الآداب المرتحلة .. كتّاب من الثقافات العربية والمغاربية يناقشون متاهات الهوية

الآداب المرتحلة .. كتّاب من الثقافات العربية والمغاربية يناقشون متاهات الهوية
صور: هسبريس
الأحد 2 أكتوبر 2022 - 20:00

بعيون مبدعين من فلسطين والجزائر والسودان وكوت ديفوار وفرنسا والمغرب، نوقش، بفاس، سؤال التعدد الثقافي، والتلاقح بين الثقافات، في الدورة الرابعة من مهرجان “الآداب المرتحلة”، الذي يجمع 40 قلما عالميا بمدينة من مدن المملكة.

بندوتين، أولاهما بالعربية والتالية بالفرنسية، اُفتتح معرض للكتاب يحضر فيه الكاتب مع كتبه، بفضاء “جنان السبيل”، في الدورة الجديدة التي اختارت عنوانا لها شعار “من ثقافة إلى أخرى”.

عبد العزيز بركة ساكن، روائي من السودان، تحدث عن “التعقيد الكبير جدا لموضوع التنوع عند الكاتب السوداني”، وعمقه المختلف عنده، نظرا لأن كتابته باللغة العربية “لا تتماشى مع جذوره”.

وتحدث بركة عن هجرة عائلته إلى الحجاز قبل العودة منها أثناء الحرب العالمية الثانية، وإقامتها في إثيوبيا، مع حملها ثقافتها بلغات مختلفة من شرق وغرب إفريقيا، وتابع: “لما أتوا إلى السودان وجدنا لغات مختلفة، وكان لهذا التكوين أثرٌ في كتابتي بصورة واضحة (…) وأهمية فنية في تكويني الشخصيات الروائية التي تتحدث لغاتها المحلية؛ فالشخصية تحكمها اللغة، وأنا غنيمة لغات”.

ومع وجود 120 لغة في السودان و100 قبيلة، يحول هذا المعطى، بالنسبة للمتحدث، دون نسبة الكتابة إلى لغة أو ثقافة، فالكتابات “تنتمي للكاتب”.

وفي تفاعل مع القاعة، تساءل بركة: “هل الكُتاب بالفرنسية في المغرب العربي فرنسيون؟ وهل الكتاب بالإنجليزية إنجليز؟ وهل أنا عربي؟”، واسترسل: “هوية الشخص تنبع من اللغة ومن مكانه وأصدقائه ومدارسه والكتب التي قرضها، وهو ما يكوّن هويته.. أنا مجموعة من الهويات المتداخلة المتصالحة المتطاحنة.. العربية جزء من هويتي لا هويتي”.

يوسف زيدان، روائي من مصر، اختلف مع هذه الفكرة، وصعد إلى المنصة معقبا بالقول: “الأدب نتاج القديم، نتيجة لغة، ولا يوجد أدب دولة ولكن يوجد أدب عربي”، واستشهد في هذا السياق بـ”الشاعر” محمود درويش، كما وصفه، وقصيدته التي قال فيها “أنا لغتي”، وأضاف: “اللغة ليست أداة تواصل، بل أداة تفكير، ونفكر من خلال المفردات. كل أديب هو لغته، وربط الأديب بدولته وصف ساذج”.

وحول موضوع الندوتين، رأى زيدان أن الاعتلاء بالذات “خبل إنساني لا ينتهي”، وتابع: “التعدد ليس في اللغات والثقافات فقط، بل فينا، في الفرد الواحد، ويحاسب المرء على مجمل أعماله (أخرويا)؛ والشخص في العشرين يختلف تماما عن الأربعين والسبعين: فعن أي شيء يحاسب؟ (في مرحلة من مراحل عمره). ويقال إن إنسانا متقلبٌ وكأن الأصل في الإنسان الثبات، ولم أر إنسانا ثابتا، والتعدد صفة فعلية في الوعي الإنساني، وغيره مرض نفسي ينبغي أن نقاومه”.

وبقصيدة من قصائده، تجول الشاعر الفلسطيني نجوان درويش بالجمهور في تركيب الهوية، ثم اختصاراتها التي نتواطأ على اعتبارها “نحن”.

زينب لعوج، شاعرة جزائرية، استهلت حديثها بتذكر “بلدها الثاني المغرب”، نظرا لنشأتها بوجدة، قرب الحدود بين البلدين.

وقالت المتدخلة: “إن الإنسان تراكم ثقافي وسياسي وحضاري… وبدونه لا يمكن أن نبدأ شيئا جديدا؛ فالمخزون الإنساني الذي يرجع إلى عصور نجهلها يسري في دمنا بطريقة أو أخرى، وبعد لغة الإشارات والأصوات الأثرُ الأول للشعر، منذ التنويمات أو التهويدات التي هي شعر أمهاتنا وجداتنا”.

وواصلت المتحدثة: “نصبو إلى تقاسم هذا التراكم مع الآخر (…) وينبغي تعليم أطفالنا تقبل الآخر، والابتعاد عن الأفكار المسبقة القاتلة. ولا يمكن تجريم ثقافة من الثقافات واللغات والأديان، بل أن نجرم الخطاب حولها الذي يستغلها ليدعو إلى العنف”، واستمرت قائلة: “في مدارسنا نخلق طفلا ليقوم بدوره بعد سنوات، وليغير الذهنيات، وذلك عبر تدريس القيم الإنسانية، وتعليمه خلق مجتمع جديد يمكنه تغيير ما لم نتمكن من تغييره”.

وللدلالة على إلحاح مقصد تغيير الذهنيات استحضرت الشاعرة مآسي وقعت في الجزائر، “من قبيل منع بعض الكتب خلال تصاعد التيار الإسلاموي، من طرف أشخاصٍ لا من طرف السلطة، فمنعت كتب من طرف مدرسين وأئمة لا علاقة لهم بالأدب، وكانت هناك قائمة من الكتب التي لا يمكن أن تدرّس، كما منعت الفلسفة في بعض المعاهد”.

‫تعليقات الزوار

8
  • تعريب +عربنة
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 20:07

    لي خرج على المغاربة هو تعريب التعليم في 1984 ورجع المغرب للور،دول عربية ودول متعربة كلها متخلفة وحنا تنقريو بلغتهم المواد العلمية

  • بالاك
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 20:26

    ان مسالة اللغة مسالة صعبة الفهم .فالطفل مثلا الدي عاش في ظروف صعبة يعاني في حياته من جراء عدم التواصل الدي تحدده اللغة حتى وان كانت اللغة العامية فما بال المعنيين ادا درس باللغة العربية او الفرنسية او اي لغة .ان عدم ضبط التواصل مع الاخرين عندما كان طفلا سيجعله يعاني في الدراسة .ان اللغة هي التي يتميز بها الانسان عن سائر المخلوقات لدلك تعتبر امتياز بالنسبة للانسان والفرد الدي يجد اعاقة في تواصله مع الاخرين عندما كان صغيرا سيعيش مشاكل جمة في هدا الاطار خصوصا عندما ينتقل الى لغة اكاديمية

  • amahrouch
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 20:47

    L identité c est la terre(géographie)et le climat qui la définit,l homme peut changer,l identité est statique !Une peuplade qui débarque dans un lieu prennent l identité de ce lieu tout en apportant un morceau de sa culture qui se mélange avec les autres cultures locales !Ces dernières peuvent varier d une région à l autre dans un même pays et ne constituent guère l identité !La culture c est une manière de vivre que l on acquiert chemin faisant !Les cultures du monde entier sont représentés en Amérique mais l Amérique reste l Amérique,elle n est même pas européenne du nom de l origine de ses gouvernants !

  • الحسين
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 20:50

    ولذلك الاستعمار الفرنسي الغاشم في شمال إفريقيا يركز على ابعاد هذه الشعوب من لغتها وثقافتها ودينها
    ولذالك نرى الدولة الفرنسية تسخر الملاييين اليور و كل سنة
    لاقامات مهرجانات والحفلات ومعارض الكتب والمسرح والسينما لخدمة لغتها الفرنسية.في تلمغرب
    وللاسف مازالت الادارات في المغرب تراسل تلمغاربة بلغة المستعمر الغاشم. للاسف الشديد
    وهل دولة فرنسا تراسل مواطنيها بلغة غير الفرنسية؟.لماذا التبعية .بل واصبح من لا يخلط الفرنسية بالدارجة متخلفا في نظر البعض هنا في المغرب.
    .

  • عباس بلفاسي
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 21:23

    الندوات و المناقشات الادبية لا تتطلب اي شيئ و لا اي مجهود فعلي حقيقي ضروري لمنفعة الناس بخلاف العلوم و التقنيات و التكنولوجيات حيث يكون النقاش موحدا طبقا لقوانين و ضوابط محددة معروفة كونيا و حتى اللغة تكون واضحة فعالة…و في الندوات الادبية الكل “يلغي بلغه” و الكل في عالمه الخاص و الكل يتكلم لغته…و مؤخرا حضرت ندوة في دولة عربية و كانت المداخلات عجيبة: الحكاية و فتنة بحر الظلمات، حكابت الكفل و طفل الحكايات، سؤال الوجود و وجود السؤوال في قصة كذا و كذا، تيمة النور و العتمة في قصة (في الصين، اليابان القديمة، الانكا، و جرمانيا الخ)،…فعلا امور لا افهم ما الفائدة منها و ما ضرورة اللغط فيها بما انها لا تنتج اي شيئ اللهم تمضية الوقت و الزمن..و الجهد في اشيء لا تغني و لا تسمن من جوع…لماذا لا ننقاش العلوم و ميادين تطبيقها و هي لا تعد و لا تحصى و مفيدة للجميع و نافعة للانسان…منذ قرون و الانسان يتكلم و يحكي و الجميع يحكي و يقص و بسرد في كل لحظة و ثانية…هل فقط لنقول “ها حن درنا شي حاجة”…الغباء ان يستغبي الانسان نفسه….

  • مواطن
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 22:04

    تعقيبا على ما قاله السيد الكاتب من مصر .
    اللغة وسيلة للتواصل و ليست لغة التفكير لناخد على سبيل المثال دول ما يسمى بالوطن العربي هل لهم فكر واحد و كلهم يتكلمون العربي على تنوع لهجاتهم .
    و هل الفكر مصدره اللغة او العقل ؟
    ان كان كذالك فكل أمة تختلف عن الأخرى فكريا ما دامت اللغات تختلف .
    فالفكر ينبع من صلب الهوية و التعبير عنه قد يكون بلغة
    الأمة و هو أكثر و ضوحا او بلغة اجنبية لتيسير فهم أفكاره للاخرين من غير هويته .
    فاللغة لا تحدد الهوية إنما الأرض و لغتها الام هي من تحدد الهوية .

  • مركز تداريب الدروم
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 22:11

    من الساذج فينا يا يوسف زيدان من يدعو ادباء العربان على العودة الى جزيرة الرمال و ينسب اصل العروبة اليها و البداوة و انها اولى باهلها من شعابها اليس هذا ربط البشر بلا دراية بالدول اليست جزيرة الرمال كانت دولة اليست هاته من لا متناهيات الخبل و اقصاه اللامتنتهى فيه اليس هذا نقد دنيوي عن اي اخرة يعتقد فيها زيدان و يتقلب

  • شغف
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 22:26

    حاولت ترجمة فقرات من هذا المقال إلى الأمازغية ففشلت ،ترجمت نفس الفقرات إلى اللغة الفرنسية فتفوقت إلى حد كبير .

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش