رسالة إلى ابن حزم

سلام يا ابن حزم مني كائن مهما يكون ,, نمشي كقافلة تحت النجوم نستنير ظل القمر ,, ونمضي نحاول الاقتراب من النجوم ،، فتسحقنا مسافة البعد ويسحقنا إطباقة السكون دون أن ندري من نكون ,, المرأة معذبة بين طواحين القمح أو المدارس تأبى السكون ,, وعندما تفتح حقيبتها تستصيغ بمرارة مقولة ،، لا مال ولا سكون ولتحملي أوزار استوزارك هنا كالرجل المسكون ،، لا قٌبل بعد اليوم فدمك ضد السفسطة وضد المجون ،، دم بدم مصاهرة بعقيدة وعرق وهذا عقدنا الاجتماعي عقد الأخوة حيث الأمة تتآكل كالقمم ،، عقد التدافع وعقد التمسك بحبل الله ،، حيث الصور لم تعد تغفي أنين التعذيب وقطع الآذان وأكل الجيف ،، زمن الشفافية فلا شيء أصبح مخفى ولا أسوار السجن أصبحت بعيدة عن شاشات التجسس ،، باسم الله يذبح المسلم المسلم وباسم اللات تستباح الأعراض وتغتصب الطفولة ،، يا خاطب ابن حزم يا بنيس ،، منا معا ضاع اللسان العربي وضاعت معه اللغات ،، نحتفل بضعف قواميسنا وقلة حيائنا ،، ونبكي الأندلس ولا نبالي ،، دول تسقط كل لحظة متروكة لمصيرها أمام متفرجين يطربون للحن الزنقة ،، يذبحون يوم النحر سادتكم ويصومون رمضان نافلة ،، يا بنيس..؟؟

انا اعيش قرب المنزل اللذي كان يسكنه ابن حزم هو اليوم مطعم وقاعة للافراح قرب مدينة ولبة الاسبانية في البادية يسمي هذا المكان- منتخار-بجانب الطريق السيار ولبة اشبيلية,وابن حزم معروف هنا عند الطبقة الواعية .وخاصة طوق الحمامة

اقترح على الاستاذ بنيس ان يترك القاء شعره وان يكتفي بكتابته فقط او ان يستاجر صوتا عذبا لربما وصلتنا قريحته اما والحالة هاذه فسمح لي سي بنيس كتكرفص على راسك وعلى مستمعيك ,تحياتي للجميع

السي أحمد,
إذا كنت من عشاق الشعر و من المولعين بالكلمة الجميلة الراقية الموغلة في الأناقة و العذوبة ،فمن حق الشعراء عليك – و منهم بنيس حتما -أن تعترف لهم بالفضل.فلو كان أي شخص يخمل الشاعر الحقيقي في الناس لكان شوقي من الخاملين بسبب العقاد.فبنيس هو شاعر سواء اعترفت له بالفضل أم لم تعترف ، و نصوصه هي الفيصل في هذا.و كذلك البحوث و الدراسات و الأطروحات التي كتبت عن شعره.فأنت يا أخي هنا لا تسيئ إلى بنيس بقدر ما تسيئ إلى فهمك و تذوقك للشعر .
بالنسبة لي فأنا لا أفبرك الشعر كما جاء في ردك ، لأنني بكل بساطة شاعر ، و أميز الشعر من غيره.
سوف يبقى بنيس نبراس شعر**ما لإخماد نوره من سبيلِ
ناطحوا صخرة الفحول فمنها**لن تعودوا إلا بغيظ طويل
هل يضير النجوم إن لم ينلها**في أعاليها رب طرف كليل
إنما الشعر كان شمس ذوق**يهب الله ضوءها للجميل.
مودتي الوافرة.

السي محمد
1)لأنني أنكر ما يلغو به صاحبك فهذا يدل على سلامة ذوقي وصحة فهمي
2)الدراسات التي كتبت عنه هي(شاهد ما شافشي حاجة)،أما نصوصه فلأحمد المجاطي وحسن طِلِب وغيرهما رأي آخر وهو موثق في الصحف،ولاأذكر رأي الذي قال له (اكتب) فكتب حتى لا أتهم بالكذب على من هم في رحمة الله
3)
رأت ِ القردة ُابنَها فتباهتْ:
"إن لابني حُسْنَ الغزال الجميل ِ"
ورأى نفسَه بُـنَـيْـنِـيـسُ فحْلا ً
وهْو ما كان غيرَ أنثى الفحول ِ
قال:"إني أصبحتُ نبراس َ شعر ٍ"
هكذا دون حجة ٍ أو دليل ِ
هو حقّـًا قد صار قنديل َ غمّ
ناشفَ الزيـْت خاليًا من فتيل ِ
وهْو نجم ٌ بلون فحم ٍ يراهُ
في دجى الوهْم بعضُ عُـمـْي ِ العقول ِ
كيف تدري البَبْغاءُ أنّ لَـغـَاها
ليس إلا صدى فراغ ِالطبول ِ
ولـَوَ انّ الضـِّباعَ شـمـّتْ (شذاها)
لاكتفتْ من قـُبـاعـِها بالعويل ِ

أيّها الناطقُ المدافع ُعـنِهُ
لستَ عنه ُ يا سـّيدي بوكيل ِ
هُوَ في ثوبـِكَ الذي أنتَ فيه ِ
يختفي شأْنَ كـُلّ ذليل ِ
لا تدافع ْ عن ذات ِنفسك َزورًا
بدفوعات فهْلويّ وُصولي
كل ما تستطيعه هذيان ٌ
صادرُ عن مخدّر ٍ أو عليل ِ
لستَ إلا (حداثة ً) بالترامي
بينما الشعرُ منكَ كالمستحيل ِ

السي أحمد،
إذا كان المجاطي و حسن طلب ممن لم يرقهم بنيس فهناك أدونيس الذي يرى في بنيس شاعرا أصيلا ، و قد احتفى بنصوصه في مجلته "مواقف".
و رفم أن المجاطي شاعر كبير فحتى هو كان له مناوئوه الذين لا يستسيغون شعره و لا حتى مذهبه في النقد، و ربما تذكر المعركة التي كانت بينه و بين الشاعر حسن الطريبق.
فالدراسات و الأطروحات التي كتبت عن بنيس لا يمكن ان يكون اصحابها كلهم مغفلين ، و أنت وحدك هو اللبيب ذو ،فأنت لست بالحكم الترضى حكومته…كما قال الفرزدق في بيته الشهير.
—
يدعي الفدم فهم شعر الفحول**و هْو ذو زاد في القريض قليلِ
كم يرى في الفطاحل الغر نقصا**شأن ذي الأضغان العتل الذليل
ليس ذنب النجوم إن تعل قدرا**أو رآها الحسير قيد الأفول
ليس ذنب الحصان إن ضفدع قد**نق ظانا نقيقه كالصهيل
ليت شعري أفارس الشعر أمسى**غرضا ترميه سهام الفلول
*********
أيها الزاعم المدعي علينا**نحن لسنا عن شاعر بوكيل
إن ما قلته افتراء فدعه**أو فنورْ قراءنا بالدليل
و ابتعد عن قول الخنا، إنه لا**خير في قول ساقط عليل
إنك اليوم طحلبا تتعالى**كي تحاكي طولا شموخ النخيلِ

مع تحيتي الوارفة.

أرجو أن تتكرم هسبريس بنشر هذه الأبيات ولها الشكر الجزيل :

يا بـُنَـيـْـنِـيسُ بـُحّ َ صوتـُكَ لـمّا
خاب ما تدعيهِ للتـّضـليل ِ

مـُضحـك ٌ ما تقوله في انفعال
أوَ بالزيف ِ تـبـْتـغي تهـويلي

واضح ٌ أنـّني وخـزتـُك حتى
صحتَ مِـنْ حـزنـكَ الأليم ِ الوبيل ِ

فترنّحتَ من تجرّع كأسي
وتخبّطتَ كالذبيح القتيلِ

لستُ فدْما وفيكَ سعّـَرتُ نارا
ليس تـُطـْـفا بدفـْقِ كل السيولِ

إنـّني من سُـلالة المتنبي
ولساني سيف ٌ منيعُ الفلول ِ

قلمي يفلق الصخورَ ، وحـِـبـْري
بحـْرُ ســمّّ ٍ لكل جهْـل ٍ جهول ِ

لوْ حملتَ الأسفار مـِن كل لِسْنٍ
لستَ تحظى منها ولو بقليل

وستبقى عـَيـْـرًا غريباً كئيبًا
مـُنـْكـرَ الصوت في كلام ِ الجليل ِ (1)

هذه نقطة ُ النهاية ِ فانْهـقْ
بـَطـلاً في النهيق ِ دون مثيل ِ

آسف ٌ أنْ أكونَ ضـيـّعـْتُ وقتا
في مزاح ٍمع الضعيف ِ الهزيل ِ

(1) الجليل : من أسماء الله الحسنى ، وكلام الجليل هو القرآن الكرم

1)

اِذرِفي الدّمعَ يا أُمامُ عليهِ
أو عليهِ مِن كثرةِ الضّحْكِ بُولي

هو ذا باعترافهِ قال عني :
إن شعري يُزري بأغبى العجولِ

هو عجلٌ مضروبة ٌ خُصيتاهُ
فارحميهِ إن شئتِ بالـ (ـتـّـفْجيلِ )

أنت تدرين أنه ليس فحلاً
ساعة َ الجدّ أوْ كباقي البُعولِ

دغدغيه بشمْعِ مولاي إدريـ
سَ عساه يدبّ بعْد خمولِ

فإذا لم يُفدْهُ جُودي عليهِ
وانقبيهِ في الخلْف ِ بالإزميلِ

وإذا كانتِ النتيجة ُ عكسًـا
عالجيه ِ بغـَيِـْطةِ الغُرمولِ

لا تُراعي من أمرهِ واطمئنّي
قفِرتْ نفسهُ فصُولي وجُولي

* * *

يدّعي المجدَ وهْو ( زعلوكُ ) شِعْـرٍ
يتحدى بـِــرَدّ قوْلٍ مقولِ

هو جوعٌ يقتاتُ مِن فضلاتي
ويرومُ العلاءَ بالتدجيلِ

يلتقي مجدهُ الوضيعُ التقاءً
في الدنايا بكلّ إسرائيلي

لا يلامُ الذي على أصلهِ جَا
ءَ إذا كان مازُشِيَّ المُيولِ

فاسأليهِ عن جدّ جدِّ أبيهِ
تجديهِ شمعونَ ( بـِـنْ ) شمّولِ

* * *
( يتبع )

هذا ما يطلق عليه أحد أساتذتي (الله يذكر بالخير) باللغجون, أي اللغو المعجون