موازين .. أسئلة سياسية وإجابات تنموية

موازين .. أسئلة سياسية وإجابات تنموية
الأربعاء 29 ماي 2013 - 01:33

تنظيم مهرجان موازين مرة أخرى برغم مناخ ثورات الربيع العربي التي جاءت لمحاصرة الفساد والاستبداد، وبرغم قيادة حزب العدالة و التنمية للحكومة الحالية -وهو أشد المعارضين لتنظيم هذا المهرجان،- يضعنا أمام ركام من الأسئلة السياسية الشائكة التي تحتاج إلى أجوبة تنموية واقتصادية عاجلة.

* الأسئلة السياسية:

– أول الأسئلة التي تتزاحم عند هذا الموقف هو لماذا لم تتحرك الحكومة لإيقاف المهرجان? هل نفهم من ذلك أن رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران لم يرد الانجرار إلى حلبة صراع جديدة تلهيه عن استكمال مسار الإصلاح؟ أم أن الحكومة نفسها ليست على رأي واحد، خاصة في ظل خرجة ” شباط” التي تنذر بانفراط التحالف السياسي الحالي.

– ثاني الأسئلة التي تطرح نفسها بإلحاح: هل نحن بحاجة إلى دستور جديد يوسع من صلاحيات رئيس الحكومة أكثر فأكثر، حتى يصبح بمقدوره اتخاذ قرارات بشأن الصورة التي يتوجب أن يكون عليها المشهد الثقافي والفني والإعلامي بالمغرب دون مركبات نقص.

– ثالث الأسئلة الملحة: هل نحن بحاجة إلى قوانين انتخابية جديدة يحصد بموجبها حزب ما أغلبية مريحة تخول له تشكيل حكومة قوية تتمتع بالانسجام المطلوب لتكريس أداء حكومي أكثر فاعلية، وتتسلح أمام قرارات الانسحاب ومحاولات التفجير من الداخل.

– السؤال الآخر الذي يفرض ذاته أيضا: لماذا صمتت باقي الأحزاب الأخرى فيما مارس العدالة والتنمية دور المعارضة والأغلبية في الآن نفسه؟ لربما يتوجب على العدالة التنمية أن يدعو قواعده الشبابية ومؤسساته الموازية إلى ممارسة دور المعارضة بمعية الغيورين على البلد- في غياب معارضة وطنية حقيقية- على أن يستثمر الحزب الذي يقود الحكومة هذا الحراك الشعبي وهذه الحرارة في اتخاذ القرارات المناسبة.نحن بالفعل بحاجةإلى معارضة شعبية بديلة.

* الأجوبة التنموية:

لم يكن بنكيران – بأي حال من الأحوال- ملزما بالتوقف عند مهرجان موازين، بينما تنتظره استحقاقات اقتصادية وملفات تنموية واجتماعية يتوجب استفراغ الجهد لمعالجتها وحلها.

وبرغم أهمية المدخل الأخلاقي والثقافي في تحقيق الإصلاح المنشود، إلا أنني اعتقد أن المدخل التنموي يكتسي الأولوية في الوقت الحالي.

فنجاح الحكومة الحالية في ربح رهان تكريس الشفافية والنزاهة على أساس مبدأ العدالة الاجتماعية كفيل بتفكيك بنية الفساد والاستبداد وتنقية البلد من المياه العكرة التي لايحسن المفسدون العوم إلا فيها.

لو أن الشباب المغربي وجد نفسه أمام نظام تعليمي يبشره بفرصة عمل في المستقبل ولا يجعل منه كومة من الإحباطات والكبت لسخر جل وقته لطلب العلم بروح متفائلة ولما سمح لموازين وفناني الكيلوط أن يلعبوا بأحاسيسه ومشاعره.

ولو أن جيوش العاطلين وجدوا طريقهم إلى الكرامة وحقهم في العمل لكانوا أول من خرج إلى الشارع ليعارض موازين وغيره باعتباره مفسدة مالية وتنموية عدا عنها مفسدة ثقافية وأخلاقية.

بالأخير قل لي كيف هو أداؤك الاقتصادي .. ترتيبك الدولي في الشفافية ومحاربة الفساد وتكريس التنافسية.. قل لي كم حجم ديونك الخارجية.. كيف هو تعليمك وصحتك.. كم فرص العمل التي توفر للفئات النشيطة اقتصاديا.. هل تراجع معدل البطالة. أقول لك وقتها هل سيجرؤ موازين على العودة مرة أخرى أم سيذهب وأهله بلا رجعة.

* صحافي مغربي مقيم بالدوحة قطر

‫تعليقات الزوار

10
  • Amdiaz
    الأربعاء 29 ماي 2013 - 03:48

    المشكل هو شكون دخل الدولة في شي مهرجانات؟؟!!….

    المخزن شهد في الأعوام الأخيرة توسعاً أخطبوطيا في كل المجلات. ليس فقط في السياسة و الاقتصاد بل حتى في الاعلام و الفن و الرياضة. إذ لم يبقى هناك فضاء حر للقوى الشعبية و المدنية المستقلة لتفعيل و إغناء المجتمع.

    العاقبة الوخيمة لمثل هذه السياسة الشمولية الستالينية ,هي التسيس المطلق للحياة العامة و المقاربة الأمنية والاديولوجية للامور, زيد على ذلك فقدان التلقائية و الابداع القح الفعال ,إنتهاء بشعب مخمول استأصلت منه روح المبادرة و الديناميكية…..يومئذ نكون مثل تونس أيام بن علي: الزواق من برا اش خبارك من الداخل.

  • تبريرات ..................جيدة
    الأربعاء 29 ماي 2013 - 05:34

    إن تجديدًا كاملاً غير ناقص، لا يتم إلا عبر جهود متضافرة بين الروح والذكاء والحس والإرادة. فتفعيل طاقة الروح وقدراتِها إلى حدها الأقصى، واستثمارُ المعارف المتراكمة عبر الماضي دون هدر لأصغر جزئية منها، والانفتاحُ الدائم على نسمات الإلهام ونفحات المعنى والوجدان، وعدمُ الانحباس في ممارسات التقليد الأعمى، والالتزامُ بالرؤية المنهجية والسلوك المنظّم باستمرار… هي بعض المقومات الأساسية لأي تجديد منطقي معقول.(مقتبس(

  • عزيز المراكشي
    الأربعاء 29 ماي 2013 - 08:08

    الكلام الذي كتبته ياصديقي هنا، هو نفس الكلام الذي قاله الناس قبل سنوات فشحذتك سكاكينكم في الحزب وحركة والتوحيد والاصلاح وجريدة التجديد، أشعلتم حروبا ضارية، وجعلتم من الذي يقولون كلامك هذا أعداءً …بل وجعلتم من "موازين" حصانا تركبونه للتهييج وحشد الناس …المطلوب منكم الآن والآن أن تعترفوا بخطأ تقديركم وموقفكم السابق، وتعتذروا لكل الصحفيين والمثقفين والقراء الذي جعلتموهم هدفا لحربكم الشعواء. لن تفعلوا ذلك، لأنكم لاتملكون الشجاعة. الذي حصل الآن وبكل بساطة أن المخزن كشف حقيقتكم الانتهازية، وأظهر للشعب من يكون "العدالة والتنمية"، وما هي حقيقة التوحيد والإصلاح…جماعة من الشباب والكهول يتقنون الارتجال الدعوي والفكري والسياسي، متسلقون، ينتهزون فرصهم…لامبادئ ولا أهداف…وجد المخزن نفسه مضطرا لفضحكم، رغم التضحيات التي قدمتوموها له. لأنه المخزن لايحب المنافسة غير الشريفة، ولأنه مافيه ثقة. ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من أعان ظالما سلطه الله عليه".

  • abdelouahid
    الأربعاء 29 ماي 2013 - 10:26

    هذا المهرجان أصبح على ما يبدو من المقدسات بالنسبة إلى المخزن أو "الدولة العميقة" التي تريد أن تثبت للشعب وللحكومة الإسلامية أن زمام الأمور لازال بيدها ، وأنها لا زالت تتحكم وتدير دفة المشهد الإعلامي والثقافي على هواها ، وأن قناعاتها لم تتبدل ولم تتغير انطلاقا من القول المشهور : في المغرب يتغير كل شيء من أجل ألا يتغير شيء……
    لازال أمام المصلحين أشواط كثيرة ، بالرغم من أنهم على السكة الصحيحة ، والله غالب على أمره ، والعاقبة للمتقين…..
    اللهم انصر بن كيران وحزبه على المفسدين …….

  • fedilbrahim
    الأربعاء 29 ماي 2013 - 10:37

    الاسئلة الحرجة هي هل حبست السكاتة"الهاية"الشوبا" الوزارية انفاس حكومة البواجد حيث تكفي مقارنة بسيطية بين حيحة وصراخ و عويل اعضاء حزب القنديل قبل عامين سواء في البرلمان او الصحافة ولم مثلا مقارنة صراخ المراة صاحبة حقيبة الاسرة والتضامن انذاك وبين اختفائها المقصود الان .
    حينما يلبس الفرد لباسا على غير مقاسه او على طريقة كوبيي كولي فانه حتما سيصبح مثالا للسخرية وهو حال حزب البواجد الذي اكد بالملموس انه فقط يعير اللباس الذي يرتديه الان .
    كيف تغيرت مواقف الحزب 145 درجة و افرغت شعاراته في اقل من عامين,?
    كيف استشعر هؤلاء حلاوة و وثارة المناصب الحكومية?
    كيف يتم شن حملات تكفيرية على بعض المخالفين الراي ?
    كيف يتم الميز بين عري "يمس بالهوية الوطنية"و عري اخر لا نستطيع القول سوى لاحول و لاقوة?
    كيف و كيف …..

  • مغربي
    الأربعاء 29 ماي 2013 - 11:55

    "صحافي مغربي مقيم بالدوحة قطر".
    مقال برائحة دولارات النفط القطري.
    لا نحسدك على هذه النعمة، لكن نحن المغاربة نكره الارتزاق بقضايانا.

  • sefrioui
    الأربعاء 29 ماي 2013 - 11:55

    بالله عليكم، أعفونا من مقالاتكم التي تزيد من تعرية سوءة العدالة والتنمية. أسئلتك وحتى أجوبتك مردودة عليك وعلى أصحاب بنكيران، حمائمهم وصقورهم (هذا إذا كان هناك صقور أصلا).."يا أيها الذين آمنوا، لم تقولون ما لا تفعلون.." بالأمس، لم تكونوا تقبلون أي تبرير لهذا المهرجان، وأذكر كيف كان نواب العدالة والتنمية يحاصرون وزير الثقافة بأسئلة حول الموضوع رغم تبرئه من هذا المهرجان، فما الذي تغير اليوم حتى صرتم تبحثون بين قمامة هذا المهرجان عن طرف منديل لم تطله النجاسة لتلميع موقفكم؟ والله لتسئلن يوم القيامة عن سكوتكم وبيدكم مقاليد السلطة..لو كانت للعدالة والتنمية جرءة في الحق لصدع به أو لاستقال، فذاك أزكى له وأطهر..أما أن يخرج علينا كل يوم كاتب بمقال بئيس كهذا، يحاول من خلاله أن يبحث عن مبررات رفضها لغيره من قبل، فهو والله عين الفساد.
    أنا من المتعاطفين مع العدالة والتنمية، غير أن الحق أحق أن يتبع..ولا خير في رجال يبدلون مواقفهم كما يبدل المرء الجوارب المستعملة.
    كنت أنتظر من العدالة والتنمية إبداعا في التسيير،جرءة في محاربة الفساد، بصمة واضحة في قيادة الحكومة غير أنني استفقت من حلمي على واقع مر..

  • Houssam
    الأربعاء 29 ماي 2013 - 13:38

    Savez vous que le nombre des spectateurs de mawazinne dépasse largement le nombre d électeurs qui on votée dans les dernière élections législatives

  • عاطل
    الأربعاء 29 ماي 2013 - 18:52

    لا تتق في ود امرء متملق إذا الريح مالت مال حيث تميل
    هذه هي السياسة في المغرب ، عندما تكون في المعارضة تهرج وتحشد الناس وأنت تعزف على وترهم الحساس ، لكن سرعان ما تضرب قيمك بعرض الحائط وتتناقض مع مواقفك وأنت في موقع المسؤولية . ما هذا الزمان لا أحد يثبت على حــــال .
    الحمد لله أن المهرجان لن يفتن المغاربة أبدا مهما بلغ فيه الانحلال والتبذير

  • رشا
    الخميس 30 ماي 2013 - 13:50

    واعجباه على شعب ضحكت من جهله الأمم العالم كله يعاني من أزمة اقتصادية استلزمت الدول نهج سياسة التقشف ونحن باركين على الزيح والريح لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 18

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز