مغرب الأعالي*

مغرب الأعالي*
الأحد 16 غشت 2015 - 21:55

في اليوم الخامس من فبراير من سنة سبعة وسبعين من القرن الماضي، عندما كنت طالبا بصدد إعداد أطروحتي بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس، قصدت مسرح الأوليمبيا بالعاصمة الفرنسية لأول مرة. آنذاك، كنت مبهورا بالحركة الفنية التي تميز عاصمة الأنوار، فهنا اكتشفت موسيقى الشعوب التواقة للحرية: جرجرة، إيدير، الشيخ إمام، كيلابايون، باكو إيبانييث… لكن ذلك اليوم الخامس من فبراير ظل محفورا في ذاكرتي. فلأول مرة ستتاح لي، ولمئات من المغاربة المقيمين في فرنسا، فرصة التعرف على لون جديد من الأغنية المغربية: إنها الأغنية الأمازيغية الجديدة، مجسدة في فرقة شابة وطموحة هي فرقة “أوسمان”.

ولأنني كنت أحمل آنذاك مشروع تحريك الجو الثقافي الراكد في منطقة الريف، انتظرت خروج الفنانين المكونين لفرقة “أوسمان” للتعرف عليهم، وما أن لمحتهم وتقدمت إليهم، حتى تقدم إلي شاب مليء بالحيوية والابتسامة لا تفارقه: إنه عموري مبارك.

بحكم التعب جراء السهرة، طلب مني عموري أن نلتقي في اليوم التالي. ضربنا موعدا وكنا نحن الإثنين في الموعد. كان النقاش طويلا ومتشعبا. اكتشفت في عموري محاورا متفتحا وعطشا كبيرا في التعلم. تناولنا إكراهات الأغنية الأمازيغية وفرصها. سألت عموري إن كان لديه استعداد، هو وفرقته، للغناء في الناظور ولحمل تجربة أوسمان إلى الريف. رحب كثيرا بالفكرة واتفقنا على أن نلتقي في المغرب لترتيب إمكانية “اللعب” في الريف.

في أواخر سنة سبعة وسبعين وبداية ثمانية وسبعين ، وبعد مقاومة عنيدة، تمكنت، صحبة صديقي الراحل عبد الرحمن طحطاح وثلة صغيرة من الأصدقاء، من تأسيس الجامعة الشعبية لتي أطلقنا عليها اسم “الانطلاقة الثقافية”. وبعد زهاء سنة من التأسيس والعمل الثقافي المستمر، بحثت في الرباط عن الشاب عموري مبارك. في لقاءنا هذا طلبت من عموري ان يشارك بفرقته في أول مهرجان شعبي ننظمه في الناظور: مهرجان الأغنية الشعبية. بدون تردد وافق على المشاركة، لكن بدون أوسمان، لانه كان قد انفصل عنها.

مشاركة عموري لم تكن مجرد مشاركة في مهرجان غنائي. إنها كانت مشاركة في بناء تجربة جديدة: فلاول مرة سينظم مهرجان شعبي مسير ذاتيا، في وقت لم يكن في المغرب غير مهرجانين: مهرجان الفنون الشعبية بمراكش، تشرف عليه الدولة بكل إمكانياتها، ومهرجان آخر بديل، هو مهرجان الأغنية الشعبية بالناظور، بإمكانيات مادية محدودة جدا ولكن بإرادة شبابية عظيمة.

بصعود عموري مبارك لاول مرة على خشبة مهرجان الناظور، بدأ رحلة جديدة في مساره الفني. فلاول مرة سيلتقي بجمهور واسع يعد بالآلاف، ولأول مرة سيغني لجمهور أمازيغي تفاعل معه بإعجاب كبير وصفق له طويلا. ومنذ ذلك الحين وعموري يساهم في بناء تجربة جديدة: تجربة أغنية أرادت لنفسها ان تكون “ذاكرة للشعب” وأن تكون “سلاحا ضد التخلف”.

عندما نغامر في تقييم تجربة عموري، الراحل فيزيقيا والحاضر روحيا، فإننا ندخل بالضرورة، كما في اية تجربة أخرى مماثلة، في لعبة الاختزال. كيف يمكن يا ترى اختزال من كان يرفض طيلة حياته الاختزال ويندفع نحو الافق الواسع للحياة والحرية؟

ومع ذلك، فإن كان الحديث يتطلب بالضرورة هذا الاختزال، سأحاول ان اختزل عموري في أربعة أبعاد:

البعد الاول: حب الحياة

ما ميز حياة عموري هو حبه للحياة. لقد ولد ليكون فنانا، وبداية حياته علمته كيف يحب الطبيعة وهو يصغي إلى عذوبة صوتها وسحر سكونها، كما علمه فقدانه لحنين أبويه كيف يعوض هذا الفقدان بحبه المفرط للناس: لأخته الكبرى، للاطفال، للفلاحين، للاصدقاء…

حبه للحياة ترجمة لفلسفته في الحياة. فهو، بحكم هذا الحب، اختار ان يكون عوض ان يملك. لو شاء أن يبني ثروة مادية لفعل ذلك كما فعل جل أبناء جلدته، وهم الأدرى ببناء الثروة. لم يكن لعموري عنوان: رفض الاستقرار لان الاستقرار يولد الرتابة، والرتابة نقيض للحياة. عنوانه الوحيد كانت قيثارته: لقد سكن قيثارته مثلما سكنته قيثارته.

كل أرض المغرب كانت سكناه وملجأه،زوجميع أصدقاءه كانوا عائلته. سخاؤه المليء بالمودة والحب جعله غنيا بقلبه بدل ان يكون غنيا بجيبه في الوقت الذي كان يمكن أن يكون كذلك. بعد حصوله على جائزة أحسن تلحين في مهرجان الأغنية المغربية المنظم من طرف التلفزة المغربية، حصل على تعويض ستة ملايين سنتيما. بعد أسبوع استنفذ ثروته حيث قام بتوزيعها على أصدقاءه المحتاجين!

البعد الثاني: التاثر المزدوج

عموري مبارك ابن شرعي لبيئته: بيئة الطبيعة وبيئة الفقر. لذلك، فعندما اختار تطوير طاقته الإبداعية والتعبير عنها من خلال الموسيقى والغناء، اختار العودة إلى الأصل: إيقاعات أحواش و أحيذوس ونغمات الروايس. فهم منذ البداية أن الرجوع إلى الأصل هو مفتاح انخراطه المزدوج: في محليته وفي عالميته. إن المبدع الحقيقي هو الذي يعرف الإصغاء إلى الموروث المتجدر في كينونة الناس والرقي به نحو أفق أبعد. استلهام الأصل يتجلى أيضا، عند عموري، في استلهام الطبيعة. يكفي ان ننصت باهتمام إلى أغانيه، خصوصا رائعته “جانفيليي”، لنكتشف هذه الحركة الرائعة لنغماته حيث نكتشف صوت الطبيعة الساحر الذي ينطلق من قاع الوديان إلى أعالي جبال الأطلس.

إن كان تأثر عموري ببيئته قد أطر إبداعه الموسيقي من خلال استلهام الطبيعة واستلهام إيقاعات أحيذوس ونغمات الروايس، فإن ما ميز سيرته لا يخلو من اختيار الانخراط في هموم شعبه. لذلك فهو لم يلتقط فقط الجوانب المثيرة في حياة الفنان الأمريكي الثائر وودي غوثري، بل التقط أيضا نزعته لمناصرة المهمشين والمضطهدين من خلال مسيرته الفنية الغنية بروح المقاومة.

البعد الثالث: معانقة الشعر الملتزم

اختار عموري بعناية كلمات أغانيه. هو لم يكن واضع كلمات لأغانيه كما فعل الكثيرون. ولأنه اختار الانخراط في هموم شعبه، حاول ان يميز أغانيه بأجود القصائد الملتزمة المعبرة عن ذبذبات الفلاحين ومعاناة العمال وآلام النساء. ليس بالصدفة أن يغني لعلي صدقي ازايكو الذي طرز كلماته بدموع الهجرة وعرق عمالى المناجم. وليس بالصدفة أن يغني لمحمد مستاوي، وهو العارف بطقوس أحواش وأحيذوس والمعبر الأمين عن معاناة القهر المزدوج في البادية المغربية: قهر الطبيعة وقهر الإنسان. كما أنه ليس بالصدفة أن يغني كلمات قيس مرزوق الورياشي، المستقاة من الأسطورة والواقع المعيش والرامية إلى فك لغر القهر والاستغلال. عموري غنى لشعراء آخرين وكان حرا في اختيار كلماته كما كان حرا في تعبيره عن الحرية.

البعد الرابع: عبقرية الفقير

عموري ولد فقيرا وعاش فقيرا ومات فقيرا. لقد قيل عنه إنه ابن المغرب العميق، مغرب هو بمثابة المدرسة الأولى له: مدرسة مكنته، كما مكنت الكثيرين، من تحويل الفقر إلى طاقة مبدعة، خلاقة، صانعة للمستقبل.

عموري مبارك جواب أمازيغي على ثقافة العنف والتطرف. فخلافا لمروجي أطروحة بائسة تحاول ربط الفقر بالتطرف المجتمعي الذي نعيشه، فإن عموري، وكثيرون مثله، هم نقيض هذه الأطروحة.

من خلال عموري ندرك أن الفقر منتج للحرية، منتج للإبداع، منتج للامل والمستقبل. من الصخرة صنع فقراء سوس والريف والاطلس وغيرها من المناطق الحياة. وتماما كما قال محمود درويش في إحدى قصائده: “كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة، وجدنا غريبين يوما، وكانت سماء الربيع تؤلف نجما…”، فإن الفلاحين في الأطلس الصغير، في الجبال المزروعة بحجر الغرانيت، ينبت العشب والشجر بين مفاصل صخرة. للحجر هنا قيمة رمزية رائعة، فهو الذي يحدد الهوية. لقد تحولت صخرة “أكرظ أوظاظ” العالية إلى معلمة طبيعية مميزة لتافراوت، كما أن الحجر تحول إلى تيبونيميا ذات دلالة وجودية: قرية “أزرو ن وامان” (حجر الماء) وقرية “أزرو ن واظو” (حجر الريح). الماء هنا رمز للحياة والريح رمز للحرية.

عندما نتحدث عن هذا المغرب “الآخر”، غالبا ما نشير إليه بعبارات ” المغرب العميق” أو المغرب الفقير او المغرب غير النافع… إننا هنا نخطيء كثيرا في جق عبقرية المغرب الأمازيغي. إنه ليس مغربا عميقا، فالعمق كناية عن المجهول والمظلم والمخيف. إنه مغرب الأعالي، مغرب الحياة، مغرب الخير.

في مغرب الأعالي يصبح الفقر منتجا: ينتج العلماء، ينتج الأطر، ينتج اليد العاملة، ينتج الثروة. إضافة إلى ذلك، فالفقر هنا انتج اسما: عموري مبارك.

عندما نودع عباقرة من أمثال عموري مبارك، علينا ان نحتفل: إننا لا نحتفل بيوم موته، وإنما بيوم ميلاده، فالعباقرة يولدون عندما يموتون. كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة، وجدنا غريبين يوما، وكانت سماء الربيع تؤلف نجما.

* نص العرض المقدم مؤخرا في ندوة تكريم عموري مبارك بتافراوت، والتي نظمتها الجامعة القروية محمد خير الدين

‫تعليقات الزوار

14
  • احمد بولعجول
    الأحد 16 غشت 2015 - 22:55

    كان المشمول برحمة الله الفنان عمورب مبارك رمزا للتواضع و التاخي و الاخوة الصادقة و القلب الابيض النقي- كله شاعرية و رأفة و رحمة و ابتسامة دائمة رغم الالم و العوز و قلة دات اليد- كان كله رقة و انسانية عميقة و تشبت بالارض المغربية التي تغنى بجبالها و سهولها و ناسها الاشاوش و حيواناتها و وديانها و شمسها الدافئة و نباتاتها و نساءها الرائعات الفاتنات المكافحات من اجل لقمة عيش الاطفال- نساء مثل الجبل يحملن ثقل الارض و الانسان- و كان صديق الشاعر الراحل محمد خيرالدين ابن تافراوت- اهل الجنوب بعمقهم التاريخي الانساني الواسع و له معه رسائل يلزم نشرها- و يذكرنا المرحوم بالشاعر بلعيد رائد القصيدة الشلحوية الفريدة و النغمة و الايقاع الامازيغي البديع- رحمه الله عموري مبارك شاعر البسمة و الامل و السلم و الحب الحقيقي و الاخوة الرفيعة الطاهرة الخ- لقد اطربنا و هز بعمق قلوبنا و احشاءنا و افرحنا و زرع فينا حب الحياة و العيش و تحدي الصعاب و العراقيل- ها نحن اليوم امام الخواء الذي يملؤه الرعاع الجهلة الغربان الناعقة المضادة لقيم الحياة و لسمو الانسان، اجلاف و برابرة العصر ينفتون البغض و الكره و الطائفية ال

  • hamidd
    الأحد 16 غشت 2015 - 23:46

    لقد اكتشفت روعة الأغنية الامازيغية مع عموري مبارك في أواسط الثمانينات، حيث وُلدت و نشأت في مدينة ساحلية من المدن الكبرى، كادت أن تمحو فينا أصالة الهوية، لكن اكتشافنا لأشرطة عموري جعلنا نراجع ذواتنا و نعيد الحسابات، لقد كان له الفضل في اعتزاز الكثير منا بانتمائه الأمازيغي…
    أشكرك، أستاذ، على هذه النص الرائع، ذكرتني بأغنية "بابا" التي غناها المرحوم و التي أذابت الجليد في نفسي لأتعلم الريفية و أستمع للوليد ميمون و خالد إزري و غيرهما.

  • majd
    الأحد 16 غشت 2015 - 23:47

    رحمة الله عليه ..ما لا يعرفه عشاق فنه الامازيغ انه يملك عشاقا من المغاربة العرب الذين احبوا وحفظوا اغانيه حثى قبل ان يفهموا كلماتها ومعانيها وبفضله بفضل اوسمان وازنزارن واودادن وتابعمرانت والرواس اصبح المغاربة بكل اطيافهم يعرفون ويفتخرون بمكون رئيسي له ثقافة ووجود وثاريخ مجيد ولم يعد فقط الامازيغي هو مول الحانوت الذي يفتح مذياعه طوال النهار على اغاني امازيغية كانت تسمى اهازيجا فصحح معلوماته بعد ان علم انها قصائد شعر وملاحم ..اتمنى ان يستمر بناة الجسور بين ابناء هذا الوطن العظيم وان نتجاوز الحوارالعقيم بين من يحاول ان يطمس وجود الاخر لاننا شعب واحد تعددت لغاته واديانه فقط لكن عاداته وتقاليده واحدة واغنية واحدة كافية ان نصفق لها بحرارة ونرقص عليها الى الصبح وقد نحفظها ونرددها لسنوات دون ان ننسى ان ندعو لصاحبها بالرحمة ..

  • مجيد
    الإثنين 17 غشت 2015 - 00:12

    لا شك انك كنت تفكر في البساطة والأصالة حينما تحدثت عن "الفقر المنتج".انت تعلم أن الفكرة القائلة بان الإبداع الأصيل والصادق يأتي من الكادحبن فكرة قديمة:ما أكثر الشعراء والمفكرين والرسامين الذين ولد وا في عائلات ارستقراطية غنية والمبدع الفقير لا يكون بالضرورة أحسنهم ولا أصدقهم.الفن موهبة ليس إلا

  • مواطن من تطاون
    الإثنين 17 غشت 2015 - 06:15

    هكذا يكون الراحل محمد عموري محبا للفن والحياة والناس كيفما كان موقعهم وانتماءاتهم و جنسياتهم، فالفن ليس له وطن والحياة طاقة كبيرة تخبئها روح الانسان والكائنات ولوكانت جامدة كما نتصور ، والناس كلهم ينتمون الى حظيرة الانسانية لا فرق بينهم الا بالتقوى والعمل والخير. والفن واللغة توأمان متجانسان يعبران عن كل مكنونات الانسان والطبيعة اللذين خلقهما الله تعالى الذي أودع فيهما كل ما هو روح وحياة، فأنعم بهذا الخلق العظيم.

  • منا رشدي
    الإثنين 17 غشت 2015 - 08:24

    أتحفتنا بموضوعك فكانت لك حسنتين ؛ حسنة التذكير بالمرحوم " عموري مبارك " وحسنة إحالتنا على الأغاني الأمازيغية التي تعاني التهميش في إعلامنا ( العمومي ) لإعطاء فسحة للأذن والروح كي تستريح ولتذكر أيضا من تاهوا بعيدا بالكلام الملغوم بين السين والنون ! أن هم الأمازيغية لا يقتصر على السوسي أو الريفي لوحدهما !!!

  • Amsbrid
    الإثنين 17 غشت 2015 - 10:24

    مما يلفت الانتباه – والاعجاب – هذه النبرة الشعرية التي تتسم بها كتابات سوسيولوجي تقتضي التمثلات المغلوطة ان يكون "عقلانيا" فظا غليظ القلب, ليس لقاموس الشعر الى لغته من سبيل!
    تذييل:
    حين تتصدى للنقد الجمالي (الفني والادبي) اقلام ليس "الجمال" مما يدخل – عادة – في تخصصاتها تكتسب الاعمال المقيمة ابعادا ارحب تخرج بها من النطاق الضيق للتلقي "المهني" الذي كثيرا ما ينحو الى "لغة خشبية" تعنى بذاتها اكثرمما تعنى بموضوعها (هذا اذا وجد تلق مهني اصلا ! وهو ما لم يتاكد بعد في الحالة الامازيغية…).

  • محمد تازة
    الإثنين 17 غشت 2015 - 11:08

    لم انهي قىاءة مقالتك استاذي العزيز حتى فاجاءتني دموع باردة تخترق خدودي. فهمت جيدا عباراتك الصادقة لثلاث اسباب اولا لانني كنت احد طلبتك في جامعة فاس قبل 15 سنة وفهمت معاني كلماتك والتعابير التي اتثت مقالتك. وثانيا لاننا تحدثنا سويا على العملاق عموري امبارك في احدى تركان البيضاء وعلى عبقريته وحكيت بكثير من الاحترام لي قصتك المفصلة مع عموري. وثالثا تحدثت مع الراحل عن نفس الموضوع وبنفس التقدير والكبرياء تحدث عن علاقته بجمعية الانطلاقة الثقافية. سيبقى كبيرا عظيما في فلوب المغاربة اجمع

  • ربيع
    الإثنين 17 غشت 2015 - 16:05

    تحية عالية لأستاذ الأجيال قيس مرزوق الورياشي
    مقال رائع، وأعجبتني كثيرا هذه العبارة "القهر المزدوج في البادية المغربية: قهر الطبيعة وقهر الإنسان". عموري مبارك والشيخ إمام… ماميزهم هو الصدق، كانوا صادقين في التعبير عن إحساسهم ومعاناتهم من القهر والحرمان بحكم انتمائهم الطبقي.. لذلك وصل صوتهم مباشرة إلى قلوب الملايين من ممن يعانون نفس القهر والحرمان.. سواء في البادية أو في الأحياء المهمشة في المدن، والتي تعاني أيضا نفس القهر المزدوج.
    في انتظار مقالكم القادم.. مودتي وتقديري

  • المحجوب مزاوي
    الإثنين 17 غشت 2015 - 16:20

    "…إنه ليس مغربا عميقا، فالعمق كناية عن المجهول والمظلم والمخيف. إنه مغرب الأعالي، مغرب الحياة، مغرب الخير". فعلا أستاذي الفاضل، هذا اجتهاد منكم وكلام لطيف ومقبول ومعقول لأن العالم القروي والمناطق النائية عموما تنطوي على خيرات كثيرة وكنوز قلما يراها القاطن في المدينة …أشكركم على الوفاء لهذه المعلمة الفنية (المرحوم عموري امبارك) وما قلتموه في حقها … وأبعث إليكم بتحياتي القلبية الخالصة ، فأنا كنت أحد طلابكم في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس (ظهر المهراز ) خلال منتصف الثمانينيات من القرن الماضي..

  • عادل
    الثلاثاء 18 غشت 2015 - 09:40

    من خلال هذه الشهادة القيمة للأستاذ قيس المرزوقي في حق الراحل المبدع عموري امبارك تعرفت أكثر على على هذا الفنان الذي كان يحمل هم إيصال صوت العمق المغربي للعالمية بكل حب وإبداع وصدق بغض النظر عن الربح المادي اللحظي، صوت الآعالي الذي غرد خارج المألوف والرسمي، في مرحلة حساسة وحاسمة من تاريخ المغرب الحديث، للتعبير عن الهامش والرأسمال الرمزي المغربي من زاوية ثقافية فنية ثورية وتنويرية،
    شهادة الاستاذ الورياشي هي اعتراف وتقدير للفقيد امبارك بمساهمته في تحريك البركة الآسنة للمسألة الهوياتية المغربية والتي يجب أن يتعامل معها بمزيد من النضج والعدل وأن يوظف هذا الزحم من التراكم الكمي والنوعي لخدمة القضايا العادلة بمختلف مستوياتها.
    وما على المبدعين والفنانين المغاربة إلا الارتقاء فمغرب الآعالي يسع الجميع،

  • متنكر في صفة مواطن
    الثلاثاء 18 غشت 2015 - 15:01

    قد يكون الفقر مولدا لنزعة فنية ما، و يجوز أن يكون هو كذلك كابحها او منهيها الى لحد الخلاص. لم أعرف الرجل لكن طربت لكلماته و عزفه، أنا المسكون بعمق المغرب الأمازيغي و بأعاليه إن شئتم، لكن تمنيت لو يودع الفنان أرضه و محبيه بعرفان من الوطن، فتمة فرق بين أن يميتك الفقر وأن تختار الموت فقيرا…ففنانو الأوطان لحظة عطاء توشم في الذاكرة ويسدى عليها بحبل الوفاء…ولا معنى لفنان أسدى وخيره الوطن بين العوزأو النكران، فيختار مجبرا أن يعيش في قلوب محبيه بذلا من ذاكرة وطنه…ذلكم مغرب الأعالي…

  • المختار أعويدي
    الثلاثاء 18 غشت 2015 - 20:32

    لا يجادل أحد في قيمة المرحوم عموري مبارك الفنية والإعلامية والإنسانية، ومع ذلك لم يقدم له الوطن ما يستحق من تكريم واعتراف، حتى أنه ظل يصارع المرض الخبيث وحيدا بعيدا، حتى قضى نحبه رحمه الله. في تنكر غريب عجيب من جميع من أولئك الذين استمتعوا ولا زالوا بإبداعاته الفنية الراقية.
    فلك الشكر الجزيل والتقدير العميم أستاذ قيس على هذه الإلتفاتة الرائعة تجاه هذا الفنان الرائع.
    وكما أن عموري قد تنكر له الجميع، فالأستاذ قيس ورياشي الذي قدم الكثير الكثير للثقافة والفن والإبداع بمدينة الناظور ومجموع الإقليم، وكان له الفضل الكبير في تأسيس واحدة من أنجح التجارب الجمعوية بعموم المغرب، يوم كانت جمعيات السهول والجبال والوديان تهيمن على المشهد، جمعية الإنطلاقة الثقافية، التي أنجبت جيلا كاملا من خيرة مثقفي الناظور، وعبده ربه كان واحدا من الذين تتلمذوا في رحاب هذه الجمعية الرائعة، أستاذ قيس هو اليوم يتعرض تدريجيا للنسيان والنكران، وهو أجدر بالتكريم والعرفان. فهذا نداء إلى أبناء الناظور أن كرموا أبناء مدينتكم ممن كان لهم فضل ما، ولا تنتظروا حتى يقضوا نحبهم، فتهرولوا لحضور الجنازات وتذرفوا شيئا من الدموع….

  • عبد الحميد كامبو.
    الأحد 23 غشت 2015 - 21:20

    عندما تصفحت المقال من خلال العنوان لم يثر إنتباهي؛لكن بعد قرائتي له أدركت القيمة الإبداعية الخلاقة لعموري امبارك؛فرغم فقداننا له ما يزال حيا بيننا….كتابتك مشوقة يا مرزوق تجعل الفقيد حيا بيننا؛كما أجزم بصرخة الحرية أن مغرب الأعالي بحاجة ماسة إلى أبنائه وبناته البرر…

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة