اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين بالخصوص بالاحتجاجات الاجتماعية في فرنسا٬ وأحداث تونس٬ وقضية الفساد داخل الحزب الشعبي الإسباني الحاكم٬ والاستفتاء حول استقلال سكوتلاندا٬ ووفاة الرياضي الصيني الأسطورة زوانغ زيدونغ٬ ومسلسل تقليص القدرات النووية للولايات المتحدة وروسيا.
فتحت عنوان “الاحتجاج الاجتماعي يلحق بهولاند”٬ كتبت (لوفيغارو) الفرنسية أن الحكومة٬ التي ركزت اهتمامها في الأسابيع الأخيرة على القضايا الدولية وزواج الشواذ٬ “ستضطر لمواجهة مظاهرات جديدة ومزايدات جزء من أغلبيتها”.
وعلق كاتب الافتتاحية أن “من يزرع الأوهام الاجتماعية يحصد العاصفة الاجتماعية”٬ في إشارة منه للرئيس الفرنسي المتهم ب”تضليل” النقابات خلال الحملة الرئاسية من خلال تأكيده آنذاك أن إغلاق المصانع “أمر غير مقبول”٬ مضيفا أنه على هولاند أن “يوضح لأصدقائه٬ الذين يتراجع عددهم٬ بأن العولمة تفرض على فرنسا تغيير كل شيء”.
وبخصوص فضيحة لحم الحصان الذي تم اكتشافه في أطباق لازانيا مجمدة يفترض احتواؤها على لحم البقر بالمملكة المتحدة٬ أبرزت (لوفيغارو) أن فضيحة (هورس غيت) هذه “يتزايد حجمها” وتحدث “جوا من القلق في الصناعة الغذائية”٬ مشيرة إلى سحب المجمدات المشبوهة٬ واجتماعات الأزمة والشكايات المتقاطعة.
وأشارت (لاكروا) إلى وجود رابط بين هذه الفضيحة ذات البعد الأوروبي والميزانية الأوروبية٬ منتقدة “المساومات غير الطموحة” حول هذه الميزانية والتي لم يستفد منها سوى رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون الذي يعتبر الاتحاد مجرد “سوق واسعة”.
وبنفس النبرة٬ أبرزت (ليبيراسيون) الطابع المعقد لمسار إنتاج وتسويق اللازانيا٬ حيث أوضح الوزير الفرنسي المنتدب للاستهلاك بونوا أمون أن (كوميجيل)٬ الشركة التي صنعت اللازانيا تتمركز في ميتز (فرنسا) ويوجد مصنعها في لوكسمبورغ وممونها المجموعة الفرنسية (بوجول) التابعة لشركة سبانغيرو التي “حصلت على اللحم المجمد من وسيط تجاري قبرصي ناول الطلبية لوسيط في هولندا حصل على اللحوم من مسلخ وورشة تقطيع برومانيا”.
واختارت الصحف البلجيكية٬ من جهتها٬ التركيز على الوضع في تونس٬ حيث كتبت (لا ليبر بيلجيك)٬ تحت عنوان “الشتاء العربي الطويل”٬ أن اغتيال المعارض شكري بلعيد أغرق تونس “في أزمة سياسية مقلقة هي الأخطر من نوعها منذ رحيل بن علي قبل سنتين”٬ مشيرة إلى أن هذه الأزمة تأتي في سياق تزايد الصراعات الاقتصادية والاجتماعية.
وأبرزت (لافونير) أن الغضب يجتاح الشارع بانتظام منذ أشهر بفعل غياب إصلاحات اقتصادية واجتماعية تستجيب لمطالب الثورة٬ مبدية أسفها لكون صياغة الدستور وصلت لباب مغلق٬ بعد انسحاب العديد من نواب الأغلبية٬ مما يحول دون تنظيم الانتخابات التي وعد بها رئيس الحكومة حمادي الجبالي.
في سويسرا٬ أثار بلد عربي آخر هو قطر اهتمام يومية (لوطون) التي خصصت صفحتين لهذه الإمارة الخليجية الغنية٬ حيث أعرب كاتب افتتاحيتها عن قلقه إزاء ما يقوم بها هذا البلد الذي يمتلك مخزونات غاز ضخمة وأضحى بذلك فاعلا مؤثرا في الساحة الجيوسياسية “تغرق أمواله وهباته العالم دون أن نعرف بالضبط الأهداف من ذلك”.
وتركزت اهتمامات الصحف الإسبانية على الحادث البحري الذي وقع بجزر الكناري أمس الأحد وأودى بحياة خمسة أشخاص وتسبب في جرح ثلاثة آخرين٬ عندما هوى قارب نجاة في البحر من سفينة سياحية بجزيرة لابالما بالأرخبيل.
ونقلت وسائل الإعلام الإسبانية أن الضحايا كلهم من طاقم السفينة٬ مشيرة إلى أنهم كانوا٬ عند وقوع الحادث٬ يشاركون في تدريب على كيفية إخلاء السفينة من الركاب.
وبشأن تفاعلات قضية الفساد المالي التي هزت أركان الحزب الشعبي الحاكم٬ ذكرت صحيفة (إلموندو) أن زعيم حزب العمال الاشتراكي (معارضة) ألفريدو بيريز روبالكابا أعلن أن حزبه سيقترح أربع إجراءات عاجلة للوقاية من الفساد السياسي تروم الحد من ظهور مزيد من الحالات٬ إلى جانب ضمان عقاب سريع وأمثل للمتورطين في مثل هذه الأفعال.
وأضافت الصحيفة أن زعيم المعارضة اقترح في هذا الصدد إحداث “مكتب لمحاربة الفساد المالي” داخل إدارة الدولة٬ توكل إليه مهمة مراقبة تصرفات الموظفين والعاملين في الإدارات العمومية٬ والمكلفين بالتدبير الاقتصادي٬ إضافة إلى المتعاقدين مع الوزارات والمنظمات والمقاولات العمومية.
من جهتها نقلت صحيفة (إلباييس) عن زعيم المعارضة قوله “يتعين معاقبة الراشي والمرتشي”٬ مشيرة إلى أنه اقترح رفض منح عقود لمقاولات سبقت إدانتها بالفساد المالي والرشوة٬ وإحداث مصلحة لمراقبة الإدارات الإسبانية.
أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت أن حزب العمال الاشتراكي نسي أن لدى روبالكابا نفس الممتلكات التي يتوفر عليها ماريانو راخوي٬ وهي 1,4 مليون أورو.
في بريطانيا٬ سلطت الصحف الضوء على عدد من القضايا أهمها الاستفتاء حول استقلال سكوتلاندا٬ وذكرى الحرب في العراق٬ والانتخابات التشريعية الإيطالية٬ والتهرب الجبائي.
وكتبت صحيفة (الغارديان) أن السياسيين في المملكة المتحدة عليهم بالأحرى الاهتمام بالاستفتاء حول استقلال سكوتلاندا بدل الاستفتاء حول أوروبا الذي يدخل في باب المزايدات ويبقى إجراؤه رهينا بنتائج الانتخابات التشريعية المقبلة في 2015.
وأشارت إلى تزايد وتيرة الجدل بين المؤيدين والمعارضين لمبدأ استقلال سكوتلاندا عن المملكة المتحدة٬ مذكرة بنشر الحكومة السكوتلاندية ٬ الأسبوع الماضي٬ لمخطط انتقالي مهم في حال الموافقة على انسحاب البلاد من الاتحاد البريطاني.
وأضافت (الغارديان) أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعا في عطلة نهاية الأسبوع إلى استمرار سكوتلاندا ضمن حظيرة المملكة المتحدة٬ موضحة أن الأمر يتعلق بتصريح نادر لكاميرون الذي يسعى إلى أن يظل بعيدا عن الضوء بخصوص هذه القضية.
وأشارت إلى أن حكومة لندن ستنشر اليوم الاثنين رأيا قانونيا حول خطط الحكومة القومية في سكوتلاندا الخاصة بتنظيم الاستفتاء الذي سيتم الإعلان عن موعد إجرائه في خريف السنة المقبلة.
ومن جانبها٬ خصصت (الإندبندنت) افتتاحيتها للذكرى العاشرة لحرب العراق٬ حيث أبرزت فشل الرأي العام البريطاني في منع غزو العراق رغم المسيرة الحاشدة التي تم تنظيمها في فبراير 2003 بحضور مئات الآلاف من الأشخاص.
وقالت (الاندبندنت) إن استحضار هذه الذكرى يعيد إلى الأذهان ذكريات مريرة٬ مضيفة أن من نتائج المسيرة الشعبية أنها ساهمت في ظهور أكبر ثورة في تاريخ العمل البرلماني بالبلاد٬ بعد قرار 139 نائبا عماليا معارضة رئيس وزرائهم توني بلير في قراره دخول حرب العراق٬ والذي استطاع الخروج من هذا المأزق بفضل دعم نواب حزب المحافظين المعارض آنذاك.
وأضافت أن لا أحد كان يتخيل تبعات غزو العراق والذي أسفر عن سنوات طويلة من الخراب والدمار والدم٬ مشيرة إلى أنه بالنظر إلى ضعف وتلاشي الأسس التي قام عليها قرار غزو العراق٬ فلا شيء يدعو للافتخار بعد مرور عشر سنوات على هذا الأمر.
ومن جانبها٬ سلطت صحيفة (التايمز) الضوء على قضية التهرب الجبائي بالمملكة المتحدة٬ مشيرة إلى تورط بنك باركلايز٬ أحد اكبر بنوك بريطانيا٬ في قضايا تهرب جبائي التي تعد انتهاكا للالتزامات الاجتماعية والاقتصادية للمؤسسات المالية.
وأبرزت الصحيفة أن الفضائح التي تطال هذا البنك تفرض عليه إظهار التزامه اتجاه الاقتصاد البريطاني ولاسيما القطاع المالي الذي يعد أحد الركائز الأساسية لتحقيق الرخاء في بريطانيا.
وشدد على مسؤولية البنوك ٬ ليس فقط اتجاه حملة الأسهم٬ وإنما أيضا اتجاه المودعين ودافعي الضرائب الذين كانت مساهماتهم حيوية من اجل انقاذ القطاع البنكي البريطاني من الانهيار قبل أربع سنوات٬ مؤكدة أن هذه الدوافع تجعل الحكومة قادرة على فرض مدونة لحسن السلوك وإجراءات من اجل التصدي للتهرب الجبائي.
من جهة أخرى٬ دعت صحيفة (الفاينانشال تايمز) الإيطاليين إلى عدم التصويت لفائدة سيلفيو برلسكوني خلال الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها التي ستجري قريبا٬ مشددة على أن نجاح رئيس الوزراء السابق يعد كارثة بالنسبة للبلاد.
وبدل الاهتمام بالعودة المحتملة لبرلسكوني للساحة السياسية٬ ركزت الصحف الإيطالية بالأحرى على وفاة الرياضي الصيني الأسطورة زوانغ زيدونغ٬ مشيدة برصيده الذي يجمع بين الرياضة بالسياسة٬ باعتباره ملهم “دبلوماسية البينغ بونغ” التي مكنت في بداية سبعينيات القرن الماضي من التقارب بين بكين وواشنطن.
وكتبت (لاريبوبليكا) أنه “بفضل زوانغ زيدونغ٬ الذي توفي أمس الأحد ببكين عن عمر 73 سنة٬ سقط الحاجز وتصافح العالمان الجديدان”٬ وأن الولايات المتحدة والصين “لم تكونا آنذاك على اتصال في حين كانتا تلعبان السلم في البينغ بونغ”٬ مبرزة الدور الذي قام به زيدونغ٬ إلى جانب لاعب أمريكي اسمه غلين كوان٬ في بداية التقارب بين البلدين.
واشارت (لاستامبا) إلى أن الراحل فتح الطريق أمام زيارة تاريخية للرئيس ريتشارد نيكسون لبكين في فبراير 1972٬ في حين ذكرت (كورييري ديلا سيرا) أنه بفعل معجزة دبلوماسية البينغ بونغ٬ استعاد البلدان علاقاتهما كليا٬ مما غير بالتالي مسار الحرب الباردة.
في هولندا٬ اهتمت الصحف بدعوة وزير المالية الهولندي جيروين ديجسيلبلوم لمراجعة الاتفاقية الجماعية بين المشغلين والمستخدمين بالقطاع البنكي٬ بما يخول تخفيض أجور مستخدمي القطاع التي اعتبرها “مرتفعة”.
وأبرزت (فولكسكرانت) أن عرض ديجسيلبلوم لم يكن موضع ترحيب وأن النقابات تعتبر أن هذا القرار يعود فقط للمأجورين والمشغلين٬ مضيفة أن موظفي القطاع غير مسؤولين عن الأزمة التي تعيشها البنوك في السنوات الأخيرة.
ونشرت صحيفة (تلغراف) حوارا أجرته مع وزير المالية وأكد فيه على ضرورة مراجعة هذه الأجور في اتجاه خفضها لأنها تشكل برأيه عبئا ثقيلا للقطاع٬ قائلا “حافظنا على مناصب الشغل بفضل دعم الدولة٬ وبالتالي أعتقد أن على الموظفين مساعدتنا في ذلك” في إشارة لتأميم بنكي (إس إن إس ريال) و(أ بي إن أمرو).
وتناولت عناوين الصحف البرتغالية اجتماع اللجنة الوطنية للحزب الاشتراكي٬ أكبر حزب في المعارضة٬ المخصص لمناقشة الوضع داخل الحزب والكشف عن مواعيد الانتخابات المقبلة للأمين العام.
وأوضحت (بوبليكو) أن الانتخابات ستجري يوم 13 أبريل المقبل٬ في حين سينعقد مؤتمر الحزب ما بين 26 و28 أبريل٬ مشيرة إلى أن اجتماع اللجنة الوطنية للحزب٬ أمس الأحد بكويمبرا (وسط)٬ جاء بطلب من الأمين العام الحالي خوسي سيغورو٬ إثر الدعوة الملحة للعديد من الشخصيات الاشتراكية التي طالبت بتقديم موعد انعقاد المؤتمر المقبل.
من جهتها٬ تطرقت (دياريو ديجيتال) للمصالحة بين الرئيس الأسبق ومؤسس الحزب الاشتراكي ماريو سواريس وغريمه مانويل أليجري خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2005٬ حيث اعتبرت اليومية أن المصالحة بين هذين الرمزين التاريخيين للحزب الاشتراكي “تكتسي بعدا كبيرا لأنها تعزز وحدة الحزب”.
وسلطت الصحافة الألمانية الضوء على آخر تطورات الوضع في مالي٬ مبرزة تصريح وزير الدفاع الألماني توماس ديميزير الذي أكد فيه أن العملية العسكرية الدولية في مالي ستستغرق على الأرجح أكثر من سنتين.
من جهة أخرى٬ تناولت الصحف تداعيات استقالة وزيرة التعليم والبحث العلمي أنيتا شافان بعد “فضيحة تهمة السرقة الأدبية” التي سحبت منها درجة الدكتوراه حيث أشارت صحيفة ” تاتز دي تاغيستسايتونغ” إلى أن المعارضة ترى في استقالة شافان “قرب النهاية” بالنسبة لميركل و”مؤشرا سلبيا” للحزب الديمقراطي المسيحي.
كما اهتمت الصحافة بإعلان الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر٬ أكبر حزبين معارضين في ألمانيا على المستوى الاتحادي٬ اتفاقهما على تشكيل ائتلاف حاكم في ولاية سكسونيا السفلى (شمال غرب) التي تمكنا من الفوز فيها في الانتخابات التشريعية في يناير الماضي والإطاحة بحكومة تحالف حزب ميركل والحزب الديمقراطي الحر.
في روسيا٬ ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن واشنطن تعتزم تقديم عرض لموسكو من أجل تقليص إضافي للترسانة النووية٬ مشيرة إلى أنه ستتم مناقشة هذه المسألة في إطار زيارة روس غوتيميلر نائب وزير الخارجية الأمريكي إلى روسيا التي ستبدأ غدا الثلاثاء.
وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض يرى أن بإمكان البلدين التخلي عن نصف رؤوسهما المدمرة بدون المساس بأمنهما٬ وأن الوفد الأمريكي سيحاول إقناع موسكو بأن التقليص الجديد سيتيح توفير ما يصل إلى ثمانية مليارات دولار سنويا للبلدين.
من جهة أخرى٬ قالت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر لقادة الشرطة عن قلقه من تزايد حوادث السير في روسيا التي بلغت في السنة الماضية أزيد من 203 آلاف حادثة أودت بحياة 28 ألف شخص٬ مضيفة أن بوتين شبه التقارير الأمنية عن حوادث السير بالتقارير الواردة من ميدان القتال.
