بناني يرصد مسار ومستقبل الاتحاد المغاربي

في نفس القاعة التي شهدت تأسيس اتحاد المغرب العربي في مراكش بتاريخ 17 فبراير 1989؛ ألقى الدكتور محمد بناني، الأستاذ الجامعي المتخصص في قضايا القانون الدولي، وعضو اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، محاضرة في موضوع: الاتحاد المغاربي من وحدة المصير إلى البناء.

وأشار بناني في بداية هذا اللقاء، الذي أشرفت على تنظيمه منظمة العمل المغاربي وجمعية آفاق تنموية؛ إلى أهمية النبش في تاريخ ومسار الاتحاد المغاربي في مرحلة تراجع فيه الاهتمام بالموضوع تحت ضغط الظروف السياسية والأمنية المرتبكة التي عاشتها بعض دول الاتحاد في أعقاب الحراك الذي شهدته المنطقة، ومع جمود مؤسسات الاتحاد.

واعتبر أن بناء الاتحاد لم يكن وليدة فترة أواخر الثمانينيات من القرن المنصرم؛ بقدر ما كان هناك سياق تاريخي لا يمكن تجاوزه؛ كان له الأثر الكبير في إنضاج فكرة الاتحاد؛ مذكرا في هذا الخصوص بمجموعة من المحطات التاريخية.

ولم يفت الباحث أيضا الإشارة إلى أن مسار الاتحاد ظلّ رهينا بطبيعة العلاقات المغربية -الجزائرية المتراوحة بين المد والجزر؛ بالنظر إلى وزنهما داخل هذا التنظيم الإقليمي؛ وبالمشاكل الحدودية البينية لعدد من دول الاتحاد.

وأضاف المحاضر، أن الإعلان عن تأسيس هذا الأخير رافقته آمال عريضة في أوساط شعوب المنطقة؛ خصوصا أن مرحلة التأسيس شهدت إحداث مجموعة من الآليات والمؤسسات؛ مع التركيز على الجانب الاقتصادي كرافعة للاتحاد.

واختتم المحاضر مداخلته بالإشارة إلى مختلف الآليات والمؤسسات التابعة للاتحاد وتقييم أدائها؛ وبالتأكيد على أهمية وضرورة بناء الاتحاد الذي تتوافر لدوله كل مقومات البناء؛ كسبيل لمواجهة الإشكالات والتحديات التي تواجهها دول المنطقة المغاربية في المرحلة الراهنة.