وكلاء لمداخيل جماعات يشكون واقعَ عملهم

وكلاء لمداخيل جماعات يشكون واقعَ عملهم
الأربعاء 4 فبراير 2015 - 07:18

التأمَ العديدُ من وُكلاء وأعوانِ جبايات الجماعات المحلية أو “شسيعو المداخيل” بحسب التسمية المهنية الجديدة، فضلا عن موظفي المصالح الجبائية للجماعات المحلية، بفضاء الاجتماعات في بلدية “الدشيرة ” التابعة لعمالة إنزكان أيت ملول، في إطار لقاءِ عقدتْه الجمعية الممثلة لهم.

وكان الهدف من اللقاء هو إفراغُ صدورهم من ثقل المعاناة التي تلازمهم طيلة فترات العمل اليومي، بلا تأمين عن المخاطر التي قد يكونون عُرضة لها كالسرقة والتزوير… كما أنهم لايستفيدون من مُحفزات بناءً على نسبة التحصيل على غرار ما هو معمول به لفائدة القباض التابعين لقطاع المالية.. ويضيفُ المعنيّون إلى ذلك ما يعتبرونه “مزاجية” تسِمُ تسيير بعض رؤساء الجماعات، وهو ما يتسبب في عدم استقرار الموظفين بأقسام الجبايات في ظل غياب فُرص التكوين.

ويؤكد ذات المجتمعين أن “شسيع المداخيل” لا يتوفر على الآليات القانونية القمينة باتخاذ الإجراءات الزجرية في حق المتماطلين في الأداء، كما أن ازدواجية المهام بين مصلحة الوعاء والتحصيل تطرح إشكالات حقيقيةً، ما يتنافى مع المقتضيات القانونية، إضافة إلى افتقاد أقسام المداخيل إلى “الاستقلالية “، إذ يظل الجانب السياسي طاغيا في تحديد عملها.

ويَعْتبرُ عبد العزيز صوروا، الرئيس الجديد لهذه الجمعية التي عقدت أخيرا جمعها العام لتجديد مكتبها، وتغيير اسمها لتصبح “جمعية موظفي الإدارات الجبائية الجماعية”، كخطوة لتوسيع مجالات تواصلها وطنيا، أن “الإجماع كان حاضرا في بلورة أرضية هذا الإطار الجمعوي المهني لتمثليهم وإسماع أصواتهم بعدما عقدوا العزم على الاستنكاف عن الصمت، فأطلقوا هذا المولود الذي يعتبر أول إطار مهني خاص بهذه الفئة على الصعيد الوطني”.

وتتوزع أهداف الجمعية، وفق نظامها التأسيسي، بين تقوية أواصر التضامن بين هذه الفئة والمساهمة في تعزيز قدراتهم والمساهمة في تحسين ظروفهم المعيشية والاهتمام بالجوانب الاجتماعية لديهم، فضلا عن المساعدة على خلق مقتصديات وتعاونيات سكنية خاصة ودعم كل عمل يتم بتعاون مع المصالح العمومية والخاصة والجمعيات ذات الاهتمامات المماثلة.

كما تروم هذه الجمعية المهنية إلى رعاية وتنظيم الأنشطة ذات الصبغة الاجتماعية والثقافية والرياضية لفائدة هذه الفئة، سواء المزاولين لمهامهم أو المحالين على التقاعد وعائلاتهم وأرامل وأيتام المتوفين منهم .

وشكلت ملفات “الباقي استخلاصه لدى الجماعات المحلية؛ ضعف المواطنة الجبائية؛ اختصاصات ومسؤوليات مصالح الجبايات المحلية والضرائب والخزينة العامة؛ فضلا عن المهام الرقابية في الافتحاص من لدن مجالس الحسابات …” المحاور الرئيسية لخارطة برنامج تدخّل الجمعية منذ تأسيسها إلى اليوم، إذ أقامت بشأنها ملتقيات جهوية ووطنية، كانت محفوفة بفرص تكوينية لتقوية القدرات القانونية والتدبيرية لدى كل من يملك صلاحية تحصيل الديون العمومية محليا وجهويا، ممن تستهدفهم الجمعية.

ملفات تعيد بها الجمعية إلى الواجهة مواقع الخلل الحقيقي الذي زاد الوضعية الكارثية لمالية الجماعات المحلية تعقيدا، بالنظر لكون هذه الأخيرة باتت ترزح تحت رحمة مؤسسات إدارية خارجية بعينها، وثقل المقاربة “السياسوية ” في تدبير المالية المحلية من لدن العديد من الآمرين بالصرف .

فمن يضع الحصان أمام عربة التحصيل ؟ إنها مستويات المواطنة الجبائية التي اعتبرها الجامعي عبد العالي ماكَوري من جامعة ابن زهر في أحد لقاءات الجمعية، “محكومة بهاجس قدرة الجماعة على تكريسها لدى الملزم أو الخاضع، بيد أنها قد شهدت تدنيّا واضحا في الوقت الذي أفرزت أزمة مركبة بين السياسة والقانون والإدارة .

لكن، هل تمكنت سائر الجماعات المحلية من هيكلة مصالحها الجبائية وتقوية قدرات العاملين بها؟ يشدد رئيس الجمعية على أن الأمر “يبقى تحديا حقيقيا، خصوصا في ظل غياب إدارة جبائية داخل الجماعات يتم الفصل فيها بين التحصيل والوعاء والمراقبة والمنازعات، بالإضافة إلى عدم تمتيع “شسيعي المداخيل بالإمكانيات ذاتها المخولة للقباض”، علما – يضيف المتحدث ذاته – “أن الفئتين معا، تحملان صفة محاسبين عموميين وفق قانون سن نظام المحاسبة العمومية “.

ويوضحُ أن “التحصيل وإن ظل عملية تقنية، فإن تنفيذ ما يرتبط بمدى قدرة المصالح الجبائية على استيعاب النصوص القانونية ، وتجاوب رؤساء الجماعات مع مقترحات هذه المصالح يضع هذا التحدي في قائمة المتاريس التي تضع العصا في العجلة”.

‫تعليقات الزوار

5
  • القصري المصطفى
    الأربعاء 4 فبراير 2015 - 09:22

    باسم الله الرحمان الرحيم الكل يعلم جيدا ان العمل بوكالة المداخيل ليس بالامر السهل كما يبدو للبعض وانا اعلم ان جل العاملين ليس لهم تكوينا في ممارسة هذه الوظيفة بل تكونوا فقط من خلال الممارسة الا ان البعض ممن اصبحوا حيسوبيين يعتقدون ان تكوينهم الجامعي هو اهم وعلى الغكس لا يساوي اي شيء امام التجربة و الممارسة الفعلية اضف الى ذالك ان المسؤولين عن التسيير الاداري الحماعي يستهونون بهذه المصلحة والعاملين بها كان من الاجدر ان تكون هذه المصلحة تابعة لوزاة المالية او لها نظام او قانون مالي محض . مصطفى القصري (تجربة 38 سنة باليدان الجباءي مقبل على التقاعد ان شاء الله.

  • salam
    الأربعاء 4 فبراير 2015 - 10:09

    لايجب نسيان باقي فئات موظفي الجماعات الذين يشتكون من التهميش والحرمان من جراء هضم حقوقهم في الترقية والحركة الانتقالية مثل سائر الموظفين … لذى فنحن نطالب ان تراجع بعض القوانين الخاصة بهذه الفئة واسناد جميع مايتعلق ببعض مستحقاتهم المالية الى جهة مختصة تابعة للدولة وتخليص الموظف الجماعي من بين براثن الاحزاب السياسية التي تستعبده وتفعل به ما تشاء ذون اذنى احترام لقوانين الوظيفة العمومية

  • Med
    الأربعاء 4 فبراير 2015 - 12:33

    bonne initiative a applaudir vivement bien qu'elle vient un peu trop tardive. ces pauvres nouveaux comptables subissent tout les risques du métiers en échange de rien. la tutelle les a oubliés et depuis très longtemps, comme d'ailleurs toute la fiscalité locale avec sa nouvelle architecture, dite inspiré de la DGI. en fait, actuellement le rôle du chef de l'Assiette fiscale et du contrôle et contentieux fiscal est désormais plus dangereux et plus compliqué que celui du régisseur. aucun accompagnement, ni motivation ni même aucune réponse au demandes de renseignements ou d'explication de certaines ambiguïté dans le texte très médiocre de la fiscalité locale…
    la tutelle a lâché ces fiscalistes des Commune et elle se plait à les voir malmenés par les différents types de contrôle et d'audits…quelle ingratitude…

  • moussaid ti9ni
    الأربعاء 4 فبراير 2015 - 13:22

    السلام عليكم و رحمة الله
    في البداية اود ان اشكر هسبريس على طرح مثل هده المواضيع..كما تعلمون فبالنسبةللموضف الجماعي نجده يتخبط في العديد من الصراعات السياسية والحزبية ونرى العديد من الفئات تعيش اهمال و معانات على سبيل المثال(المساعدين التقنين)التي امثلها بصفتي مساعد تقني جديد باحدى الجماعات الترابية باقليم الحوز مراكش وباضبط جماعة "اوريكة"فمند التحاقي بهده الجماعة رفقة بعض الزملاء وانا اعاني من التحقير والتهميش والعنصرية جراء المهام التي وكلت لنا كمساعدين تقنين متفوقين في مباريات الجماعات المحلية التي مرت سنة 2012"فنحن مند التحاقنا بهده الجماعة ونحن نمارس مهام النضافة و جمع الازبال من جوانب الطرقات وكنس مجاي المياه العادمة..الخ..سؤالي للاخوان المسؤلين هل هده هي مهام المسعد التقني…وهل هده هي دولة تكافئ الفرص والدمقراطية…(المرجومن هسبريس النشرللحقيقة المرة)

  • أحمد الناظور
    الخميس 5 فبراير 2015 - 15:04

    تحية لكل من ساهم من قريب أو بعيد في انجاح هده المبادرة.
    أتمنى أن تتوسع لتصبح وطنية لانها لا تخدم المشتغلين في الجبايات الملية فحسب،
    وانما تخدم المالية المحلية،الجماعات الترابية،الوطن والمواطن…

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 1

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 8

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء