" نولي...أمه " : كوميديا ناقدة لمعاناة المغاربة في الضواحي الفرنسية

" نولي...أمه " : كوميديا ناقدة لمعاناة المغاربة في الضواحي الفرنسية
الأربعاء 10 فبراير 2010 - 03:23

الفيلم الفرنسي “نولي..أمه” للمخرج غابرييل جوليان لافيريير، عبارة عن كوميديا اجتماعية تقدم نقدا ساخرا لاشكالية الاندماج الاجتماعي والاقتصادي وقضايا الهوية المرتبطة به، التي تواجهها أجيال الضواحي الفرنسية المنحدرة من العائلات المغاربية المهاجرة.


سامي (سامي صغير) كان سعيدا بحياته الى أن جاء المنعطف الكبير. والدته الأرملة ستعثر على عمل لتحسين وضعها الاقتصادي بعيدا عن الضاحية التي يتكدس فيها أبناء المهاجرين المغاربيين والأفارقة. تضطر الأم نادية (فريدة خلفة) لترك الطفل في عهدة أختها جميلة (رشيدة براكني) المتزوجة من بورجوازي فرنسي يميني الهوى من أنصار ساركوزي، يدير شركة لتصبير لحم الخنزير.


لا يتردد الفيلم في الضغط على جرح الصدام الحضاري والثقافي بين طفل مشبع بتصورات معينة عن دينه (الاسلام) وتقاليد عائلة جزائرية الأصل، من خلال مشاهد شديدة الدلالة: يدخل سامي الى حجرته الجديدة فتطالعه صورة ضخمة لنيكولا ساركوزي مع ما يمثله من توجه مناهض للهجرة، يحاول تعويضها بصورة مغني راب لكن ابن خالته شارل يمنعه من ذلك. يعرض عليه رفيقه في المدرسة تناول شطيرة لا يلبث أن يتقيأها بعد أن يخبره ضاحكا أنها من لحم الخنزير.


البيئة الجديدة لسامي ستجبره على الدخول في مفاوضات مستمرة للاندماج سواء في محيطه الدراسي داخل مدرسة كاثوليكية حريصة على الانضباط الذي لا صلة له بمدارس الضواحي السائبة، أو في محيطه الاجتماعي ومواضعاته وطقوسه الاحتفالية وغيرها. قصة حب أول حالمة مع رفيقة الفصل كانت مناسبة بالنسبة للمؤلف لخلق الدافع لدى سامي من أجل بذل مزيد من الجهود لنيل الاعتراف بوجوده في عالم لم يختره.


الفيلم يعكس نظرة مطلبية واضحة تنطق باسم شرائح واسعة من أبناء ضواحي المدن الفرنسية خصوصا أن السيناريو والانتاج من توقيع الفرنسي الجزائري الأصل جمال بنصالح، الذي أراد توجيه رسالة قوية تحمل عناوين الهوية والحق في الاندماج والمساواة في الفرص. وهو من هذا المنظور يمضي في طريق تجارب نخبة من السينمائيين ذوي الأصول المهاجرة، وفي مقدمتها فيلم “أندجين” لرشيد بوشارب، الذي حصل على جائزة أحسن تمثيل رجالي في مهرجان كان عام 2006، وكان وراء إقدام الرئيس السابق جاك شيراك على تعديل نظام المعاشات المستحقة لقدماء المحاربين المغاربيين والأفارقة الذين حاربوا من أجل تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، في بادرة اعتراف متأخر بمساهمة هؤلاء الأبطال.


جمال بنصالح ظل في فيلمه وفيا لأسلوبه وعالمه الخاص الذي يحتل فيه الأطفال وأحيانا المراهقون موقعا محوريا، كما ظهر منذ فيلمه الأول “السماء، الطيور و..أمك” ثم فيلم “بيغ سيتي”، غير أنه فضل تفويض إخراج فيلم “نولي…أمه” لغابرييل جوليان لافيريير. كما لو أن جمال قصد اشراك سينمائي فرنسي قح في مشروع لا يريده أن يبدو مجرد رسالة احتجاج “طائفية“.


النجاح كان باهرا في إدارة الممثلين، خصوصا الطفلين، البطل المتألق سامي (14 سنة) و شارل ابن خالته المدلل الذي يحلم بأن يصبح رئيس جمهورية (جيريمي دينيستي). هذا الثنائي برع في صنع الكليشيهات المتناقضة بين من يمثل الضواحي ومعاناتها ومن يتحدث باسم الطبقة المخملية بطموحاتها وترفها، ليصب كل منهما في خلق صورة كاريكاتورية لمجتمع فرنسي يسير بسرعتين.

‫تعليقات الزوار

5
  • abdel 1
    الأربعاء 10 فبراير 2010 - 03:29

    ما دخل المغاربة في الفيلم اللقطة الوحيدة التي لها علاقة بالمغاربة في الفيلم هي عندما لكمت جميلة السيدة اللبنانية معتدقة انها مغربية و قالت لها هده تحيتي الى محمد السادس يا قح هده الرسالة المبطنة التي حاول الفيلم اعطاءها عن المغربية اما انه يحكي معناة فيجب على من كتب هدا المقال ان يعيد نظره في النقد السينمائي الفيلم كوميديا خفيفة لاتمت للواقع بصلة

  • oujdi
    الأربعاء 10 فبراير 2010 - 03:31

    bon film

  • brahim
    الأربعاء 10 فبراير 2010 - 03:25

    assalam alikoum franchement c la pure realiter et eux ici ils nous casses la tete avec la polemike de l’idantite national pour moi ce film c la reponce de se debatj’ai vue ce film c la classe

  • Benchekroun Aziz
    الأربعاء 10 فبراير 2010 - 03:27

    J’ai surtout adoré la traduction de Neuilly, sa mère…” en arabe c’est devenu”
    ” نولي…أمه “
    Franchment, rien à voir, mais vraiment aucun rapport.C’est un, film plutôt réussi, d’ailleurs ils parlent surtout de l’algérie, même le gosse.

  • dionysos
    الأربعاء 10 فبراير 2010 - 03:33

    Ce film traite des séquelles de l’immigration vus de la lorgnette d’un jeune garçon issu de 3ème génération de l’immigration. En nulle cas, il était question des marocains en terme d’exclusivité. Au contraire, ça parlait de ce genre de problématique en terme générique.
    Artistiquement, c’est un film moyen, à voir pour se divertir et se mettre plein la figure les clichés de rigueur!!! Trop manichéen à mon goût !

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين