واصلت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الثلاثاء اهتمامها بمآسي الهجرة في حوض المتوسط الذي تحول الى مقبرة للمهاجرين الفارين من الفقر والنزاعات، علاوة على قضايا أخرى.
ففي بلجيكا كتبت (لاليبر بيلجيك) أنه يتعين على أوربا التصرف، مضيفة ان الحوادث الأخيرة لغرق مئات المهاجرين في المتوسط دفعت قادة الاتحاد الاوربي الى عقد اجتماع الخميس المقبل لبحث الوضع والاجراءات الكفيلة بوضع حد لهذه المآسي.
وأكدت الصحيفة أهمية ان يرفع الاتحاد الاوربي الحواجز ويفتح سبل الهجرة القانونية بدل تغذية مزيد من المشاكل مضيفة أن بروكسيل ما تزال منغلقة في موضوع الهجرة منذ سنوات معتمدة مقاربة أمنية بالأساس وعليها الآن إعادة النظر في سياستها امام المآسي المتكررة في المتوسط.
صحيفة (لوسوار) كتبت أنه إثر مأساة الأحد بعد غرق المئات قبالة الساحل الليبي وضعت المفوضية الاوربية مخططا من عشرة نقاط لمواجهة الظاهرة.
وفي اليونان كتبت صحيفة (كاثيمينيري) أن مشاكل الهجرة ستبقى مطروحة مادامت بؤر التوتر منتشرة ومتصاعدة، مضيفة أنه في كل مرة يرى العالم شريطا جديدا لتنظيم الدولة الاسلامية او اعمالا وحشية ترتكبها جماعة بوكو حرام او تفجيرا ارهابيا في العراق او افغانستان او نيجيريا يتدافع عشرات الالاف على طرق الهجرة مدركين انهم سيواجهون الموت والغرق في المتوسط.
ومن جهتها ذكرت صحيفة (تو فيما) أن المهاجرين ال 90 الذين تم إنقاذهم عند غرق قاربهم امس بالقرب من شاطئ جزيرة روديس مخلفا مقتل ثلاثة على الاقل، كشفوا هوية اثنين من المهربين الذين كانا وسط المهاجرين.
واضافت الصحيفة ان الأمر يتعلق بسوريين يبلغان 26 و27 سنة وقد أحيلا على التحقيق وسيواجهان تهم تهريب البشر والتسبب في غرق زورق ومقتل مهاجرين.
وكانت البحرية اليونانية أنقذت أمس 90 مهاجرا غالبيتهم سوريون (62 رجل و22 امرأة و6 اطفال) بعد ان ارتطم زورقهم بالصخور عند جزيرة روديس.
وفي النرويج أشارت صحيفة (في غي) إلى أنه بعد العثور على جثت 28 شخصا ممن لقوا مصرعهم في حادث غرق المهاجرين قبالة الساحل الليبي يوم الاحد، يسود تخوف من أن يرتفع عدد القتلى أكثر من المتوقع.
ونقلت الصحيفة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تأكيدها أنه كان من بين القتلى نحو 150 إريتري وعدد من السوريين والصوماليين.
وأكدت أن أغلب المعلومات التي تم التوصل إليها جاءت عن طريق شهود عيان من الناجين، وأن أحدهم يقدر عدد المهاجرين الذين كانوا على متن القارب بنحو 950 شخصا.
من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى اعتقال السلطات الإيطالية لأحد الأشخاص المسؤولين عن هذه المأساة الذي ستوجه له تهمة القتل الجماعي والهجرة غير الشرعية.
ونقلت عن رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي تأكيده أنه ينبغي لأوروبا أن تركز أكثر على منع “التصعيد في سباقات قاتلة”، والعمل المشترك الأوروبي للقضاء على ظاهرة المهربين واتخاذ مجلس الاتحاد الأوروبي موقف موحد ومشترك.
من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن الحادث الذي وقع حوالي 110 كيلومترا قبالة سواحل ليبيا، قد يرتفع عدد ضحاياه إلى أكثر من الرقم المعلن عنه حاليا بفعل توارد المعلومات التي أدلى بها عدد من الناجين.
وأضافت أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تشير إلى أن حوالي 800 شخص لقوا حتفهم في الحادث، خلافا لما كان قد أعلن سابقا بأن 700 شخصا هم ضحايا غرق القارب.
واعتبرت أن المفوضية استقت معلوماتها من خلال المقابلات التي أجريت مع بعض الناجين والذين حكوا عن تفاصيل عن الحادث كونت من خلالها صورة لما وقع وأماكن قدوم المهاجرين السريين.
وفي ألمانيا كتبت صحيفة (لودفيكسبورغر كرايستسايتونغ) أنه لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي متفرجا على الناس يغرقون في البحر لأن الأمر لا يطاق، معتبرة أنه كان من الضروري استئناف مخطط الانقاذ الذي كانت إيطاليا قد اقترحته والبحث عن حل جذري.
صحيفة (تاغستسايتونغ) من جهتها دعت حكومة برلين إلى القيام بجهود أكبر معتبرة أنه أمر طبيعي هذا التدفق الهائل من اللاجئين لأن عدة آلاف من الأشخاص يشعرون بأن حياتهم في خطر بسبب الحرب التي تشهدها ليبيا وعدم الاستقرار في مجموع المنطقة داعية إلى ضرورة بذل مزيد من الجهود لحل هذه المعضلة الانسانية وإنقاذ الارواح التي تذهب في البحر.
أما صحيفة (فرانكفورتر روندشاو ) فقد عبرت عن الاستياء من فقدان 700 لحياتهم في عرض البحر أو ربما كانوا 900 ضحية أو أكثر معربة عن اعتقادها انه على دول الاتحاد الأوروبي التزام باحترام حقوق الإنسان والاستناد على قيمها الإنسانية التي حصلت على اثرها سنة 2012 على جائزة نوبل للسلام إلا أنه من الواضح ، تعلق الصحيفة ، أن قيم حقوق الانسان لا تنطبق على الجميع.
وفقا لصحيفة (مونشر ميركور) فإن الاتحاد الأوروبي، تراخى لمدة طويلة في سياسته الخاصة بقضايا الهجرة على الرغم من تزايد تدفقها من مناطق الحروب والفقر معتبرة أن قمة أزمة المتوقع عقدها يوم الخميس المقبل خطوة جيدة طال انتظارها لبحث حلول مستدامة لهذه المعضلة .
واهتمت الصحف الإسبانية بشكل خاص بجريمة قتل مدرس من قبل تلميذ يبلغ من العمر 13 سنة بواسطة القوس والنشاب أمس الاثنين ، في مدينة برشلونة .
وكتبت ” إلموندو” تحت عنوان ” يتعين أن أقتل أشخاصا آخرين” وهي الكلمات التي قالها التلميذ القاتل الذي يعاني من علامات مرض نفسي وفق الحكومة المحلية الكاطالونية.
وأوضحت الصحيفة أن التلميذ الذي كان مسلحا، أصاب أيضا أربعة طلاب قبل أن يتمكن مدرس آخر من توقيفه أثناء محاولته إعداد قنبلة مولوتوف.
من جانبها، كتبت صحيفة ” لا راثون ” أن جريمة القتل هذه تعيد فتح النقاش حول قانون القاصرين في إسبانيا ، مشيرة إلى أنه وفقا للقوانين المعمول بها، فإن الطفل لا يتحمل المسؤولية الجنائية وبالتالي لن يتم تقديمه للمحاكمة.
من جانبها قالت صحيفة ” أ بي سي” إن القاصر المهووس بالأسلحة، كان يسمع أصواتا تحثه على قتل أستاذه ، وأنه وفقا لزملائه، كان قد هدد في السابق بقتل أساتذته.
أما بالنسبة لصحيفة ” إلباييس” فإن جريمة برشلونة ترفع ظاهرة العنف المدرسي في إسبانيا الى مستوى غير عادي، مضيفة أن المدرسين يطالبون بمراقبة أكبر في المراكز التعليمية لمنع هجمات محتملة لتلامذتهم.
