الأسباب الخفية وراء اعتقال علي أنوزلا

الأسباب الخفية وراء اعتقال علي أنوزلا
الخميس 19 شتنبر 2013 - 15:28

ليست المرة الأولى التي يتم فيها التحقيق مع الأستاذ علي أنوزلا، وليست المرة الأولى التي ينشر فيها موقع “لكم” شرائط فيديو منسوبة لتنظيم القاعدة، وليس موقع “لكم” أول من ينشر شرائط القاعدة او أي منظمة إرهابية، لأن نشر مثل هذه الشرائط أمر جاري به العمل في الأنظمة الديمقراطية، على أساس ان هذا النشر يعد أمرا مقبولا ما دام يحقق للمواطن الحق في المعلومة، دون أن يكون ذلك ترويجا أو تبنيّا لمضمون هذه الشرائط، وإنما بغاية التنبيه ولفت الانتباه.

لكن ما الذي استجد في الأمر حتى تم اعتقال أنوزلا؟ ولماذا لم يُستدعى أنوزلا للتحقيق بدلا عن اعتقاله من بيته؟ ولماذا اتخذ النظام السياسي هذه الخطوة اتجاه هذا الصحفي الذي لطالما أزعج بكتاباته أهل السلطة؟

منذ أن اطَّلعنا على مقال الأستاذ علي أنوزلا في موقع لكم بعنوان “السعودية.. الخطر الداهم” حصل التوقع بأن أمرا سيئا سيصيب كاتبه وأن المسألة مسألة وقت، فالمقال تضمن نقدا صريحا للنظام السعودي، وتحذيرا قويا من مخاطر السياسات التي ينتهجها آل سعود حيال موجة الربيع الثوري، وهو النقد الذي لا تحبذه الاستخبارات السعودية، حيت درجت على استهداف كل من يتعرض بالنقد لسياسات آل سعود، وفي هذا الصدد تحضرنا قضية المحامي المصري الذي تعرض للاعتقال في السعودية أثناء تأديته واجبه الديني، بتهمة الاتجار في المخدرات، وسرعان ما تم الحكم عليه بالإعدام، بينما كان الهدف الحقيقي للاعتقال الانتقام منه جراء الانتقادات التي كان قد وجهها للنظام السعودي بسبب محاربته للثورة المصرية ونصب العداء لثوار 25 يناير بعد الاطاحة بحسني مبارك.

فالأستاذ علي انوزلا على الرغم من أن كتاباته كانت تزعج النظام السياسي المغربي، وغالبا ما كان ينهي مقالاته بعبارة “الثورة هي الحل” إلا أنهم كانوا يغضون الطرف عن تلك المقالات حتى لا يُتهم النظام بمحاربة حرية التعبير، وحتى يظهر بمظهر المتقبل للنقد. لكن أن يتحول النقد إلى “الأخ الأكبر” فهذا ما لم يستطع النظام السياسي المغربي غفرانه لأنوزلا أمام الضغوط التي قد يكون النظام السياسي السعودي مارسها على أصحاب القرار في المغرب، ألم تنشر الصحف المغربية قبل أياما أن رئيس الحكومة المغربية نفسه قد تعرض للتوبيخ بسبب خروج زوجته وابنه في تظاهرة مناوئة للحكم العسكري في مصر الذي تدعمه السعودية، حيث توصلت السلطات السعودية بتقرير حول الموضوع؟

قد نكون مخطئين في افتراض أن مقال أنوزلا حول السعودية هو من عجّل باعتقاله، لكننا على يقين بأن هذا المقال وصل إلى السفارة السعودية في المغرب، وأعدت حوله تقارير مستفيضة، ثم أرسلته إلى السلطات السعودية، كي يتم إدراج صاحبه ضمن للائحة أعداء آل سعود، خاصة وأن السعودية ستشعر بالغبن اتجاه أنوزلا لأنها كانت تعده من أصدقائها بما أنه كان يشغل مدير مكتب جريدة الشرق الأوسط السعودية، وكأن كل من اشتغل مع السعودية يفترض فيه أن يقدم لها فروض الولاء والطاعة. متناسية أن الأحرار لا يشترون بالمال ولا بالمناصب.

أتمنى للأستاذ علي أنوزلا الحرية قريبا، وأرجو أن يكون اعتقاله محطة لكافة المغاربة لمراجعة مواقفهم حيال ما يجري في المغرب، وأن يشمر الشعب المغربي على سواعده من اجل بناء مغرب حر ينعم فيع المواطن بالحرية والعدالة الاجتماعية، على غرار باقي الأنظمة الديمقراطية، التي يعتبر فيها اعتقال صحفي من بيته في ظروف لا إنسانية جريمة مكتملة الأركان يُعاقب من اقترفها بعقوبات مشددة.

مقتطفات من المقال الذي كتبه الأستاذ أنوزلا حول السعودية:… نزلت السعودية بثقلها المالي والديني والدبلوماسي، لدعم العسكر في مصر. في البداية كانت أول من رحب بـتدخل الجيش و”الانقلاب” على الحكم المدني “الاخواني”، وبادرت هي ودول خليجية، خاصة الإمارات، إلى رصد نحو 12 مليار دولار لدعم “التحول” العسكري في مصر…. إن المراهنة على نظام أسري مثل النظام السعودي سيكون حتما ضد الشعوب وربما ضد مصالح أمريكا نفسها، والأخطر من ذلك فهذا النظام بدعمه لجماعات دينية راديكالية يقوض كل امكانية لولادة الديمقراطية في المنطقة… لكن ما اتضح اليوم هو أن أي تغيير حقيقي في المنطقة يجب أن يبدأ من شبه الجزيرة العربية، ليس لأنها مهد الرسالة الإسلامية، وإنما لوجود أنظمة أسرية متحالفة فيما بينها تتربع على أكبر ثروة في العالم، لا تريد أن يحدث أي تغيير يمس مصالحها”

[email protected]

‫تعليقات الزوار

13
  • صقر سايس
    الخميس 19 شتنبر 2013 - 18:45

    أحسنت القول يا أستاذ فحقا قال الأستاذ علي أنوزلا خطر السعودية داهم فلقد ورثت عن سيدتها أمريكا لقب عدوة الشعوب (التواقة للحرية)

  • seulement marocain
    الخميس 19 شتنبر 2013 - 18:59

    je suis d'accord avec vous a 100% c'est ce que j'ai pense depuis le début, on se rappellera le jugement du meme ali anouzla et autres a cause d'un article sur kaddafi avant qu'il soit dechu, les autorites marocaines n'ont fait qu'obeir aux saoudiens, on se demande si ces "aides" saoudiennes ne nous coutent pas notre dignite;

  • FOUAD
    الخميس 19 شتنبر 2013 - 22:01

    عبد ربه الضعيف قرا المقال عن السعودية و توقعت شرا! فبعض الدول الدمقراطية كفرنسا لا يحرجها النقد اللاذع لمسؤوليها بقدر ما يحرجها التعرض للاسرة الحاكمة في الرياض! لكن الامر عندنا مختلف فكلا البلدين مملكة!
    Mon salam

  • Ameryaw
    الجمعة 20 شتنبر 2013 - 00:18

    إن من يعتقد بأن النظام السعودي يهمه المستضعفون من العالم الإسلامي فهو واهم.

    ومن يعتقد بأن الأنظمة الهجينة ستهجر يوما الأساليب الدنيئة فهو واهم.

    -هنا،يلتقي البائع والمشتري.
    ولا دخل للمتفرجين فيهما يجري.

    النظام المخزني بأدرعه القومجية،وانبطاحه أمام الغرب في1912،
    ثم أمام الشرق في1958،
    لا يمكن أن يعتقل أنوزلا باسم الكرامة الوطنية.

    هذا انبطاح آخر ينضاف إلى تاريخ الإنبطاحات المؤثثة لماض توقف عن النبض بمجرد الإعلان بأن الذات أقل قيمة من الآخر؛

    وللتغطية على كره النفس للذات،نتبنى هوية الآخر،
    ولا يهم-كرضى الآخر-أن تكون حقيقة أم لا.

    إن العقد التاريخية لا يداويها إلا التاريخ.

    والنفس البشرية لا تخضع دائما لرغبات الحقيقة بقدر ما تخضع للرغبات المريضة.

    فما يضير عادلا أن يصحح اعوجاجا من أسلافه،
    وما ينفع ظالما أن يقيم الليل تزلفا؟

    كل نظام يأخد ما يريد من أتباعه كالأولياء؛
    وكل الأتباع يخدمون كل ساداتهم كالأنبياء؛

    هنيئا لكم بوليكم هذا وبكافة الأتقياء
    يقيمون الليلَ والليلُ-بهم-صار كالجبناء

    أنا،سأقتسم كسرةَ خبز يبست دون رضا مع البؤساء،
    وسأفترش الأرض-أمي؛ تلك التي لا تلفظ الضعفاء.

    Azul

    Ameryaw

  • محمد
    الجمعة 20 شتنبر 2013 - 00:32

    تفسيرك أستاذ هو ما وجدته أقرب للحقيقة

  • محمد صراع
    الجمعة 20 شتنبر 2013 - 00:49

    لا شك آن كل متتبع للشأن العربي الا ويجد البصمة السعودية وراء الحدث سلبيا كان او ايجابيا وهذا نادر فالاسرة المالكة لا يروقها التحول الذي تشهده البلدان العربية وخاصة مصر التي تطمح الى تبني منظومة اسلامية متكاملة للرقي بهذا الشعب الجريح الا ان اموال ابي لهب لازالت سيدة الموقف لقلب كل حسابات التقدم ويبقى لديها الحنين الى الجاهلية وعربدة النوادي اما الديموقراطية فقد وضعت بينها حدود وارغمت الكل على الانصياع لاوامرها بضخ اموال الشعب للاجهاز على كل تحول مفيد فنسال الله العلي القدير بجاه نبيه وببيته العتيق ان ياخذهم أخد عزيز مقتدر ويخسف بهم الارض مع قارون وهامان ومن والاهما انه ولي دلك والقادر عليه

  • Ayyour
    الجمعة 20 شتنبر 2013 - 03:41

    Je ne suis pas convaincu par ton hypothese. Beaucoup de gens au Maroc ont critique l'arabie saoudite et ne sont pas en prison. Un simple exemple le Dr Ahmed Raissouni qui a ecrit des critiques bien plus serieuses.

  • مروى
    الجمعة 20 شتنبر 2013 - 11:28

    بالفعل فإن أو مرة يوجه فيها كاتب صحفي نقدا قويا لآل سعود
    لم نقرأ من قبل أي مقال خاص بالسعودية، قد يكون النقد في ثنايا المقالات لكنه لايكون خاص
    قصة ع الباري عطوان ماثلة أمامنا، فكل مشاكل الرجل كانت ولا تزال بسبب موقفه الرافض لسياسات آل سعود، فجريدة القدس العربي ممنوعة من الطبع في المغرب إلى يومنا هذا بسبب ضغوطات آل سعود، حتى ان الحكومة كانت قد رخصت لها بالطبع ثم تراجعت عن ذلك، لهذا تأتينا للمغرب متأخرة بيوم أو أكثر بينما تطبع الشرق الأوسط في المغرب وتخرج في نفس اليوم

  • abdou
    الجمعة 20 شتنبر 2013 - 11:56

    لا شك أن اعتقال أنوزلا خطأ شنيع ارتكبته الحكومة وسوف يُحسب عليها لأنه يمس بحرية التعبير والحق في المعلومة. الموقف الأصح الذي كان يجب اتخاذه هو التحقيق معه في حالة سراح، ولم يكن هناك داع لاعتقاله

  • نعمان
    الجمعة 20 شتنبر 2013 - 13:07

    جرت العادة أن تشير المنابر الإعلامية الورقية و المكتوبة و المرئية إلى وجود شريط يهدد فيه أشخاص ما دولة ما و يتم اختصار مضمونه و لا يتاح للجميع متابعته كاملا.
    ما فعله أنوزلا بوضعه رابط الفيديو و جعله في متناول الجميع يعتبر تحريضا غير مباشر على الإرهاب و هو عمل يفتقد للحس المهني خصوصا أن الشريط موجه للمغاربة بلغتهم التي يفهمونها.
    كان على أنوزلا أن يشير إلى وجود هذا الشريط و يلخص مضمونه مع إدانته و هذه هي حرية التعبير.
    لماذا حذفت إدارة غوغل هذا الشريط ؟ لأنه ببساطة تحريض على العنف

  • hibat
    الجمعة 20 شتنبر 2013 - 14:22

    هو نفس الطرح الذي تناولته ككتعليق على مقال " تنظيمات حقوقية و صحفية و فايسبوكيون يتضامنون مع عي انوزلا " في هسبريس حيث جاء التعليق على النحو الاتي
    – hibat الأربعاء 18 شتنبر 2013 – 13:34
    ربما ان مقال انوزلا الاخير حول السعودية = السعودية الخطر الداهم = هو من جر الويل على الصحفي المقتدر فكما نعلم ان الدولة التي تجعل اقتصادها بيد الدائنين و الممونيين تتفقد الكثير من استقلالها الاقتصادي و السيادي و اكيد ان الانظمة الشمولية تنزعج امام كل نقد و حرارة لان واجهتها المرصعة بالشمع الاحمر لايقوى على الصهد .
    فهل هناك يد للسعودية في الامر ?
    قد تكشف السنوات ذلك والى حين نتمنى عودة سريعة الى الحرية لانوزلا .

  • يحيى بالي صحافي
    الأربعاء 25 شتنبر 2013 - 13:42

    هذا ما أستطيع قوله للجاهلين الذين يعتقدون انه بإعتقال الصحفي ينتصرون، وعيبنا الكبير في المغرب هو نقابة الصحافيين المغاربة التي نطالب زملائنا بالتحرك لإصلاح ولإزاحة هذا الوسخ الذي يتحكم فيها بإسم الزملاء وعلى حساب قضاياهم التي هي قضايا المغاربة

  • وهيبة المغربية
    الجمعة 27 شتنبر 2013 - 18:51

    " السعودية.. الخطر الداهم "

    يــبــقى أحـــسن مقـــال للصحــفي المغــربي عــلي أنــزولا

    وهـــذا الــمقـــال هــو سبــب كل المضــايقـــات و التعـذيب الذي ينتظـره

    ولو بتهم " ملـــفقــة "…!

    يــكفي نـقر إسم المقــال في "جـوجل " : "السعودية.. الخطر الداهم "

    والمقـال في طـريق الترجمة إلى اللغــات الحيــة حتـى تـتـم إشـاعتـه

    لـتعــم الفــائدة : ويتـعرف العــالم بــخـطــر المــد الوهــابــي

    وركـــائزه فــي عــرعــستـــان…

    وهيبة المغربية

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء