مختصون: البطالة مرشحة للارتفاع .. والاقتراض يرهن أجيال البلاد

مختصون: البطالة مرشحة للارتفاع .. والاقتراض يرهن أجيال البلاد
الخميس 29 نونبر 2018 - 22:55

أجمع متدخلون في ندوة، نُظمت مساء اليوم الخميس في الرباط، على غياب البعد الاجتماعي في مشروع قانون مالية السنة المقبلة. كما اعتبروا هذا الأخير مجرد مشروع تدبير يومي خارج السياق السيوسيواقتصادي الذي يعيشه المغرب منذ أشهر.

وخلال هذه الندوة، التي نظمتها جمعية خريجي المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، قال عبد الخالق التوهامي، وهو أستاذ بنفس المعهد، إن نسبة النمو المعلنة في مشروع القانون والمحددة في 3.2 في المائة لن تجيب عن مشكل البطالة.

وأضاف التوهامي، في الندوة التي احتضنها مقر المعهد بمدينة العرفان في الرباط، إن نقطة واحدة من نسبة النمو في المغرب يمكن أن تخلق فقط ما بين 25 ألفا و30 ألف منصب شغل، ومن أجل جعل نسبة البطالة مستقرةً في المستوى الحالي 10 في المائة يجب خلق 160 ألف منصب شغل سنوياً.

وللوصول إلى هذا المستوى، يشير الخبير الاقتصادي إلى أن المغرب في حاجة إلى تحقيق نسبة نمو في حدود 7 في المائة، وأوضح قائلاً: “وفقاً لهذا الأمر، فالحكومة تقول لنا بشكل صريح عبر مشروع قانون المالية الجديد أن معدل البطالة سيرتفع مستقبلاً”.

وأكد التوهامي أن “قانون مالية 2019 ليس مشروع إقلاع اقتصادي بقدر ما هو مشروع قانون ظرفي للتدبير اليومي، لأنه لا يتوفر على خطة إستراتيجية”، كما أشار إلى أن عجز الميزانية المتوقع في حدود إلى 3.3 في المائة يعني الاستمرار في الاقتراض الذي يكلف المغاربة سنوياً 150 مليار درهم، وهي قيمة تفوق بكثير كتلة الأجور في الوظيفة العمومية. وهذا الأمر سيء حسب التوهامي، فهو يعني أن المغرب “سيدخل في دوامة اقتراض مستمرة وبالتالي خلق مشاكل للأجيال الحالية والمقبلة”.

في المقابل، يرى التوهامي أن الشيء الإيجابي الذي يتضمن المشروع هو الحفاظ على الاستثمار العمومي بمبلغ يناهز 180 مليار درهم، لكنه أثار “ضعف استثمار القطاع الخاص في المغرب، فلولا استثمار الدولة لكان نسبة البطالة مرتفعة أكثر بكثير من النسبة الحالية”.

وعلى الرغم من ذلك، فهذا الاستثمار العمومي يبقى غير ناجع حسب المتحدث، فهو لا يمكن من تحقيق نسبة النمو المرجوة ولا يخلق فرص الشغل الكافية، وهو ما يطرح السؤال حول نجاعته وبالتالي عدم استفادة المواطنين من آثاره، وهو ما ينتج فوارق كبيرة على المستويين الاجتماعي والمجالي.

أما نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي للموحد، فقالت خلال الندوة التي تمحورت حول مضامين مشروع قانون المالية لسنة 2019، أن هذا الأخير يهدف إلى التدبير فقط ولا يقدم مشروعاً للتنمية الاقتصادية، ووصفته بـ”مشروع مالية إداري محض”، وذهبت إلى القول بأنه «خارج السياق السوسيو اقتصادي للمغرب، ولذلك لن يكون له أي أثر حول ما يجري وما سيكون مستقبلاً، لأنه ليس له أي بُعد”.

وتساءلت السياسية المعارضة حول ما إذا كان المغرب فعلاً يتوفر على نموذج تنموي يمكن الحديث عن فشله، وقالت: “ما لدينا هو مقاربة قطاعية غير منسجمة للاقتصاد الوطني، هذا الأخير مبني على الريع المتجسد في استفادة عدد من العائلات من الغابات والمياه والمناجم والأراضي وهو ما مكنها من مراكمة ثروات بشكل غير مشروع”.

كما أشارت منيب إلى أن تسيير ناتج داخلي إجمالي يقارب 100 مليار دولار، وهو ما يماثل رقم معاملات مجموعة كارفور، بمثابة “لا شيء”، وأضافت قائلةً: «لذلك فالسؤال الذي يفرض نفسه هو أين تُوجد ثروة هذا البلد، لأننا نتوفر على ثروات عدة؛ منها الذهب والفضة والفوسفاط والسمك”.

في نفس النهج، سار بوعزة الخراطي، رئيس الفدرالية المغربية لحقوق المستهلك، وكال انتقادات للحكومة، ورماها بالكذب أكثر من مرة، مورداً مثال إعلانها سابقاً عن ربط أسعار المحروقات بتطور سعر النفط الخام على المستوى الدولي، لكنه قال إن ذلك لم ينتج عنه انخفاض بل ارتفاع مستمر منذ سنوات.

كما أشار الخراطي إلى أن الحكومة، منذ تنصيبها وإلى الآن، لم تتحدث عن المستهلك إلا حين انطلاق حملة المقاطعة ضد منتجات استهلاكية قبل أشهر، وقال إن “مشروع قانون مالية 2019 نص على رفع الضريبة الداخلية على الاستهلاك على المشروبات السكرية والسجائر بدعوى أنها مضرة للصحة، في حين أن القانون الذي يمنع استيراد السجائر الذي يعود إلى سنة 1992 لم يطبق إلى حد الساعة”.

وختم الخراطي مداخلته بالقول: “المستهلك هو أول مورد مالي للدولة، فنحن نؤدي الضريبة على القيمة المضافة والضريبة الداخلية على الاستهلاك يومياً لكن ماذا نتلقى لقاء ذلك؟ لاشيء.. ولذلك، فمشروع القانون المالي لسنة 2019 سيزيد العبء على المستهلك بدل أن يدعم قدرته الشرائية”.

‫تعليقات الزوار

12
  • ولد حميدو
    الخميس 29 نونبر 2018 - 23:39

    البريمات التي توزع على موظفي وزارة واحدة بإمكانها أن تشغل 100الف بدون أن نذهب بعيدا
    انا لست ضد البريمات و لكن وجب تعميمها أو حذفها فهل في المغرب موظفون نافعون و آخر غير دلك
    بالنسبة الي حل واحد للقضاء على البطالة هو منع التسول و القضاء على الانحراف قبل أن نشجع المستثمرين بدون ابتزاز و عندما تكون بيئة ملائمة فإن الاستثمارات و عدد السياح سيتضاعف فاسبانيا نجحت في دلك

  • Amine
    الخميس 29 نونبر 2018 - 23:39

    هدا هما الندوات لبغينا وتحية للسيدة المتقفة منيب احترمها جدا كل ماقالته صحيح فالناتج الداخلي للبلد ضعيف جدا 100 مليار دولار ادا قارنه مع بلد صغير كالامارات الدي يفوق فيه 400 مليار دولار

  • ما فاهم والو
    الخميس 29 نونبر 2018 - 23:44

    السلام عليكم جميع المؤشرات تتبت اننا في الهاوية أو نسير الى الهاوية يا رب لطفك !!! لدا يحب على الآباء ان لايزوجو ابناءهم مادام ان المديونية العامة للدولة سيقومون هم بتسديدها ؟؟؟؟!!! اللهم يتكرفس واحد ولا أمة لا ولادة لا أبناء

  • sellam souiri
    الخميس 29 نونبر 2018 - 23:53

    Tous les indicateurs démontrent que ce pays est abimé à tous les niveaux Et cours droit vers les abîmes .
    Ils ont voulu détruire ce peuple rien que pour les besoins de le contrôler.

  • الحاج مسعود
    الجمعة 30 نونبر 2018 - 00:37

    و لماذا قال العثماني أن المغرب أفضل من فرنسا .؟

  • سليم
    الجمعة 30 نونبر 2018 - 00:38

    المشكل بيئي 100%. ادا أردت التطور و خلق فرص شغل قديمة… فسيكون دالك على حساب البيئة . هناك مجالات غير متطورة كالرياضة و الفن و التسلية ووو و يمكنها خلق فرص كثيرة للشغل و خلق جيل من الشباب سليم العقل و يتسم بالروح الرياضية. للعلم الرياضة ليست لعب الأطفال…تطوير المعرفة حتى يتمكن المغاربة من ولوج عالم التكنلوجيا المتقدمة و بدالك يساهمون في إيجاد أو ابتكار حلول. و أخيرا مادام المغربي العاطل عن العمل يأكل ويشرب و يابس و يقراء و يذهب عند الطبيب وووو لمادا ليس هناك شوماج! وتتبع لحالته من طرف أجهزة تتابع مساره و تساعده على إيجاد عمل ك anapec أو ترشده على تداريب التكوين المستمر…كما في الدول المتقدمة!

  • ولد حميدو
    الجمعة 30 نونبر 2018 - 00:50

    بالنسبة للديون علينا أن نفعل مثل اليونان اخدت 500 مليار اورو و تقول لهم باح ماعنديش زيدوني اما المغرب فبعض المليارديرات بإمكانهم أن يخلصوا المغرب من ديونه و تعطيهم الدولة امتيازات في الاستثمارات و نبدأ صفحة جديدة بدون ضغوطات من الابناك الدولية لأن الدي عليه ديون متراكمة ما عمرو يربي الريش كما نقول مثل الموظف الدي يضطر لإعادة الجدولة من أجل الحصول على مبلغ بسيط و حياته دائما كريديات و فيهم من عندهم أجرة أكثر من مليون و تبقى له أقل من 2000 درهم و يكتري بأكثر منها

  • bou rouita
    الجمعة 30 نونبر 2018 - 00:51

    s il n y aurait pas une politique de transfert technologique a travers les coopérations economiques le maroc sombrera dans les tunebres dans 10 ans maximum.
    ni phosphate ni agriculture ni tourime pourront faire vivre 50 millions de marocains dici 2030.
    car chaque annee la population au maroc augmente de 1 million

  • الواقعي
    الجمعة 30 نونبر 2018 - 03:11

    الحل موجود لكن هناك من يفضل وجود ازمة على الانفراج التام

  • Touhali
    الجمعة 30 نونبر 2018 - 07:08

    لبحث على للمستثمرين في تصنيع وسياحة.
    يجيب حرب البطالة بخلق المشاريع تنموية كجلب ﻹستثمارات وتنشيط ميادين سياحية ومراقبة كل مايتعلق بتشجيع سياحة، إصلاح الطرق الفاسدة الضيقة لتشجيع السياحة الجبلية ومرافقها. ثم خلق أوراش لعمل في لمدون والبادية. غرس ﻷشجار وبناء سدود وتشجيع لمقواولت وتنميتها ومنع تهريب ﻷموال والسلع.

  • عبدو
    الجمعة 30 نونبر 2018 - 07:51

    اصحاب القرار في المغرب ليست لديهم أفكار للنهوض بالبلاد وتنمية المجتمع، الدولة التي تقترض من أجل آداء أجور الموظفين دولة فاشلة ويسيرها فاشلون.
    والذي يثير الإستغراب هو كيف لدولة معدل البطالة فيها جد مرتفع ونرى مستثمريها يذهبون للإستثمار في إفريقيا؟!!

  • Marocain
    الجمعة 30 نونبر 2018 - 11:02

    comment voulez vous que notre pays se developpe alors que notre état encourage et subventionne des pratiques comme la sorcellerie le charlatanisme et les mouassems… les dirigeants n'ont aucune stratégie de création de richesse, ils comptent toujours sur l'agriculture et le tourisme, qui restent des secteurs non stables et à grands risques. on doit innover et encourager la recherche scientifique et passer à la production et l'industrialisation si on veut rester dans la concurence par rapport aux autres pays, le monde avance trop trop vite, on est dans l'air de la digitalisation, ça me rend malade quand je voit des inventeurs marocains qui sont entrain de révolutionner le monde par leurs innovations comme M. Rahcid Yazami ( inventeur de l'anode graphite pour les batteries lithium-ion) mais qui ne trouvent pas de soutien par leur état marocain, son projet a été finalement adopté par Singapour… il faut une volonté politique.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة