سعيد، يوسف، هند، سعيدة وآخرون

سعيد، يوسف، هند، سعيدة وآخرون
الإثنين 25 يناير 2010 - 16:41

ها قد حلت سنة جديدة بقدر ما هي رمز للتفاؤل للبعض فإنه لا يبدو للبعض الآخر أنها حلت مشكلة، بل أضافت مشاكل جديدة، وكم كان شهرها الأول شديد وقعه في قلبي من جراء الأحداث الخاصة التي عرفها بعض أبناء جاليتنا هنا وهناك والتي كشفت بالملموس هشاشة الوضع الإنساني للجالية المغربية خاصة والمهاجرين عامة داخل إيطاليا مما يستدعي معه إعادة النظر في السياسة الاجتماعية للمهاجرين.


حكايات مأساوية تتداخل فيها الأسباب تعري واقع الهجرة في كل تجلياته، وتفضح المسؤولية المشتركة سواء من قبل الوطن الأم أو من لدن بلد الإقامة.


كانت بداية الحكاية مع سعيد المغربي الذي قضى بالديار الإيطالية زهاء 19 سنة ليجد نفسه في نهاية المطاف مسجونا بمركز الاعتقال الاحتياطي والترحيل لا لذنب أجرمه سوى أنه بفقدانه للعمل فقد على إثره فرصة تجديد إذن الإقامة ليجد نفسه عند أول معبر للمراقبة موقوف بتهمة الهجرة السرية ومهدد بالترحيل مما دفعني للتحرك على أكثر من مستوى لإثارة المشكلة لوضعية العديد من المهاجرين ممن فقدوا شغلهم من جراء الأزمة الاقتصادية والذين قد يتحولون بدورهم إلى مهاجرين سريين بين الفينة والأخرى.


وبالمناسبة فإني أحصر لمشروع قانون جديد يغير بموجبه قانون بوسي فيني وخاصة البند الخاص الذي يربط رخصة الإقامة بعقد العمل حتى يتسنى لكل مهاجر عاطل عن العمل الحصول على إذن إقامة مؤقت يعطيه فرصة إضافية لتسوية وضعيته العملية والقانونية.


ولن تكون المهمة بالسهلة إذا وضعنا في الاعتبار مواقف حزب رابطة الشمال المشارك في الائتلاف الحكومي، ولكنها خطوة لا بد منها وسنجند كل ما نملك من وسائل حتى يتم تعديل هذا القانون المجحف في حق شريحة عريضة من المهاجرين.


أما الحكاية الثانية و التي هزت فؤادي وتركت جرحا عميقا في نفسيتي كإمراة وأم وهي حكاية سعيدة الطفلة ذات الخمسة أعوام والتي وجدتها إحدى الجارات تلعب في هدوء بجانب سرير أمها ( فتحية 43 سنة ) المريضة التي أسلمت الروح إلى بارئها، هي التي لم تكن تتوقف عن مزاولة عملها المؤقت رغم مرضها حيث كان أكثر شيء تخشاه بعد تجربة طلاق هو أن تفقدالعمل الذي يمكنها من تربية وحضانة ابنتها الصغيرة.


وبمجرد علمي بالموضوع تحركنا كمؤسسة جمعوية تعنى بقضايا النساء والقاصرين لمتابعة أحوال البنت، وكان لزاما أن نطرق باب القنصليات المغربية الحاضن القانوني لأوضاع الجالية المغربية بالديار الإيطالية، وكم صدمني موقف اللامبالاة وبالبيروقراطية الفارغة التي لاقاها هذا الملف حيث كان كل قنصل يحولنا على القنصل الآخر بدعوى أن السيدة المتوفاة لا تدخل ضمن فضائه الجغرافي المرسوم له متناسين هم المقيمين بالبلدان الأوروبية أن القضايا الإنسانية ليس لها حدود جغرافية تخضع لها.


ومن خلال هذا المنبر أوجه رسالة عاجلة لوزارة جهازنا الدبلوماسي لكونه صار من باب العبث بالقضايا المغربية و بمشاكل الجالية المغربية أن تظل إيطاليا بدون سفير شرعي يسهر على مصالح الوطن وينسق بين كافة القنصليات وحتى نجد فيه المخاطب الرسمي الذي يمكننا التعامل معه لخدمة مصالح وطننا كما كان الشأن مع السيد سفير المملكة السابق السيد بادو والذي عرفت مرحلته طفرة نوعية على مستوى الخدمات والعلاقات الدبلوماسية.دون أن ننسى التنويه كذلك بالسيد نبيل بن عبد الله الذي لم تتح له الفرصة لإظهار كفاءاته وخبراته.


وباسم كل الفاعلين الجمعويين بإيطاليا أوجه رسالة شكر وامتنان لصاحب الجلالة نصره الله على عطفه ورعايته المولوية التي شمل بها هذه اليتيمة الصغيرة.


حكاية ثالثة ومسلسل لا يتوقف من العنف في حق الزيجات، هند بنت 17 ربيعا الأم لمولودة لا يتعدى عمرها السنة والتي تزوجت وعمرها لا يتعدى 15 سنة ليصدرها والديها إلى ديار الغربة مع زوج عمره ضعف عمرها لتبدأ حياة المعاناة والضرب والإهانات… لتنتهي في النهاية بمركز لحماية الأمهات القاصرات اللائي تعرضن للعنف.


وبالمناسبة أوجه رسالة لكل الأساتذة الباحثين للإنكباب على دراسة وتحليل الوضع الاجتماعي للأسرة المغربية والخلل الفادح الذي أصاب خصوصيات المجتمع المغربي كما ألتمس من الأسر العناية ببناتهم و كذا أطلب من الأزواج الرأفة بزوجاتهم لأن زوج اليوم ، أب الغد ، مذكرة بأنه ليس هناك عرف أو دين يرخص لأحد الاعتداء على الحيوان ، فبالأحرى على شخص آخر وخصوصا إذا كانت امرأة، و بالذات هنا بالمجتمع الأوروبي الذي يدين كل أشكال العنف و أعتقد أننا بسلوكاتنا المنحرفة نعطي صورة سيئة على ثقافتنا العربية والإسلامية التي كرمت المرأة ورفعت من شأنها أكثر من غيرها.


حالات أخرى متفرقة هنا وهناك عرفها هذا الشهر ذهب ضحيتها مهاجرون كالمغربي يوسف الذي كان بدون مأوى متشردا لتجده الشرطة مقتولا ومرميا بأحد الساحات العمومية بنابولي.


وأقولها صريحة لأسرنا المغربية كفى من تصدير أبنائكم خلسة وتهورا ، ما عاد الحال كالحال فلن يجدوا أمامهم سوى التشرد والضياع فبلدان الساحل المتوسطي تئن تحت وطأة إرتفاع عدد المهاجرين المتشردين بها، فكرامتنا الإسلامية تمنعنا أن يضيع أبنائنا خلف أحلام طائشة.


مهما قصت علينا الأحداث فلن تزيدنا إلا إصرارا على متابعة الخطى وعلى تحمل المسؤولية وإيجاد الحلول المناسبة لمواجهة كل العثرات التي نصادفها في طريق نضالنا اليومي الذي رسمناه مذهبا وفلسفة نتقوى بهما لخدمة مصالح جاليتنا المغربية خاصة و المهاجرين عامة لأجل تحقيق عيش كريم تحت مظلة دولة الحق و القانون.


*برلمانية إيطالية من أصل مغربي

‫تعليقات الزوار

4
  • قارئ الفنجـــــــــــــــــــان
    الإثنين 25 يناير 2010 - 16:45

    Je vous remercie infinement sur vos activités et patriotisme. et j’espère que le Maroc , va bientôt désigner un ambassadeur compétent et courageux , qui dira ” oui” quand il est légal et “non” quand il est illégal , mais et qui aura un penchant de ” oui” car les amabassadeurs se trouvent souvent épeurés”, et craignent leur place”
    http://petroleonline.unblog.fr

  • surprisingorocco
    الإثنين 25 يناير 2010 - 16:43

    لايوجد أدنى شك أن المواطن المغربي أكان مهاجرا أو مقيما في المغرب يعاني من عدة مشاكل مصدرها الحقيقي تهاون الحكومة مع المواطنين وعدم التعامل مع مشاكلهم بجدية كما تقوم بذلك دولة إيطاليا التي طرحت على مائدة النقد في هذا المقال. فكل الدول الأوروبية تنحو نفس النهج إزاء رعاياها ، قد يسرقون ويستعمرون حتى، لكن الكل للمواطن والكل تحت القانون ولي فرط يكرط ، وأنا هنا بقدر ما أفند هذه الحقيقة بقدر ما أشعر بالمرارة لأن لدينا أفضل مما لديهم (أوحتى حاجة ما كتبان).
    انظري يا أختي إلى خيرات بلدك وقومي بعملية حسابية بسيطة وستعرفين المعنى ..ولن تفوتني الفرصة أن أذكر بأن لا إيطاليا ولا غيرها ملزمون باستقبال وحسن ضيافة (toute la misére du monde) . بأي حق تطالبون بهذا؟ أنا لايهمني الآخرون ،أليس المغاربة لهم وطن أيضا وخيرات حسان؟ أليس للمغاربة شمس وسماء زرقاء صافية يسيل لها لعاب هؤلاء الأوروبيين الذين لا حول لهم ولاقوة من دون سخانات تعمل ليل نهار؟..
    الخلل فينا يا أختاه ولست بحاجة لكي أوضح أكثر.وسأقول لك شيئا مهما ،لو فقط دفع مليارديرات وميليونيرات المغرب ما في ذممهم لله تعالى من زكوات،مابقي فيها بعدئد من سائل أبدا . لكننا بطبيعة الحال “دولة إسلامية بامتياز”.
    قبل أن أختم على الأخت أن تعلم أن هنا في أوروبا كل مهاجر تمكن مما أسميه حقا بالشغل والعمل لمدة 18 شهرا فقط يصبح بعدها أوتوماتيكيا مهاجرا محصنا وقانونيا (sejour illimité) أما إذا اشتغل 19 عاما يمكن جدا أن يصبح ممثلا لولاية إذا كان محنكا ، لكني لا أدري أي لون من الشغل تقصدين ..ربما قصدت (هادوك لي عايشين بلا خبار المخزن)،إوا أللا إلى كانوا هادوك،راه واخا “يشتغلوا” حتى 100 عام سمحي لي نقول ليك راه “ils sont inconnus”.
    وبه وجب الإعلام والسلام.

  • prof warzazi
    الإثنين 25 يناير 2010 - 16:47

    بوركت يا ايتها لبرلمانية الحاملة لهم ابناء وطنها المهاجرين سرا وعلنا,قسرا وطوعا،فانا ليس لي وطن الان,لاني جمعه في دمي,هذا حال المغترب,شكرا لك مرة اخرى لتواصلك على هذا المنبر ,

  • الجرتل مان
    الإثنين 25 يناير 2010 - 16:49

    شخصيا كنت أعارض سعاد السباعي وتحالف Alleanza Nazionale مع رابطة المعتوهين والمرضى النفسانيين الذين يطلقون على أنسفهم رابطة الشمال Lega Nord لكنها رغم ذالك فقد أبانت عن كونها مغربية أصيلة،تساهم بشكل جلي في تحسين صورة المرأة المغربية وتدافع عن المغاربة والمهاجرين وتتابعهم وتهتم بقضاياهم..أمام تنصل وتنكر شبه تام للقنصليات والسفارات المغربية التي لاتزال تعيش في كوكب المريخ..
    باستثناء فترة سفارة نبيل بن عبدالله وهو فعلا حاول الخروج عن المألوف وبشكل جلي خلال مأساة فياريدجو، لكنهم أقالوه ولاغرابة فالمغرب يخشى دائما من يكسر القاعدة(ماشي القاعدة ديال ابن لادن)..
    مزيان واصلي..
    وسلمي ليا على جانفرانكو فيني

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس