صحفي الإعلام العمومي، الخبز أم الكرامة؟

صحفي الإعلام العمومي، الخبز أم  الكرامة؟
الأحد 3 يناير 2010 - 01:29

نشرت جريدة المساء في الأسبوع الماضي مقالا ذكرت فيه أن أربعة مسؤولين من وكالة المغرب العربي للأنباء قدموا استقالات جماعية – تراجعوا عنها في مابعد- احتجاجا على ماقالت الجريدة إنه نعت مدير لاماب علي بوزردة لصحفيي المؤسسة بكلام نابي ، تبين من خلال اتصالات مع زملاء هناك وبالواضح أنه نعتهم بالدارجة أنه مجرد شواذ جنسيا.


إن الذي يثير في هذه الحادثة ، التي جاءت في إطار سلسلة من التراجعات يشهدها المشهد الإعلامي بالمغرب وعلى مستويات مختلفة سواء في إطار ما يسمى بالصحافة المستقلة أو الإعلام العمومي هو أن مدير لاماب – دائما حسب المقال- لم يحس بالندم حول ما صدر عنه ، بل برر ذلك بأنه جزء من مزاجيته ، بل ” أسلوبه” في العمل وتسيير مؤسسة عمومية ذات مهام حساسة وخطيرة في دواليب الحكم بالمغرب.


الغريب أيضا في الواقعة أن احتواء هذه ” الخرجة” ، التي اعتبرها السيد بوزردة عادية ، ورفض التعليق عليها بتكبر لكاتب مقال المساء ، بشكل يستشف منه أنها لاتستدعي أي اعتذار منه لهيئة الصحفيين في الوكالة خاصة وصحفيي المغرب بصفة عامة ، أوكلها إلى مدير الإعلام الجديد بالمؤسسة، والذي كان من المفروض منه ، كعضو في المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ، أن يكون أول محتج على الإهانة ، الموجهة إليه أولا في المقام الأول ، لصفته النقابية، مع الأسف، والمهنية ، بحكم مسؤوليته الإدارية ، وهنا الغرابة في جمع مسؤوليتين متناقضتين ، فضلا عن الأخلاقية باعتبار أنه صحفي بالوكالة في المقام الأول والأخير.


إن الذي يعرف لاماب وصحفييها يدرك جيدا العمل المهني الذي يتميزون به، بغض النظر عن أي انتقادات توجه لذلك بسبب أنها جزء من نظام الدولة ، والدليل على ذلك هو أن الأغلبية الساحقة للأسماء الإعلامية المغربية التي تحظى باحترام وتقدير لا ينكره أحد في مختلف المؤسسات الإعلامية الدولية سواء في الجزيرة أو بي بي سي ، أو مؤسسات الأمم المتحدة وغيرها ، هم أبناء هذه المدرسة الصحفية المسماة لاماب ، ولا أحد فيهم ينكر أنه تعلم أصول العمل الصحفي الحقيقي بمعاناته المغربية الحقيقية أو الجحود المادي أو المعنوي المقرف سوى في الوكالة ، لذلك فإن سياسة التنكيل الذي اعتمدها الزميل بوزردة بصحفيي الوكالة بطرق مختلفة وتوجها بسب وقذف لو رفعت بسببه ضده دعوات قضائية جماعية لن يتردد آنذاك في العودة لحجمه الحقيقي.


إن هذه الواقعة تثبت لنا كصحفيين مغاربة عايشنا الواقع المهني المغربي بكل مأساويته والخارجي بكل نعمه وتمظهراته وأحيانا إكراهاته المختلفة تبرز لنا ثلاث مستويات مترابطة تعكس وضعا صحفيا محتضرا يلبسه بعض المسؤولين ” الصحفيين سابقا مع الأسف” لباسا بائسا بكل المقاييس.


أولا : المدير بوزردة الذي عين على رأس المؤسسة بشكل تفاجىء هو نفسه به يعتبر نفسه فوق القانون ولايدين لأحد سوى للجهة التي ساندت تعيينه مقابل خدمتها بشكل خاص في نشرات الوكالة، لكنه ينسى أن الأمر نفسه كان خلال عهد المدير الأسبق للوكالة عبد الجليل فنجيرو ، حيث أعطيت الأولوية بشكل فج أساء للإعلام العمومي بالمغرب ، بصورة كاريكاتورية لأنشطة الوزير المتنفذ الراحل إدريس البصري.


ثانيا : الواقعة تكرس عجز واحتضار النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي لم تستطع إصدار ولو بلاغ مقتضب لاستنكار أو شجب هذه التصرفات ، من جهة بسبب تقصير وعجز غامض لكاتبها العام يونس مجاهد وعطفا على ذلك بسبب تورط مدير الإعلام الجديد في الوكالة في الجمع بين صفتي المسؤولية باعتباره عضو المكتب الوطني بالنقابة وأمين المال بها ، وهو أمر اعتبره هذا الأخير ” شيئا عاديا” في تعليق سابق لجريدة المساء.


ثالثا : الواقعة تبرز أن الصحفي المغربي ، كيفما كانت المؤسسة التي يشتغل فيها ، مازال أجيرا مغلوبا على أمره ، لايملك من قلمه وكرامته إلا الوهم وحسابات أقساط الأبناك وتأثيث أشياءه الحياتية البسيطة ولو على حساب الإحساس بالمهانة ، لأن هذه واقعة إهانة أصلا في بعدها الإنساني والأخلاقي بغض النظر عن الجانب المهني فيها ، لو حدث أقل منها في بلدان أخرى – ليس بالضرورة أحسن منا- لكان أبسط شيء تواجه به هو استقالات جماعية حقيقية لاتراجع عنها – على الأقل من المسؤولية – داخل المؤسسة وربما توقيعات إدانة وطنية أو وقفة احتجاجية ، لأن الذي يحترق من الداخل نفسيا وجسديا لتبقى عجلة المؤسسة في الدوران هو الصحفي والمصور والتقني والإداري، أما المسؤول الأول أو الثاني أو الأخير في المؤسسة فهو إلى زوال ، بشكل أو بآخر ، آجلا أم عاجلا.

‫تعليقات الزوار

5
  • عمر الزعيم وليس اللئيم
    الأحد 3 يناير 2010 - 01:35

    وهل يستحق هذا أن يكون خبرا ينشر وتكتب حوله المقالات والتحليلات يا صحافيي الزمن المغربي الرديء؟ والله لعمري إنها قمة الرداءة أن يتم استغلال أمور فارغة وعادية جدا تقع في كل مؤسسة وحتى بيت لصياغة المقالات والتنظيرات وفي الواقع لا يعدو ذلك أنها أمور مبيتة ومقصودة للنيل من الأشخاص. كاتب المقال هذا يريد أن يصبح هو مدير الوكالة، هذا الكاتب المنظر والجبان بطبيعته لأنه لو كانت لديه الشجاعة فليكتب باسمه ويصدع بأعلى صوته، وهو معروف للجميع، انتهازي من الطراز الأول وصحافي فاشل.
    لتوضيح الأمور وللحقيق فقط وليس لبوزردة أو لأي شخص آخر، المدير كان ينتفض على أحد مسؤولي التحرير على خطأ في العمل وهذا الأخير جعل من الحبة قبة وجمع حوله مسؤولي الآخرين وقال لهم اشياء نسجها من خياله وراجت غشاعات أنه سيستقيلون وليتهم كانوا استقالوا لأراحو أنفسهم واراحوا الناس معهم. صحافيو الزمن المغربي الرديئ

  • الحسين الحسين
    الأحد 3 يناير 2010 - 01:39

    لا أستغرب امر من يؤمن بان لديمقراطية آتية إلى المغرب لاريب في ذلك ديمقراطية لمحاسبة جميع الاطراف المسؤولة عن الفساد في المغرب.ففي 30 يوليو 2009 ولد محمد بن محمد محيي الدين بإذن الله ، المنتظر الذي سوف يحيي أمة الإسلام بإذن وعون الله لتعود اسس الدولة الإسلامية الحقة تحكم بما أنزل الله وتعود لها قيمتها وهيبنها في العالم . إنه يوم آت لاريب فيه بإدن الله و بعونه وقدرته و السلام عليكم جميعا آل البيت وحفظ الله محمد محيي الدين بحفظه وقدرته حتى يرد المسلمين ردا جميلا إلى الإسلام ويحيي الإيمان بإذن الله في قلوب المسلمين أجمعين اللهم آمين. أرجو نشر هذا التدخل

  • سمير
    الأحد 3 يناير 2010 - 01:33

    مزيانا بزاف هذا السخافة ديالكم، يجيبو ليكم شي مدير من نيويورك تايمس أحسن، ولا لوموند. لا نتوما خصكوم مدير بحال لعينكري، ولا العشعاشي ولا صاكا. واحد فليبيا كيضرب أكثر من 6000 دولار فالشهر وما كايخدمش وكيعتابر راسو مهمش إيه معاك جات، واحد ففكيك بالدار جوج طبقات والسيارة وميزانية فالشهر وماكايخدمش كيقوليهم انا النقابة واتحادكم دخلوني الى الرباط ماها فكيك ماشي المغرب. ماعندهاش الحق فالتنمية ياك الملك مشالي ها اسبوع وفين كنتي انتا ما خدمتي حتى حرف. واحد رفع دعوى على لاماب حيث مشى تفرغ لقطر واشتغل عام وما قدرش عليها وماكملهاش ورجع لاماب وردوه من النهار الاول وعندما جاءه تعيين في فاس قرب منزل اسرته يرفع دعوة على لاماب. واحد دوز ست سنوات فمكتب دكار ودخل واصبح رئيس تحرير دولي ولما وبخه المدير لم يرض وهدد بالاستقالة فين في البار لأنه جبان وصحابو نشروه ووصلوها للجرائد . يا للسخافة. إيوا استاقل اذا كنتي راجل. الحاصول السيبة وخلاص.
    اسي بوزردة راك غالط مع هذا الناس خدم معهم الحزم وإلا كيفاش شي خدام وشي كيكل النعمة ويسب الملة.

  • moultahim
    الأحد 3 يناير 2010 - 01:31

    il yades journalistes dans la map qui viennent de rentrer des bureaux internationaux comme celui de dakar qui séme la zizanie. cet homme est celui qui a dit aux autres chefs que le directeurles insultes et leur dit que vous etes des homo.
    si il se croit vriament etre un journaliste quise respecte qu´´il démissionne et laisse la chaise vide.pourquoi il a accepte ce poste. ouil aspire a devenir un directeur ou etre affecté dans un bureau comme il l´´avait fait au sénégal.

  • المنتصرة بالله
    الأحد 3 يناير 2010 - 01:37

    تأملوا مستوى الانحاط والدرك الأسفل المهني والفكري والمعرفي والأخلاقي الذي وصل له أشخاص يسعون لحجب الشمس بالغربال…
    فهل يمكن أن يتواصل الإنسان مع أشباه صحفيين وصلوا إلى مواقع المسؤولية عبر الزحف على بطونهم ومؤخراتهم ؟ كيف يمكن أن يحظوا بالمصداقية وهم لا يستطيعون حتى كتابة جملة مفيدة فبالأحرى أن يعبروا عن وجهة نظر تعكس تقييما موضوعيا للأوضاع داخل الوكالة أو غيرها ؟
    المقال المذكور لا يعدو أن يكون وجهة نظر شخصية، يمكن أن نتفق معها ويمكن أن نختلف، وقد نتقاسم بعض أفكارها ومضامينها ، ونختلف مع البعض الآخر…غير أن مستوى الردود الصادرة عن أشخاص لا ضمير لهم ، ويفتقدون للكرامة وعزة النفس ، ويعبرون عن وضعية يأس وخوف من الآتي، لإحساسهم أن الدوام لله ، وأن الصبح لناظره لقريب، يعكس درجة التردي والمسخ والتحلل الذي يعاني منه الجسم الصحافي، بسبب طفيليات ومصاصي دماء، جبناء مندسين في هذا الجسم، ويعيثون فيه فسادا وإفسادا.
    خلاصة القول أن الحادث الذي يشير له المقال لا يشكل إلا أحد تمظهرات الأزمة الشاملة التي تعيشها الوكالة وباقي المؤسسات الإعلامية العمومية ، أما العوامل الكامنة وراء ذلك فتعود بالأساس إلى :
    * غياب إرادة سياسية لدى الدولة في المرحلة الراهنة لإصلاح هذه المؤسسات ، وتكتل لوبي مصالحي فاسد داخلها يستفيد من الريع الإعلامي بدون حسيب ولا رقيب ، يوظف لذلك مرتزقة وانتهازيين وبطون جشعة بهدف الحفاظ على هذه الامتيازات، وبالتالي الإبقاء على هذه الأوضاع كما هي من خلال تقوية قاعدته، وتقريب المنبطحين من مراكز القرار، وإبعاد والتنكيل بالمعارضين.
    *تحول النقابة إلى أداة إفساد وإفساد وتطبيع مع الوضع من خلال استغلال المواقع النقابية لبعض قيادييها من أجل تحصين ومراكمة المصالح والامتيازات، مقابل ذلك العمل على إعاقة أية إمكانية لعمل نقابي ديمقراطي داخل هذه المؤسسات ، يروم الدفاع عن مصالح الصحافيين المادية والمعنوية والديمقراطية.
    *ضعف الجسم الصحفي وتشرذمه، وطغيان المصالح الذاتية والأنانية، وغياب آليات التضامن والعمل الجماعي، والتكتل للدفاع عن المصالح المشتركة، وشيوع حالة من الخوف والكسل والتقاعس مما ترك المجال مفتوحا لترهيب الصحافيين وتخويفهم والإبقاء على دار لقمان كما هي .
    *ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين* صدق الله العظيم.

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين