رسائل المدون البشير حزام إلى من يهمهم الأمر

رسائل المدون البشير حزام إلى من يهمهم الأمر
السبت 9 يناير 2010 - 07:49

لم يستوعب كثير من المهتمين بالشأن الحقوقي والسياسي المغربي من مدونين وإعلاميين وحقوقيين وسياسيين الرسائل التي يمكن استخلاصها من قضية حبس المدون البشير حزام وذلك بسبب النقص في التفاعل الإعلامي مع حيثيات الاعتقال ، فأغلب المؤسسات الإعلامية التي تناولت الموضوع اقتصرت على تداول أخبار الاعتقال والمحاكمة والحياة داخل السجن ، بينما تجاهلت زوايا الرأي والتحليل شخصية المعتقل والقضية التي حبس من أجلها وكذلك قناعاته الفكرية والسياسية والتي تعتبر الدافع الأساسي لإقدامه على التدوين بالرغم من التبعات التي يمكن أن تنجم عن ذلك خاصة في نظام يعتبر فيه المواطنون القاضي جزءا من الدولة وليس حكما بين الدولة ومواطنيها .


تم حبس المدون البشير حزام بتهمة ” نشر أخبار مزيفة من شأنها الإساءة لسمعة المغرب في مجال حقوق الإنسان ” ، وهي التهمة نفسها التي غادر بسببها مدير مكتب الجزيرة في الرباط أرض بلده نهائيا ، فعندما قام الإعلامي بالقناة المحترمة من قبل المشاهد المغربي ببث الأنباء التي تداولتها ساكنة سيدي إفني وصحف مغربية كثيرة أغلق مكتب القناة الذي يديره بالرباط وتمت محاكمته بأداء غرامة تؤديها القناة القطرية للسلطات المغربية ، وحينها سال مداد أقلام مغربية وأجنبية للتنديد بالإجراء ، بينما التزم كثيرون الصمت حول قضية المدون البشير حزام فقط لأنه ليس في مستوى مدير مكتب القناة التي تعرف كيف تدافع عن إعلامييها . الخطأ الذي يقع فيه كثير من الإعلاميين المغاربة هو اهتمامهم برمزية الشخص حتى ولو كانت وهمية وتجاهل القضية التي أوذي بسببها من قبل قوات السلطة وقضاؤها وكل صناع أحكام القيمة تحت الطلب التي يؤجر عليها كثيرون ، فالصحفيون المغاربة ينتظرون دفاع المنظمات الحقوقية الدولية عن أحد مواطنينا كي تفرد خبرا في صحافتها للحديث عن محنته ، فقط لأننا لا نحسن الرفع من قيمة كرامة بعضنا للبعض الآخر .


تم حبس المدون حزام العضو في جماعة العدل والإحسان لأنه دافع عن حق طلبة تغجيجت في التظاهر والاحتجاج السلمي دفاعا عن مطالب مشروعة ، وأغلب الطلبة الذين شاركوا في الاحتجاج ينتمون لأحزاب وفصائل يسارية وأمازيغية . ففي الوقت الذي تشهد العلاقة بين الإسلاميين واليساريين من جهة ، واليساريين و الأمازيغيين من جهة أخرى ، تشهد هذه العلاقة توترا وتبادلا للاتهامات يثبت المدون حزام ومعه جميع طلبة تغجيجت ترفعهم عن انتماءاتهم المذهبية والسياسية وتضامنهم اللامشروط دفاعا عن قضية بلدتهم وحق ساكنتها في الاستفادة من خيرات بلد يعترف بهم كمغاربة في فترات الاستفتاء حول الصحراء والانتخابات البرلمانية والبلدية وفي فواتير الماء والكهرباء بينما يتجاهلهم في أبسط مقومات الحياة الكريمة من السكن والغذاء والتطبيب المجاني والنقل . تلك رسالة من المدون حزام وجميع ساكنة وطلبة تغجيجت إلى أبناء الوطن الواحد والذين يتصارعون حول مناصب تافهة ووجاهة وهمية إرضاء لحكم مستبد يرهن مستقبل البلاد بسياسة ” فرق تسد ” إلى وضع متخلف يعيش فيها متنفذون همم الأساسي الاستيلاء على ثروات المغاربة وجعل الفئات العريضة من الشعب المغربي تائهة تستنفذ أوقاتها في البحث عن لقمة خبز مسروقة من بين أفواهها .


تلك رسائل يجب على كل غيور على مستقبل هذا الوطن قراءتها وفهمها وتنزيلها إلى الواقع تطبيقا وممارسة مهما كان انتماءه السياسي وقناعاته الفكرية لأننا لا نحتاج في بلدنا إلى معتنقي إيديولوجيات وهم كثر ، ولكن نحتاج إلى قيادات شجاعة وجريئة تلمم الجراح بين مختلف المكونات السياسية للوطن ، نحتاج إلى إعلاميين شجعان ينحازون لحق المتلقي في الخبر الموضوعي لا الموجه . نحن في حاجة إلى قضاة ومحامين وأطباء ومدرسين يضعون شرف مهنتهم فوق راتبهم الشهري، ومن ثمة نبني وطنا لنا بأيدينا ولا ننتظر ممن لا غيرة لهم في مستقلبنا أن يبنوا لنا وطنا يحضننا جميعا .


مع كامل المحبة لجميع المغاربة ، رغم أن أحكامنا قاسية ضد بعضنا ، ولكن صدقوني : نريد وطنا يحضننا جميعا كمغاربة في انتظار الوحدة والتكتل مع جيران نتقاسم معهم آمالا وطموحات متشابهة ، فلكن جميعا في مستوى رسائل المدون حزام القيمة والهامة من أجل البناء والنهضة المنشودة.

‫تعليقات الزوار

10
  • مواطن مغربي
    السبت 9 يناير 2010 - 07:57

    مدير مكتب الجزيرة صاحب اخطاء مهنية كبيرة اراد ان يتبع سياسة مكتب الجزيرة في مصر… اي مشعل للفتنة… و غلق مكتب الجزيرة كان ردا صارما على ما كان يحاك ضد المغرب… فالمغرب لن يكون للجزيرة بمثابة مصر اخرى مهما حاولت… و هذا الامر لا علاقة له بحرية التعبير و انما له علاقة باستقرار البلد الذي تريده الجزيرة ارضا للفتنة… اما البشير حزام فانه يخدم مصالح جماعته الخرافية التي فضحها الله سنة 2006 و يريد ان يركب على الموجة ليس حبا في المحتجين و لكن حبا في الفتة حتى تخرج علينا الجماعة في صورة المنقذ و هي غير قادرة حتى لجم مخرفيها… يريدون جنازة ليشبعوا فيها لطم… و ذلك ما لن يكون لهم باذن الله…

  • رجل من آل فرعون
    السبت 9 يناير 2010 - 07:53

    حرية الصحافة والتدوين في المغرب هي آخر قلاع التصدي للاستبداد الذي تمكن من تركيع الجميع، وعلى الحقوقيين والإعلاميين أن يستعدوا لدورهم المقبل لا محالة إن صمتوا اليوم عن البشير ومحنته وأهملوا الدفاع وخفضو الأصوات، فإنما أكلت يوم أكل لثور الأبيض، ولنا في تونس النموذج.
    يوم صمت اليسار عن محنة حزب النهضة الإسلامي، مر الوقت وسجنت النهضة، ولما انتهى منهخا تفرغ لإذاقة اليسار ورموزه وكوادره من نفس الكأس المرة.
    أما البشير وأمثاله من الصحافيين والمدونين الأحرار، فصمودهم وعدم صمتهم هو الطريق الوحيد الأنجح لدحر إرادة الديكتاتورية المخزنية المقيتة.
    لا لضرب حرية التعبير
    لا للصمت عن التعسف والقمع
    الحرية للمدون البطل البشير حزام
    إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين

  • Einstein
    السبت 9 يناير 2010 - 07:51

    لقد وصلتني رسالتك عبر هذه التكنولوجيا الجميلة التي أنشأها الفكر الإنساني الحر والمستنير، وقرأتها وفهمتها ويؤسفني بقدر ما يسعدني أن أخبرك أني لم أرحب بها، وأني أختلف معك انطلاقا من الاعتبارات الآتية:
    أن الجذع المشترك من “الإنسانية” هو ملك لجميع البشر عندما يتجردون من كل الألوان (سياسية أو دينية أو غيرها)، وبالتالي لا ينبغي أن يكون هذا القاسم المشترك أساسا لأي ادعاء أو أن يستفرد أي كان بامتلاكه.
    إن انتماءك لجماعة تنهج اللاعقلانية نمطا في التفكير، والكذب منهاجا تربويا، وتدعي أنها تمتلك الدعم الإلهي تميزا واصطفاء، هذا الانتماء يجعلك تتحمل قسطا من المسؤولية في تشكيل الرؤية السوداوية وفي النتائج التي تترتب عنها والتي أثبتت تجارب كثير على عدم رشدها وسدادها.
    إنني لا أحتاج إلى الانتماء لجماعتك ولا لتأشيرة منها لإثبات تديني، فأنا، كمغربي، أعرف ذلك منذ قرون خلت، قبل أن توجد جماعتك.
    وأخبرك أخيرا عن امتعاضي من تعنيف جماعتك للدين واستعماله بشكل غير لائق كمظلة للوصول إلى أهداف دنيوية محضة.

  • del kapuzi
    السبت 9 يناير 2010 - 07:55

    الذي أذهلني هو الحكم على صاحب مقهى الأنترنيت بالسجن سنة نافذة …بهذه السهولة… أظن كل هؤلاء مساجين الرأي الذين بدأت تمتلئ بهم السجون سيشكلون نواة المعارضة في المستقبل ..فالمخزن لم يجد معارضة فبدأ يخترعها بشكل لاإرادي..

  • ahmad
    السبت 9 يناير 2010 - 08:05

    لو كان بيتنا قويا لتركنا الناس يعبرون كما يشاؤون.لكن الحقيقة هي ان البناء هش ومتصدع وقابل للسقوط في اية لحظةللاسباب التي يكتوي بنارهاالشعب المستضعف -لذلك اصبحنا نخشى حتى من مدونة …رضي لله عنك يا سيدي يا عمرالفاروق;عدلت فنمت وكنت اميرالمؤمنين الحقيقي;اما غيرك من الصبيان فلا هو حكم بالعدل ولا نام قرير العين…!!!

  • مطلع
    السبت 9 يناير 2010 - 08:03

    وا السيد تيأدي الرسالةديالو كمدون وأش دخل الإنتماء ديالو فالهضرة.زايدون بان لي بحال واحلليك العدل في قرجوتك.إلى ماكنتيش مستوعب ما معنى الرؤيا سير وعد شي واحد منهم يشرحها ليك.ولا رجع غير لقصةفتح مكة ولا قصة سيدناابراهيم مع سيدنا اسماعيل باش تعرف بلي كاين فرق شاسع بين عالم الغيب وعالم الشهادة.بنادم غيريناقش الموضوع بموضوعية ولا يعاونا غيربالسكات.

  • سعيد المغربي
    السبت 9 يناير 2010 - 08:09

    كمدافع عن حرية التعبير أعلن تضمني مع المدون و المناضل البسير حزام…
    و أعلن في نفس الوقت استغرابي من بعض التعليقات التي يحلو لها الاصطياد في الماء العكر، و يحرفون الموضع عن جانبه الحقوقي.
    ألا يستحق المظلوم أن نقف معه، إذا كان ينتمي لجماعة العدل و الإحسان، أخشى أن يكون المخزن متورطا بذراعه الإعلامي الاستخباراتي في هذا التشويه الممنهج.

  • جمال إموح
    السبت 9 يناير 2010 - 08:07

    في الواقع التمعن في الرسائل المستخلصة من حالة تغجيجت مهمةجدا، إذتحرك مجموعة من الطلبة لمقصد واحد ومن أجل تحقيق هدف واحد علما أنهم ينتمون الى مشارب سياسية مختلفة بل هي في كثير من الأحيان متصارعةو متناحرة. لكن إن كان هؤلاء الصغار(الكبار عقلا) قد ترفعوا عما يفرقهم، فإن الكبار(الصغار عقلا) من مسؤولي التيارات التي ينتمي إليها الطلبة راح كل واحد منهم يدافع عن المنتسب إليه دون ذكر الأخرين،ما يعني أن رسائل الطلبة لم يفهمها حتى من هم أقرب إليهم في القناعات السياسية وهذا حال السياسة المدنسة عندنا حين تخطلت بما هو نضال مقدس. في الأخر أود أن أشكر السيد محمد داير على تفاعله مع ماساة تغجيجت إذوكان من المصادر التي أمدتنا بالأخبار شبه اليومية خصوصا في الفيس بوك

  • asakss
    السبت 9 يناير 2010 - 08:01

    “لأننا لا نحتاج في بلدنا إلى معتنقي إيديولوجيات وهم كثر ، ولكن نحتاج إلى قيادات شجاعة وجريئة تلمم الجراح بين مختلف المكونات السياسية للوطن ، نحتاج إلى إعلاميين شجعان ينحازون لحق المتلقي في الخبر الموضوعي لا الموجه . ” لنتضامن جميعاَ من أجل الحرية للبشير حزام

  • تزنيتي
    السبت 9 يناير 2010 - 07:59

    لعل ما اثارني في هدا المقال هو التعايش الحاصل بين مناضلي تغجيجت على اختلاف مشاربهم.وهو امر تعمدت الاستفسار عنه للتحقق منه.فوجدت ابناء تغجيجت الصامدين متعايشين ايما تعايش في سجن تزنيت.وهداامر تاكدت منه من خلال قربي من الحدث وعلاقتي بالمطلعين على احوالهم داخل السجن.حيث يعيش حزام-حبيبي-شويس-بوكفوفي انسجام ووئام.متقاسمين كل شيء.خصوصا مرارة الحكرة والادلال.منتظرين دعما لقضيتهم العادلة من طرف اصحاب الضمائر الحية.ختاما اقول صبرا ال تغجيجت نتمنى لكم الفرج في الاستئناف ومزيدا من التالف والمحبة
    .

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة