إصرار الحكومة المحلية على الاستفتاء يثير مخاوف الشارع الكاطالوني

إصرار الحكومة المحلية على الاستفتاء يثير مخاوف الشارع الكاطالوني
الجمعة 24 يناير 2014 - 06:00

شكلت مصادقة البرلمان المحلي في كاطالونيا على تنظيم استفتاء حول تقرير مستقبل هذا الإقليم المستقل ذاتيا ، مصدر تخوف فئات واسعة من الشارع الكاطالوني.

وكان البرلمان المحلي الذي يتكون من أغلبية تنتمي الى ائتلاف ” تحالف – وحدة ” الحاكم برئاسة أرتور ماس رئيس الحكومة قد وافق خلال الأسبوع الماضي بالأغلبية على ملتمس يدعو الحكومة المركزية في مدريد إلى منح السلطات الكاطالونية صلاحية تنظيم استفتاء حول مستقبل الإقليم في 9 نونبر المقبل.

ويعتبر هذا التصويت بمثابة موقف سياسي واضح يدل على أن أغلب نواب الاقليم يؤيدون تنظيم الاستفتاء، وهو ما يعني ضمنيا، تأييدهم للحركة الانفصالية التي تعم الإقليم ، وتعززها الأزمة الاقتصادية التي يعيشها منذ ما يقرب من ست سنوات.

لكن رغم ” الانتصار” الأولي لدعاة الانفصال فإن فئات واسعة من الساكنة لا تخفي تخوفها من إصرار الحكومة وجزء من الطبقة السياسية على تنظيم هذا الاستفتاء.

ومنذ أسبوعين ، أعلنت رئيسة الحزب الشعبي الكاطالوني أليسيا سانشيز كاماتشو عن التعبئة العامة لحزبها وأنصاره في الإقليم للتصدي للتوجهات الانفصالية التي تشهدها كاطالونيا.

وكشفت سانشيز عن نية حزبها الدعوة الى عقد مناظرة عامة في يناير المقبل لمناقشة موضوع ” ميثاق سياسي كاطالوني” حول مستقبل الإقليم.

وفي هذا السياق، قال أنتوني دي سالفاث مسير إحدى أكبر المكتبات في برشلونة إن ” الامر أصبح أكثر من جدي ، و إن ما يثير تخوفي هو أن المطالبين بالانفصال لا يتوفرون على برنامج حقيقي ومدقق حول مستقبل البلاد في مرحلة ما بعد الاستفتاء” ، معتبرا المواقف الانفصالية ” شعارات تدغدغ مشاعر الشباب وبعض الغاضبين من مضاعفات الأزمة الاقتصادية “.

وأكد دي سالفاث ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للإنباء على هامش تنظيم أيام للكتاب في كاطالونيا نهاية الاسبوع الماضي، أن ” مستقبل الدول لا يبنى بالنوايا الحسنة، وأنه يتعين إيجاد أجوبة شافية للمواضيع الاقتصادية والمالية والبشرية بل والجيوسراتيجية قبل الخوض في عملية المطالبة بانفصال الإقليم”.

وبعد ان أعرب عن أمله في أن تفتح الحكومة المركزية نقاشا واسعا حول مستقبل الدولة من خلال طرح مسألة تعديل الدستور الحالي الذي يجري العمل به منذ 1978 من القرن الماضي، أشار دي سالفاث إلى أن الحل المرحلي للازمة السياسية الناجمة عن النزعات الانفصالية في كاطالونيا وغيرها من الأقاليم المستقلة ذاتيا هو توسيع مجال نظام الحكم الذاتي في أفق اعتماد نظام فدرالي في البلاد.

أما كلود فيرمان، وهو فرنسي من أصل كاطالوني يشتغل وسيطا لدى شركات بيع الكتب، فقد أوضح في تصريح مماثل، ” أن ما يستدعي التوقف هو أن أرتور ماس اعترف صراحة بأن كاطالونيا ستطرد من الاتحاد الأوروبي في حالة اختيارها للانفصال عن إسبانيا ” ، مذكرا بموقف العديد من المسئولين الأوروبيين من بينهم خوسي مانويل باروزو رئيس اللجنة الأوروبية الذي يعتبر مسألة الاستفتاء ” قضية إسبانية داخلية “.

وكان جل القادة الأوروبيين قد عبروا بشكل أو بأخر عن رفضهم لمبدأ الاستفتاء في كاطالونيا ، وذلك من خلال تجاهل رسالة التهنئة لنهاية السنة التي بعث بها إليهم أرتور ماس والتي طلب فيها الدعم من أجل تنظيم الاستفتاء.

أما جوردي بيريس خبير اقتصادي وكاتب أعمدة حرة في عدد من المجلات المختصة ، فتساءل ” حول مصير الاتفاقيات التي تربط الإقليم بالاتحاد الأوروبي أو من خلال الحكومة المركزية وعن كيفية أداء كاطالونيا ل 53 مليار من الديون في ذمتها “، مشيرا إلى أن الشركات الكبرى العاملة في الإقليم قد تفضل الهجرة خارج الإقليم في حالة ما إذا أصرت الحكومة المحلية على الانفصال عن إسبانيا.

وقال بيريس إن كطالونيا من أكثر المناطق المتطورة اقتصاديا في إسبانيا وإحدى أهم المناطق الصناعية، فهي تقدøم نحو ثلث الإنتاج الصناعي الإسباني ، كما تعدø مدينة برشلونة أحد أهم الموانئ الإسبانية على البحر المتوسط ، لكن هذا غير كافي ، يقول الخبير الاقتصادي ، لان الشركات الكبرى تفضل أولا عامل الاستقرار السياسي والاجتماعي في المنطقة قبل كل شيء.

ومن الفئات المعنية بإجراء استفتاء في الإقليم هناك المهاجرون المقيمون بصفة شرعية بالاقليم ونسبتهم داخل المجتمع تصل الى حوالي 11 في المائة ، فأغلبية هؤلاء يتخوفون من فقدان الامتيازات التي تمنحها إياهم الإقامة مثل التعليم والصحة والتنقل داخل بلدان الاتحاد الأوروبي .

غير أن أبرز المتخوفين من انفصال كاطالونيا عن الوطن الأم هو ذلك الجزء الكبير من محبي ومشجعي فريق نادي برشلونة لكرة القدم ، الذين يعتبرون أن كل تغيير في البلاد قد يمس ب ” عقيدتهم الراسخة” التي هي حب ” البرشا “.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

16
  • Nour al Hayat
    الجمعة 24 يناير 2014 - 08:35

    افضل ما يفعله اكتلان العزل عن المملكة الاسبانية…

    وهذا لا يتم الا اذا اتفقت المانيا عن ذلك…وعند نجاح سياسة gysi (die Linke) في برلين…

    45 % من اقتصاد الاسبان هو باموال المانية, ولذا فالورقة الوحيدة عند الكاتلان هو الخضوع للالمان…

    وكما يظهر فانجليز لن يتركوا جبل طارق ولذا فالامور تضيق على الاسبان لغبائهم الاقتصادي…

    والمغرب له الفرصة لتضييق عن اقتصاد سبتة ومليلية … مالا اظن انه قادر مع الاسف…

  • سيرين
    الجمعة 24 يناير 2014 - 09:23

    أليست إسبانيا داعمة لحق تقرير المصير ولطالما دعمت البوليزبال ضد الوحدة الترابية للمغرب وحقه في أرضه؟ إذن فالأ ولى أن تطبقه في إسبانيا إن كانت فعلا دولة ديموقراطية و كفانا من إزدواجية المعايير.

  • Notre
    الجمعة 24 يناير 2014 - 10:59

    السلام أشقانا اول الحرية ل الكطلان نعم ل لاستقلال نعم انستا كزافي كوارذيولا برشا حت الشعب الصحراوي يريد الاستقلال وهو اول بند لحقوق الانسان

  • سعيد من الريف
    الجمعة 24 يناير 2014 - 11:34

    إسبانيا ضد انفصال كاتالونيا وتدعم انفصال الصحراء عن المغرب. .. ما هذا التناقض
    إذا كانت إسبانيا ضد انفصال كاتالونيا فهذا لأن برشلونة تعتبر عاصمة اقتصادية لإسبانيا وانفصابها لدولة مستقلة يعني زيادة الأزمة لإسبانيا فالإقليم يعتبر عجلة الإقتصاد بالنسبة للدولة الإسبانية

  • talha
    الجمعة 24 يناير 2014 - 11:47

    وأنا أتحدى الجزائر- التي تتغنى دائما أنها فقط تساند الشعوب في تقرير مصيرها – أن تعلن أنها مع استقلال الكطلا

  • ديمقراطي
    الجمعة 24 يناير 2014 - 12:04

    من حقهم الاستقلال و التخوف ما هو الا اشاعة تطلقها مدريد ….طالما ان كاتالونيا تنتج اكثر من 41 بالمئة من الناتج الداخلي الخام الاسباني في عز الازمة الاقتصادية وهذا ما دفع الكتالونيين الى المطالبة اكثر بالاستقلال لانهم يرون اسبانيا عبئا اقتصاديا عليهم..و استقلالهم سوف يوفر لهم ميزانية اكبر..

  • walid
    الجمعة 24 يناير 2014 - 13:18

    le premier article des droits de l'homme est le suivant :
    Tous les êtres humains naissent libres et égaux en dignité et en droits. Ils sont doués de raison et de conscience et doivent agir les uns envers les autres dans un esprit de fraternité.
    deuxième point arrête de rêver .
    le dernier le sahara est marocaine et elle le restera et même l'algerie est marocaine

  • bent bladi
    الجمعة 24 يناير 2014 - 13:29

    Je touve que nos medias et nos journalistes n utilisent pas assez de ruse pour repondre a note ennemi de l est surtout. pourquoi on ecrit pas par exemple des articles nucleaires genre :des partis et des militants algeriens appellent a une manifestation a alger pour soutenir l independance de la catalogne?ou bien des politiciens algeriens appelent a une manif pour denoncer la position de leur president contre l independance de l azawad?il fo des articles fort bouilloneux pour faire eclater les nerfs des harkis qui nous chantent takrir almassir. nos medias doivent changer de strategie, ce pays ne doit pas avoir la paix tant qu il ne leve pas la main de notre cause nationale. pourkoi pas un debat televise pour titre comment fait il qu il n y a aucun opposant algerien a la position de son pays pro polisario alors que leslalgeriens sont parmi les peuples divises qd il s agit de leurs problemes internes?voila le genre de politique mediatique qu on doit adopter en 2014.

  • izroualen
    الجمعة 24 يناير 2014 - 14:29

    اللهم قف مع الكتلان ضد قشتالة مدريد
    كما تدين تدان كل المجتمع القشتالي المدريدي ضد المغرب ومع الطرح الانفصالي في الصحراء فمن الطبيعي أن يكون كل المغاربة مع الطرح الانفصالي في إسبانيا
    اللهم اجعل الكتلان مقدمة لتمزيق وحدة من لا يزال يحتل بلادنا (سبتة ملياية الجزر الجعفرية وجزر الكناري الأمازيغية وغيرها من الصخور والجزر بالمتوسط) فلندعم شعبيا الانفصال الكتالوني والباسكي والكاليسي وحتى جزر الكناري هناك من يطالب بالانفصال عن قشتالة الامبريالية.

  • le pirate
    الجمعة 24 يناير 2014 - 14:35

    pour le commentaire N1 et 4 tu ne comprends rien en politique alors tu n as qu a t occuper de tes affaires et laisse l affaire du sahara au marocains ils sont capable de resoudre ce probleme qu a ete inventer par vous dirigents

  • ذو الفقار علي
    الجمعة 24 يناير 2014 - 15:07

    من بين أدبيات نظام جنرالات الجزائر الفاسدين ، انهم مع حركات التحرر في العالم لتبرير دعمهم لازلامهم بتندوف ، وهذا يعتبر مبدأ لا محيد عنه ، بالنسبة لهم ، لكن اذا تعلق الامر بحركات التحرر الاخرى و الشعوب المضطهدة فهم يبلعون ألسنتهم . يحلو للمدعو الصادق بوكطاية عميل جنرالات الجزائر ان يتشدق على قنوات الفضائيات بهذه الأسطوانة المشروخة ، لكن الشعوب التالية توجد بكوكب المريخ وليس على كوكب الارض : شعب القبائل في الجزائر نفسها ، شعب الكاتالان بإسبانيا ، شعب كشمير بالهند ، شعب التبت بالصين ، شعب الشيشان بروسيا ، شعب الروهينكا بميانمار،شعب الأحواز بإيران ، جبهة مورو بالفلبين التي تمثل المسلمين بذاك البلد ، هذه الشعوب لم تحرك شعرة من روءس جنرالات الجزائر ، ولم نرى أبدا لا بوكطاية ولا رمطان العمامرة يتكلم عن معاناة هذه الشعوب ، اين هو مبدأ دعم حركات التحرر في العالم ، ام لا ترون الا الدمى التي صنعتم ، بءس نظام جنرالات الجزائر المنافق الحرباءي ، كل مؤامراتكم ستتكسر على صخرة الأمة المغربية المصممة على الحفاظ على وحدتها الترابية مهما كلفها الامر من تضحيات جسام وبه الاعلام والسلام !!!!!.

  • chamali
    الجمعة 24 يناير 2014 - 17:11

    فكطلونية ليست هي البوليزاريو لاارهابية فرق كبير جيدا

  • ابراهيم
    الجمعة 24 يناير 2014 - 17:14

    الاستقلال و ليس الانفصال ما بحدت في اسبانيا و المغرب هو طلب الانفصال عن الوطن الام

  • الحمد لله
    الجمعة 24 يناير 2014 - 17:43

    الله يقوي شيطانهم ههه ، هما مقابلين الصحراء المغربية ربي خدا فيهم الحق غادي يقسمهم دويلات

  • simo
    الجمعة 24 يناير 2014 - 18:31

    عمرك تحلم باستقلال الصحراء مغربية وستبقى مغربية الى الابد رغم انفكم يا شعب النيف والتخريف.نساء الجزائر اقوى جراة ومروؤة وشجاع من رجالها .مابقاوش فيكم الرجال غير الفم والتسنطيح والحسد.اعوذ بالله من الشياطين الراجمين.ترجلوا شوية راكم عبيد في بلا دكم حرروا انفسكم من حكامكم الجنيرالات اللصوص مصاصي الدماء.روح تفرج على اداعة المغاربية وتشوف حالكم كي راه داير .وحشموا على فعايلكم.

  • mahdi fes
    الجمعة 24 يناير 2014 - 18:43

    je voudrais bien savoir l'attitude officielle de Boutef et ses maîtres. pourront-ils rester fidèles à leurs principes et se mettent alors au côté des Catalans ? ou bien au au côté du gouvernement espagnol qui est contre l'indépendance ? ou bien feront-il comme si rien ne se passe ? Nous savons ce qu'ils ont dit de Tchechenie, de la Bosnie, du Soudan, Azawad, la Kabylie (Tizi-Ouzou)…A chaque fois ils changent de raisonnement !!! Son excellence le président de la fiction, El Morrakchi, parlera après boutef est ses maitres car son rôle dans l'orchestre Boutef est de répeter les refrains

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة