قراءة في مضامين بعض الصحف المغاربية لليوم

قراءة في مضامين بعض الصحف المغاربية لليوم
الخميس 9 يوليوز 2015 - 14:43

واصلت الصحف التونسية، الصادرة اليوم الخميس، اهتمامها بالتحدي الأمني في ظل تباعد الرؤى بين مكونات المجتمع التونسي حول قرارات فرضتها المرحلة، فيما توقفت الصحف الجزائرية طويلا عند الوضع المتأزم في غرداية بجنوب البلاد.

ففي تونس، كتبت صحيفة (الصريح) تحت عنوان “بين واجب الحكومة.. ومسؤولية المعارضة”، أن الحكومة تواجه مدا هائلا من الأزمات “هي امتداد للفوضى والانفلات والارتجال وتلاشي هيبة الدولة وتعطل مؤسسات الإنتاج واتساع رقعة الفقر”، مما يؤكد الحاجة ل”خطاب مصالحة وطنية”.

وحملت الصحيفة مسؤولية هذا الوضع لكل الأطراف السياسية والنقابية والاجتماعية، المدعوة إلى “الخروج من دائرة التشدد والجنوح إلى شد العصا من وسطها”، معتبرة أن التوافق حول الثوابت الوطنية والتضامن لدحر المخاطر المحدقة بالبلاد لا يتنافيان مع حق الاختلاف والتزامات التنوع في إطار الممارسة الديمقراطية السليمة، حاثة، في هذا الصدد، الحكومة على مد يدها للمعارضة المطالبة بأداء دورها بمسؤولية.

ومن جهتها، نبهت صحيفة (الشروق) إلى ملف الجنوب الذي يظل مصدرا للاختلال الأمني في البلاد و”المفتوح على سيناريوهات مرعبة”، في إشارة إلى اختفاء جماعي ل33 شابا، أمس، ضمنهم جنود، وسط أنباء عن توجههم إلى ليبيا.

وقالت إن وضع الجنوب مربك ليس في مستوى غياب التنمية بل في علاقة المواطن بالدولة، وأن ما يحتاجه أساسا هو “استعادة الدولة حضورها المادي والرمزي”، متسائلة عما إذا كان يعقل أن تمر أشهر “على مدن بالمنطقة بدون أي حضور للشرطة أو الحرس؟”.

وحذرت من أن “سيناريو موجعا” في انتظار التونسيين في حال لم تبادر الحكومة بجدية في إنجاز مجموعة من المشاريع والإجراءات العاجلة تعزز حضورها الرمزي والمادي بمدن الجنوب المرتبطة بشكل قوي بالجار الليبي.

ووصفت صحيفة (الصباح) وجود عسكريين ضمن الشبان ال33 المختفين من ولاية تطاوين (جنوب) ب”الخيانة العظمى”، ناقلة عن مصدر عسكري أن من بين الجنود الفارين طيار.

وفي خضم ذلك، نشرت صحيفة (المغرب) حوارا مقتضبا مع وزير الاستثمار والتعاون الدولي التونسي، ياسين إبراهيم، أكد فيه أن بلاده ستواجه صعوبات كبيرة جدا في الإيفاء بالتزاماتها أمام مقرضيها وخلاص ديونها التي سيبلغ حجمها نحو 49 مليار دينار (دينار يساوي 13,2 أورو) مع نهاية سنة 2015، أي ما يقارب 53 في المائة من الناتج الداخلي الخام.

وأضاف الوزير أن هذه الصعوبة ستتضاعف بالنسبة للديون الخارجية، باعتبار أن خلاصها يتم بالعملة الصعبة التي ستشهد تقلصا بفعل عدة عوامل أهمها تراجع عائدات السياحة، وتباطؤ نمو الصادرات.

وفي الجزائر، طغى على الصحف المحلية تردي الأوضاع في غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) بعد تجدد أعمال العنف ذات الطابع الطائفي منذ مطلع الأسبوع الجاري، وما خلفه من ضحايا (22 قتيلا في أقل من ثلاثة أيام) وتخريب للممتلكات العامة والخاصة.

وأوردت صحيفة (الخبر) أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قرر إبعاد الجيش عن أزمة تتحول شيئا فشيئا إلى مستنقع خطير، وأعاد تسيير أزمة غرداية إلى وزارة الداخلية، مع بقاء قوات عسكرية كبيرة على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ.

ونقلت الصحيفة معلومات تم تسريبها من اجتماع وزير الداخلية، نور الدين بدوي، أمس، مع قيادات أجهزة الأمن المختلفة، أن قيادة الجيش اقترحت على الرئيس اختيار واحد من ثلاثة حلول لمواجهة الأزمة في غرداية، “إعلان حالة طوارئ في ولاية غرداية، أو تطبيق حظر للتجول في مدن الولاية بأمر رئاسي، أو السماح بتدخل مباشر لقوات عسكرية تسيطر مباشرة على الأحياء الساخنة، مع اعتبار هذه الأحياء مناطق عسكرية”.

وكتبت الصحيفة أن الزيارات والتدخلات التي قام بها كبار المسؤولين، “لم تنجح في إنهاء الصراع المذهبي في غرداية أو حتى التقليل من حدته، والدليل أن الأزمة بعد سنتين من اندلاعها تعد اليوم أكبر عدد من القتلى، في تطور لافت يزيد من غموض الوضع وتعقيده ويكشف العجز الفادح لأجهزة الدولة في إيجاد حل دائم للأزمة”.

وأشارت إلى أن اقتراحات السلطة التي حملها إلى غرداية ثلاثة وزراء للداخلية منذ 2013، اقتصرت على الحل الأمني، في حين أن الأزمة تقتضي حلولا سياسية وأخرى اقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية، يشترك فيها علماء الاجتماع والنفس والدين، “وما دون ذلك ستبقى الأزمة تزداد تعفنا وتعقدا واستعصاء وابتعادا عن الحل، مع كل يوم تتجدد فيه مناوشات جديدة بين سكان وادي ميزاب”.

وسجلت صحيفة (الشروق) أن عناصر الأمن وجدت صعوبة كبيرة في السيطرة على الأوضاع ميدانيا، بسبب “انسحاب” عدد من أفراد الشرطة، تنديدا بالاعتداءات المتكررة على زملائهم، وهو ما أحدث انفلاتا في عدة مناطق من الولاية، فيما أمر قائد الناحية العسكرية الرابعة بور?لة الجيش بالتدخل، حيث انتشرت الأربعاء، فرق من نخبة القوات الخاصة وأحكمت سيطرتها نهائيا على الوضع في جيوب المدينة، كما حلقت طائرات هليكوبتر مزودة بكاميرات رقمية تابعة لجهاز الدرك الوطني لرصد تحركات الملثمين.

وأضافت أن مآذن المساجد استعملت في عمليات التحريض على القتل دون موافقة من اللجان الدينية، وأطلق ملثمون صعدوا إليها دعوات للخروج إلى الشارع والقصاص، في شهر التوبة.

ودعت مديرة نشر صحيفة (الفجر) الدولة إلى أن تكون صارمة إزاء أزمة غرداية قبل أن “تتحول إلى ‘درعا’ أخرى وتلهب جسد الجزائر”.

ورأت أن هذه الأزمة من مسؤولية الجميع، الدولة والمجتمع المدني الذي فشل في تأطير الشباب هناك، والأحزاب التي تسارع فقط إلى توجيه الاتهام للسلطة لفشلها في إيجاد حل للأزمة، بينما هي الأخرى فشلت في التوغل في كل أطياف المجتمع لتنظيمه في إطار احترام القانون والعادات والتقاليد، والأسرة أيضا فشلت كما فشل أعيان الطائفتين المتناحرتين.

وخلصت إلى أن “الجزائر تمر بفترة حرجة في هذا الوضع الإقليمي المتأزم، والإرهاب يحيط بنا على حدودنا الجنوبية والشرقية. وقد يستغل الوضع في غرداية من قبل الجماعات الإرهابية لتفجير البلاد، وتفتح السبيل أمام تدخلات أجنبية، (…)على الجميع تحمل المسؤولية، وإلا فإنها الكارثة”.

‫تعليقات الزوار

1
  • سعيد حاجي
    الخميس 9 يوليوز 2015 - 16:52

    أتمنى من الله عز وجل أن يبعد الفتن عن المجتمع الاسلامي .

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات