هل يُطبع العدالة والتنمية؟

هل يُطبع العدالة والتنمية؟
السبت 21 يوليوز 2012 - 19:54

حاول بعض ممن يتمنون صباح مساء سقوط العدالة والتنمية وتوال أخطائه، بل لقد غاظ هذا الصنف من قومنا النجاح الباهر الذي حققه مؤتمر الحزب في دورته السابعة والذي أكد استمرار التفاف المتعاطفين والأعضاء حول حزبهم واستمرار دعم المغاربة له في ظل قيادته للحكومة الحالية، وعلى الرغم من اتخاذها لما يمكن ان نعتبرها قرارات غير شعبية..لكن المؤتمر أثبت ان الحزب الأكثري لازال يتمتع بقوة تنظيمية والتفاف جماهيري وعمق ديمقراطي يؤهله لأن يوصم بالحزب النموذجي إلى حدود اللحظة السياسية.

في غمرة هذا النجاح برزت بعض الأصوات محاولة منها وبكل ما أوتيت من قوة لأن تجعل من خطأ في تدبير ملف ضيوف المؤتمر الدوليين إلى نقطة وعنصر فشل ذريع لمؤتمر العدالة والتنمية، والواقع أن هذه العثرة وعلى الرغم من جسامتها هي في تقديري علامة من علامات قوة هذا الحزب، إذ أن خطأ حضور صهيوني لمؤتمر الحزب وتوجيه دعوة رسمية له مكسب للقضية الفلسطينية والمناصرين لنهج المقاومة، وذلك للاعتبارات التالية:

أولا: الاستقبال الفريد الذي خصت به جماهير العدالة والتنمية لرمز المقاومة الفلسطينية دليل تجذر الدعم الواسع الذي تحظى به المقاومة في صفوف مناضلي العدالة والتنمية.

ثانيا: استداء “الضيف الصهيوني” بدعوى كونه يهوديا يحمل الجنسية الفلسطينية وداعم للفلسطينيين دليل عن كون العدالة التنمية لاتحمل عداء لليهود بصفتهم العقدية وإنما الكره إنما لليهود الصهاينة المغتصبين للأرض المقدسة والمرتكبين لأفضع الجرائم ضد الانسانية.

ثالثا: الرفض العارم داخل صفوف العدالة والتنمية لحضور الشخصية الصهيونية بعد علمهم بذلك دليل أن جسم هذا الحزب محصن ضد أية محاولة لاختراقه من قبل لوبيات التطبيع، وعليه لم يجرء لحد علمي أي كان من داخل العدالة والتنمية على التهوين من الخطأ الجسيم المرتكب حين علمهم بصهيونية “الضيف المدعو”، و لا أظن أن مناضلي هذا الحزب سوف يتخلون عن حقهم في معرفة الجهة التي تتحمل مسؤولية هذا الخطأ ومحاسبته استنادا إلى اللوائح التنظيمية.

رابعا: الاقتراب من الصهيونية خط أحمر، والإقدام على ذلك يتطلب تغييرا جذريا بمكونات العدالة والتنمية وجهدا غير مسبوق لإقناع جموع المناضلين بمسار التطبيع وفتح علاقات طبيعية مع شخصيات صهونية، كما أنه في تقديري هذا الحدث ربما نفعه على الحزب أكثر من ضرره إن تم تدبيره بصدقية عالية، فمت أجيال جديدة التحقت بصفوف هذا الحزب لم تتربى على حالة الرفض العقدي والنفسي للصهيوني، بل بدأت تلوح في الأفق مظاهر تهميش القضية الفلسطينية من برامج بعض هيآت العدالة والتنمية ( نموذج شبيبة الحزب..) مما يتطلب معه إطلاق فعل تربوي وفكري جديد في ثنايا هيآت الحزب من اجل حصانة تربوية فكرية سياسية ونفسية اتجاه قوى التطبيع.

وختاما نتمنى أن يحصل مثل هذا الذي يحصل داخل حزب العدالة والتنمية جراء هذا الخطأ التطبيعي غير المقصود (وهي خطوة غير تطبيعية في تقديري؛ ذلك ان التطبيع هو عملية واعية ومقصودة ومخطط لها من قبل الجهة المطبعة)، ان يحصل مثل هذا بباقي الهيآت المطبعة والتي رأت في الحدث فرصة لتبرير خطواتها التطبيعية، فهل يجرء مثلا بعض من مسؤولي معهد أماديوس على اعتبار استضافاتهم المتتالية لرموز الصهيونية خطوات تطبيعية وتأييد للمجازر المرتكبة ضد الانسانية.

‫تعليقات الزوار

8
  • مفارقة غريبة
    السبت 21 يوليوز 2012 - 21:16

    كيف يمكن لك أن تؤكد بان العملية لم تكن عملية واعية ومقصودة ومخطط لها من قبل الجهة المطبعة !!!!. والحال ان اصحاب العدالة والتنمية احتجوا على نفس الشخص باعتباره صهيونيا من طرف الذين استقبلوه بطنجة من قبل كانوا وقد اعتبروا ذلك فعلا تطبيعيا ولم تعتبر العملية غير مقصودة بنفس المبررات التي قدمتها العدالة والتنمية . اليست هذه مفارقة غريبة في فكر العدالة والتنمية !!!!

  • حميد
    السبت 21 يوليوز 2012 - 21:37

    عبر التاريخ نسمع المدافعين عن الاحزاب السياسية بالمغرب يدعون ان احزابهم مستهدفة كلما فشلوا في تدبير الشان العام او ارتكبوا خطا استراتيجيا او تقهقرت مكانتهم في النتخابات او سربت اخبار تمس باحد او بعض اعضائها: انها سياسة المؤامرة التي تلازم مجتمعتنا – اشخاصا ومؤسسات -لاننا لا نعتبر انفسنا وتصرفاتنا سبب زلاتنا.حتى في حياتنا اليومية نقول: هرب علي الكار ,ضربني الحيط …

  • رشيد ع
    السبت 21 يوليوز 2012 - 22:40

    انه من الطبيعي ان يتعرض الحزب للانتقاد والمراقبة وهده هي طبيعة العمل السياسي الدي ينبغي ان يؤمن بها هدا الحزب.ولكن الطامة هي حين يصر هدا الحزب على ادعاء المبدئية في موقفه من التطبيع.ولست أدري كيف يبرر هدا الحزب الخطايا المتتالية في تعامله مع القطية الفلسطينية:1 استضافة وفد صهيوني في البرلمان المغربي 2 استضافة الصهيوني في مؤتمرهم،وانا اعتبرها محاولة من بعض الاطراف داخل الحزب جس نبض اعضاء الحزب في مدى يقظتهم وحساسيتهم اتجاه التطبيع. 3 الاساءة البليغة لحماس واحراج قيادة المقاومة الاسلامية ودفعها الى الدفاع عن ثوابتها. ان هده الخطايا وحدها كفيلة بان تحدث زلزالا داخل اي تنظيم يحترم قواعده بل يحترم القضية المركزية لدى العرب والمسلمين.اتمنى الايكون هدا الحزب قد خضع للابتزاز ففداحة هده المصيبة لا يمكن ان تفسر ابدا الا بالانبطاح والارتهان للكرسي.

  • أبومحمــــــد
    الأحد 22 يوليوز 2012 - 00:30

    السلام و رحمة الله

    خدعنـــا بحضور ذلك المتصهين , كنت ممن حضروا في اليوم الاول و لم نعلم حينها بشخصية ذلك القرد و شخصيا أفترض سوء النية بذليل ان المقدمة لم تعرض اسمه بين زوار الحزب الخارجين مذركين ان ذكر إسرائيل سيؤدي لا محالة الا افراغ القاعة و افراغ المؤتمر من شرعيته و لا أشك أنك لا زلت تذكر الصفير الذي تلقته ممثلة اسبانيا , الغريب هوا أن لا يتم الاعتراف بالامر بل تحميل الجرم لرجل واحد و أخده ككبش فداء , لقد جاس حزب العدالة و التنمية نبض مناضليه الاحرار و جموع الشعب و أدرك أن لا مجال للتطبيع زلة الحزب ان كانت غير مقصودة فالامر اعظم لانه يدل على احد أمريين اما أختراق المطبيعين لاجهزة الحزب الذاخلية و هذه مصيبة و إما ان الاجهزة المكلفة بالاتصال لا تدري و المصيبة اعظم لانه يعني غياب الكفاءات لاناس من المفترض انهم يسيرون دولة
    عموما انا لازلت أشم رائحة التطيبع لكني أؤمن أن إزذاواجية الخطاب أخطر من التطبيع نفسه لانها تفقد الثقة بيننا كمتعاطفين و بين الحزب _ربما_ الاسلامي
    الحقيقة لا تضر أحدا الا الجبناء

  • مغربي
    الأحد 22 يوليوز 2012 - 01:18

    شبيحة العدالة والتنمية كثرات هاد اليامات

  • احمد بلمختار
    الأحد 22 يوليوز 2012 - 03:26

    يعني أن من ندد بزيارة نفش الشخص في منتدى اماديوس لم يكنداريا ولا واعيا بأنه نفش الشخص في مؤتمر البيجيدي…
    مشكلة التعصب الحزبي الضيق هو أن صاحبه لاتستقر مرجعيته المعيارية أبدا لأنها متغيرة وفق تقلبات موقعه الذي يصبح محددا أساسيا لموقفه وليس العكس، ما أثير حول ضجة حضور "كائن صهيوني" في مؤتمر أحد الأحزاب "المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني"، وما أثاره مقال الأستاذ أحمد بن الصديق حول مواقف سابقة لرواد وتيار هذا الحزب من خلال بعض منابرهم الإعلامية الخاصة ضد زيارة نفس الصهيوني بدعوة من منتدى أماديوس، هو نموذج لهذا التعصب الحزبي الضيق الذي يحجب الحقيقة ويمنع من كمال التفتيش الذاتي عن العيوب، ويتصدى لكل محاولة متواضعة للنقد الذاتي والاعتراف بالخطأ، إنه مرض مرده الأساس إلى هذه المعادلة المقلوبة التي تجعل الموضوع في خدمة الذات عوض أن تكون الذات في خدمة الموضوع، عافانا الله وإياكم من مرض التعصب الحزبي..

  • محمد
    الأحد 22 يوليوز 2012 - 08:01

    شكرا لك على هذا المقال الجيد

  • mottaqui_ allah
    الإثنين 23 يوليوز 2012 - 20:58

    من الطبيعي تعرض الحزب للانتقاد والمراقبة, وهذه هي طبيعة العمل السياسي التي ينبغي ان يؤمن بها هدا الحزب.لكن الطامة هي حين يصر هدا الحزب على ادعاء المبدئية في موقفه من التطبيع.وارتكاب الخطايا المتتالية في تعامله مع القضية الفلسطينية,والغريب هوا أن لا يتم الاعتراف بالأمر بل تحميل الجرم لرجل واحد و أخده ككبش فداء,وركوب موجة الصعود والحصول على رصيد إضافي يمكن توظيفه لما آت من طرف بعض أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية(نموذج السيد الهلالي امحمد نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح) التيار الدعوي للحزب, الذي اشغل بمقالاته الساحة الاعلامية مستهدفا ترويج اسمه على حساب القضية الفلسطينية, إنها مفارقة غريبة في فكر العدالة والتنمية, إنها سياسة المؤامرة التي تلازم الأشخاص

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز