اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم،الثلاثاء،بالخصوص بمستجدات الأزمة السورية قبل انطلاق أشغال مؤتمر(جنيف2)،إلى جانب تناولها لملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، والأوضاع في اليمن ومصر.
فبخصوص الأوضاع في مصر،اهتمت الصحف على الخصوص بالإجراءات الأمنية التي تعتزم السلطات اتخاذها قبل ايام من تخليد الذكرى الثالثة ل”ثورة 25 يناير” التي أطاحت بنظام محمد حسني مبارك،حيث تحدثت صحيفة (الأهرام) في هذا السياق عن كون وزير الداخلية ،محمد إبراهيم، صرح قائلا ” لن نسمح للإخوان بإفساد احتفالات 25 يناير”.
أما يومية (الأخبار) فخصصت مقالها الرئيسي للحديث عن”ضبط 14 إرهابيا من مصر وحماس خططوا لتنفيذ تفجيرات في احتفالات 25 يناير”. كما أوردت ما صرح به وزير الداخلية بكون أقسام الشرطة والسجون مؤمنة،وذلك في أعقاب ما تردد حول اعتزام أعظاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين الهجوم على هذه المؤسسات العمومية في 25 يناير.
وسارت صحيفة (الجمهورية) على نفس المنوال،حيث أوردت مقالا في أعلى صفحتها الأولى تبرز فيه ما صرح به وزير الداخلية،محذرا فيه جماعة الإخوان المسلمين من “مخططاتكم لإفساد الاحتفال بثورة يناير مكشوفة”، بينما تحدثت صحيفة (المصري اليوم) عن كون وزارة الداخلية ” تنسق مع الثوار بمناسبة 25 يناير،وتتوعد الإخوان”.
وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على تداعيات قرار الأمم المتحدة سحب دعوة إيران لحضور مؤتمر(جنيف 2) لبحث الأزمة السورية،حيث كتبت صحيفة (الحياة)أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون،سحب دعوة إيران لحضور محادثات السلام السورية، بعد أن أعلنت طهران أنها لا تؤيد اتفاق الانتقال السياسي الذي تم التوصل إليه في (جنيف 1)، والذي يعتبر أساس المحادثات.
وأشارت الصحيفة إلى إعلان الائتلاف السوري المعارض مشاركته في مؤتمر جنيف 2 بعد إعلان الأمم المتحدة سحب الدعوة من إيران للمشاركة في محادثات السلام.
ونقلت صحيفة (الشرق الأوسط)، عن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قوله،أن هذا الأخير محبط جدا من التصريحات الإيرانية العلنية التي لا تتماشى مع الالتزام المعلن من الطرف الإيراني للأمين العام الأممي خلال الايام الماضية،مضيفا انه خلال اتصالات عدة أكد “مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى للأمين العام ان إيران تفهم وتدعم اسس وهدف المؤتمر بما في ذلك بيان جنيف1”.
ومن جهتها أبرزت صحيفة (القدس العربي)،ترحيب الولايات المتحدة الأمريكية بسحب الامم المتحدة دعوة ايران لحضور محادثات بشأن سورية، وقالت انها متفائلة بأن جميع الأطراف يمكنهم اعادة تركيز جهودهم على انهاء الحرب الأهلية السورية.
ونقلت الصحيفة عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قولها أن “الأمل يحدونا في إيجاد نهاية لمعاناة الشعب السوري، وبدء عملية نحو انتقال سياسي طال تأجيله”،معتبرة أن الهدف من المؤتمرهو تنفيذ خطة 2012 لإقامة عملية انتقال سياسي في سورية”.
أما الصحف اليمنية فواصلت اهتمامها بمستجدات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في ضوء الاستعدادات الجارية لاستكمال أشغاله يوم السبت القادم.
وأبرزت صحيفة (الثورة)في هذا الصدد تأكيد الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال استقباله أمس عددا من مشايخ ووجهاء محافظة مأرب أن”الدولة الاتحادية كفيلة بحل المظالم وتعزيز الاستقرار وتجفيف الفساد”.
ونشرت (الثورة) من جهة ثانية نص حديث خصها به مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن،جمال بنعمر، حيث أكد على أن “ما حققه الحوار يعد انتصارا لليمنيين والتغيير السلمي … وأن مجلس الامن الدولي مجمع على دعم الرئيس هادي ومخرجات الحوار، وسيفرض عقوبات على المعرقلين”.
ومن جهتها أكدت صحيفة (أخبار اليوم) أن لجنة تلقي الملاحظات على ضمانات الحوار فوضت الرئيس هادي بإجراء تعديل حكومي محدود وتوسيع مجلس الشورى، لكنها أبرزت مطالبة مكون الحزب الاشتراكي في المؤتمر بحل البرلمان، واعتباره في ملاحظاته على مشروع وثيقة الضمانات المقدمة الى الجلسة العامة، ان المشروع المقدم سجل تراجعا واضحا عن الوثيقة التي سبق أن توافقت عليها لجنة التوفيق.
أما صحيفة (الاولى) فذكرت أن الرئيس هادي استدعى لجنة دراسة الضمانات وحثهم على عدم اجراء أي تعديل على الوثيقة، مشيرة الى أن حزبي المؤتمر والاصلاح فوضا الرئيس بإجراء تعديل حكومي، بينما رفض ذلك حزبا الناصري والاشتراكي وجماعة الحوثي.
ومن جهتها أولت الصحف القطرية اهتماما للتطورات السياسية المتسارعة التي تشهدها الازمة السورية قبيل انعقاد مؤتمر(جنيف 2 )،حيث رأت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أنه بات “من المهم أن تسحب الأمم المتحدة دعوتها الموجهة لإيران لحضور مؤتمر جنيف ( 2) لأن جميع الدلائل تؤكد على أن مشاركتها فيه مضرة ولن تكون مفيدة، بل تعقد الأزمة وتبدد أهداف المؤتمر وتقود لفشل المؤتمر،لأنها ومن خلال ممارستها وأقوال قادتها لن تعمل ضمن عملية إجراء بناء الثقة التي ستزيد من فرص نجاح المؤتمر ولذلك فهي مطالبة بالالتزام الصارم بشروط المشاركة بدلا من السعي الى خلق عراقيل جديدة تعيد الأزمة للمربع الأول خدمة لنظام الأسد”.
وأكدت الصحيفة على أن رفض المعارضة السورية المدعوم عربيا ودوليا لمشاركة إيران في (جنيف2) “هو رسالة واضحة للحكومة الإيرانية بأن تعيد النظر في مواقفها و تعلن رسميا وبشكل علني قبول للشروط المطلوبة للمشاركة وأولها قيام حكومة انتقالية والتخلي عن الدعم العسكري للنظام والتدخل في الشأن السوري”، مضيفة أن على إيران “أن تدرك أنها باتت معزولة بسبب مواقفها باعتبار انها جزء من الازمة السورية ولذلك فإن مشاركتها في المؤتمر غير مفيدة ما لم تلتزم بالشروط التي تؤهلها لتجد القبول من الجميع”.
ومن جهتها،عبرت صحيفة ( الشرق ) القطرية عن قلقها من أن الأزمة السورية “قد دخلت نفق لعبة الأمم وهو الأمر الذي يعصف بمؤتمر جنيف (2) المقرر عقده غدا الاربعاء ،مشيرة الى التطورات الاخيرة المتمثلة في دعوة الامم المتحدة لإيران لحضور المؤتمر،ورفض المعارضة السورية والولايات المتحدة لهذه الدعوة .
وسجلت الصحيفة أن الازمة السورية قد دخلت نفق “لعبة الامم”، الامر الذي قد يعصف بالمؤتمر ذاته، وهذا من شأنه أن يضع الغرب في مسار تصادمي مع الأمم المتحدة، متسائلة هل يكون مصير المؤتمر الفشل خصوصا مع انعدام أي فرصة لتحقيق انفراج لإنهاء الحرب التي أودت بحياة ما لا يقل عن 130 ألف شخص، ونزوح ربع السوريين من ديارهم في أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
واهتمت الصحف الأردنية بما اعتبرته مخاطر تتضمنها تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على الأردن ومصالحه العليا،حيث أشارت صحيفة (الدستور)، إلى أن”حدث التسوية الذي يمكن إذا اكتمل أن يتحول إلى تسونامي من شأنه أن يغير تضاريس منطقتنا وبلدنا أيضا، وبقدر ما يتعلق الخطر بفلسطين وقضيتها ومصير شعبها، فإنه يتعلق أيضا بالأردن وقضيته ومصير شعبه، ومع أن الفصل بين المسألتين يبدو مجرد وهم، إلا ان ما يهمنا كأردنيين- هو الدفاع عن مصالحنا، والانتباه والحذر مما تطرحه خطة جون كيري من أفكار وشروط لتسوية الصراع الفلسطيني في ظل اختلال موازين القوى،ومناخات الفوضى التي تخيم على المنطقة كلها”.
وقالت إن”من واجب القوى الوطنية والشعبية أن تتوحد على موقف واحد، وأن تنهض بعيدا عن اختلافاتها السياسية والفكرية للتصدي لأي مشروع يستهدف مصالحنا العليا ويهدد أمننا واستقرارنا وحقوقنا”.
أما صحيفة (الرأي)، فكتبت أن “على الأردن أن يبقى متيقظا، فما أسس لهذه الفترة الصعبة في القضية الفلسطينية هو اتفاق أوسلو الذي أعد في الخفاء وفاجأ الجميع، وكثير من عرابيه وطباخيه جالسون في مقاعد خلفية غير مرئية، مستغلين القناعة الراسخة لدى دوائر صنع القرار الأمريكي مفادها أنه لا يمكن الوصول إلى حل الدولتين، فهذا الخيار صار من الماضي ولا يمكن تحقيقه، وزيارات كيري الأخيرة تأتي في إطار تهيئة جنازة مهيبة لهذا الخيار، كي نقلب الصفحة ونبدأ من جديد”.
واهتمت الصحف الاردنية من جهة أخرى بالتعديل الحكومي، فكتبت صحيفة (الغد)أن”رئيس الوزراء عبد الله النسور، يطبخ موضوع التعديل الوزاري على نار هادئة، في ما يبدو أنه حصل على ضوء أخضر للقيام به، بعدما تم إقرار الميزانية العامة، وعبرت الحكومة هذه المحطة السهلة من دون مشاغبات نيابية ملموسة”، مضيفة أن “القناعة المهيمنة على الأوساط السياسية في البلاد هي أن النسور باق في منصبه، والمفارقة تبدو في أن فكرة الحكومة البرلمانية نفسها لم تعد قائمة، ربما إلا عند مجلس النواب”.
