واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، الاهتمام بتطورات المشهد السياسي في مصر وتداعيات اغتيال محمد البراهمي النائب المعارض التونسي بالمجلس التأسيسي وما تلاه من تظاهرات واحتجاجات متنامية للمطالبة بحل المجلس، وكذا بالأزمة التي يجتازها حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري وبالتطورات السياسية التي تشهدها القضية السورية وبالنهج الأمريكي في قيادة مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية.
وفي ما يخص الصحافة العربية الصادرة بلندن، كتبت صحيفة (الحياة) أن صدمة سقوط تسعة من جنود الجيش التونسي في كمين نصبته لهم جماعة مسلحة في منطقة جبل الشعانبي المحاذي للجزائر، ليلة الاثنين الثلاثاء، طغت على الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد عقب اغتيال النائب المعارض للإسلاميين محمد البراهمي.
وأبرزت الصحيفة أن “مقتل الجنود(…)، بدا في المقابل سببا لكي تبدي الأطراف السياسية المتنازعة تنازلات لإنهاء الأزمة”، مشيرة في هذا السياق إلى إسراع حركة النهضة أمس إلى إعلان قبولها دراسة تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وذلك بعد ساعات فقط من رفض رئيس الحكومة القيادي النهضوي علي العريض مطالب المعارضة بتغيير حكومته.
ومن جهتها، أشارت صحيفة (الشرق الأوسط) إلى التحذير، الذي أطلقته وزارة الدفاع التونسية، من إمكانية حصول عملية إرهابية كبرى يجري فيها استعمال الأزياء العسكرية والمعدات التي جرى الاستيلاء عليها ليلة الاثنين.
ومن جانبها، تناولت صحيفة (القدس العربي) إعلان حركة النهضة الإسلامية استعدادها ل “توسيع القاعدة السياسية للحكم” في تونس للخروج من أزمة سياسية اندلعت إثر اغتيال البراهمي وتأججت بعد مقتل ثمانية عسكريين على الحدود مع الجزائر، وتأكيد رفضها “استغلال الجريمة للانقلاب على الشرعية”.
أما صحيفة (العرب) فسجلت أن هذا الموقف يأتي بعد ساعات قليلة من قرار اتحاد الشغل (نقابة) الدعوة إلى حل الحكومة وتغييرها بحكومة إنقاذ وطني، مما جعل مراقبين سياسيين يقولون إن موقف النهضة يأتي استجابة لضغوط الاتحاد وخوفا من مواجهة مفتوحة معه.
وبقطر، كتبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها تحت عنوان “دعم قطري ثابت للشعب السوري”، أن زيارة أحمد عاصي الجربا إلى الدوحة ولقاءه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني”، يعيد التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من الثورة السورية ودعم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.
وشددت الصحيفة على أن “المعارضة السورية مطالبة الآن بطي صفحة الخلافات نهائيا بين أطرافها والاتفاق على برامج وخطط توفر الحماية والدعم الإنساني للشعب السوري (..) والبدء في إقامة مؤسسات الدولة السورية الجديدة في المناطق المحررة وتشكيل الحكومة الانتقالية التي تمثل أطياف الشعب السوري بما يمكن المعارضة السورية من التحدث بصوت واحد مع المجتمع الدولي والضغط عليه لكي يقوم بواجباته في تنفيذ وعوده بتسليح المعارضة لكي تستطيع الدفاع عن شعبها”.
ومن جانبها، لاحظت صحيفة (الوطن) أن التقرير الذي صدر مؤخرا عن لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الوضع في سورية “يثير حالة من الفزع والصدمة إزاء ما يجري بهذا البلد، حيث خلص إلى استمرار وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كما سلط الضوء على تفاقم الوضع الإنساني وعجز النظام عن النهوض بالمسؤولية القانونية”.
وكتبت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها تحت عنوان “سورية.. و ضرورة التحرك الفوري لدعم المعارضة”، أن “هذا التقرير دليل إضافي من المفترض أن يدفع المجتمع الدولي إلى مراجعة حساباته، والنهوض بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب السوري لحمايته، ولجم آلة القتل التي يرفعها النظام في وجه المطالبين بالحرية والديمقراطية”.
وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي)، تحت عنوان “إلى متى يستمر قتل السوريين¿”، أن “الجميع أصبح يقتل في سورية، وأصبح القتل عادة وسلوكا يوميا يستهدف الأطفال والنساء ولا يميز، فالجيش النظامي يقتل والجيش الحر يقتل والفصائل المختلفة، سواء التي نشأت على الأرض السورية أو قامت من المعاناة لتكون مقاومة ومعارضة، تقتل هي الأخرى،.. والعنوان الآن في سورية هو القتل والدمار”.
واعتبرت أن هناك “تواطؤا دوليا ملموسا، ويجري الكشف عنه من خلال تصريحات رسمية لأطراف دولية متنفذة كانت ساعدت على زج الشعب السوري ومعارضته ومقاومته في أتون الصراع مع النظام، الذي له تحالفات قوية دولية (روسيا والصين) في أبعاد سياسية وعسكرية واقتصادية، وتحالفات إقليمية (إيران والعراق) في أبعاد الإمداد العسكري واللوجستي وحتى في المقاتلين، إضافة إلى دخول حزب الله اللبناني على ساحة الصراع في سورية”.
وفي الشأن الليبي، كتبت صحيفة (السبيل)، في مقال بعنوان “مسلسل اغتيال ليبيا”، أن “الاغتيالات والتفجيرات التي ارتفعت وتيرتها مؤخرا في الشارع الليبي، مع الاستهداف المباشر لمدينة بنغازي، ليست وليدة اليوم، فقد بدأت إرهاصاتها منذ أيام ثورة 17 فبراير باغتيال اللواء عبد الفتاح يونس، وساعد على استمرارها حالة الفراغ التي نشأت بõعيد سقوط القذافي”.
وبخصوص مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان “خطة كيري المتوازية مع المفاوضات”، “يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي سيعمل بموازاة عملية التفاوض الفلسطيني-الإسرائيلي على نهج يعتمد على التغيير في البيئة التفاوضية، تحسبا لفشل المفاوضات، وبهدف تزويدها بقدر من الوقود والطاقة، من خلال خطوات تتوازى مع هذه المفاوضات، وليست جزءا من قضاياها الأساسية. وبقدر ما قد يحقق هذا مكاسب ممكنة للجانب الفلسطيني، بقدر ما يحمل خطرا”، معبرة عن “الخشية من أن تصبح فكرة التوازي في الاقتصاد والدبلوماسية بديلا للتفاوض، وتسويغا لاستمرار حالة من المراوحة في المكان، بدون ثمرة للمفاوضات وبدون بديل لها”.
وبالجزائر، تطرقت صحيفة (الشروق) إلى الأزمة التي يجتازها حزب جبهة التحرير الوطني، حيث قالت إن المناوئين لمنسق الحزب عبد الرحمان بلعياط يعكفون على جمع توقيعات أعضاء اللجنة المركزية، وعقد الدورة المؤجلة وانتخاب أمين عام، مبرزة أن تم لحد الآن جمع 114 توقيعا في وقت وجه تسعة أعضاء في المكتب السياسي إشعارا للمنسق لعقد اجتماع يوم السبت المقبل بغرض إبطال الإجراءات الأخيرة التي اتخذها بلعياط.
ونقلت صحيفة (الخبر) عن بلعياط استعداده لمرافقة كل مبادرة ترعى مصلحة الحزب وتصون وحدة صفوفه، لكنه لا يزال عند موقفه بعدم استدعاء اللجنة المركزية في الظروف الحالية “لغياب شروط النجاح”.
وتوقفت صحيفة (جريدتي) عند ارتفاع واردات الجزائر من الحبوب. وتساءلت “هل الزيادة في واردات الجزائر من الحبوب، ومن سنة لأخرى، تستدعي القائمين على القطاع إلى التفكير في إعادة النظر في الميزانية الضخمة المخصصة للنهوض بالفلاحة في الجزائر، ومحاولة تطبيق سياسيات فلاحية أخرى من شأنها أن تخفض الفواتير الضخمة للاستيراد من جهة، وكذا الميزانية المخصøصة لنفس المنتوج المستورد من جهة أخرى
