اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، بعدد من المواضيع من ضمنها فوز محمدو بوهاري في الانتخابات النيجيرية، والوضع في تركيا بعد تراكم عدة أحداث، والمفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، فضلا عن الوضع الاجتماعي في اليمن الذي يشهد حربا ضد مليشيات الحوثي التي سيطرت على مؤسسات الدولة.
ففي فرنسا اهتمت الصحف بفوز محمدو بوهاري في الانتخابات الرئاسية بنيجيريا، حيث كتبت صحيفة (لوموند) أن هذه الانتخابات التي كانت مهددة بالانتهاء بحمام دم تمت بهدوء.
وأضافت أن هذا التداول على السلطة يؤشر أيضا على تعطش النيجيريين لرؤية منتخبيهم يقدمون الحساب.
من جهتها، اعتبرت صحيفة (لاكروا) أن الشعب النيجيري قدم مؤشرا على نضجه خاصة من خلال إرادته في التصدي للتطرف الإسلامي الذي تجسده حركة “بوكو حرام”، مشيرة إلى أن هذا البلد، الذي يوصف دائما كمكان للمواجهات بين المسلمين والمسيحيين، غلب منطق اللاعنف خلال هذه الانتخابات.
وأضافت الصحيفة أنه لا تزال هناك أمور صعبة ينبغي الانكباب عليها، وضمنها التصدي للفساد وإصلاح الإدارة وخاصة الجيش.
من جانبها، قالت صحيفة (ليبراسيون) إن محمدو بوهاري اشتغل على صورته من أجل إرجاع الثقة للنيجيريين، مذكرة بأن الرجل يعد من قدماء الساحة السياسية في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن قضايا الفساد والحرب على “بوكو حرام”، خلال فترة حكم الرئيس المنتهية ولايته، أساءت إلى صورة هذا البلد الأكثر سكانا بإفريقيا.
في السياق ذاته، كتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ ) الألمانية أن نيجيريا صوتت “ولأول مرة في تاريخها ضد الفساد إذ عبرت أغلبية الأصوات في البلاد عن رفضها بشكل ديمقراطي الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان الذي عليه، وفق الصحيفة، ليس فقط أن يهنئ بوهاري بفوزه ويعترف بهزيمته، بل يدعو أنصاره إلى الامتناع عن العنف.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الفوز لحظة رائعة في تاريخ إفريقيا الحديث، مشيرة إلى أن غالبية النيجيريين عازمون على التغيير ومحاربة الفساد وجعل كل النيجيريين ملتحمين، الهوسا واليوروبا والمسلمين والمسيحيين.
من جانبها كتبت صحيفة (دي فيلت)، في تعليقها، أن النيجيريين صبروا على رئيسهم غودلاك جوناثان على مدى التردد خاصة في مجال مكافحة المتعصبين من المجموعة الإرهابية المتطرفة “بوكو حرام”، مشيرة إلى أن النيجيريين يأملون في التخلص نهائيا من الكابوس الرهيب الذي تمثله هذه المجموعة.
وأضافت أن بوهاري قرر خوض هذه المعركة بكل حزم على الرغم من أنه مسلم وسيواجه المسلمين لكن المتشددين منهم.
وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (برلينر تسايتونغ) أن الوضع في تركيا تفاقم بعد تراكم عدة أحداث، احتجاز رهينة أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وهجوم مسلح على مكتب حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ، وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في البلاد في غضون 24 ساعة، مشيرة إلى أن تركيا تشهد هذه الاضطرابات قبل الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها في 7 يونيو المقبل.
وذكرت الصحيفة أن الحزب، وفق استطلاعات للرأي، مهدد بخطر فقدان أغلبيته البرلمانية المطلقة، وهي المرة الأولى بعد اثني عشرة سنة ونصف.
من جانبها كتبت (راينيشة بوست) أن اثنين من المتطرفين اليساريين احتجزوا كرهينة المدعي العام ليموت الثلاثة جميعهم عندما حاولت الشرطة تخليص الضحية الذي كان مسؤولا عن التحقيق في وفاة بركين ألفان (15 سنة) الذي أصبح رمزا لقوة الشرطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين عن هذا الحادث لم يخضعوا حتى الآن للمساءلة مما تسبب في حصول انشقاقات بتركيا حيث أنه بالنسبة للبعض فإن ألفان بطل، وبالنسبة لآخرين إرهابي يستحق مصيره، مبرزة أن الأجواء في تركيا غير مستقرة فيما الأصوات المعتدلة بالكاد تسمع.
أما صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) فترى أن على الحزب الحاكم في تركيا العمل على تخفيف حدة التوتر، وعدم تخوين كل من عارضه.
وفي روسيا سلطت الصحف الضوء على ملف إيران النووي، حيث كتبت صحيفة (كوميرسانت) تحت عنوان “الملف النووي الإيراني .. نهاية الصراع”، أن الوسطاء الدوليين الستة وطهران قطعوا خطوة حاسمة نحو اتفاق سياسي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقالت الصحيفة إن المفاوضات في لوزان استمرت طويلا وهو الموعد النهائي بالنسبة للاجتماعات الدولية السابقة، موضحة أن دبلوماسيين وخبراء يتفقون على أن المواجهة بين إيران والمجتمع الدولي تشرف على نهايتها، وذلك بعد عدة عقود من الوضع الراهن.
وأبرزت الصحيفة أنه من المتوقع في الأشهر المقبلة أن تعود إيران إلى الساحة السياسية والاقتصادية العالمية، مشيرة إلى أن هذه العودة ستقدم لروسيا إمكانيات جديدة لكنها في الوقت ذاته تنطوي على مخاطر جديدة.
وفي نفس السياق، نقلت صحيفة (ازفيستيا) عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن السداسية وإيران توصلتا إلى اتفاق بشأن جميع الجوانب المحورية للبرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أن مشروع الاتفاق مع إيران يشتمل على “ستة مقترحات متقدمة لرفع العقوبات،” وينص على نهج شامل للتسوية، بما في ذلك تدابير للتحقق من الطبيعة السلمية البحتة لبرنامجها النووي من قبل الوكالة الدولية وبما في ذلك مقترحات مفصلة لرفع العقوبات”.
وعلى صعيد آخر، تطرقت صحيفة (كوميرسانت)، في مقال لها، إلى احتمال إلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابا في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة المكرسة للذكرى الÜ70 لتأسيس هذه المنظمة الدولية في شهر شتنبر المقبل.
وأشارت (كوميرسانت) إلى أنها علمت بمسألة “الإعداد لهذه الرحلة” من مصدرين مقربين من الكرملين وأكدها مصدر في سكرتارية الأمم المتحدة، حيث من المتوقع ان يلقي الرئيس بوتين خطابا أمام الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، التي تحتفل هذه السنة بالذكرى ال70 لتأسيسها.
وأضاف المتحدث للصحيفة أنه على الرغم من أن هذه الرحلة مثبتة في جدول العمل، لكن الأمر سيتضح بصورة نهائية في بداية شهر غشت المقبل.
وفي إسبانيا اهتمت الصحف، خاصة، باجتماع كبار مسؤولي الحزب الشعبي، المقرر يوم الثلاثاء المقبل، برئاسة رئيس الحكومة وزعيم الحزب الحاكم، ماريانو راخوي، لمناقشة المواعيد الانتخابية المقبلة عقب هزيمة الحزب في انتخابات الأندلس الأخيرة.
وأوردت صحيفة (إلباييس) أن راخوي دعا إلى اجتماع طارئ لنخبة الحزب لمواجهة الشكوك حول الاستراتيجية الانتخابية للحزب الشعبي، مشيرة إلى أن عددا من كبار مسؤولي الحزب طالبوا بنقد ذاتي لتصحيح أخطاء الأشهر الأخيرة.
وأضافت اليومية أنه قبيل أقل من شهرين من الانتخابات البلدية، يسعى الحزب الشعبي إلى رص الصفوف وتلميع صورته لتجنب مفاجأة انتخابية سلبية على غرار ما وقع في انتخابات جهة الأندلس التي مني فيها الحزب الحاكم بهزيمة ثقيلة.
من جهتها ذكرت (لاراثون) أنه أول اجتماع للجنة الوطنية للحزب في غضون عامين، مشيرة إلى أن راخوي اضطر للدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لكي لا يتسبب في انقسام داخل الحزب بعد الانتقادات التي عبرت عنها عدد من قيادات هذه الهيئة السياسية.
والمنحى ذاته سارت عليه صحيفة (إلموندو) التي أشارت إلى أن هذا الاجتماع الذي سيعقد بعد عطلة أعياد الفصح سيخصص لإعداد الحزب لخوض الانتخابات البلدية والجهوية والعامة المقبلة، مذكرة بأن آخر اجتماع لهذه اللجنة، الأهم داخل الحزب، يعود إلى ثالث أبريل 2013.
واهتمت الصحف النرويجية بالوضع الاجتماعي في اليمن والمعاناة التي تلاقيها الأسر جراء الحرب الدائرة هناك، وخاصة الأطفال الذين يعتبرون من أوائل الضحايا.
وأشارت صحيفة (افتنبوست) إلى حالات أطفال يعانون من جراء الوضع العام في اليمن خاصة بعد فقدانهم منازلهم ونزوحهم عن أماكن سكناهم.
ونقلت تخوفات وقلق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من وضعية الأطفال في اليمن الذين لا يجدون الأمن والسلام في هذه البلاد بسبب الحرب الدائرة هناك.
من جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى حالة طفلة تبلغ من العمر 11 عاما من اليمن تعاني من جراء الحرب الدائرة هناك، وفرارها وعائلتها من منزلهم الجديد في العاصمة صنعاء.
وأضافت أن تقارير تشير إلى أن الأطفال يجدون صعوبة في العيش وهم يعانون من الخوف بفعل صوت القنابل والصواريخ، معتبرة أن الوضع في اليمن أصبح صعبا جدا بعد استيلاء ميليشيا الحوثيين على السلطة في البلاد.
وأكدت نقلا عن اليونيسيف أن 62 طفلا لقوا مصرعهم وأصيب 30 آخرون في القتال الدائر على مدى الأسبوع الماضي.
من جانبها، أشارت صحيفة (في غي) إلى أن الطفلة شيماء يوسف حالتها تشبه العديد من الأطفال الذين يعانون في اليمن والذين فروا مع أسرهم جراء الحرب.
وأضافت أن أسرة هذه الطفلة تمكنت من الفرار من العاصمة صنعاء، ولكن لم تأخذ أي شيء معهما باستثناء بعض الغذاء والماء وأواني، مبرزة أن قصة شيماء وأسرتها تبين المدى الذي وصل إليه وضع الأطفال في هذه البلاد.
