انطلقت بمنطقة الترتار الكائنة على بعد 80 كيلومترا من جنوب بوجدور فعاليات الدورة السابعة للموسم الديني لزاوية أحمد بن يداس، التي تنظمها جمعية أحمد بن يداس للتنمية الاجتماعية والثقافية والتربوية ببوجدور على مدى يومين.
وقال رئيس الجمعية، المنظمة لهذه التظاهرة الدينية، يحفظو كويرير، في تصريح للصحافة، إن الموسم الديني لزاوية أحمد بن يداس، الذي هو ملتقى لقبائل الأقاليم الجنوبية للمملكة، يهدف إلى إبراز العمق الديني والتاريخي لزاوية الولي الصالح أحمد بن يداس، وتثمين التراث الديني والثقافي بالمنطقة وجعله رافعة أساسية للتنمية وترسيخ قيم الوحدة والتضامن وتوطيد روابط الأخوة والتآزر.
وأضاف أن هذه التظاهرة الدينية تسعى إلى بلورة كل التصورات ودعم القدرات المحلية وفق مقاربات تشاركية تروم توطيد وتعزيز قيم المواطنة والتضامن والوحدة، مشيرا إلى أن تظاهرة هذه السنة تتوخى إبراز مدى أهمية الدور الذي تضطلع به الزوايا والمحاضر (المساجد العتيقة) في التعريف بالرسول الكريم، ونشر قيم التسامح والمحبة والإخاء بين الناس والحث على التشبث بأخلاقه وصفاته.
وأبرز اكويرير أن هذا الموسم الديني، الذي يحج إليه أيضا الزوار ومحبو هذا الولي الصالح من مختلف جهات المملكة، هو مناسبة للتعريف بالمؤهلات الطبيعية والسياحية للمنطقة وبغنى الموروث الثقافي المحلي وتثمينه وخلق مبادرات تنموية بالمنطقة.
وأضاف أن جمعية أحمد بن يداس للتنمية الاجتماعية والثقافية والتربوية تسعى، من خلال تنظيم هذه التظاهرة الدينية، إلى عقد ندوات ومحاضرات للتعريف بالزاوية وبتاريخ قطبها الولي الصالح أحمد بن يداس.
يشار إلى أن حفل افتتاح هذه التظاهرة الدينية، الذي حضره على الخصوص، عامل إقليم بوجدور العربي التويجر، والمنتخبون وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية بالمنطقة وفعاليات المجتمع المدني، تميز بإطلاق حملة تحسيسية لنصرة الرسول، وافتتاح فضاء للمحضرة وفعاليات قرية التراث ومعرض للمخطوطات والكتب التاريخية.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة أيضا ندوات فكرية من بينها “العقيدة الإسلامية بين الحقيقة والافتراء” و”دور الزوايا والمحاضر الدينية في نصرة خير البرية ونشر قيم التسامح والمحبة”، فضلا عن تنظيم ليلة من المدائح النبوية والابتهالات الدينية وحملة تحسيسية في المجال الفلاحي ومسابقة في حفظ القرآن الكريم والسيرة النبوية بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي لبوجدور.
بغض النظر عن كون هذه المواسم تتخذ لها عناوين كهنوتية لانعقاداها إلا أنها في الحقيقة وفي الواقع مواسم اجتماعية وتجارية بكل المقاييس.
ومن فوائدها :
ــ جمع اسر كثيرة لا تتاح له فرصة الالتقاء سوى في مثل هذه المواسم
ــ انتعاش التجارة حيت يحقق التجار المحليين فيها أرباح في يومين أو تلاته قد تتعدى ما يحققونه في 3 أو 4 اشهر
ــ انتعاش مهنة النقل وزيادة أرباح أصحاب الطاكسيات والحافلات
ــ بث الفرح والسرور في نفوس الأطفال والنساء
… الى غير ذالك من المزايا والفوائد
لهذا وجب تشجيعها واعتبارها تراث وطني ومناسبات شعبية، بغض النظر عن عنوانيها، لان هذه المواسم في الكثير من مناطق المغرب العميق هي المناسبات الوحيدة التي تتيح للكثير من الناس التقاط الأنفاس من الأشغال الشاقة التي يمارسونها طوال العام، كما تتيح لهم مناسبة الاختلاط مع غيرهم. والاطلاع على ما يجري من حولهم.