مقتل الطالب محمد أيت الجيد

مقتل الطالب محمد أيت الجيد
الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 - 01:26

بين الفـزاعة والتوظيف السياسي

تذكير:

تعود قضية مقتل الطالب محمد أيت الجيد لسنة 1993 في خضم الصراع الإيديولوجي الذي عرفته الساحة الجامعية في مجموعة من المواقع، ومنها موقع فاس؛ الصراع الذي أريد للساحة الجامعية أن تنشغل به، حيث عملت خفافيش الظلام على توفير حطبه وإذكاء ناره لضرب مكونات المجتمع الحية ببعضها هدرا لطاقاتها وترسيخا لعداوة تستثمر لإضعاف الصوت الطلابي وقدرته الاقتراحية إسهاما في بلورة مداخل للإصلاح السياسي، ليخلو لها الجو فتبيض وتصفر. كما يقول المثل العربي.

ووقتها ـ 1993 ـ حررت محاضر للقضية تضمنت أسماء اتهموا بشكل مباشر أو غير مباشر بالمشاركة في عنف أفضى إلى قتل الطالب أيت الجيد. غير أن الأجهزة القضائية نيابة عامة ومحكمة ارتأت حصر الاتهام في شخص الطالب عمر محب عضو جماعة العدل والإحسان وأحد رموز فصيل العدل والإحسان الطلابي، علما أنه كان يومها يشارك في تأطير أسبوع طلابي بالدار البيضاء، كما أفاد بذلك مجموعة من الشهود ويؤكده توثيق النشاط الطلابي بالصوت والصورة، وهو ما صنف المحاكمة بالسياسية وبامتياز.
التقييم القانوني للمتابعة:

أنجزت هيئة دفاع عمر محب تقييما قانونيا(*) مُحكما للخروقات التي صاحبت هذا الملف الذي يعود إلى25 فبراير. وحسب تقييم هيئة الدفاع فإن “المسطرة التي توبع بناء عليها السيد عمر محب شابتها مجموعة من الخروقات الشكلية سواء فيما يتعلق بالبحث التمهيدي أو بالمتابعة الواردة في صك الاتهام أي الأمر بالإحالة”.

وتجدر الإشارة إلى أن “المتهم لم يضبط إلا بتاريخ 15 أكتوبر 2006 أي بعد مرور ما يزيد عن 13 سنة على ارتكاب الفعل، علما أن العارض يقيم بمدينة فاس وواصل دراسته بعد وقوع الأحداث بالكلية وحصل على الإجازة في الفيزياء سنة 1995 وتزوج واستقر بنفس المدينة وظل ينظم معارض للكتاب سنويا”.

“وإذا ما خلصنا إلى أن التكييف القانوني السليم للوقائع موضوع المتابعة هو المشاركة في مشاجرة أدت إلى وفاة على فرض صحة الوقائع لأن العارض لم يكن بمكان الجريمة بحكم مشاركته في ملتقى طلابي بمدينة الدار البيضاء في نفس التاريخ، فإن هذه الجريمة يكون قد طالها التقادم الخمسي بحكم أنها مجرد جنحة على اعتبار أن الوقائع حدثت بتاريخ 25 فبراير 1993 في حين أن إلقاء القبض لم يتم إلا بتاريخ 15 أكتوبر 2006.”.

ورغم أن “المتابعة بجناية القتل العمد لا تتوفر فيها العناصر التكوينية ولا تسعفها الوقائع والأفعال موضوع المتابعة” ، أدين السيد عمر محب بصفته شريكا في أعمال عنف أفضت إلى قتل، بعد مسلسل من الشد والجذب بين محكمة الاستئناف والمجلس الأعلى بعشر سنوات حبس نافذة، قضى منها سنتين، دون أن تكلف النيابة العامة نفسها عناء البحث عن “بقية الشركاء”. وإذا ظهر السبب فلا عجب.

في السياق:

يعتبر فهم السياق لأي حادث أحد مفاتيح فك طلاسمه ولغزه، والنازلة موضوع النقاش جاءت في سياقين: عام وخاص. أما العام فيتلخص في المخاض الذي عرفته الساحة الجامعية عموما وفاس خصوصا خلال العقد الأخير من القرن الماضي بين التيارين اليساري والإسلامي تطور إلى صراع دموي حركته أيادي خفية ضربا للحركة الطلابية وفتحا لمعارك جانبية تصرف الطلبة عموما عن المطالب الحقيقية للإصلاح السياسي.

وأما السياق الخاص فيتعلق بموقف النظام من جماعة العدل والإحسان التي استعصت عن الترويض وامتنعت عن ولوج بيت الطاعة المخزنية؛ وحيث إن ملف طلبة وجدة الإثني عشر الذين زج بهم في السجن سنة 1991 بعد تلفيق تهمة قتل طالب قاعدي لم يثن الجماعة عن خطها تليينا لمواقفها وقبولا بالانخراط في لعبة النظام السياسية، بل إن إشعاعها تنامى في المجتمع، وغدا تغلغلها بين فئات الشعب مزعجا للنظام غداة تنظيم الأبواب المفتوحة ربيع 2006، بات لزاما وفق العرف المخزني توجيه ضربة للجماعة تشويشا على حيويتها وتشكيكا في نهجها التربوي وسلمية أسلوبها، فجاء تحريك ملف قتل الطالب محمد أيت الجيد المتقادم أصلا، ناهيك عن كون اتهام الأخ عمر محب عار من أي سند أو دليل.

ويتجدد السياق:

ومثلما انتظرت النيابة العامة فتح ملف مقتل الطالب محمد أيت الجيد 13 سنة بعد وقوع الحادث تصفية لحساب سياسي مع العدل والإحسان، انتظرت المحكمة سنوات لتفعيل مسطرة تنفيذ قرار المجلس الأعلى والقاضي بحبس السيد عمر محب في سياقين مماثلين لسنة 2006؛ ذلك أن المخزن لم يستسغ انخراط الجماعة واصطفافها مع مطالب الإصلاح الحقيقية كما جسدتها حركة 20 فبراير، ليبلغ غيظ النظام من الجماعة ذروته باستقبالها للمقرر الأممي ـ مانديز ـ لمناهضة التعذيب، حيث كشفت هيئتها الحقوقية بالوثائق والحجج الدامغة والشهادات الحية حجم الخروقات الجسيمة التي طالت أعضاء الجماعة وأحرار البلد: شهداء حركة 20 فبراير نموذجا.

بين الفـزّاعة والتوظيف السياسي:

ظل الملف مقتل الطالب محمد أيت الجيد وفيا لسياقه العام والخاص، ففي الوقت الذي لاح فيه بريق أمل لإنصاف السيد عمر محب، بعدما تابع الرأي العام طلب عائلة القتيل التحقيق مع من تعتبره شريكا ـ وربما مسؤولا ـ حسب تصريح العائلة عن قتل ابنها؛ بل هناك من شكك في دوافع هذه المطالبة واعتبرها حُركت من طرف خفي ردعا لمن تجاوزوا ـ حسب معيار المخزن أو جهاته العليا ـ الحدود المرسومة لهم سلفا للتحرك على خشبة المسرح السياسي، وإلجامه ليبتلع لسانه، فلا يتجرأ على أولياء النعمة عليه. وتحقيقا لمآرب أخرى، سارع الأجهزة المخزنية لفرض روايتها القديمة للنازلة مُصرا على تأكيد اتهام من أظهرت جميع القرائن القانونية والواقعية براءته من دم الطالب محمد أيت الجيد، مؤكدا احتكاره لقرار جهاز تفترض فيه الاستقلالية والترفع على أن يكون أداة لتصفية حسابات سياسية على حساب العدالة والحقيقة.

رسائل إلى من يُهمهم الأمر:

لا يخلو قرار فتح ملف متقادم من دلالات ورسائل لأطراف عدة، منها:

1. إن ما سُوق من “إصلاحات” لا يعدو أن يكون سرابا فرضه الحراك الشعبي، وأن الحديث عن فصل السلط واستقلال القضاء زيف وبهتان. وإلا ماذا يقول فقهاء القانون في النازلة؟ فإذا لم تكن القضية تقادمت، فأين بقية الشركاء إذا سلمنا أن السيد عمر محب مشارك ـ بنص قرار الحكم ـ في الاعتداء المفضي إلى قتل؟

2. إن تحريك الملف على مرحلتين متباعدتين استهدافا لنفس الجهة ـ العدل والإحسان ـ يؤكد الطابع التحكمي في السلطة القضائية تصفية لحسابات سياسية، ليس إلا.

3. إن تحريك الملف بهذا الشكل يؤكد فراغ جعبة النظام من خيارات بديلة في تعامله مع من يصنفهم خصوما سياسيين. فمن سلّم وأسلم واستسلم وأذعن وركع فله الأعطيات امتيازاتٍ ومناصبَ ساميةً وعضويةً في مجالس عليا لا خوف عليه ولا هو يحاسب. وأما من نهج سبيل عزة النفس واختار الرجولة موقفا والاصطفاف إلى قضايا مستضعفي الشعب اختيارا، فلا حُرمة ولا حقوق ولا بواكي له، تترصده عيون لا تكاد تنام إحصاء لحركاته وعدا لأنفاسه تصيدا لهفوات تسعف في إنجاز ملفات متابعة تدينه في جميع الأحوال ـ لأنه متابع في حالة سراح ـ تشويها لسمعته وتشويشا على حركيته وديناميته.

4. إن واقع حال النظام يكذب شعار “دولة الحق والقانون” وإلا من أولى بالمتابعة: من ثبت بالحجة القاطعة والدليل البين نهبه للمال العام أم من سرب وثائق تدين أعوان المخزن: ملف وزارة المالية ـ خازنها ووزيرها السابق ـ نموذجا؟

5. إن تحريك الملف ومطالبة عائلة القتيل محمد أيت الجيد بالتحقيق مع من وردت أسماؤهم في محاضر القضية رسالة واضحة إلى من تُسول له نفسه أن يتخطى الخطوط المحددة فيتطاول على “الجهات العليا” أو التعليق على مبادرات القصر: التحقيق مع بعض رجال الجمارك نموذجا.

على سبيل الختم:

إن ملف متابعة السيد عمر محب وخلال جميع مراحله وتوقيت فتحه وشكل تحريكه يكشف نوايا المخزن لتوظيف سياسي لمتابعة تفتقر إلى أبسط القرائن القانونية والواقعية. ومثلما توبع السيد عمر محب توبع الإثنا عشر طالبا في وجدة بدم كذب، ويبقى الفاعلون في الجريمتين مجهولين. ربما تطلب الأمر ذبح بقرة “صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا، …لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا” وضرب قتيلي وجدة وفاس وقتلى صفرو وسائر شهداء كرامة الشعب ببعضها لينطقهم الله تعالى معلنين أسماء من سفكوا دماءهم وأزهقوا أرواحهم فضحا لتدليس من تلاعبوا ويتلاعبون بمصير الأبرياء ويتسترون على القتلة الحقيقيين.

إن أشكال التضييق الممنهج وحجم الخروقات التي طالت وتطال الجماعة: محاكمات صورية، تلفيق التهم، تشميع البيوت، التضييق على الأرزاق، استهداف الأعراض، … تشهد ـ وبجلاء ـ على زيف شعارات “دولة الحق والقانون”، وتخدش في هيبة دولة لا تخجل أن تصور نفسها نموذجا لدولة ديمقراطية رسخت قيم الحقوق وضمنت الحريات وأُتخم أبناؤها عدالة وكرامة. ومن لم يستحي فيقل وليفعل وليقترف ما شاء من الخروقات.

ــــــــــــــــــ
هـامش:
ــــ
(*) التقييم القانوني للمتابعة الذي أنجزته هيئة دفاع عمر محب بتاريخ: 2007.9.17

‫تعليقات الزوار

7
  • محمد
    الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 - 03:39

    تحية للأستاذ سنكي معلوم عند القاصي و الداني أن هذا الملف يوظفه بشكل قذر المخزن من أجل تطويع و تركيع الجماعة و لكن دائما ما تكسب الجماعة الرهان

  • محمود من تطوان
    الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 - 03:53

    السد مصطفى ادا كان السيد عمر محب بريئ من هده الجرمة النكراء وهدا قد يكون واردا وبقوة كشخص وادا كانت السلطة الساسية في البلاد تقوم بتوظف سياسي مكشوف لهدا الملف كما هي العادة الا انه لا يمكن لك ولغيرك ان يغالطوا الرايي العام حول ظروف ومرتكبي هده الجريمة الشنعاء مراهنين على عامل الزمن بعد مرور سنين طويلة على ارتكابها املين في دلك من خلال اضعاف و التشكيك في الداكرة الجماعية لالاف الطلبة وليس المئات ممن عايشوا تلك الفترة عن قرب كبير من الاحدات… وحدت اغتيال بن عيسى لس الى حلقة في سلسلة طويلة من استهداف للحركة الطلابية في حيينه ودور الحركات الاسلامية في دلك وبتواطئ مكشوف مع الاجهزة الامنية لا يخفى على احد وعليه فكون المجموعات الاسلامية وعلى راسها جماعة العدل والاحسان لا احد يسطيع ان يبرءها من دم الشهيد ولعل احدات الهجوم الدي نضمته هده المجموعات سنة 1991 على الحرم الجامعي يشفي غليل او يفضح مزاعم كل كداب اتيم…فعلى من تكدبون ادن على دم الشهيد الدي سيضل في عنقكم ام على داكرتنا الجماعية ام على انفسكم…

  • Inigui
    الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 - 06:14

    كان التحاق بنعيسى بالجامعة خلال 1986-1987، التحاقا نضاليا، عكسه حضوره النشيط داخل الحركة الطلابية، حيث ظهر اسمه إلى جانب مجموعة من رفاقه ضمن لائحة الموقوفين ( وعددهم 39) خلال الموسم الدراسي 87-88، عقب تظاهرة 20 يناير 1988.وقد كانت هذه الأحداث وراء وجود بنعيسى في حالة متابعة قضائية،هذه المتابعة التي ستتعمق أكثر على إثر معركة مقاطعة الامتحانات لسنة 1989 ، حيث ظل البوليس يلاحقه بشكل مكشوف هذا الخيار كلفه ضريبة السجن سنة 1990، وحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية، تعرض بنعيسى في مخفر الشرطة لأبشع أنواع التعذيب، وحوكم بتهمة المشاركة والقيادة لأحداث 20 يناير 1988 بمدة حددت في ثمانية أشهر سجنا نافذة، بعدما كان قد قضى تسعة أشهر في السجن المدني بفاس.في شهر نونبر من سنة 1991، فوجئ الرفيق بنعيسى بعصابة تتكون من حوالي 70 شخصا تحاصر مقر سكناه محاولة اختطافه، لكن التعاطف الذي كان يحظى به من طرف سكان الحي دفع بهؤلاء إلى مواجهة وطرد المجرمين دون تنفيذ إجرامهم المزمع. 25 فبراير 1993، بينما كان ا بنعيسى متجها إلى حي "ليراك" مع أح الخمار الحديوي على متن سيارة ، فوجئ بعصابة تحاصر السيارة

  • أبو طه
    الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 - 11:21

    استقلال القضاء في المغرب أكبر كذبة في التاريخ، القضاء في وطننا الحبيب هو أداة من أدوات المخزن يستعملها عند الضرورة، و قضية عمر محب واضحة لمن يتابع الملف بدون خلفيات وأحكام مسبقة، الملف يتم التلاعب به في أروقة القضاء لأغراض سياسية تروم الضغط على جماعة العدل و الاحسان المعارضة رقم واحد في المغرب خصوصا بعدما تلقى المخزن صفعة المفوض الأممي المختص بقضايا التعذيب التي أمطرته الجماعة بتاريخ التظلمات التي تعرضت لها منذ نشأتها كما أعطت الجماعة الضربة القاضية للنظام عندما نظمت الدورة العاشرة للدائرة السياسية و أخرجت بيانا لا تهادن في الموقف و تلين في الخطاب، الأمر الذي أفقد النظام صوابه فستمر في أخطائه المعتادة، شكرا أيها النظام على الهدية و لانحترم غبائك.

  • said
    الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 - 13:01

    JE TROUVE L ANALYSE PERTINANTE
    MERCI POUR CES INFORMATIONS ET LE MAKHZEN DOIT CESSER DE NOUS PRENDRE COMME DES IDIOTS

  • houa
    الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 - 16:49

    الكل يعرف من قتل بن عيسى ومن قتل المعطي وبتواطئ مع من للإشارة فقط فبن عيسى كان مستهدف نظرا للقدرة السياسية والنقابية التي كان يتمتع به الشئ الذي يفسر أنه كان رقما صعبا للنظام وقوى الظلام وجب التخلص منه.

  • kant khwanji
    الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 - 21:47

    أضحكتني كثيراً عبارة " خفافيش الظلام" ..
    اصبحتم تنقلون مصطلحات الغير التي تنطبق عليكم لدفع الصفات اللصيقة بكم.
    كفى من الكدب والبهتان…
    الشهيد آيت الجيد محمد -بنعيسى- اغتالته اياد خفافيش الظلام
    الاغتيالات السياسية ليست غريبة عنكم ، فهي غداؤمكم وعشاؤكم

صوت وصورة
مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا
الخميس 18 أبريل 2024 - 16:06

مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا

صوت وصورة
الحكومة واستيراد أضاحي العيد
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:49 93

الحكومة واستيراد أضاحي العيد

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36 86

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45 4

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة