الملك يصلي الجمعة بـ"مسجد الحسن الثاني "

الملك يصلي الجمعة بـ"مسجد الحسن الثاني "
الجمعة 13 مارس 2015 - 14:00

أدى الملك محمد السادس، اليوم صلاة الجمعة بـ”مسجد الحسن الثاني ” بمدينة الدار البيضاء.

وذكر الخطيب، في مستهل خطبتي الجمعة ، بأن المغرب احتفل مع سائر بلدان العالم، في نهاية الأسبوع الماضي، باليوم العالمي للمرأة الذي يقيم وضع المرأة في المجتمع، ودرجة مساهمتها في المسيرة التنموية الشاملة.

وقال إن الاحتفال بهذا اليوم في المغرب، بقدر ما هو احتفال بالمنجزات التكريمية والتنموية لحقوق المرأة، فهو كذلك يوم للتوعية من أجل أن تنسجم عقليات الرجال مع قيم الدين ومع المبادرات الحقوقية لأمير المؤمنين في هذا المجال، “ويجدر بنا بهذه المناسبة – يضيف الخطيب- أن نلقي نظرة سريعة على مكانة المرأة في الإسلام، وأن نستحضر ما أكرم الله به الأمة المحمدية من قيم سامية تجعلها قوية التماسك، متينة البنيان، عزيزة الجانب، منتظمة السلوك والتعامل”.

وأشار الخطيب إلى أن الاسلام احتفى أيما احتفاء بالمرأة، وكرمها أعظم تكريم، وأنزلها المنزلة اللائقة بها، وساوى بينها وبين الرجل في الالتزام بأوامر الدين، كما ساوى بينهما في المعاملات المالية والعقوبات، وفي طلب العلم و الندب إليه، وفي كل ما فيه صلاح النفوس والعقول والأبدان، مؤكدا أنها مساواة وتكريم قضى بهما الرحمن، ونطق بهما القرآن، وبالتالي فإن كل هضم لحق من حقوق النساء، أو تنقيص من كرامتهن، إنما سببه عدم العمل بأحكام الشرع، وقلة الاستلهام من هدي الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم)، الذي أوصى بهن خيرا في حجة الوداع، وقرنهن بالعطر الطيب وبقدسية الصلاة.

وأشار إلى أن نصوص الكتاب وهدي السنة حافلان بحث الرجل والمرأة على عمارة هذا الكون متآزرين متكاملين، وأن أول ما نرجع إليه من نصوص قوله تعالى: “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر”، موضحا أن هذه الآية تلفت نظرنا إلى ولاية المؤمنين للمؤمنات وولاية المؤمنات للمؤمنين، على اعتبار أن هذه الولاية تعبير عميق عما يفترض أن يكون بين المؤمنين، ذكورا وإناثا، من تماسك وتعاون وتناصر.

ولما جعل الإسلام المرأة اللبنة الأولى في تكوين الأسرة والمجتمع، يضيف الخطيب، فقد عرض القرآن الكريم لكثير من شؤونها وقضاياها في عدة سور، بل أنزل الله تعالى سورة تسمى “سورة النساء”، مما يؤكد عناية الإسلام بالمرأة في وقت كان فيه وأد البنات عادة عند بعض القبائل، وفي وقت لم يعرف فيه، في أي قطر آخر على وجه الأرض، نظام أو تشريع يخول المرأة نصيبا يسيرا من حقها سواء أكانت بنتا، أم زوجة، أم أما.

وشدد الخطيب على أن الأمة الإسلامية هي أحوج ما تكون إلى جميع أبنائها وبناتها، وأنه لا بد، في هذا الصدد، أن نبين أن عددا من النقائص التي تتهم بها المرأة المسلمة، إنما مرجعها إلى العادة لا إلى العبادة، إلى المجتمع لا إلى الدين وأحكامه، مبرزا أن عددا من الخبراء والباحثين يقرون بأن الإسلام رفع شأن المرأة، ومنحها حقوقا إرثية أحسن مما في كثير من القوانين الوضعية، كما يشهدون على أن مما تميزت به الحضارة الإسلامية اشتهار ونبوغ كثير من النساء المسلمات في كثير من المجالات، فمنهن على سبيل المثال، أمهات المؤمنين: خديجة بنت خويلد، وعائشة بنت أبي بكر الصديق، وحفصة بنت عمر رضي الله عنهما، وفي المغرب السيدة الفاضلة فاطمة الفهرية (أم البنين)، والسيدة مسعودة الوزكيتية، والسيدة زينب النفزاوية، والفقيهة العالمة السيدة خناثة بنت بكار المغفرية.

وأكد الخطيب أن “المرأة المغربية حظيت بعناية كريمة ولا سيما في العهد الزاهر لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، الذي فسح للمرأة المجال واسعا، فتقلدت مسؤوليات في جميع المجالات، وشغلت مناصب عليا كثيرة في مختلف القطاعات”، إضافة إلى وضع “مدونة الأسرة” التي تعتبر إنجازا تاريخيا فريدا من إنجازات جلالته . إنجاز استظل بالشريعة الغراء ومقاصدها السمحة، وبإعمال الاجتهاد في استنباط الأحكام لمصلحة الأسرة، بما يكفل لها حرمتها، وكرامتها، وترابطها، في جو تغمره المودة والرحمة، ويسوده الهناء الذي أراده الله تعالى للأسرة المسلمة.

‫تعليقات الزوار

4
  • مصطفى
    الجمعة 13 مارس 2015 - 14:32

    صدقت ولا فظ فوك وأحسنت اختيار الموضوع واسكت به أفواه الجاهلين بأمور دينهم.

  • مبارك الكاعي
    الجمعة 13 مارس 2015 - 15:57

    لاتخافوا علي دينكم من تماثيل حجرية تزينون بها بيوتكم , بل خافوا من الأصنام البشرية التي تسجد لها عقولكم .

  • pure hypocrisy
    الجمعة 13 مارس 2015 - 16:57

    What is this kind of people who worship their king?!!!. I have never seen such people hypocrite such as the Moroccan people. Shame on everybody who fears the king more than his God.

  • النساء شقائق الرجال في الاحكام
    الجمعة 13 مارس 2015 - 20:38

    الحشو والاطناب معيب في خطب الجمعة، ومخالف لهدي النبي صلى الله عليه الذي كان يتحدث قصدا. تناول موضوع المرأة في حلة قشيبة مﻻئمة لمستجدات العصر يستلزم تشخيصا دقيقا للظلم الواقع عليها مع مراعاة أولويات ما ينبغي رفعه عنها من الضرر خاصة وأنهن شقائق الرجال في الاحكام.
    وبالمناسبة نلتمس من أمير المؤمنين حفظه الله تعالى أن يسند خطة الخطابة بمسجد الحسن الثاني رحمه الله تعالى للعلماء الراسخين الجامعين بين عمق الفهم وصدق القول وجودة التحليل والحلم بالمجتمع والرفق به. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 3

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال