اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بعدد من المواضيع من ضمنها الوضع في سوريا والعراق عقب هجمات تنظيم “الدولة الإسلامية” على مدينتي تدمر والرمادي، وخطة التعاون العسكري التي وضعتها بلدان الاتحاد من أجل التصدي لظاهرة الهجرة بالبحر الأبيض المتوسط.
ففي النرويج أشارت صحيفة (في غي) إلى الحرب الدائرة حاليا ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) والخطر الذي يتهدد التراث الثقافي في المنطقة الذي يعتبر جزءا من التراث العالمي.
واعتبرت الصحيفة أن مدينة تدمر السورية، التي تجري فيها معارك طاحنة، هي مدينة قديمة تتعرض للتخريب وتضم المعابد والأروقة والمسارح، مبرزة أنه ينبغي الحفاظ عليها بشكل كبير، مضيفة أن هذه المدينة، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، معرضة لخطر نهب كنوزها الثقافية التي لا تقدر بثمن والمتكونة، على الخصوص، من العمارة اليونانية الرومانية.
من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى مأساة اللاجئين السوريين جراء الحرب الدائرة في البلاد بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة المعارضة وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش).
ونقلت عن مصادرها الخاصة أن هناك تفكيرا لدى الحكومة النرويجية في استقبال نحو 10 آلاف لاجئ سوري خلال المرحلة المقبلة.
على صعيد آخر، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى عزم السيناتور الأمريكي يندسي غراهام التنافس للترشح للانتخابات الرئاسية باسم الحزب الجمهوري والتي من المزمع تنظيمها في سنة 2016.
وأضافت الصحيفة أن يندسي غراهام هو المرشح السابع ضمن المتنافسين الجمهوريين، مبرزة أنه من المقربين إلى السيناتور جون ماكين الذي حاول أن يصبح المرشح الجمهوري للرئاسة في عامي 2000 و2008.
وأشارت إلى أن يندسي غراهام، البالغ من العمر 59 سنة، من بين أشد المنتقدين للسياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما.
وفي فرنسا سلطت صحيفة (لوموند) الضوء على الهجوم الاخيرة لتنظيم “الدولة الاسلامية في العراق وسوريا”، مشيرة إلى أنه إذا كان تم وقف الجهاديين بمدينة تدمر بسوريا، فإنهم سيطروا على مدينة الرمادي العراقية عاصمة إقليم الأنبار مما يشكل “انتصارا كبيرا”.
وأضافت الصحيفة أن “خيبة الأمل كبيرة”، مشيرة إلى أن الجيش العراقي كان أعلن قبل شهر ونصف، نيته اقتحام الأنبار لكن الجهاديين سارعوا إلى السيطرة على آخر مدن هذا الإقليم التي كانت عصية على الاقتحام.
وتابعت الصحيفة أن تقدم الجهاديين في الأنبار تزامن مع هجوم أخر لتنظيم الدولة على بعد بضع كيلومترات إلى الغرب، على مدينة تدمر الأثرية، لكن قوات نظام الأسد أفلحت في صدهم من المناطق التي اقتحموها السبت الماضي.
من جهتها اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بإطلاق وزير الاقتصاد ايمانويل ماكرون، أمس الاثنين، المرحلة الثانية من إعادة التصنيع، مشيرة الى ان هذا البرنامج الذي يقضي باعتماد الصناعة على الآلات اعتبر من قبل البعض كتهديد للتشغيل، إذ من شأنه أن يلغي نحو ثلاثة ملايين منصب شغل الى غاية 2025، وقد يخلق في الآن نفسه مناصب شغل أخرى.
من جانبها، تناولت صحيفة (لوفيغارو) ظاهرة الهجرة، مبرزة أن بلدان الاتحاد الأوروبي وضعت، أمس الاثنين، خطة تعاون عسكري بحري من أجل التصدي للهجرة بالمتوسط، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي قلص من طموحاته في التصدي لمهربي البشر ذلك ان الخطة لا تتضمن تدمير المراكب المستعملة من قبل المهربين انطلاقا من ليبيا.
في ذات السياق، كتبت صحيفة (الموندو) الإسبانية، تحت عنوان “مهمة بحرية لمكافحة المافيا”، أن الأمر يتعلق بعملية عسكرية “مثير للجدل ومعقدة”، يتعين التخطيط لها بعناية قبل إطلاقها النهائي.
وأوردت تصريحات وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، الذي أكد أن اجتماع الاتحاد الأوروبي وافق على نصين، يتعلق الأول بقرار إطلاق هذه المهمة، فيما هم الثاني التخطيط للعملية.
وأوردت (لا راثون) أن هذه المهمة، التي أطلق عليها “ناف-فور ميد”، تقضي بتدمير قوارب المهربين في البحر الأبيض المتوسط، لكن بموافقة الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن المهمة تشمل عدة نقاط، لاسيما تبادل المعلومات والاعتقال وتدمير القوارب التي تستعملها الشبكات.
من جهتها، أوضحت (إلباييس) أن مهمة الاتحاد الأوروبي ستبدأ عملها أواخر شهر يونيو المقبل، بعد الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى أن النص النهائي الذي وافقت عليه البلدان الأعضاء في الاتحاد، أمس الاثنين ببروكسيل، تجنب ذكر تدمير القوارب صراحة لتجنب الجدل.
وفي سياق متصل، ذكرت (أ بي سي) أن إسبانيا رفضت حصص توزيع المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر والتي اقترحتها المفوضية الأوروبية على البلدان الأعضاء. ونقلت عن رئيس الدبلوماسية الإسبانية، قوله، عقب الاجتماع، إن هذه “الصيغة غير مقبولة” لأن البلد الذي يقبل مهاجرين يجب أن يتلقى جميع المنافع الاجتماعية اللازمة، “إذا كنا لا نريد خلق غيتوهات على حدودنا”.
في المنحى ذاته كتبت صحيفة (ميتلبايريشن تسايتونغ) الألمانية أن دول الاتحاد الأوروبي لا ترغب في رؤية المزيد من الوفيات في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وترى أن الحل لمنع وقوع ذلك يمكن أن يتم عبر عملية عسكرية، إلا أن ذلك، تقول الصحيفة، ليس حلا بل يتعين على أوروبا أن تبحث عن فرص أوسع لدخول المتقدمين للهجرة بطرق قانونية.
من جانبها، شككت صحيفة (سفابيشه تسايتونغ) في فعالية الاتفاق الذي تم التوصل إليه والقاضي بتدمير زوارق المهربين، مشيرة إلى أن إنتاجها في ليبيا يتم بأسعار رخيصة تدميرها لن يؤثر على أسعار العبور، وإلى أن المجرمين سيجدون دائما ما يكفي من اليائسين الذين يخاطرون بكل شيء من أجل بلوغ أهدافهم.
وكتبت صحيفة (تاغسشبيغل) أن المعركة ضد المهربين يتعين أن تتم بالموازاة مع المعركة ضد أسباب اللجوء والتي تكمن بالخصوص في الهروب من ظروف معيشية مزرية والحصول على مستقبل أفضل.
وفي موضوع آخر يتعلق بإحالة عنصر من الشرطة في هانوفر على التحقيق بسبب الاشتباه في اعتدائه على لاجئين، كتبت صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) أن مزاعم ارتكاب أفراد الشرطة لانتهاكات تستدعي تحقيقا سريعا وكاملا والبحث عن شركاء محتملين، مؤكدة أنه يجب ألا يفقد المواطنون الثقة في سلطة الحكومة والأمن.
ووفقا لصحيفة (لودفيغسبورغر كرايستسايتونغ) فإن أفراد الشرطة لديهم وظيفة تتميز بالصرامة والانضباط ملاحظة أن نقص الموظفين، وعبء العمل لساعات طويلة أمر مألوف لدى عناصر الشرطة بالإضافة إلى ما يمكن أن يتعرضوا له من استفزازات وإحباط، إلا أن ذلك، تؤكد الصحيفة، لا يمكن أن يكون بأي شكل مبررا لهم للقيام بانتهاكات واعتداءات.
وطالبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر) بتسريح أفراد الشرطة الذين يرتكبون جرائم لاإنسانية أو يغطون عليها وبمعاقبتهم بشدة، مؤكدة أنه على المسؤولين في مراكز الشرطة التشجيع على تقديم تقارير حول حوادث من هذا القبيل.