نحيا بالأكذوبات

نحيا بالأكذوبات
الأربعاء 9 يوليوز 2008 - 18:52

أغلب المواطنين، من يطلق عليهم وصف عموم الناس أو العامة، يتحدثون في شؤون الدين صباح مساء، لا فرق بين جاهل وعالم، وبين أمي وحامل الشهادات، وبين صالح وطالح، وبين مرتشي ونزيه، وبين إسلامي وإعلامي، وبين رجل وامرأة، وبين موال للنظام أو معارض له..


لا يهم من أنت وماذا تفعل في حياتك؟ هل ترعى فعلا أولادك وتصل الرحم ولا تضرب زوجتك ولا تقدم رشوة ولا تشجع فسادا ولا تشهد زورا…؟


لا يهم إن كنت مساندا للظلم والاستبداد، مع أو ضد مفهوم الرعية أو مفهوم المواطنة، أو الاعتماد على أهل الحل والعقد دون سواهم أو مع الحرية والديمقراطية، متشددا أو متسامحا مع الآخرين..


لا يهم إن كنت تتكاسل كرجل تعليم في مهمتك، مجهدا نفسه في إعطاء دروس خصوصية بمقابل خارج أوقات العمل، أو طبيبا يكشف على المرضى في دقيقتين ويثقل الوصفة الطبية بأدوية لا لزوم لها امتثالا لاتفاق مسبق مع هذه الصيدلية أو تلك، أو رجل أعمال يقدم رشاوى في كل يوم لنزع ما يحق للفقراء والمحتاجين…


لا يهم إن كنت مدافعا على المظلومين وحقوق الإنسان ومهموما بوطنك وحانقا على المستغلين وناهبي المال العام، وداعيا إلى الواجبات…


الجميع يتحدث عن الدين حتى أصبح مفروضا على المرء ان يتظاهر بأنه مع الركب، وأضحى الكثيرون ينهون حديثهم بدعاء مسموع ليعرف الجميع أنك واحد من مسلمي العصر…


الغالب هو الرياء، ومع سيادة الرياء تعششت بين ظهرانينا أكثر من كذبة أصبحنا نؤمن بها رغم أن كل تجليات الواقع المعيش تظهر في كل زمان ومكان، إنها كذبة صارخة.


وعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن ذكر أكذوبة “المغاربة سواسية أمام القانون” أو “القانون على الجميع“…


رغم علمنا بواقع الحال، حق المعرفة، لازلنا نخدع أنفسنا باعتقاد أن القانون مطبق على الجميع في العهد الجديد… وأن المغاربة سواسية أمام القانون وأن عهد التمييز بهذا الخصوص قد ولى مع العهد القديم، رغم أن الواقع المعيش ما فتئ يكذب هذا الإدعاء… لأن القاعدة السرمدية عندنا، والتي هي الحقيقة، القوانين فصلت لتطبق على الفقراء والضعفاء…


من الأكذوبات التي نحياها حاليا كذلك انتظار نسبة تنمية كافية كفيلة بتحقيق تحسين الأوضاع، وهذا ما ظل ينتظره المغاربة منذ حصول البلاد على الاستقلال، في حين لم يسأم الكثير من المحللين الاقتصاديين من تكرار أن نجاح ما تسميه الدولة بالسياسة الاقتصادية المعتمدة، ضئيل جدا وسيكون مصيرها كغيرها من الخطط السابقة هو “الفشل”، وزادت “حظوظ” تحقيق “الفشل “المنتظر بفعل بروز هروب الاستثمارات الخارجية لأسباب، لازال القائمون على أمورنا لم تحضرهم الشجاعة للكشف عنها، علما أن خطة الدولة الاقتصادية مرتكزة بالأساس على تدفق الاستثمار الأجنبي.


يقال إن لكل شخص في الحياة طموح وأمان ورؤية مستقبلية ورغبة يعمل من أجلها عبر خريطة طريق معينة، لكن الواقع شيء آخر، مادمنا أصبحنا نعيش على أكذوبات نؤمن بها حتى النخاع، وبذلك “تدردبت كل حساباتنا” وتملكتنا “التلفة” تلو “التلقة”، ورغم ذلك لازلنا “لم نشد الأرض” عملا بمقولة “للي تلف يشد الأرض“.


إدريس ولد القابلة -رئيس تحرير أسبوعية المشعل

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين