التعايش والحوار ولا إكراه في الدين، ولا إقصاء ولا هيمنة..؟

التعايش والحوار ولا إكراه في الدين، ولا إقصاء ولا هيمنة..؟
السبت 28 شتنبر 2013 - 14:25

في حديث الجمعة لهذا الأسبوع نواصل الحديث في الموضوع الذي تحدثنا فيه في الأسبوع الماضي وهو دعوة الإسلام إلى التعايش والتعاون، وهو موضوع اهتم به المتتبعون والمتصفحون لموقع هيسبريس الذي تفضل وجعله من بين المواد التي قدمها خلال الأسبوع وهو ما يستحق عليه الشكر، والشكر موصول كذلك لمن اهتم وقرأ وأبدا الملاحظات منتقدا وحتى مهاجما فالموضوع يستحق النقاش بل يفرضه لأنه موضوع الساعة واستعير هنا عنوانا لأحد الكتاب المصريين حيث قال منذ عقدين من الزمان موجها الكلام إلى الإخوة في مصر (الحوار أو خراب الديار)، وهذا في الواقع موجه للجميع إذ ليس أمام الجميع في كل المجتمعات الإسلامية إلا الحوار والتعايش وليس هناك من بديل إلا ما نشاهده عندما فقد الحوار في كثير من هذه المجتمعات وهي معروفة ولا نحتاج إلى ذكرها.

وإذا كان بعض الناس قد غاظهم الأمر ولم ترق لهم الدعوة إلى الحوار وحتى مسهم نوع من الغيرة على “إخواننا” المستعمرين فنطمئنهم أننا لا نعادي أحدا لذاته وإنما المنتقد والمرفوض هو الفعل الاستعماري المتمثل في القهر والاستغلال وركوب سياسة فرق تسد وابتكار أساليب الشيطنة من أجل الإبقاء على النفوذ الاستعماري اقتصاديا وثقافيا و سياسيا ومحاولة شيطنة العقائد والأديان وبصفة خاصة الإسلام هذا هو الوجه البشع من “الاستعمار” ولاشك أن هذا ربما هو موضوع اتفاق حتى من طرف دهاقنة الاستعمار في حالة الصفاء والإنصاف.

وعلى أي حال فإن الحوار واجب والتعايش من أكد الواجبات

*********

أهمية التذكير

تناول حديث الجمعة في الأسبوع الماضي موضوعا مهما وأساسا في حياة المجتمعات الإسلامية، قديما وحديثا وهو موضوع التعايش والتعاون بين المجموعات المتساكنة في هذه المجتمعات فيما بينها وبين هذه المجتمعات وغيرها، وإذا نظرنا إلى الواقع المزري والمؤلم الذي تعيشه هذه المجتمعات حاليا أدركنا مدى أهمية التذكير بهذا الأمر، والدعوة إلى استحضاره لتجاوز ما تعيشه هذه المجتمعات من فتن وفوضى، بل ومن اقتتال وتطاحن على السلطة والمغانم والمكاسب التي توفرها للبعض.

المرجعيات

وإذا نظرنا إلى ما يعتمده الكثير من الفئات والهيآت والمذاهب والطوائف من سند من الوجهة الفكرية والعقدية بقطع النظر عمن يعتمد الاثنيات أو العرقية أو القبلية ..الخ، وجدنا أن الكثير إن لم يكن الكل يعتمد مرجعية يقول أنها مرجعية دينية وأكثرها يدعي المرجعية الإسلامية، وإذا كان واقع الناس اليوم هو على هذا النحو ألا يحق لنا أن نبين على قدر المستطاع والإمكانات أن هذا الاعتماد على مرجعية إسلامية حقيقية لا تبيح لمن تبناها أن يجنح إلى الغلو والتعصب ضد الأطراف الأخرى في المجتمع، مهما كان اشتداد الخلاف وتنوع وجهات النظر، لأن الاختلاف وحتى الخلاف لا يمكن أن يجد الحلول إلا من خلال التفاهم والحوار، وبدون اعتماد أسلوب الحوار فإن المجتمعات لا يمكن أن تعيش في هدوء واطمئنان.

الحوار

ولعل هذا ما جعل هذه المجتمعات في السنوات الأخيرة تعرف دعوات متكررة ومتعددة وعقد مؤتمرات وندوات حول الحوار سواء بين المسلمين فيما بينهم على اختلاف مذاهبهم الفقهية، أو بينهم وبين أرباب الديانات الأخرى أو على مستوى التوجهات القومية، والليبرالية والاشتراكية والإسلامية كل هذا وغيره يبين إلى أي مدى يشعر الناس بالخطر الذي يهدد هذه المجتمعات والذي إذا لم يتم تداركه فإنه سيقضي على الأمل الذي يراود الشعوب في تجاوز أوضاع التخلف الذي تتخبط فيه في مستويات الحياة كلها.

دعوة الأمل

والدعوة الإسلامية رغم كل الادعاءات التي ادعاها خصومها منذ البداية والتي سجل القرآن الكثير منها ان لم يكن الكل، لا تزال هي الدعوة التي تحمل للناس كل الناس في ثناياها ما يؤهلهم للحوار والتعايش، وبالأحرى الاستمتاع بالسلام الاجتماعي.

لقد سجل القرآن كل الأقاويل وحتى التهم التي وجهت للرسول محمد عليه السلام وليس له وحده بل للأنبياء والرسل من قبله، ومع ذلك فإن القاعدة الأساس التي لا محيد عنها لنجاح الداعين إلى نهجها، والى منهج الإسلام في الحياة، هي تلك الآية الخالدة «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» انه المسلك الذي يجب اعتماده بين المسلمين فيما بينهم، والمسلك الذي يجب ان يكون منهج الحوار بينهم وبين غيرهم من الناس داخل مجتمعاتهم وخارج هذه المجتمعات.

تأصيل وأسس

وإذا كانت هذه هي القاعدة الأساس والجوهرة الثمينة التي يجب ان يحرص عليها المسلمون، فما هو جار الآن في هذه المجتمعات خارج عن هذا السياق.

إن السياق الذي تعيشه المجتمعات الإسلامية حاليا هو سياق مخالف ومغاير، إذ يأبى بعض الناس في هذه المجتمعات إلا أن يتنكر لدعوات الحوار والتعايش والتفاهم التي تؤصل لهذه القاعدة ويلجأون إلى أحداث ووقائع وربما حتى بعض النصوص ليخلصوا إلى أن التقاتل والتباغض والإقصاء هو الأصل وهو استنتاج غير صحيح بل هو مغرض ومنحاز، ولكنه مع ذلك الاستنتاج الذي يتبناه ويشجعه خصوم الإسلام الدينيون وخصومه السياسيين من غير المسلمين ومن بعض المسلمين أيضا.

اليد الخفية

والذي يجب تسجيله في هذا الصدد وهو مسجل وموثق بالنصوص هو دور “الطابور الخامس” الذي لعبه ويلعبه بعض الناس في هذه المجتمعات خدمة لأجندات خارجية عن هذه المجتمعات وبصفة خاصة تلك التي تخدم أجندة الاستعمار الأجنبي في البلاد الإسلامية، والتي لا يجد مؤرخوا الاستعمار حرجا في الإفصاح عنها.

ومع أن تدخل الأجنبي في حياة المجتمعات الإسلامية بدأ منذ المرحلة المكية وفي المدينة أكثر، واغتيال بعض الخلفاء الراشدين ثبت تاريخيا وبالتوثيق ان للأجنبي بدا في ذلك، وبعد ذلك في كل الصراعات التي عرفتها هذه المجتمعات كانت هناك اليد الأجنبية الخفية واضحة فيها، فهل يمكن نكران ذلك؟

نماذج من التشريح

وكيف يمكن تجاوز ما حدث في الحروب الصليبية؟ اما الصراع مع الاستعمار ودسائسه ومكائده وكيف سعى بكل الوسائل غير الشريفة لبث الشقاق وتهيئة الجو المناسب لفتح الأبواب أمام الاستعمار كيف يمكن مثلا التغاضي عن دور (شارل دوفوكو) في المغرب والجزائر. وعلى أي حال فهذا أمر معروف لدى الجميع، ولا ينكره حتى المستعمرون أنفسهم، وقد سبق لحديث الجمعة ان قام بتحليل كتاب تحت عنوان: «تشريح جثته الاستعمار» للكاتب الفرنسي “كي دي بوشير” ولعل من تتبع أدبيات المرحلة قد قرا كتاب “فرانز قانون” “معذبو الأرض” و “عارنا في الجزائر” لجان بول سارتز، وغير ذلك من الكتب والدوريات في هذا الموضوع.

تأصيل الصراع

وتاريخ الاستعمار مع المسلمين وغيرهم واضح، وعلى أي حال فإن المسلمين ليسوا من دعا واصل ونظر “لصراع الحضارات” فمن فعل ذلك معروف “صمويل هنتيجتون” وكتب بعد ذلك كتاب “من نحن” للدفاع عن الهوية الأمريكية، ولا أدري كيف يستبدل البعض بالهند والصين واليابان في موضوع ضرورة تجاوز المعاناة التي سببها الاستعمار مع أن كل من يتابع يدرك الصراع الذي تخوضه الصين حاليا ودائما مع الاستعمار.

ومع ذلك نسأل هل ضربت الهند كما ضرب العراق؟ هل هو احتل اليابان مثل أفغانستان رغم ما حدث في الحرب العالمية الثانية- فاليابان لها تاريخ معروف ضمن الدكتاتوريات في الثلث الأول من القرن العشرين وهي شريك استعماري في الشرق الأوسط إلى أن ضربت بالقنبلة الذرية، وهي الآن في تحالف رأسمالي وفي صراع مع جيرانها، وتقوم بدور مهم في الدفاع عن المصالح التجارية، أما الحديث عن روسيا فيدل على تجاهل لتاريخ روسيا القيصرية وصراعاتها التي لا تزال مع المسلمين ومع غيرهم وتجاهل للاتحاد السوفياتي وتاريخه. ودور روسيا حاليا معروف والقوقاز والجمهوريات الإسلامية ودور روسيا في لعبة الأمم معلن ومعروف ولذلك فإن القياس محتل لأنه قياس مع الفارق.

التعايش يتجاوز السلبيات

ان الواقع الحاضر في المجتمعات الإسلامية من تخلف وانقسام لا ينكره أحد بل الدعوة إلى الالتزام بالتعايش في مستوياته الداخلية والخارجية مع الجميع هو من أجل تجاوز الوضع المزري والذي سماه مالك بن نبي رحمه الله «بالقابلية للاستعمار». وهذا المصطلح جمع تحته المرحوم كل المعوقات التي تحول دون التنمية الحقيقية لهذه المجتمعات، والتي كانت أساس التدخل الاستعماري ومكنته من السيطرة وهي معوقات جمعها مالك تحت عنوان عام هو «مشكلات الحضارة».

تغيير الواقع

وعلى أي حال فإن الذي أريد وأسعى لتأكيده وتوضيحه هو ان علي المسلمين السعي إلى استبدال الواقع المؤلم بواقع أفضل عماده التعايش والتعاون والحوار هذه هي الغاية الأولى والأخيرة وهو أمر ممكن إذ كانت لهذه المجتمعات تجارب نجاحها إلا أنها تعثرت وقد كان شعار مرحلة السعي إلى عدوة الروح لهذه الشعوب مبنية على قوله تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» ورحمه الله إقبال عندما قال: (شكوت إلى ربي العالم فقال لي إذا لم يعجبك فغيره).

الإرهاب الفكري

ومن هنا يتضح أن ما حاول البعض أن يفهمه مع اللجوء إلى ما يمكن اعتباره صنفا من أصناف الإرهاب الفكري، ربما لأنه يشعر أن توجيه الأصابع نحو بعض الطروحات الاستعمارية التي يتبناها بعض الناس هنا أو هناك والتي يلتقي معه في تبنيها بعض الناس ربما عن حسن نية وربما لأسباب أخرى وهو في الواقع فهم خاطئ وشعور يفصح عن أمور غير واضحة.

ومهما يكن فإن الواقع التاريخي لا يمكن تجاهله أو التنكر له كما أن حقيقة الدعوة إلى التعايش والتعاون في الإسلام أمر لا يمكن كذلك القفز عليها مهما كانت الدوافع والدواعي.
من تاريخ التعايش

ونحن في هذا الحديث كما تعودنا في كثير من الأحاديث سنحاول تقديم بعض الفقرات من كتاب في الموضوع الأساس وهو التعايش والتساكن في ظل الإسلام، والكتاب يحمل عنوان (المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي)، وهو من تأليف باحثين متخصصين في موضوعهما وهما فيلب فارج مدير مركز البحوث والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية (القاهرة) وباحث بالمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (فرنسا)، مؤلف دراسات ديموغرافية عديدة عن الشرق العربي.

ويوسف كرباج باحث بالمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (فرنسا)، مؤلف دراسات ديموغرافية عديدة عن المغرب الأقصى.

بشير السباعي: باحث ومترجم نقل العديد من الأعمال المهمة الى العربية، ومن بين أحدث ترجماته: “فتح امريكا: مسألة الآخر” لتزفيتان تودورف و “تاريخ الدولة العثمانية” بإشراف روبير مانتران.

منير الشعراني: فنان وناقد ومصمم للكتب والمطبوعات وخبير في الخط العربي والطباعة.

مواجهة جديدة

يقول الكاتبان في تمهيد الكتاب:

يبدو أن مواجهة قديمة ذات تفجرات متكررة، تنبعث من جديد منذ الإطاحة بالأسرة الحاكمة البهلوية في إيران (1979) وصحوة إسلام سياسي يجاوز القوميات، فمن جديد تبدو كتلتان: المسيحية والإسلامية، عصيتين على التصالح، وإسلام البحر المتوسط، منظورا إليه من الشمال يبدو أيضا مهيمنا بلا منازع على مجتمعات الجنوب، ولكن هل يرجع كل هذا التجانس وكل هذا الدوام إلى ليل الأزمنة؟

الف سنة للفوز

إن إنسان أوروبا اللاتينية المهذب، المغمور في الحاضر، يتصور التوسع الإسلامي بوصفه فتحا خاطف السرعة للسلطة السياسية وللمعتقدات الدينية على حد سواء، لكن الأمر تطلب قرابة ألف عام حتى يتسنى للإسلام الفوز تدريجيا بولاء السكان الذين ينتمون إليه اليوم، وهذه الأعوام كانت بعيدة عن أن تكون زمن إكراه وعنف متواصلين، كما أن الأسلمة لم تكن قط شاملة، إن سلسلة من الطوائف غير المسلمة تواصل الحياة والحوار، بل وتزدهر في الشرق العربي.

كسب الأذهان

والواقع أن الفاتحين الذين سوف يخرجون من شبه الجزيرة العربية في القرن السابع سوف يصوغون تصورا عن العالم يقسمه إلى عاملين، ففي البلدان التي سيحتلونها، سوف يمنحون أهل الكتاب وضعية المحميين، أما باقي العالم فهو يعتبر ساحة الحرب الممكنة، وأولئك الذين ينزلون منه غزاة، مسيحيين كانوا أو يهودا، يصبحون أعداء للإسلام. وهكذا فإن توسيع الأراضي المفتوحة ونشر الدين فيها يخضعان لمنطقين مختلفين، والواقع أن المهمة الأولى وحدها هي التي تعبئ جميع الطاقات، وسوف تتساند آلة الحرب والأدوات الحقوقية للتعايش الطائفي في بلاد الإسلام، فلا شك أن مال الفلاح القطبي والراهب اليعقوبي والحرفي اليهودي الملزمين بأداء ضريبة رأس، إن كانوا يريدون التمسك بديانتهم، كان حيويا لتوسيع ولتوطيد أركان الإمبراطورية لكن الدين الجديد يكسب الأذهان والسكان شيئا فشيئا.

الأسلمة بدون إكراه

ويتحدث الكاتبان عن عملية التحول وآلاتها فيقولان:

عبر أية آليات؟ عمليات التحول إلى اعتناق الدين الجديد، أولا، والتي سوف تمتد على مدار الأعوام الألف الأولى، فالسكان سوف يتأسلمون بفضل الفرص على نحو أكثر بما لا يقاس مما بفضل الإكراه، وكان هناك ثانيا الزواج، وهو تعاقد سلمي بامتياز: فهو يؤدي إلى انتشار الإسلام الذي تنتمي إليه بحكم الشريعة، ثمار زواج مسلم من كتابية، وأخيرا فإن الديموغرافيا التفاضلية للطوائف تدخل إلى المسرح في مستهل القرن العشرين، وفي أيامنا فإنها وحدها تواصل العمل لمصلحة الإسلام في المجتمعات المتعددة الطوائف في الشرق، ونرى من هذا التعداد للآليات أن المذابح والترحيلات الإجبارية لا تظهر بينها، ومن المؤكد أنها تحدث في هذا المكان أو ذاك، لكن أيا منها لن يتميز باتساع جد كبير قبل مولد تركيا الحديثة.

تعايش المعتقدات في الشام

الشام اليوم وهو في القديم وقبل اتفاقيات سايكس بيكو التي لم يعجب أحد الأصدقاء ذكرها كان يضم سوريا لبنان الأردن وفلسطين وهي بؤر التوتر والصراع اليوم.

كان تاريخ سوريا مختلفا تماما، فقد عاد على جماعتها المسيحية بالاحتفاظ حتى أيامنا بمكانة مرموقة في لبنان وفلسطين وسوريا نفسها، وكان الأمويون قد نقلوا العاصمة من المدينة الى دمشق، وهي لن تبقى مركزا للإمبراطورية إلا على مدار قرن واحد (656-750). وهو بالضبط الوقت الذي احتاج إليه الخلفاء لرسم الخريطة شبه النهائية لدار الإسلام، الأرض التي يحكمها الإسلام، أي لرسم الحدود، بهذه اللمسات الجديدة أو تلك التي تحتوي السكان الذين سوف يصبحون بالتدريج مسلمين.

نموذج متميز للتعايش

وهي فترة حاسمة في تاريخ البشرية سوف تجتازها المدينة الأموية وخاصة سوريا الداخلية مع الحفاظ على ملامح بلد مسيحي، وهو أمر يدعو إلى العجب، وبالفعل كان الاستيلاء على دمشق رمزيا، ويقال إن المسلمين قد اخترقوها عبر بابين، حيث أبدى الباب الأول مقاومة بينما آثر الباب الآخر الاستسلام، وفي منتصف الطريق، جرى من ثم تقسيم كاتدرائية القديس يوحنا إلى قسمين: محراب للمسلمين ومحراب للمسيحيين.

تسامح أصيل

وهكذا تم إنشاء مسجد الأمويين على مثوى نصف الكاتدرائية وواصل المؤمنون بالديانتين الصلاة زمنا طويلا في مكانين متلاصقين، وفي حمص، سوف تكون الكنيسة الكبيرة أيضا على مدار أربعة قرون مكانا لأداء طقوس الديانتين، وكان لابد من الحروب الصليبية ومن أذيال الشكوك التي جرتها حتى تتلاشى هذه الممارسة التي شهدت على تسامح أصيل عظيم.

على امتداد قرن لم يتغير العدد

إن الكاتبان يوضحان هنا في هذه الفقرة أنه خلال مائة سنة لم يتغير العدد لأنه لا إكراه.

وبعد قرن من الفتح، كان عدد العرب المسلمين ما يزال 200000 نسمة، يضاف إليهم بضع آلاف من الموالي (المتحولين الى اعتناق الإسلام) ذوي الأصل السوري، وهو رقم لا مراء في أنه رمزي، فهو يتطابق بشكل بالغ الغرابة مع الرقم الذي يسوقه كتاب الحوليات والمؤرخون بالنسبة لفتوحات بدوية أخرى: فالهلاليون الذين سوف يغزون إفريقيا الشمالية في القرن التاسع سوف يكون عددهم 200000 أيضا، شأنهم في ذلك شأن الأتراك السلاجقة الذين سوف يهبطون في الأناضول في القرن الحادي عشر.

لكنه يوحي تماما بانغراس الإسلام وسط جماهير الجماعة المسيحية السورية فمن بين 4 ملايين من الأشخاص، ربما نجد ربع مليون من المسلمين، أي نسبة 6% من السكان والحال أن العدد الإجمالي لهؤلاء السكان لن يكون مصيره التغير كثيرا في غضون قرن فقد كان خاضعا لمؤثرات متعارضة: نزوح المسيحيين إلى بيزنطة مع وصول قبائل من شبه الجزيرة العربية، تواتر الطاعون الدبيلي مع تدفق الثورات على مركز الخلافة، إغلاق أسواق العالم اليوناني مع فتح أسواق الهند والشرق الأقصى، التي أصبحت في متناول تجار دمشق مع تجاوز حاجز فارس الساسانية، التي استوعبتها هي نفسها الإمبراطورية الإسلامية.

السياسي يتحول إلى روحي

والواقع أن الفتح الذي يبدأ سياسيا، يصبح روحيا بحفز من الخليفة عمر الثاني، فبعد انتصار الدولة الإسلامية، يلوح في الأفق من ثم انتصار الدين الإسلامي، والسلطة المركزية التي انتزعها العباسيون باللجوء إلى العنف، تهجر سوريا إلى العراق، تاركة الأولى في أيدي حاميات أجنبية، بعضها استبدادية، وإذ يفرض الإسلام نفسه بفضل التمزيق السياسي، والإكراه الممارس في عهد الخليفة المتوكل (847-861)، فإنه يفوز عندئذ بجانب من السكان».

لاشك أن هذه المرحلة عرفت نوعا من التشدد العقدي فهي المرحلة التي عرفت الصراع بين السنة والمعتزلة وهي المرحلة التي تعرض فيها الإمام أحمد بن حنبل للمحنة وهي فترة استثنائية في التاريخ العباسي في الشرق والكاتبان يتابعان التحليل فيكتبان تحت عنوان:

غزاة أم محررون؟

ويتناول الكاتبان التطورات التي عرفها اعتناق الإسلام بين هذه المجتمعات والذي جاء ليخلصهم من النير الروماني والبيزنطي ومن تم كان الفاتحون محررين لا غزاة. فيكتبان:
بضع سنوات في شبه الجزيرة العربية، نحو ألف سنة في مصر وفي سوريا، ذلك هو الوقت الذي احتاجه الإسلام لكي يحتل المكانة التي يحتلها اليوم تقريبا في قسمه العالم، فكيف تسنى لحفنة من الفاتحين، الذين يتميز إيمانهم بهذه الدرجة من الحمية، الفوز بولاء جماهير على هذه الدرجة من الضخامة وعلى هذه الدرجة من البعد؟ كيف أمكن العثور في مصر وفي الهلال الخصيب على نقطة توازن بين الضغوط المتعارضة التي مثلها التوسع الإسلامي والمقاومة المسيحية.؟

منذ محمد، جرى تحديد تمييز أساسي بين دار الإسلام: البلد الذي تديره الدولة المسلمة، ودار الحرب، البلد الذي يجب فتحه، والحرب توسع دار الإسلام على حساب دار الحرب، وسوف تستمر مدة جد قليلة من الزمن، فالوضع الذي سوف يصادفه المسلمون الأوائل سوف يجعلها سهلة، وبمجرد توطيد سلطتهم، يندرج السكان بين عشية وضحاها في دار الإسلام، ولا يرجع ذلك على أية حال إلى أنهم ينتمون إلى الإسلام، على الضد من ذلك تماما، فالقانون ينص على أن غير المسلمين سوف يتمتعون بوضعية خاصة، ومن ثم فهو يقنن وجودهم الديني، والانتقال إلى الإسلام يأخذ أجيالا، ونحن نعرف أن الإكراه عليه كان غائبا في أغلب الأحيان، وهو لن يحدث في تاريخ الإسلام العربي إلا بصفة استثنائية، والواقع أن المؤسسات التي أقامها الفاتحون وخلفاؤهم، والعلاقات الاجتماعية التي سوف تتأكد على مر الزمن بين الجماعات الطائفية، والصدامات التي سوف تهز عالم البحر المتوسط سوف تفعل عندئذ فعلها البطيء.

أبناء إسماعيل الذين خلصونا

والحال أن الحرب التي أنهكت فيها بيزنطة وفارس بلا هوادة عشية الإسلام كانت قد أنهكت المقاتلين كما أنهكت المدنيين سواء بسواء، ولم يعد بوسع جيوش القسطنطينية وكتيسيفون مواجهة جنود الخلفاء إلا بدفاعات ضعيفة، وكان السكان الذين ينتقلون بالتناوب من نير إلى آخر، لكنهم يتعرضون باستمرار للابتزاز لتمويل الحملات العسكرية، مستعدين لتغيير سادتهم، والصراعات على الهيمنة تدور على خلفية انقسامات دينية معقدة، ففي العراق يحيا النساطرة في وسط غير مريح، هو وسط دين مختلف عن دين الدولة: الزرادشتية (دين الدولة الفارسية)، على أنهم يستفيدون من حماية معينة في وجه هجمات بيزنطة، وفي سوريا وفي مصر، يتأجج التمرد، والسكان بل والملكانيون، المخلصون للكنيسة الرسمية، البعيدون عن مركز الإمبراطورية، يعانون من هيمنة القسطنطينية الشديدة الوطأة، ويكابد الهراطقة، وهم الأغلبية شتى صنوف الاضطهاد، وتحت سوط بيزنطة يتخذ من ثم الاحتجاج اللاهوتي للقائلين بواحدية طبيعة المسيح طابع نزعة قومية أولية، سورية عند اليعاقبة، ومصرية عند الأقباط، ويجري قبول دخول العرب بشكل مصحوب بالأمل، إن لم يجر الاحتفاء به بحماس. وهو ما سوف تظل تحتفظ به الذاكرة اليعقوبية بعد خمسمائة سنة، فميشيل السوري، الراهب المعاصر للحملة الصليبية الثالثة، سوف يستحضر ذكرى “أبناء إسماعيل” الذين قدموا من الجنوب لتخليصنا.

أستاذ الفكر الإسلامي
مستشار برلماني

‫تعليقات الزوار

16
  • Free Thinker
    السبت 28 شتنبر 2013 - 17:32

    كما اقول دائما, ان نفي الحقيقة لا يغيرها في شيء. فالقول بان الاسلام دين تعايش لا يغير من حقيقته شيئا, و يبقى دين عنف و استعمار.
    باي حق هاجم المسلمون بلاد الفرس و العراق و سوريا و مصر و بلاد الامازيغ?
    هذا هو ما تسميه تعايشا? فرض المسلمون على اصحاب الارض الجزية, و قتلوا من دافع على وطنه و استحلوا نسائهم اللواتي اصبحن مستعبدات يبعن في الاسواق. و كل هذا الاجرام يعتبره الكاتب تعايشا و لا يرى فيه اقصاءا و لا هيمنة.
    الاستعمار مدان, سواءا جاء من المسلمين او غيرهم. لكن الكاتب يرى ان الاستعمار الاتي من المسلمين مقبول, والاستعمار الاتي من الغرب مرفوض.
    الوجه البشع, مهما وضعت عليه من ماكياج, يبقى قبيحا. هذا حالكم مع الاسلام: تزينوه بكلمات "التعايش" و "التسامح", لكن الواقع يفضحه و الارهاب و قتل المرتد و الدعوة على "الكفار" بالدمار يبقون جزءا من الاسلام.

  • إنسان(etrehomme2013@yahoo)
    السبت 28 شتنبر 2013 - 18:58

    ( قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى * قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)

    السيادة : من أحق أن يشرع أخالق الشيء أم المخلوق ؟

    الإسلام دين و ليس إطلاقا و أبدا فكر و الفرق عظيم:
    (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ ..)

    في الاقتصاد :
    (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن …)

    علما أن البيع يكون في مفارقة الممتلك بعوض حقيقي يوازي المفقود فلا تكون مس بمنطومة التجارة في حين أن الربا و القمار و السرقة هي غير ذلك.

  • sifao
    السبت 28 شتنبر 2013 - 19:28

    المرأة القبيحة الوجه ، كلما زادت من كمية مساحيق التجميل على وجهها كلما زاد قبحها ،الاسلام لا يحتاج الى من يدافع عنه من خلال الافتراء والاكاذيب وتحميله ما لا طاقة له به ، وانما يحتاج الى من ينتقد هفواته وتصحيح اعوجاجاته حتى يبدو مستقيما ومنسجما مع نفسه ومع الثقافات المحيطة به ، انذاك ، فقط ، يمكن أن نتحدث عن التعايش مع الديانات والثقافات الأخرى ، مشكلتنا اننا نفتقد الى التعايش حتى بيننا وما بالك مع الآخرين ،الانسان المسلم لا يستطيع ان يعيش بدون عدو، ان لم يوجد في الواقع يفترض وجوده ، لا بد من ايجاد الشيطان.
    كل الحضارات التي تسيدت في لحظة ما من التاريخ كان ذلك على حساب اضعاف أخرى ، والاستعمار ليس وليد القرن التاسع عشر اوالعشرين ، وانما خاصية ميزت تاريخ البشرية منذ البداية ، اول ما نحتاج اليه هو التصالح مع تاريخنا ،ان لا نتحدث عن أنفسنا كملائكة لا تخطئ ولا ترتكب اثما ، بدل الحديث عن فتوحات ايجب ان نتحدث عن استعمار انصافا للاسلام وللتاريخ ، الاكثار من التبجيل والتعظيم يولد التحقير، فتناول كمية كبيرة من الطعام حتى وان كان لذيذا قد تنتج عنه تخمة مميتة ، التصالح مع الذات اولا وقبل كل شيئ

  • sifao
    السبت 28 شتنبر 2013 - 21:19

    متى يكون الحوار ممكنا ؟ ياسيدي، الحوار يكون ممكنا عندما يتعلق الامر بقضايا خلافية من طبيعة سياسية اواقتصادية أواجتماعية ..بمعنى خلافا بشريا نتيجة تعدد في الرأى والمواقف، اما القضايا العقائدية فلا يمكن ان تكون موضوع نقاش ولا جدال ، ما تقوم به القاعدة من اعمال عنيفة تجد له نصوصا قطعية لا تحتمل اكثر من تأويل ،اسامة بن لادن يقول قال الله تعالى وقال الرسول وحزب الله والسلفية بكل انواعها كذلك و..، وكل هذه الجماعات والاحزاب تقول انها تستمد شرعيتها من القرآن والسنة ، وحديث محمد الذي أجمع عليه على انه صحيح" ستفترق امتي الى 72 فرقة واحدة منها ناجية" واضح ، وكل واحدة تدعي انها المعنية ، وانها على ما مان عليه الرسول والصحابة، فمن اين سيبدأ الحوار؟
    العقيدة تنبني على التصديق ، والتصديق يعني أخذ الامور على عواهنها بدون نقاش ولا مزايدات كلامية ، فالكثير ممن يعتبرون أنفسهم علماء أو كتابا اسلاميين يرتكبون خطئا منهجيا فادحا ينسف ويزعزع عقيدة المسلم من أساسها ،ربط الايآت والاحاديث النبوية بسياقات تاريخية معينة يعني نزع صفة الالوهية عن الدين ،لأن الله لا تسري على افعاله قوانين الطبيعة ،فهو خالقها… يتبع

  • طلائع الاستبداد
    السبت 28 شتنبر 2013 - 21:37

    انتقد بندكتوس الاسلام واعتدر للمسلمين ،لسنا مغلفين ،لا نخلط بين النظرية والتطبيق او الممارسات ،نعرف الإسلام ،وتختلف معك في قراءة التاريخ الاسلامي اي الممارسات والتجارب والاجتهادات ،بالنسبة للحاضر هل تستطيع ان نتحدت بالامازيغية في البرلمان ?فنعم عدل الاسلام المغربي ،هل تستطيع اجراء بحت مقارن عن نسبة رسوب تلاميذ سوس في البادية مع نسبة رسوب تلاميذ مدينة أكاديب وتفدم توصية في دلك ?ويمكنك الاستفادة من أبحات الكنديين في قرى الهنود ،فانعم بها من مساوات وتعايش وتسامح وديموقراطية ،هل يمكنك ان تقول لنا نسبة الشباب الأمازيغ الدين يختارون القانون مكرهين والدين اختاروا العلوم رغما عنهم ولم يتجاوزون قسم البكالوريا ?بشرى لنا بدولة تكافؤ الفرص واللا إقصاء والادماج ،لنعد للماضي،والأمويين تحفة التاريخ الاسلامي ،هل جهاد الأمويين لله ام بحتا عن شرعية دينية مفقودة ،ام هما معا ام الله اعلم بالنيات ?لنمر الى دولة الإفك العظيم ،قالت النصارى بانها أبناء الله دلك قولهم بأفواههم ومسطور ،وقالت بنو العباس بانهم خلفاء الله في الارض حكمهم واحكامهم تجسيد لإرادة الله ،فمتى أعطاهم الله تفويضا او خاتم امضاء ?

  • عبد العليم الحليم
    السبت 28 شتنبر 2013 - 21:47

    بسم الله والحمد لله

    يقول الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا:

    "إن الإسلام يمكن أن يعلمنا طريقة للتفاهم والعيش في العالم،الأمر الذي فقدته المسيحية،فالإسلام يرفض الفصل بين الإنسان والطبيعة،والدين والعلم،والعقل والمادة"
    الإسلام والغرب محاضرة الأمير تشارلز في مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية عام 1993

    ويقول غوستاف لوبون: "فالحق أن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب ولا دينا سمحا مثل دينهم"

    ويتحدث عن صور من معاملة المسلمين لغير المسلمين فيقول:
    " وكان عرب أسبانيا خلا تسامحهم العظيم يتصفون بالفروسية المثالية

    فيرحمون الضعفاء ويرفقون بالمغلوبين ويقفون عند شروطهم وما إلى ذلك

    من الخلال التي اقتبستها الأمم النصرانية بأوربا منهم مؤخرا"

    وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه:"لا إكراه في الدين،هذا ما أمر به القرآن الكريم،فلم يفرض العرب على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام، فبدون أي إجبار على انتحال الدين الجديد اختفى معتنقو المسيحية اختفاء الجليد،إذ تشرق الشمس عليه بدفئها! وكما تميل الزهرة إلى النور ابتغاء المزيد من الحياة،هكذا انعطف الناس حتى من بقي على دينه،إلى السادة الفاتحين"

  • حق د حلم
    السبت 28 شتنبر 2013 - 22:00

    لا أكره في الدين؟
    ماذا تمسي فتوى قتل المرتد التي اصدرها منذ شهور المجلس "العلمي" الاعلى في المغرب؟
    ماذا تسمي هذه الآيات الثابتات؟
    وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة -{البقرة}
    فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم -{التوبة}
    قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون -{التوبة}
    فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد -{التوبة}
    وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم -{التوبة}- وهذه الأية هي شعار أوليائكم في مصر (حزب الحرية و العدالة الإخواني)
    سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان – {الأنفال}
    فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها -{القتال}
    ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة{التوبة}

  • sifao
    السبت 28 شتنبر 2013 - 22:13

    ما هي الخيارات المتاحة امام هذا التلبس الذي فرضته العقيدة ؟اما قراءتها قراءة نقدية على ضوء السائد من المفاهيم العلمية الرائجة في مختلف المجالات الفكرية الانسانية والانصهار معها لتصبح جزء من تراثها الردئ، واما الابقاء على الوضع كما هو لقرون أخرى ، الصراع والاقتتال والكراهية والحقد واستعداء ديانات وثقافات الشعوب غير المسلمة ، والتباكي في أوقات الشدة ، في انتظار ان يعترفتوا بأنهم كفار ومتوحشين وجهال ومفسدين ونحن اتقياء ومتنورين ومصلحين، وهذا ما لن نستطيع اثباته ابدا، دون مزايدات كلامية ،لا تعتقد ان الاآخرين أغبياء أكثر منا ، فالحديث عن التعايش والتسامح والانفتاح و.. كله أكاذيب وافتراءات مفضوحة ، ليس فقط على الآخرين وانما على أنفسنا ايضا.
    الاستقرار والسائد في كل الدول الاسلامية التي نعتبرها دولا مستقرة ، ما هو الا استقرارامني محض وبقبضة من حديد ، اما الاستقرار الاجتماعي والنفسي، دعامتا الابداع والتنمية، فلن تنعم بهما مدى بقاء الدين كجزء من الدولة ، اوهو الدولة كلها ، لذلك يبقى الشقاء حليفنا في الدنيا والسعادة مجرد وهم يسكننا.
    تدخل الدين في شؤون الدولة لا يبقي أي فرصة للحوار والتعايش.

  • عبد العليم الحليم
    السبت 28 شتنبر 2013 - 22:49

    الحمد لله

    يقول هنري دي شامبون :

    "لولا انتصار جيش شارل مارتل الهمجي على العرب المسلمين في فرنسا

    لما وقعت بلادنا في ظلمات القرون الوسطى ولما أصيبت بفظائعها ولا كابدت المذابح الأهلية التي دفع إليها التعصب الديني المذهبي،

    لولا ذلك الانتصار الوحشي على المسلمين في بواتييه

    لظلت إسبانيا تنعم بسماحة الإسلام ولنجت من وصمة محاكم التفتيش ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون

    ومهما اختلفت المشاعر والآراء حول انتصارنا ذاك فنحن مدينون للمسلمين بكل محامد حضارتنا في العلم والفن والصناعة مدعوون لأن نعترف بأنهم كانوا مثال الكمال البشري في الوقت الذي كنا فيه مثال الهمجية"

    ويقول توماس أرنولد:

    "لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين

    بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة،واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة،
    ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام

    قد اعتنقته عن اختيار وإرادة

    وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح "

    و يقول الشاعر غوته:

    " للحق أقول: إن تسامح المسلم ليس من ضعف،ولكن المسلم يتسامح مع اعتزازه بدينه،وتمسكه بعقيدته"

  • مراد
    الأحد 29 شتنبر 2013 - 02:14

    ماذا تقول عن الحروب الصليبية ؟ وكيف يكون دين فيه قتل حتى البهائم والولدان والنساء والمشايخ وتنكر على الاسلام اعلاء كلمة لا اله الا الله في الارض ام ان الالحاد اثر فيك كما اثرث المسيحية في الحاد جيل
    اقصد صاحب الرد رقم 1
    ففي العهد القديم فيه ما ذكرت وانتم تعتقدون انه غير محرف اي من عند الله فكيف تنكرون القتال لاعلاء كلمة لا اله الا الله في الارض وان لا يعبد الا الله
    والقتل وسفك الدماء في كتبكم وهو اعتقادكم
    عجبي
    حل عينك ابنادم

  • عبد العليم الحليم
    الأحد 29 شتنبر 2013 - 08:28

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الى 7

    قال الله تعالى

    (يا أَيُّها الَّذِين آمَنوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُم أَوْلِيَاء تُلْقُون إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّة وقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُون الرَّسول وَإِيَّاكُم أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُم إِن كُنتُمْ خَرَجْتُم جِهَادا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتي تُسِرُّون إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّة وَأَنَا أَعْلَم بِمَا أَخْفَيْتُم وَما أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُم فَقَد ضَلَّ سَواء السَّبِيلِ.

    إِن يَثْقَفُوكُم يَكُونوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطوا إِلَيْكُم أَيْدِيَهُم وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوء ووَدُّوا

    لَوْ تَكْفُرُونَ)

    (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّه عَن الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُم فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجوكُم مِّن دِيَارِكُم

    أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّه يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّما يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَن

    الَّذِينَ قَاتَلُوكُم فِي الدِّينِ وأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُم وَظَاهَرُوا عَلىٰ إِخْرَاجِكُم أَن

    تَوَلَّوْهُم ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)

  • MOHAMED
    الأحد 29 شتنبر 2013 - 12:50

    ان التقوقع حول الذات وحصر الاسلام في الجزيرة العربية وعدم قبول اي تفسير للقران وللسنة غير الذي قدمه الاوائل مع انه يبقى اجتهاد بشري يحتمل الصواب والخطا ثم الاعتماد على نصوص الثبوت وظنية الدلالة او ظرفية من اجل التشريع كل هذا هو ما ادى بالامة الى ما هي عليه انصحكم بقراءة كتب المفكر محمد شحرور على سبيل المثال لا الحصر لكي تعرفوا اين الخلل و
    الفرق بين الاسلام والايمان والرسول والنبي ومعنى الجهاد والاستشهاد والحدود وغيرها والعديد من المواضع التي من الممكن ان تغير من فهمنا للاسلام وعالميته ودعوته للتعايش وحرية العقيدة

  • omar
    الأحد 29 شتنبر 2013 - 13:54

    التعايش في ظل الدولة الدينية غير ممكن اطلاقا كيفما كان نوع هذا الدين. والنقاش في هذا الامر ما هو الا مضيعة للوقت والطاقة. فالقانون هو الذي يضمن ويفرض التعايش والتسامح , وهو الذي يفرض الامن والاطمئنان. فلا يمكن ان يستقيم الانسان بسبب مخافة الله او خوفا من العقاب الالاهي , كما لا يكن ترك الانسان يفعل ما يشاء لان الله هو الذي سيحاسبه الا في امور تتعلق بحياته الشخصية الروحية اي ما بينه وبين ربه . وما نراه الان في العالم لخير دليل على ذلك. فلو قارنا مثلا الولايات المتحدة الامريكية باي دولة دينية اسلامية كانت او غيرها للاحظنا ان امركا هي تسامحا وتتعايش فيها جميع الفئات في سقف واحد من المساواة وذلك فقط بفضل القانون الذي يضمن لكل ذي حق حقه. ولا تقال مثل هذه العبارات في امريكا "عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه" .

  • عبد العليم الحليم
    الأحد 29 شتنبر 2013 - 14:11

    بسم الله الرحمان الرحيم

    sifao

    عندما تتحدث من داخل الإ سلام ينبغي ان تتحدث من داخله كليا ولا تقحم في التحدث اشياء من خارجه تحمل أوصافا قدحية هي صادرة عن من لم يتصف بالعدل في الحكم عليه ومن دوافعه اعتقاده ان ما عليه هو الصواب ومن دون تردد

    وكذلك من بين الوسائل المهمة للوصول الى الحقيقة ،العدل في الحكم وتجنب العصبيات والتعصب او ما هو ناتج عنها وترك التشبث بالأفكار المسبقة
    وكذلك التثبث والتحري في ثبوت وصحة المنسوب الى موضوع البحث
    خصوص اذا كانت هناك اقوال واحكام هي صادرة عن مخالفين ولاتتسم بالصحة ولاتسلم من التشنيع الغير عادل
    وعلى الباحث عن الحق ان يتصف بالموضوعية وتفادي الوقوع في تعميم الأحكام بشكل تعسفي قد يكون القصد منه التشنيع

    والكتاب والسنة فيهما كل ما يحتاجه المسلمين في امور دينهم
    والرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر الفرقة الناجية من 73 سبعين فرقة
    قال انها هي التي تكون على ما كان عليه هو وأصحابه رضي الله عنهم

    وقال لهم كذلك:"تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك"
    وقال كذلك:"لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق.."
    وهذ دليل على الإستمرارية
    فكل فرقة
    يتبع

  • عبد العليم الحليم
    الأحد 29 شتنبر 2013 - 15:17

    بسم الله الرحمان الرحيم

    sifao

    بحسب أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية هي التي تكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم
    من حيث العقيدة والعبادة والسلوك والأخلاق
    وتلك الفرقة هي متصلة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الى آخر الزمان

    وقد قال الكثير من العلماء الكبار الفرقة الناجية هم أهل الحديث
    اذن على المسلم ان يدرس كتب اهل الحديث التي ألفوها في العقيدة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم
    والله تعهد بحفظ القرآن الكريم وهذا مالم يفعله الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بالكتب السماوية السابقة
    ولاأدل على ذلك من كون اليهود والنصارى لايتفقون على توراة واحدة
    زيادة على ان التواراة والإنجيل الأصليين مفقودين
    وانما هنا ترجمات مختلفة وهذا يقر به علماء اللاهوت

    لكن القرآن مازال كما كان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وكما كان يصلي به في مسجده بالمدينة
    مازال يصلي به في مسجده سكان المدينة والحجاج والمعتمرون سنة بعد سنة من كل البلاد الاسلامية ويختمه المسلمون هناك كل رمضان
    وهذا أمر لايوجد في ديانة سماوية على وجه الأرض الا الإسلام
    وهذا من رحمة الله بالبشر

  • SIFAO - عبد العليم الحليم
    الأحد 29 شتنبر 2013 - 22:25

    هذه هي استراتيجية الاسلاميين في جدالاتهم مع مخالفيهم ، الزج بهم واغراقهم في نقاشات جانبية تهم تفاصيل لا يمكن حسم الجدل فيها وليست حاسمة في اثبات او نفي القضية، سواء كان عدد الفرق 10 او7 أو..العدد الدقيق ليس مهما ولا الصياغة اللفظية ايضا ، المهم هو جوهر القضية ، اعني التنصيص على التفرقة ، والفرقبة هي الخطوة الاولى نحو فتنة مؤكدة ، الصراع الناتج عن الخلاف ليس هو نفسه الناتج عن الاختلاف ، الخلاف لا بد أن يحسمه الأقوى ، اما الاختلاف فيحسمه الاصدق ويبقى على سبيل الافتراض
    انا اتحدث عن الاستقرار وانت يهمك الاستمرار ولا يعنيك على ماذا سنستمر ، فليس كل ما تحتشد الحشود من حوله خير او جمال .
    معضلة المسلم أنه لم يستطع تطبيق الشرائع التي يقول انها تستجيب لكل حاجياته الاساسية ، ليس لعجزه ، وانما لاستحاله تنفيذ المطلوب منه عمليا ، الدين يطالب الانسان بالمستحيل ويدفعه الى الخداع والمكر ثم ينبهه الى ان الله أمكر الماكرين
    تقول ان الله تعهد بحفظ القرآن ولم يفعل ذلك مع الكتب السماوية السابقة ، يريد ولا يريد ، يشاء ولايشاء ، يظهر ويختفي ، يعلم لكن لايجهل ، ولا اعرف لماذا حفظ رسالة بعينها وأتلف أخرى

صوت وصورة
الفهم عن الله | الاحتواء والاحتضان الرباني
الأربعاء 27 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | الاحتواء والاحتضان الرباني

صوت وصورة
نصومو مرتاحين | مشاكل الأسنان في رمضان
الأربعاء 27 مارس 2024 - 17:00

نصومو مرتاحين | مشاكل الأسنان في رمضان

صوت وصورة
البياض يكسو جبال مودج
الأربعاء 27 مارس 2024 - 12:15 1

البياض يكسو جبال مودج

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07 20

مغاربة والتعادل مع موريتانيا

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30 8

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011