يقع في القرى المغربية دائما

  • جمال
    السبت 25 يوليوز 2015 - 00:56

    ليس الفقر من يدفع الناس إلى مثل هذه التصرفات و لكن هو سوء التربية لو يربي الآباء أبناءهم على عزة النفس و الاعتداد بها لما كانوا ليعيروا أي اهتمام لهؤلاء السياح و لو أغروهم بمال الأرض كله…

  • حسناء
    السبت 25 يوليوز 2015 - 16:14

    المشكلة ليست في فقر الجيوب بل في فقر الأخلاق والضمير والأنفة وسلوك هؤلاء الأطفال ليس غريبا بل نراه كل يوم وفي كل مكان الفقر متفشي بكل أنواعها في مجتمعنا واذا عدنا الى هؤلاء الأطفال وأردنا معرفة سبب تصرفهم هذا السلوك فسنجد أن العائلة والأصدقاء ووسائل الاعلام والمجتمع هم السبب الرئيسي وجل أفكارالأطفال وسلوكياتهم هي مجرد تقليد أعمى لمحيطهم وهكذا نستنتج أن العقليات المتخلفة التي تعتبر أن السياح فريسة وممكن خداهم بكل سهولة هي المشكلة الرئيسة ولتغيير هذا الواقع نحو الأفضل وجب تغيير الأفكار والتصورات في العقل واستبدالها بأفكار ايجابية وكذلك على الأباء أن يحاولوا غرس الأخلاق الحسنة والعزة والأنفة في أبنائهم وأن يمثلوا قدوة حسنة لأبنائهم

  • chouf
    السبت 25 يوليوز 2015 - 18:27

    هاذا الشئ من زمان منذ الاستعمار.ورثه الاطفال.واش هاذا الشئ سيمحى والى الابد.لا.سنشاهد وسنشاهد الغرائب والمدهشات.الضمير يا اخي.التربية.واستحيي ان اقول ان الفئة العريضة من المغاربة تمد ايديها اعطيني وبترق ملتويةواش انقولوا الله يعفو على الجميع. وانقول حتى التركبة اديال المجتمع ابغات هاذه الصورة وكم يحلوا للبعض ان يهين كرامة اخيه ويحطه في الوحل ويدوس عليه باقدامه ولا ؤ يبالي.التربية قبل الولادة.ربوا بناتكم واطفالكم عن الاستقامة والسلوك الطيب منذ الصغر كالنقش على الحجر.واعادة توزيع خيراء البلاد لا تترك في ايدي شرذمة تعد على الاصابع و٩٩ في المائة من المغاربة على الدص .ولا نعرف ما يخبئه لنا المستقبل من التسرفات الغير السوية ونسال الله السلامة.

  • krimou
    الأحد 26 يوليوز 2015 - 17:46

    الفقر ليس عيبا ولا مرض العيب في غياب عزة النفس والكرامة والكبار يمدون ايديهم قبل الصغار في كل مكان ترى الناس يمدون ايديهم حتى الشباب لبس لهبال والتشمكير ولى هو غادي وهو مد يديه
    موالين اللحي عطوها لكراريس وتربورطيرات يعني المواطير والبيع والشرا تاع الفوضى لايدخلون المساجد اثناء الصلاة بل يلازمون الكراريس وبعد اتمام الصلاة يبدا النباح والصياح وتتعالى اصوات البراحة هالبطاطا ها مطيشات ها الدلاح …..
    تتحول باحة المسجد الى سويقة وشمن سويقة الحمير والزبال والمعيور والكلام المشمكر وقلة الحيا قدام المساجد
    لكن اذا كانت الحكومة يعني الدولة تمد يدها للخارج لاقتراض الامول بالملايين دولارات لايستفيد منها الاطفال فلماذ يحز في انفسنا نرى الصغار يمدون ايديهم للاجانب من اجل فرنكات
    اذا عندنا الغيرة على بلدنا ووطننا علينا ان ننخرط في السياسة ونشارك في العمل السياسي ونناضل لنقطع الطريق على من يبيع الوطن بما حمل
    اول شيئ نقوم به نلقي بحزب العدالة في مزبلة التاريخ كما فعلها الشعب مع الاتحاد الاشتراكي
    واهم من يعتبر ان هذا الشعب غبي وغير واع فالشعب مسالم لكن لايرضى بالذل والعار 'شوي ديال النفس'

صوت وصورة
ملفات هسبريس | أزمة المياه
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:30

ملفات هسبريس | أزمة المياه

صوت وصورة
معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:15

معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي

صوت وصورة
أحكام قضية الدهس بالبيضاء
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 21:50

أحكام قضية الدهس بالبيضاء

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين