امتلأت قاعة إدريس بنعلي، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، بعدد كبير من الحاضرين ممن لبوا نداء الراحل عبد الهادي بوطالب لحضور ندوة حملت اسمه مرفوقا بعبارة “حوار الحضارات”، وضمت عددا من أصدقاء المؤرخ الراحل من بينهم الكاتب النمساوي هانس كوكلر، الصحافي حاتم البطيوي، ومجيد بوطالب.
وقد أجمع المحاضرون على أن الراحل كان ضد التقوقع على الذات، وكان يحمل فكرا كونيا ينبع عن ثقافة التسامح والحوار، تصدى من خلاله لمقولة صراع الحضارات، وأبدى به نقدا ذاتيا من أجل إعادة دراسة إرثنا الثقافي، ومن أجل النسيان وعدم الحقد، ما دامت لنا حاجات متبادلة مع الآخر.
كما تحدث أصدقاء الراحل ممن تجمعهم مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري، عن تربيته الإسلامية التي لم تمنعه من الاطلاع على الثقافات الغربية، مما جعله مرجعية هامة في كيفية التلاقح الثقافي مع الأجنبي دون فقدان الهوية، مضيفين في هذا الصدد، أن بوطالب يعد علامة فارقة في التاريخ الدستوري المغربي، وبفضل كتاباته وأبحاثه، استفادت الدولة كثيرا أثناء صياغتها لعدد من الدساتير.
كان رجلا كبيرا. يا ليت من عوضه في الإيسيسكو كان في عشر مستواه. للأسف الموت يخطف العمالقة ويترك المجال أمام الصغار. شكرا لوزارة الثقافة لانها لم تستدعي من تعود بالمتاجرة بالراحل الكبير رغم كرهه له ومحاربته لابداعاته حتى بعد مماته. رحم الله أستاذي عبد الهادي بوطالب