" الهوية والعولمة" تخليدا لذكرى الجابري

تنظم مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة ندوة فكرية دولية في موضوع “الهوية و العولمة” تخليدا للذكرى الثانية لرحيل المفكر المغربي محمد عابد الجابري بمشاركة الأساتذة : سعيد بنسعيد العلوي، كمال عبد اللطيف، منير شفيق، محمد الأوراغي، أحمد الخمليشي، خيما مارتين وميغيل أنخيل موراتينوس. وذلك يوم السبت 05 مايو2012 بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط.

وتندرج هذه الندوة في سياق تخليد الذكرى الثانية لوفاة المفكر المغربي محمد عابد الجابري٬ وتتوج سلسلة من الندوات الفكرية التي عقدتها المؤسسة طيلة السنة الماضية في أكثر من مدينة مغربية (مكناس٬ الرباط٬ الدار البيضاء٬ فاس)٬ والتي صحبتها سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من الفاعلين الثقافيين المغاربة بهدف الاستفادة من اقتراحاتهم وتصوراتهم في بناء برنامج المؤسسة راهنا ومستقبلا.

كما وتندرج هذه الندوة في إطار الاستمرار في تنفيذ أهداف المؤسسة المتمثلة في خدمة فكر الجابري والتعريف به وبالقضايا التي خصها بالعديد من الدراسات والأبحاث التي تعتبر اليوم “من بين أهم المشاريع الفكرية في العالم العربي ككل٬ ومن أكثرها عمقا ومساهمة في تحديث الفكر العربي المعاصر وجعل المنهجية النقدية القائمة على العقل والتحليل المعرفي أساسا له٬ وبهدف جعل مشروع الجابري مرتبطا بالأجيال الحالية وتمكينها من التفاعل معه واستثمار أدواته وأفكاره في فهم ما تعرفه الساحة العربية والعالمية من حراك وما يستجد فيها من إنتاج ثقافي”.

ومن المعلوم أن العولمة والهوية حسب الجابري لا يمكن أن تُعالَج إلا بوصفها إشكالية؛ أي أنها ليست من المسائل البسيطة، إذ لفهمها يجب استحضار ما هو ثقافي وسياسي واقتصادي وجغرافي وعلمي… والفهم في هذه الحالة فهم مؤقت، وهو فهم محتمل من بين إمكانيات عدة، والسبب هو أننا عندما نكون إزاء إشكالية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لا يمكن أن نطمح للتوصل إلى حل للمسألة بشكل نهائي وصياغتها بوصفها نظرية، إذ الإشكالية هي “نظرية لم تتوفر إمكانية صياغتها”. وفي هذه الحالة فإن أقصى ما يمكن التفكير في تحقيقه، هو البحث بشأنها عن شيء من الاستقرار الفكري، وعن شيء من المصالحة داخل وعينا بين عناصرها المتصارعة.