اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد أساسا بتغطية تداعيات أحداث “جمعة رد الكرامة” في مصر٬ وزيارة الرئيس الأمريكي للأردن٬ والعملية الأمنية المتواصلة بالعاصمة الليبية طرابلس لإخلاء المواقع التي تتمركز بها مجموعات “خارجة عن الشرعية”٬ والوضع في الجنوب الجزائري بعد احتجاجات الأغواط٬ والقمة 15 لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في منظمة استثمار نهر السينغال.
وهكذا كتبت صحيفة “الأهرام” المصرية أن مجلس الشورى سيعقد جلسة طارئة لبحث تداعيات أحداث جمعة “رد الكرامة” التي وقعت أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين٬ في حين تتوالى إدانات الأحزاب والهيآت السياسية للاشتباكات التي وقعت أمام المقر وأسفرت عن جرح 234 شخصا.
وأبرزت “الوفد” من جهتها أن أحد مساعدي رئيس الجمهورية سيتقدم بمبادرة تتضمن عقد هدنة سياسية تشترط وقف الدعوات للتظاهر وإنهاء الدعوات لإسقاط النظام مقابل تحقيق عدد من مطالب المعارضة من أبرزها تشكيل حكومة ائتلاف وطنية ولجنة وطنية لضمان نزاهة الانتخابات وتوجيه الانفاق الحكومي لتحقيق العدالة الاجتماعية.
في موضوع آخر٬ كتبت صحيفة “الأخبار” أن مصر وليبيا وقعتا على مذكرة تفاهم قانونية وقضائية تقضي بضمانات المحاكمة العادلة إذا تمت الموافقة على طلبات تسليم المتهمين من رموز النظام السابق في ليبيا بارتكاب جرائم وأوضحت أن وفدا قضائيا مصريا أجرى لقاءات في هذا الصدد مع عدد من المسؤولين الليبيين.
وأشارت “الأخبار”٬ بخصوص الأموال المصرية المهربة٬ إلى أن الحكومة البريطانية تعهدت بالتعاون واستخدام جميع الإمكانيات والمعلومات المتاحة لدعم طلب القاهرة بالحصول على المساعدة القانونية والقضائية في استرداد الأموال التي هربها عدد من رموز النظام السابق الى الخارج.
وتمحورت اهتمامات الصحف الأردنية حول نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما٬ خلال اليومين الماضيين إلى الأردن٬ حيث جاءت تعاليق محلليها متباينة٬ بين من اعتبرها زيارة تاريخية٬ كانت في صالح الأردن٬ ومن رأى أنها لم تحمل أي جديد٬ خاصة بالنسبة للملفات الإقليمية.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة (الرأي)٬ أن زيارة أوباما للأردن “جاءت لتعطي المنطقة والأردن الاهتمام الأكبر٬ إثر سيطرة الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة وانشغال أوروبا وأمريكا بالأزمات المالية والاقتصادية”٬ وأنها أثمرت عن التزام الرئيس الأمريكي بدعم الأردن٬ في مسيرته الإصلاحية٬ وجهوده الإنسانية للتعامل مع آثار الأزمة السورية واستقباله حوالي نصف مليون لاجئ سوري.
من جهتها٬ نقلت صحيفة (الغد)٬ عن سياسيين ومراقبين وصفهم زيارة أوباما بالغنية بمضامينها٬ وأنها شكلت دعما سياسيا واقتصاديا للأردن٬ الذي نال كل ما كان يطمح له من الزيارة “ثناء على ما أنجز من إصلاحات سياسية٬ وإشادة بالانتخابات النيابية الأخيرة٬ والتزام أميركي بأمنه. وفوق ذلك 200 مليون دولار لدعم الميزانية المثقلة بالعجز والديون وأعباء اللاجئين السوريين”.
وفي ليبيا كتبت صحيفة (فبراير) أن “العديد من المنازل والضيعات تستغل من قبل “مجموعات غير شرعية لا تتبع للدولة لممارسة أفعال مشينة لا تنتمي الى ديننا وأخلاقنا في شيء”٬ مبرزة أن الحكومة الليبية قامت في اطار التصدي لهذه المظاهر بتشكيل قوة امنية لمداهمة هذه “الأوكار”.
ورافقت الصحيفة عناصر هذه القوة الأمنية خلال تنفيذها لعمليات اقتحام ببعض المقرات داخل العاصمة طرابلس٬ مشيرة إلى أن هذه العمليات أسفرت عن ضبط أسلحة وذخائر وقنابل محلية الصنع ووثائق ومستندات رسمية تخص الأجهزة الأمنية في النظام السابق وكذا لوحات معدنية للسيارات.
من جهتها٬ أوردت صحيفة (ليبيا الإخبارية) بيانا لرئاسة الحكومة للمؤقتة فندت فيه ما تداولته وسائل الاعلام بخصوص حادثة دهس سيارة رئيس الوزراء لأحد المتظاهرين أمام مقر الحكومة.
وأوضح البيان أنه تبين بعد مراجعة أشرطة التسجيل الخاصة بمراقبة مقر رئاسة الوزراء أن إحدى السيارات “لمست” أحد المتظاهرين٬ مشيرا الى أن رئيس الحكومة المؤقتة كان قد غادر المقر قبل وقوع هذا الحادث.
أما صحيفة (ليبيا الجديدة) فاهتمت بموضوع ملاحقة الشرطة الدولية (الانتربول) للعديد من عناصر النظام الليبي السباق من ضمنهم أفراد أسرة القذافي٬ مشيرة إلى أن (الأنتربول) شرع في ملاحقة أزيد من 90 شخصا سبق ان صدرت في حقهم (البطاقة الحمراء) التي تلزم جميع الدول بالتعاون في عمليات إلقاء القبض على هؤلاء المطلوبين.
وفي سياق متصل٬ كشفت صحيفة (برنيق)أن وفدا دبلوماسيا ليبيا رفيع المستوى انتقل الى العاصمة المصرية لاستكمال إجراءات تسليم أحمد قذاف الدم ابن عم القذافي ومنسق العلاقات المصرية الليبية في العهد السابق الذي ألقت السلطات الأمنية المصرية القبض عليه مؤخرا.
أما في الجزائر٬ قالت صحيفة (الخبر) إن عدة مناطق من الجنوب شهدت أمس وقفات احتجاجية طالب فيها المشاركون الحكومة بالتعجيل بتطبيق الوعود المعلن عنها٬ مشددين على أن مطلب إحداث ديناميكية وعدالة في التوظيف مطلب أساسي٬ فضلا عن إحداث وثبة في التنمية المنعدمة تقريبا في الجنوب.
وأفادت صحيفة (النهار) بأنه “تأكد رسميا هذه المرة أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يقوم بتحريض شباب الجنوب والمناطق الأخرى على الخروج للتظاهر في الشارع لاستغلال الوضع وتنفيذ مخططاته الإجرامية٬ كما يحاول التنظيم الإرهابي إعادة تجسيد مشروع انفصال الصحراء الذي كان يقوده بن شنب٬ والمعروفة بحركة أبناء الجنوب من أجل العدالة”.
إلا أن صحيفة (الجزائر نيوز) نقلت عن عضو من المدافعين عن مطالب العاطلين في الجنوب قوله “إننا لا نحتاج لمساندة تنظيم إرهابي لحراكنا السلمي”.
ومن جهتها٬ كتبت صحيفة (صوت الأحرار) أن “قضايا الأمن بمفهومه الشامل أصبحت تشكل أهم المحاور التي تشد إليها انتباه الجزائريين٬ فالاحتجاجات التي تشهدها أغلب ولايات جنوب البلاد٬ أصبحت تطرح تساؤلات كثيرة وخطيرة في آن واحد٬ حتى وإن حاولت السلطة نزع الطابع السياسي لموجة الغضب التي هي آخذة في الاتساع. ويتزامن ذلك مع انتشار لافت لظاهرة اختطاف الأطفال والذي يصادف أيضا جدلا آخر بخصوص الفساد المستشري في البلاد”.
وفي موريتانيا٬ استأثر موضوع القمة الخامسة عشر لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في منظمة استثمار نهر السينغال المقررة يوم غد الإثنين في نواكشوط باهتمام الصحف التي أشارت إلى الاجتماع التحضيري للقمة الذي انطلق٬ أمس السبت٬ بمشاركة وزراء المياه والصرف الصحي في موريتانيا والطاقة والمعادن بالسينغال والطاقة والماء في مالي والطاقة والبيئة في غينيا٬ إضافة الى المفوض السامي لمنظمة استثمار نهر السينغال وخبراء المنظمة.
وفي هذا السياق٬ نشرت صحيفة ( لورينوفاتور) مقالا تحت عنوان ” انتعاشة التعاون الإقليمي” أنه بعد أسبوع عاشته نواكشوط على إيقاع إنطلاقة جديدة للتعاون الأمني بعد الزيارتين المتواليتين لرئيسي النيجر ومالي٬ أعقبتهما زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي والوزير الأول الجزائري٬ سيدشن هذا الأسبوع بزيارة قادة البلدان الأعضاء في منظمة استثمار نهر السينغال لضخ دم جديد في شرايين هذه المنظمة الإقليمية.
وذكرت الصحيفة بالتصريح الذي كان أدلى به مؤخرا في دكار رئيس مالي المؤقت ديوكودا طراوري٬ والذي أكد فيه أن قمة نواكشوط ستعطي دفعة قوية للعلاقات المتجذرة بين البلدان الأربعة الأعضاء في المنظمة والبحث عن حل لأزمة الطاقة التي تعاني منها.
