أكد مفكرون وجامعيون من ضفتي البحر الأبيض المتوسط بمراكش، على أهمية استحضار فكر ابن رشد التنويري، كـ”علاج لأزمة التمزق وظاهرة التطرف التي غزت العالم العربي والغربي” مشددين على أن فلسفة ابن رشد ليست موروثا لقرطبة، وإنما هي ملك لكل مناطق الأندلس والبحر المتوسط، بـ”اعتبارها فكرا توفيقيا بين العقل و الإيمان، ودعوة ضرورية للنقد الذاتي، وفكر امتلك الشجاعة لوضع مفاهيم العقل والنقل للمساءلة”.
ذات المشاركين في الندوة الصحفية التي نظمتها جامعة القاضي عياض يوم الجمعة، بمناسبة حفل تسليم الجائزة الدولية ابن رشد، والتي تنظم تحت شعار ” من أجل تعزيز أنسنة جديدة في المتوسط”، أجمعوا على ضرورة مراجعة مجموعة من المفاهيم لبناء مجتمع مفتوح يؤسس للحوار وقبول الاختلاف كتعويض اليقين بالشك الإجماع بالاختلاف، موردين أن ذلك لن يتحقق إلا بالانطلاق من نقذ جديد للذات والانفتاح والتسامح.
وبالمناسبة أكد عبد اللطيف الميراوي رئيس الجامعة، على أن التواصل الحضاري شكل مسعى آخر للجائزة التي تهدف إلى استعادة النفس الإنساني، وتعزيز أنسنة جديدة للفضاء المتوسطي، كما” تسعى التظاهرة إلى جعل مراكش كمدينة دولية، قطبا ثقافيا إلى جانب حضورها السياحي”.
وأضاف المتحدث أن الجائزة ستؤول خلال الموسم الحالي، إلى اثنين من أبرز الشخصيات “التي اشتغلت ولا تزال من أجل سيادة القيم الكونية والسلام والتسامح، الأول من ضفة شمال المتوسط وهو فيلبي غونزاليس ماركيز رئيس حكومة اسبانيا الأسبق، والثاني من ضفة الجنوب وهو عبدو ضيوف الرئيس الأسبق لجمهورية السينغال”.
