مسلمون يُرممون مَعبدا يهوديا ببلجيكا .. والرْحيحَل: للمغرب السَّبْق

أفردَت جريدة ” لوموند” الفرنسية، تقريرا خاصا على مبادرة قامت بها جمعية مسلمي مدينة ” أرلون” البلجيكية، تروم جمع التبرعات لترميم معبد يهودي أغلق أبوابه منذ شهور عدة.

الجريدة واسعة الانتشار، وصفت مبادرة الجمعية ورئيسها محمد بوزماني بالأمر ” المدهش”، وبالخطوات التي تنم عن إمكانية التعايش بين المسلمين واليهود، ما يطمح إليه المواطنون البلجيكيون. مشيدة بالمجهودات المبذولة لجمع تبرعات ترميم المعبد المغلق والتي وصل قيمته لـ 400 ألف أورو.

واعتبر ذات التقرير، أن مُسلمي “أرلون” أبْدوا شجاعة كبيرة ” لكسر الحواجز وترك الأفكار المغلوطة والخروج من الانتماء الطائفي الضيق لمساعدة الجالية اليهودية”، خصوصا وأن المسلمين لا يتوفرون في ذات المدينة على مسجد يقيمون فيه صلواتهم الخمس، ما ساهم في تسليط الضوء على هذا المطلب.

وذكَّرت الجريدة بالأحداث الأليمة التي تقف في وجه التعايش الإسلامي اليهودي، كالهجوم الذي استهدف المتحف اليهودي في بروكسيل العام المنصرم، والخَرجات الإعلامية لزعيم حزب التحالف الفلاماني توم فان كريغن، الذي اعتمد خلال حملته الانتخابية على العنصرية والتطرف الديني من أجل استقطاب الناخبين من اليمين المتطرف.

من جهتها، لم تتفاجَأ مُحافِظة متحف التراث اليهودي المغربي زهور الرحيحل، من مبادرة الجمعية ببلجيكا، معتبرة أن الخطوة من عمق الأخلاق الإنسانية والتعايش الذي جمع المسلمين واليهود، ” لطالما تَعايش اليهود العرب والمسلمون عبر التاريخ، واستفاد اليهود من كامل الحقوق في دول عربية وإسلامية في وقت كان ممنوعا عليهم العيش في أوروبا” تقول الرحيحل لهسبريس.

وترى مُحافظة المتحف الوحيد من نوعه في العالم العربي، أن إقدام مسلمين على جمع التبرعات لإصلاح معبد يهودي، ليس أمرا جديدا، موضحة أن متحف التراث اليهودي المغربي بمدينة الدار البيضاء يقوم بالمحافظة على الذاكرة اليهودية بالمغرب بتعاون بين يهود ومسلمين مغاربة.

ولفَتت المتحدثة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المغرب ومنذ 17 سنة مضت تبنى سياسة ترميم ” البِيعات” وهي أماكن العبادة اليهودية بالمغرب، بتعاون مع وزارة الثقافة التي قدمت حرفييها لترميم هذه الأماكن مغربية العمارة، بواسطة تبرعات تم جمعها من طرف مغاربة على اختلاف أديانهم، وتم ترميم 10 معابد في سابقة من نوعها عالميا.

وأفادت الرْحيحل أن المتحف ووزارة الثقافة قاموا بترميم “بيعة” بمكناس إلى جانب آخَرَيْن في ملاح فاس يعودان إلى القرن 17 وهما بيعة ” ابن بنان” و”صلاة الفاسيين”، زيادة على “بيعة” طنجة وبيعة ” ابن الوليد” بتطوان و3 بيعات نواحي تيزنيت وتارودانت وآخر بالراشيدية.