الفضائيات والغزو الثقافي

الفضائيات والغزو الثقافي
الأربعاء 21 نونبر 2012 - 09:01

على مدى يومين متتاليين تطرقت قناة العالم،إيمانا منها بالنبش في قضايا جديرة بالمتابعة والإثارة، في برنامجين مختلفين “ولكن نتفق” و”ثقافة” لموضوعين غاية في الأهمية نظرا لراهنيتهما، وثانيا إعتبارا للأهمية التي باتا يشغلانها في المشهد الثقافي والإعلامي على إمتداد الوطن العربي.

الساحة العربية باتت حقل تجارب للعديد من النظريات التربوية والدعائية،ورأس الرمح فيها يوكل لوسائل الإعلام الإخبارية والترفيهية والماجنة على حد سواء لبيع المنتوجات وعلاج المس بالجن ومعجون الأسنان.كما نلاحظ تواجد بعض القنوات التعليمية لمواد معينة تتم وسط أربع جدران وبطرق تؤدي إلى الملل والخمول.

وإذا كان البرنامج الأول قد وقف على خطورة إستهلاك الطفل العربي المسلم للتلفزة وأهمية الموضوع نظرا لتباين المواقف وإختلاف وجهات النظر، فقد أجمع الحاضرون على القيمة المعرفية للتلفزة، ولكن نبهوا لغياب العائلة عن حلبة النقاش، بل تجاهلها لحساسية الموضوع على إعتبار أن الطفل قد يشاهد التلفزة لساعات طوال تؤثر على مستوى إدراكه، وعلى صحته النفسية والجسدية.

ولو أن الأسئلة كانت معدة سلفا وكان البرنامج يتقدم وفق خطة السؤال جواب، إلا أن حضور الأطفال وظف من أجل الإجابة بطريقة ميكانيكية على طريقة نعم /لا أو جوابا على سؤال مسدود الأفق كم ساعة تشاهد التلفزة؟

أو إذا أتيحت لك فرصة مشاهدة التلفزة طوال الصباح فهل تفعل ذلك؟ وهنا لم يفسح المجال للأطفال كي يعبروا عن مواقفهم وآرائهم وعن الأسباب الدافعة لسلوكاتهم مع العلم أن البرنامج كان يتعلق بهم وليس بالكبار العارفين.وخلال اليوم الثاني نبه أحد الدكاترة إلى مغبة السقوط في آلية الدفاع عن النفس الإعلامي من منظور إنهزامي أو إنغلاقي.

وسط حمى القنوات التلفزيونية البرلمانية والتجارية والسياسوية أليس من حق الأطفال واليافعين المغاربة أن تكون لهم قنوات تعبر عن قضاياهم بفرق تتمرن على تقنيات البث والحوار والروبورتاج؟ كما أنه على جمعيات مستهلكي البرامج التلفزونية أن تسمع صوتهم وتقف سدا منيعا في كل أشكال الإستغلال التجاري في عروض الإشهار مثلا.وبالتالي فإننا نتسائل عن حجم الدعم الثقافي والمالي الذي تخصصه قنواتنا لبرامج الأطفال ذات المضامين الثقافية والتربوية بعيدا عن تلك الهزليات التي تبدو ضحلة مقارنة بحجم الإمكانيات التي تخصص للكبار.

التحذير من الغزو لا يجب على يفهم أنه دعوة لمقاطعة الآخر، فلن يتسنى لنا ذلك حتى وإن أردنا فالفضائيات إنفلتت من عقال رقابة الأنظمة،وبذلك فالحل الوحيد هو مقارعة الخصم الند للند برفع الحظر عن حرية التعبير،وجعل التحدي في مستوى إنتاج وتسويق برامج ذات مهنية عالية، ومقاربات ثقافية وإعلامية حقيقية.

‫تعليقات الزوار

1
  • AMAZIGH N L MAROC
    الأربعاء 21 نونبر 2012 - 13:33

    لا يوجد بلد في العالم شوه وزور الاعلام هويته وثقافته كما حدث للمغرب .
    اكتساح كل أنواع القنوات الفضائية الشرقية العروبية لبيوت المغاربة خير مثال على ذلك. حتى أصبحنا شرقيين أكثر من المشرقيين .

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 14

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 3

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 20

حملة ضد العربات المجرورة