رسالة إلى فؤاد

رسالة إلى فؤاد
الثلاثاء 12 يناير 2010 - 04:54

سيدي



1-حبيا



تحية حارقة وأشواق باردة



لقد فهمت وقررت أن أحل حزبي ونفسي في حركتكم لتجنب أية شوشرة على مشروعكم الديموكراسي. وأنا لا أريد معارك دون مكاسب. لذا وأعلن أن الأصالة هو الوريث الشرعي لحزب التكدس. وأبين لكل غافل، ولنفسي أولا، أن الزمن المغربي دائري، وواهم من يظن أننا نسير في خط تصاعدي أو تنازلي. نحن في دائرة من الصعب تحديد منطلقها من منتهاها. لذلك قررت أن أنضم للحركة التصحيحية ضد نفسي، بل سأزايد على المصححين بأن أدعو إلى تصحيح التصحيح، على وزن الصارخ المضاد للصواريخ المضادة للصواريخ المضاد للصاروخ المضاد للصواريخ.



طيب ماذا سأصحح؟



لا شيء.



لكن علي أن أتحدث.



كيف أرغم اللغة على أن تقول ما أريد؟



لأوضح إذن.



2-سياسيا:



القاعدة تقول: اللي كلا حقو يغمض عينو.



أنا رجل من العهد البائد، أخذت نصيبي من المسؤولية، وتعبت، لذا أقترح تنصيب الشاب إبراهيم أماديوس مكاني في قمة البرلمان.



لماذا هذا الاقتراح؟



لأجعل خصمي الغر سيبتلع الصنارة والطعم معا.



سيزيحني من الكرسي، لكن لن يحصل عليه.



وإذ أبعث لكم هذه الرسالة، أرجو أن تكفوا عن تحريض القيادات الشابة الطموحة ضدي، فأنا لا أريد الذهاب إلى المحاكم ولا أريد الحديث إلى الصحف لذا كلفت السيد جحا بكتابتها نيابة عني، وقد وافق لأنه أبله، وتعرف يا سيدي أن الأبله لا يلام مهما قال. كما فعل أحدهم مع شاعر فلسطيني ميت.



وقد نصحني جحا أن أقدم لكم تهاني حارة لأنكم تمكنتم في سنوات قليلة من تحقيق ما عجز عنه رجال الملك السابق سنوات طويلة، فقد بنيتم حركة بلسان يساري وقيادة تكنوقراطية وكتلة برلمانية تقليدية وذراع إعلامي فعال.



وبفضل هذا الذراع الذي لا يجد ما ينشره غير أخباركم، صار المتحدثون باسمكم ينهكون قادة العدالة والتنمية في السجال ويجرونهم إلى أخطاء عراك النساء في الحمام، حتى أن عدد المتعاطفين مع الإسلاميين ما عادوا يرون أية سمة تؤكد هوية حزبهم الشرعي.



تنبيه: الإدارة تضخمت والنخب انشغلت بالتآمر والمقص الذي يقطع الإعشاب المعارضة، قد يقطع حتى الغصن الذي يجلس عليه صاحب المقص.



3-بيولوجيا:



إن حزب السلطة مجبر على تبني عمل الخلية ليستمر حيا، لذا عليه أن يتوالد ليتجنب الانقراض، وحين لا يتوالد يستحسن أن يتبنى أبناء الحركات التصحيحية في الأحزاب السابقة، ثم عليه مثل الخلية أن يتكيف ويعدل سلوكاته ليتلاءم مع المرحلة، مثل أن يكون حزب سلطة ويمارس المعارضة. وعليه أيضا، وهذه صفة من المحذور أن تتنازل عليها أية خلية، عليه أن يسيطر على المحيط وعلى المنافس وأن يفترسه سريعا، وبضربة واحدة، وهذه قاعدة يعلمها المدربون للمدافعين، يحظر على المدافع أن يبعد الكرة عن مربع العمليات في ضربتين. ضربة واحدة بحيث يقذف الكرة لتقع في مربع الخصم.



4-كرويا:



الكرة وقعت في مربعي، صار التلاميذ الذين علمتهم السياسة في حزبي المنحل من تاريخه يركلونني وعيونهم مفتوحة، حتى أنني صرت أخجل من نفسي، كيف لم أر فيهم هذا… منذ البداية، هذا ماذا؟



لا داعي للجواب، فقد نصحني جحا بأن أدور على المعاني حتى لا يجد القاضي شبهة يجرجرني بها إلى جلسات الابتدائية فالاستئنافية فمجلس النقض والإبرام و…



أخيرا لحفظ ماء سيدي علي نصحني جحا بترك العمل في القطاع السياسي العام لأن العمل في القطاع الخاص اقل ضجيجا وأكثر مردودية ولدي معارف كثيرون…



5-بالفاضح:



يمكن قهر الإنسان لكن لا يمكن تدميره…



هنيئا لكم المشهد السياسي الذي صار عجينة في يدكم اليمنى لأن خصومكم طماعون حائرون يعطون شارة تجاه المعارضة ويستديرون نحو الوزارة.



وهذا يدفع العملة الحقيقية للاختفاء فلا تبقى في يمناكم إلا العملة المزيفة تطنطن ولا تصحح في هذا الزمن الصعب.



باي باي



توقيع جحا المغربي.


[email protected]

‫تعليقات الزوار

8
  • الجنرال ياسين
    الثلاثاء 12 يناير 2010 - 05:02

    كلامك فكرني في أحد الفلاسفة الاغريقيين الذي فقد عقله ،، الثرثرة و حشيان الهضرة !!!

  • كريمة
    الثلاثاء 12 يناير 2010 - 04:58

    احب منزلا كبيرا و سيارة و فلوس

  • مشعل ابو امين
    الثلاثاء 12 يناير 2010 - 05:00

    رسالة بهذ الشكل لا اعتبرها سوى تغريد خارج السرب و صياح داخل بئر .. لا رواد و زوار هيسبريس يستفيذون منها شيئا و لا عالي اهمة يصله خطابك
    كلمات من اجل الاستهلاك لا غير
    ابحث لك اخي عن مواضيع تحفظ لهذ المنبر مكانته الخاصة في قلوبنا

    تحياتي

  • فاعل خير
    الثلاثاء 12 يناير 2010 - 05:06

    الرسالة السياسية ,خطاب مباشر يستهدف العملي ,والمثقف يترجمه في موقف كما كان يفعل سارتر وقد تكون( رأيا سديدا كما يقول ريكور).
    رسالتكم تفاعلت فيها 4 شخصيات
    *فؤادالذي عرفنا من هو تلميحا وليس تصريحا
    *ابراهيم أماديوس ,المؤسسة جعلتنا نعرف من هو
    *الشيخ قائد الحزب الذي حل نفسه وانقلب على زكزاكهي الايديولوجي حتى لانتعسف على الخط الذي نعرفه في الهندسة, لينخرط في تسونامي السياسة لدينا هذه الأيام ,رغبة منه في الانتقام من عدوه السياسي السابق مما دفعه الى اقتراح أو مساندة شبل المرحلة ابراهيم أماديوس منافسا لغريمه في البرلمان على الرئاسة وليس الترشح للانتخابات وبذلك يكون جحا قد حجز مقعدا لابراهيم أماديوس في القبة قبل خوض الانتخابات
    ***في هذه الرسالة غابت قواعد الديمقراطية لأن الأدوار والمواقع محددة سلفا
    **دائر ة الفاعلين السياسيين ضيقة جدا
    **ما لم يدركه جحا الأبله أن ابراهيم” أديوس الديمقراطية”
    عندما يريد حقيبة وزارية سيمنحه أي حزب من اليمين أو اليسار بطاقة انخراطه بكل سرور ليلة تعيينه, هذا ان كان سيحتاجها أصلا ,أما المؤسسة التشريعية فهو سيدخلها من موقع الذي يرد على الأسئلة وليس من يطرحها . أين الخلل يا جحا؟ ***بالتأكيد ليس في فؤاد ولا ابراهيم ولكن في من نصبوا أنفسهم رؤساء لاحزاب ,جعلت الشعب يطلق السياسة , ومن يعزف عن الحياة السياسية اما وحش أو الاه كما يقول أرسطو .وأظن أن الأصالة أتت لتقزيم حجم هذا الوحش الذي يتربى في أحشاء اللعبة السياسية لدينا .مسح الطاولة أصبح ضروريا اليوم ,.. خصوصا عندما دخل جحا معترك السياسة

  • un vrai marocain
    الثلاثاء 12 يناير 2010 - 05:08

    الآ فهمت شي حاجة الله يعطيني العمى

  • نزار
    الثلاثاء 12 يناير 2010 - 05:10

    احسست وانا انهي مقالتك،انني ضيعت وقتا ثمينا.لم تكن موفقا هذه المرة في اختيار الفكرة، ولا في طريقة صياغتها و التعبير عنها.ليتك كتبت شيئا افضل،بدل هذا الهذيان الذي لا طائل من ورائه..

  • حيان المنسي
    الثلاثاء 12 يناير 2010 - 05:04

    رسالة جميلة ومكتوبة بلغة بليغة، وفيها وخزات إبر لا يفهمها إلا العاقلون.
    مقالة رائعة.
    هنيئا لك يا جحا.
    و…………يا ليت قومي يعلمون.

  • رشيد ميرة
    الثلاثاء 12 يناير 2010 - 04:56

    أظن وإكانت الرسالة للفاعلين السياسيين، فإنها أيضا مفتوحة ويمكن للمفعول بهم سياسيا أن يقرؤوا بين السطور.
    شكرا للكاتب.
    تحياتي.

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 1

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج