قراءة في الصحف الأوروبية الصادرة اليوم

أولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت اهتمامها للإجراءات التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حول الإصلاح الترابي والرامية إلى دمج الجهات، وبدعوة زعيم حزب العمال المعارض في بريطانيا إلى التقليص من السلطات الواسعة التي تتمتع بها البنوك الكبرى في البلاد ، وبالتدابير التي اتخذها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لخفض صلاحيات وكالة الأمن القومي.

ففي فرنسا واصلت الصحف الاهتمام بالإجراءات التي أعلن عنها الرئيس هولاند حول الاصلاح الترابي ، والرامية الى دمج الجهات ،حيث تساءلت صحيفة (لاكروا) عما اذا كان التقليص من عدد الجهات يعتبر فكرة جيدة ، مشيرة الى أن هذا الاجراء خلق نوعا من الاضطراب ضمن النقاش السياسي الفرنسي و”وضع كل واحد أمام تناقضاته”.

وأضافت الصحيفة أن تقليص عدد الجهات الفرنسية سيكون له معنى إذا تم تقريب الجماعات الترابية، الامر الذي من شأنه المساهمة في التخفيض من التكلفة وتبسيط التنظيم الاداري.

من جهتها تطرقت صحيفة (لوموند) الى الصعوبات القانونية والسياسية لدمج الجماعات المحلية، مؤكدة أن الحكومة ترغب في حث الجهات على الاندماج من أجل الادخار.

وقالت الصحيفة إن فرانسوا هولاند أطلق بعد 18 شهرا من “المماطلة” ورشا جديدا يهدف الى دمج الجماعات الترابية، من خلال تحفيزات مالية لحث هذه الجماعات على التقارب.

وفي إسبانيا اهتمت الصحف بعدد من القضايا، لاسيما تصريحات رئيس الحكومة ماريانو راخوي بشأن الاستفتاء حول تقرير المصير بكاطالونيا في 9 نونبر المقبل، والإعلان عن سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية.

وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس) أن راخوي حذر كاطالونيا من عواقب خططها الاستقلالية، مشيرة إلى أن أي استقلال محتمل لهذه المنطقة الواقعة شمال شرق إسبانيا سيشكل ضربة للاقتصاد ولحياة السكان.

وأضافت اليومية أن رئيس الحكومة انتهز مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل دوراو باروسو، الذي يزور مدريد، ليجدد رفضه الاستفتاء حول تقرير المصير.

ومن جهتها نقلت صحيفة (أ بي سي) عن راخوي قوله “لقد عبرت عن موقفي بوضوح بشأن هذا الموضوع وأؤكده مجددا الآن: لن يكون هناك استفتاء”، مضيفة أنه بحسب المسؤول الحكومي فإن “سيادة إسبانيا شأن يهم جميع الإسبان”.

وأشارت اليومية، بالإضافة إلى ذلك، إلى أن راخوي رفض الحوار مع رئيس إقليم كاطالونيا أرتور ماس بعد الخطوات التي اتخذها هذا الأخير، مبرزة أن رئيس الحكومة شدد على أنه “يستحيل التحاور مع الكاطالوني أرتور ماس إذا ما واصل اتخاذ قرارات أحادية الجانب دون التشاور مع أحد”.

كما تطرقت الصحف الإسبانية، من ناحية أخرى، للإصلاحات الاقتصادية الجديدة التي ستطلقها الحكومة في أبريل المقبل. ويتعلق الأمر بمخطط وطني للإصلاحات يروم بالأساس ضمان الانتعاش الاقتصادي واستعادة النمو في المستقبل.

وسلطت الصحف البريطانية الضوء على الدعوة التي وجهها إد ميليباند زعيم حزب العمال المعارض من أجل التقليص من السلطات الواسعة التي تتمتع بها البنوك الكبرى في البلاد.

وعبرت صحيفة (الديلي ميرور) عن تأييدها لمقترح ميليباند، معتبرة في هذا السياق أن توجهه نحو مهاجمة كبريات البنوك، والتي تحقق أرباحا خيالية، سيمكنه من تعزيز رصيد شعبيته وتدعيم مواقف حزبه لدى الناخبين على بعد أقل من سنة ونصف من إجراء الانتخابات التشريعية القادمة.

واعتبرت صحيفة (الغارديان) من جانبها أن زعيم حزب العمال استهدف القضية الصحيحة ولكنه أساء اختيار الأسلحة التي سعى من خلالها للتصدي لها، مبرزة أن موقف ميليباند يأتي بتزامن مع فتح تحقيق بخصوص التنافسية على القطاع المالي والبنكي بشكل عام، كما انتقدت في هذا الصدد دعوته إلى فتح بنكين جديدين انطلاقا من الفروع المتخلى عنها من البنوك القائمة حاليا.

وأبرزت صحيفة (الفاينانشال تايمز) المقربة من أوساط المال والأعمال في لندن أن لا أحد يمكن أن يعارض مقترحات إد ميليباند على مستوى الجوهر، غير أنه يظل مطالبا بتقديم أفكار “أكثر إبداعا” إن كان يريد التصدي حقا لمشكل التنافسية على مستوى القطاع.

ومن جانبها، شنت صحيفة (الديلي ميل) هجوما حادا على زعيم حزب العمال متهمة إياه ب”الأمية الاقتصادية”، فيما اعتبرت صحيفة (التايمز) أن مقترحات ميليباند تسير في الاتجاه المعاكس، ذلك أنها حتى ولو كانت تسعى إلى تحقيق قدر أكبر من المساواة فإن ذلك سيتحقق على حساب الرخاء وهو ما لن يكون في صالح أي طرف.

وفي روسيا تناولت صحيفة “نوفيه ازفيستيا ” موضوع كتاب أصدره وزير الدفاع الأمريكي السابق روبيرت غيتس الذي يستعرض “حقيقة مطلقة” حول أولئك الذين يحكمون الولايات المتحدة الأمريكية .

وكان روبيرت غيتس قد ترأس البنتاغون خلال آخر سنتين لولاية جورج بوش الابن الجمهوري وأول سنتين لولاية الرئيس الديموقراطي باراك أوباما والآن ألف ونشر كتاب ذكرياته تحت عنوان “الواجب العسكري: ذكريات وزير دفاع أيام الحرب” الذي أثار ضجة سياسية في الولايات المتحدة فور صدوره.

وأضافت الصحيفة أن غيتس يدين في كتابه أعلى مؤسسات السلطة في الدولة بالتقصير وعدم الكفاءة والإكثار في الكلام وفي البيروقراطية وذلك بصراحة عسكري حقيقي دون لف ودوران ومن غير مراعاة الآداب السياسية الضرورية في المستويات الإدارية الأمريكية العليا.

أما صحيفة “كوميرسانت” فقالت إن الرئيس فلاديمير بوتين باشر عملية إصلاح شاملة في منظومة تمويل البحث العلمي بروسيا ، حيث ستنتقل عملية تمويل العلوم الأساسية إلى استخدام مقاييس حديثة، يجري استخدامها في الكثير من الدول المتطورة.

ووفقا لذلك، تضيف الصحيفة ، لن تقوم الدولة بعد الآن بتمويل الدراسات الأساسية من ميزانيتها عبر البرامج الفدرالية، بل سيتوجب على العلماء أن يحصلوا على منح من خلال مسابقات عبر الصندوق العلمي الروسي، الذي ستوجه إليه كل أموال البرامج الفدرالية.

أما صحيفة ” إر. بي. كا. ديلي” فذكرت انه تم في السنة الماضية وضع تصورات حول أسس تدريس التاريخ الوطني في المدارس. وعلى أساس هذه التصورات سيتم لاحقا تأليف كتب التاريخ المدرسية الجديدة.

واهتمت الصحف السويسرية بقرار باراك أوباما بخفض صلاحيات وكالة الأمن القومي. إذ كتبت صحيفة ” لوتون” أن أوباما لم يقترح القيام بثورة ، ولكن أراد إجراء تغييرات تهدف إلى استعادة الثقة في مجال المعلومات بإخضاعه لمراقبة المؤسسات، مشيرة الى أن الممارسات غير المناسبة لوكالة الأمن القومي كادت تقوض السياسة الخارجية للبلاد.

وتحت عنوان ” الحاجة إلى السيطرة المؤسساتية الحقيقية ” لاحظت الصحيفة أن الأمريكيين هم أكثر استعدادا من الأوروبيين لإيجاد مبرر لمبدأ “المصلحة العليا للوطن” ، وقبول تنازلات في عملية مكافحة الإرهاب.

واهتمت الصحافة السويدية بدورها بإعلان أوباما عن التدابير المتعلقة بالتجسس على البلدان الاوروبية وبموضوع الاعتداءات الجنسية على الاطفال من قبل رجال الكنيسة.

وكتبت “سفنسكا داغبلاديت” أن رؤساء الدول الصديقة للولايات المتحدة لن يخضعوا بعد الان للتجسس، مذكرة بالمعلومات التي كشف عنها العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن والتي مكنت العالم من اكتشاف نطاق برامج التجسس الأمريكية .

من جانبها ذكرت صحيفة “داغينس نيهيتر” أن ما يقرب من 400 من الكهنة يشتبه في اعتدائهم الجنسي على الأطفال حسب تقارير بعث بها البابا بنديكت السادس عشر بين عامي 2011 و 2012، مضيفة أنه من المتوقع مناقشة الموضوع الاسبوع المقبل على مستوى الامم المتحدة .

وفي تركيا ، لازالت فضيحة الفساد غير المسبوقة التي تهز البلاد تستأثر باهتمامات الصحف .

فقد نقلت صحيفتا “ميليت” و ” فاتان” عن رئيس الحكومة أردوغان قوله إنه لو أنه ثبت تورط ابنه في قضية فساد ، لكان قد تبرأ منه.

ووفقا للصحافة التركية فقد ورد اسم بلال أردوغان، وهو الابن الأكبر لرئيس الحكومة، على قائمة أربعين شخصا أمر المدعي العام في اسطنبول بتوقيفهم، لكن لم يتم ذلك من قبل الشرطة القضائية.

بالإضافة إلى ذلك، تواصل صحيفة ” ديلي نيوز” تعاليقها حول الصراع بشأن مشروع إصلاح القضاء المثير للجدل ، مشيرة في هذا السياق إلى أن الرئيس عبد الله غول طلب من الحكومة تجميد هذا المشروع الذي تعارضه أحزاب المعارضة السياسية والقضاة على السواء معتبرينه نصا “غير دستوري ” تنوي الحكومة من خلاله تشديد قبضتها على السلطة القضائية .