قراءة في الصحف المغاربية الصادرة اليوم

اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالوضع الصحي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وأجواء الاحتفاء بالذكرى الثالثة للثورة التونسية، فضلا عن وقائع مؤتمر صحفي عقده رئيس الحكومة المؤقتة بليبيا سلط فيه الضوء على جملة من القضايا الراهنة.

ففي الجزائر، تناولت الصحف نبأ دخول الرئيس بوتفليقة، يوم الاثنين الماضي، مستشفى (فال دو غراس) بباريس، ناقلة بيان رئاسة الجمهورية جاء فيه أن ذلك جاء من أجل “فحص طبي روتيني”.

وفيما اكتفت صحف بنقل بيان رئاسة الجمهورية، قدمت أخرى قراءات في هذا المعطى الجديد وتوقيته المتزامن والتحضير للاستحقاقات الرئاسية المقبلة بالبلاد.

وكتبت صحيفة (الخبر) أن الكلمات التي حملها البيان وإن كانت تفيد بأن سفر الرئيس إلى فرنسا من جديد ليس ناتجا عن تدهور حالته الصحية، فإن الرئاسة “لا يمكن أن تمنع التصعيد من حدة الجدل حول قدرته على استكمال ما بقي من عهدته الثالثة”.

وبعد قراءتها بين سطور البيان الرئاسي الذي صدر أمس، لاحظت الصحيفة أن الرئاسة لم تعلن عن سفر بوتفليقة للعلاج في نفس اليوم، متسائلة “فهل لتأخر الكشف عن تواجد الرئيس للعلاج بباريس علاقة بالأخبار التي راجت منذ يومين حول تدهور مفاجئ لصحته، ما استدعى نقله إلى فرنسا ¿”، و”هل كان محيط الرئيس يرغب في التكتم على هذا الأمر على أساس أن فترة غيابه قصيرة ¿”.

وقالت إن التطور الجديد في ملف مرض الرئيس يثير ملاحظات أهمها أنه جاء في ظرف يترقب فيه الجزائريون استدعاء الهيئة الناخبة تحسبا للانتخابات، موردة، نقلا عن ترجيح مصدر سياسي، أن “يكون أمضى مرسوم الاستدعاء قبل سفره”، ومشيرة إلى أن “من شأن الحلقة الجديدة في ملف مرض الرئيس أن تبعث الجدل ليس حول عدم ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، لأن ذلك أضحى في حكم المؤكد بالنسبة للكثيرين، وإنما حول قدرته البدنية على استكمال الشهرين المتبقين من العهدة الثالثة”.

من جهتها، كتبت صحيفة (الشروق) أن الرئيس بوتفليقة، الذي أمضى 80 يوما في رحلة علاج بين مستشفى (فال دوغراس) ومصحة (ليزانفاليد) السنة الماضية بين شهري أبريل ويوليوز، يعود إلى المستشفى العسكري “في وقت دخلت فيه الساحة السياسية حالة من الترقب، حيث شدت رئاسة الجمهورية الأنظار إليها منذ توقيع الرئيس للمرسوم المتضمن استدعاء الهيئة الناخبة الذي كان منتظرا خلال ما تبقى من الأسبوع الجاري إيذانا بانطلاق سباق الرئاسيات بصفة رسمية”.

ونقلت عن متابعين للساحة السياسية أن عودة الرئيس إلى مستشفى (فال دوغراس) من أجل المراقبة الصحية “ستغذي النقاش مجددا بخصوص مصير العهدة الرابعة التي لم تعد موضوع جدل بين أحزاب الموالاة والمعارضة فقط، وإنما تعدته لتصبح موضوع نقاش بين أحزاب الموالاة في حد ذاتها التي أظهرت الأيام الأخيرة اختلافا وتباينا في التعاطي معها بين متريث ومندفع”.

وواصلت الصحف التونسية رصدها لأجواء الاحتفاء بالذكرى الثالثة للثورة التونسية، والرهانات المستقبلية المطروحة على الفرقاء السياسيين لمواصلة مسار الانتقال الديمقراطي.

في هذا السياق، كتبت صحيفة (الصباح)، في افتتاحيتها، أن “الرسالة الأولى والأخيرة التي أجمع بشأنها التونسيون، والتي يتعين على جميع النخب السياسية التوقف عندها وفهمها، أنه لا مكان ولا مجال للطغاة في بلد أجمع فيه الشعب على الانتصار للحرية والكرامة والعدالة”.

وكتبت (الشروق) أن “ما فازت به تونس، اليوم وبعد ثلاث سنوات من هبة الشعب العارمة، طلبا للكرامة الوطنية والتشغيل والاستقلال السيادي، هي هذه العقلية التي استقرت بين ظهراني بلادنا، عقلية المراجعة وعدم التسليم بما يقدم من أطباق سياسية وخيارات اقتصادية .. إن هذا الحراك الذي نشهده اليوم في شكل مجادلات بين الأطراف الفكرية والسياسية، وعلى منابر الإعلام والصحافة، هو الذي يجعل للتغيير نحو الأفضل معنى”.

وتحت عنوان “شارع الحبيب بورقيبة يوم 14 يناير 2014 .. مختلفون ولكن .. سنضرب للعالم مثالا للديمقراطية”، كتبت صحيفة (الضمير) “بالأحمر والأبيض والأزرق والأسود رسم شارع الحبيب بورقيبة الخارطة السياسية لتونس بكل عفوية، في لوحة شعبية امتزجت فيها الألوان لتعبر عن خيارات الشعب التونسي المتنوعة، تنوعا اعتبره البعض اختلافا وانقساما يتنافى مع وحدة الشعب التونسي عند انطلاق ثورة 14 يناير 2011، في حين ذهب البعض الآخر إلى اعتباره ظاهرة صحية ومثالا للممارسة الديمقراطية والتعددية”.

في المقابل نشرت صحيفة (المغرب) أول دراسة علمية ميدانية في ظروف اندلاع الثورة التونسية، تناولت العوامل الاقتصادية في اندلاع الثورة في سيدي بوزيد والقصرين.

واهتمت الصحف الليبية، أساسا، بوقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان، أمس، وسلط فيه الضوء على جملة من القضايا الراهنة (أداء لجهاز التنفيذي والسجال الدائر حول إقالة الحكومة وأزمة المرافق النفطية)، كما تداولت أسماء شخصيات مرشحة لخلافة زيدان في حال إقالة أو تنحي الحكومة.

وتوقفت صحف (ليبيا الإخبارية) و(فبراير) و(ليبيا الجديدة) عند إقرار رئيس الحكومة في المؤتمر الصحفي بالقصور في أداء الجهاز التنفيذي للدولة “التي تتخذ القرار وتضعها في سياق التنفيذ، غير أن تنفيذها لا يبلغ منتهاه في الوقت المناسب له وتستغرق فترة طويلة”، مؤكدا أنه “ينبغي للجميع أن يدرك أن الوطن يحتاج إلى جدية في العمل وإلى حماس وأننا لا نخجل في الاعتراف بقصورنا”.

وبخصوص الجدل الدائر حول إقالة الحكومة المؤقتة على خلفية تقديم مذكرة في هذا الشأن من قبل 72 عضوا في المؤتمر الوطني العام، نقلت الصحف عن زيدان قوله “إن الحكومة لا تريد ترك البلاد عرضة لفراغ سياسي أو تنفيذي أو تشريعي أو أن تدار البلاد من قبل حكومة تصريف أعمال”، مؤكدا استعداده للتنحي “إذا تهيأت الأسباب لتسلم حكومة أخرى زمام الأمر”.

وعن أزمة الحقول النفطية المتوقفة منذ عدة أشهر خاصة شرق البلاد، قال زيدان – وفقا للصحف – إن الحكومة “تواصل مساعيها مع بعض الأطراف سواء أعضاء المؤتمر الوطني العام أو وجهاء البلاد مع من يشغل الحقول النفطية”، مؤكدا استعداد الحكومة “للتعاون معهم والالتزام بأي تعهد تقدمه من أجل إخلاء أو بدء تصدير النفط وخروج من يشغل الحقول النفطية منها”.

وعلاقة بموضوع خلافة رئيس الحكومة المؤقتة، أوردت صحيفة (الناس) تصريحا للناشط السياسي جمال الحاجي كشف فيه أن توافقا تم بين مختلف قبائل المناطق الشرقية من ليبيا لتقديم اسم إحدى الشخصيات الوطنية (عمر الحاسي) من بنغازي كمرشح وحيد لرئاسة الحكومة، مبرزة أن رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات نوري العبار يعتزم بدوره تقديم ترشيحه لهذا المنصب.