ثلة من المثقفين يحتفون بعبد الله ساعف تكريما لمساره الفكري

ثلة من المثقفين يحتفون بعبد الله ساعف تكريما لمساره الفكري
الخميس 23 يونيو 2016 - 08:00

في لقاء تكريمي احتضنته وكالة المغرب العربي للأنباء، مساء الأربعاء، احتفى ثلّة من المثقفين والمفكرين المغاربة بالأكاديمي عبد الله ساعف، بمناسبة صدور مؤلّف جماعي تكريمي له، موسوم بعنوان “مسارات العلم والحياة: في التأسيس والالتزام. العلوم الاجتماعية والتفكير في قضايا: السياسة، الدولة، الساسيات”، بمشاركة 53 باحثة وباحثا من المغرب ومن بلدان أجنبية.

ووقف عدد من أصدقاء المحتفى به عند مجموعة من الخصال والسمات التي يتميز بها، وعند مساره الفكري الممتدّ، والذي جعل منه واحدا من أبرز المفكرين المغاربة. مولاي أحمد العراقي، الوزير السابق في حكومة التناوب التوافقي، قال في شهادته إن ما يميز عبد الله ساعف هو قدرته على استخراج الأفكار من أي كان، وقدرته على وضع الأسئلة التي تجعل مُحاوره يتراجع عن مواقفه من تلقاء نفسه.

واعتبر مولاي أحمد العراقي أنّ المستقبل رهين بطرح الأسئلة وليس البحث عن الأجوبة، مضيفا “في هذا الزمن الذي نعيش فترة انتقالية غير معهودة تحتاج إلى أمثال ساعف، بقدرته على استخراج الأفكار ومراجعة بعض الأفكار التي لا تؤثر إيجابا في مسار الوطن”.

علي كريمي، الذي جمعته صداقة امتدت إلى أربعة عقود مع عبد الله ساعف، قال إن من أهمّ الخصال التي تتميز بها شخصية المحتفى به تواضعه، حتى في علاقته بطلابه داخل الجامعة، وعاد كريمي إلى مرحلة إعداده لنيل شهادة الدكتوراه، التي أشرف عليها ساعف، قائلا: “كان بيته بمثابة مكتبة للطلاب تُعقد فيها جلسات علمية، في وقت لم تكن فيه المكتبات نادرة”.

وفي شهادته في حقّ المحتفى به، قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطف الخلفي، إنّ تكريم عبد الله ساعف “هو تكريم لخصال وسِمات نادرة في الحقل السياسي والأكاديمي المغربي، فهو رجل متواضع ومُنصت للآخر، ويكسر الحواجز بينه وبين الطلاب”، لافتا إلى أنّ ساعف أَسّس للربط بين البحث العلمي والفعل في الحقل العمومي والسياسي، وأعطى اعتبارا أساسيا للبحث العلمي في ترشيد الحقل السياسي.

وكشف عبد الإله مصدق، وكان مفتشا عاما لوزارة التربية الوطنية يوم كان ساعف وزيرا على رأسها، جزء من طريقة عمل الوزير السابق، قائلا إنّ أول ما قاله في حفل تبادل السلط هو أن الوقت وقت عمل والعمل سيكون في الميدان، وسرعان ما مرّ إلى تطبيق كلامه بالنزول إلى الميدان؛ حيث كان أوَّل ما قام به هو زيارة العديد من المؤسسات التعليمية، والالتقاء بالفاعلين في الميدان.

وعلى غرار باقي الشهادات، وقف المصدق عند خصلة التواضع التي يتميز بها عبد الله ساعف؛ حيث حرص إبّان تقلده منصب وزير التربية الوطنية على أن يكون مكتبه بسيطا ومتواضعا، والاشتغال رفقة طاقم محدود من الأطر، مضيفا: “كل الأماكن بالنسبة إليه صالحة للعمل، وقد يتواصل العمل في بيته إلى ساعة متأخرة من الليل، وفي الصباح الباكر يلتحق بعمله، وكانت اللحظات البروتوكولية أكثر ما يزعجه”.

واعتبر منار اسليمي أنّ عبد الله ساعف أسّس للمدرسة المغربية في العلوم السياسية، بوضع مجموعة من المقاربات هي المعتمدة اليوم، مشيرا إلى أنّ تأسيسه للجمعية المغربية للعلوم السياسية جرى في مرحلة السلطوية بالمغرب وكانت الجمعية الأولى من نوعها في العالم العربي. وأضاف اسليمي أن ساعف أعطى مكانة للفكر السياسي المغربي، ونقله من النظري إلى المختبر بالاشتغال على مواضيع في الميدان.

ونوّه عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، بانفتاح عبد الله ساعف على الأمازيغية، “رغم كونه يُعرِّف نفسه بأنه عروبي ديمقراطي”، قائلا: “ساعف ربما هو الوحيد من المفكرين الديمقراطيين الذي يزور المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ويشارك في الأنشطة التي ينظمها المعهد، وحين كان وزيرا كان أولَ من فكر في إدماج الأمازيغية في المنظومة التعليمية، وكانت لمسته حاضرة في منهاج تدريس الأمازيغية، وهو المنهاج الذي نشتغل في إطاره اليوم”.

وردًّا على شهادة بوكوس، قال عبد الله ساعف في ختام حفل تكريمه: “صحيح أنني قومي بعثي عروبي… ولكن في لحظة ما أصبحت معجبا بشخصيات قدمت فكرة الأمازيغية التي لها مشروعيتها وآفاقها وكان علينا أن نستوعب تطور هذا البُعد القوي في هويتنا، لأن ديمقراطيتنا لا يمكن أن تكون ناقصة على أي مستوى من المستويات الثقافية أو اللغوية”.

‫تعليقات الزوار

10
  • abdellah
    الخميس 23 يونيو 2016 - 09:38

    الأستاذ ساعف قدوة لنساء ورجال التعليم والتكوين و التلقين .شكرا له لما ساهم به في كل ماهو إجتماعي وسياسي وفلسفي و تأطيري وتنموي .إنه بالفعل معلمة وقدوة ويستحق ألف تكريم.

  • Naji Ahmed
    الخميس 23 يونيو 2016 - 10:14

    Nous avons obtenu ensemble la licence en sciences politiques et c'est grâce à lui que ce diplôme était reconnu comme tel au MEN et un certain nombre de professeurs du primaire et collégial ont été promus au grade équivalent.Quelle reconnaissance aux compétences humainnes et professionnelles !

  • اطار تربوي
    الخميس 23 يونيو 2016 - 10:25

    أن تكون مفكرا لا يعني أن تكون بالضرورة مسيرا ناجحا. الأستاذ ساعف يقيم الحجة على هذا. ان الكثير من تعثرات الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،ترتبط به ؛لأنه أبدع شتى الأساليب للتملص من العديد من مواده.وقد زين له بعض اليسار هذا المنحى،وخاض فيه بلا هوادة.من سيئاته تهميش كل ارث الأكاديميات في مجال البحث التربوي وبناء البرامج والتأليف المدرسي.مقابل هذا أغري بما سمي الكتاب الأبيض ،الانقلابي طبعا ؛لكن نحو الأسوأ.تفرقت بموجبه دماء كل البرامج والكتب ؛وظهرت لوبيات التأليف في جميع التخصصات ؛وهمها الربح لا غير. في عهده ارتفع قوم من صغار الموظفين -لكن المتحزبين اليساريين- الى مستشارين لسيادته. هذا غيض من فيض ؛ولو كان هناك حساب حقيقي لقتلة المبثاق لآحتل ساعف ومن معه صدارة اللائحة. هذه شهادتي وهي مؤسسة على دراية ميدانية واكبت الانقلابيين على القناطر الرائعة للمرحوم مزيان بلفقيه.

  • ahmed.ben
    الخميس 23 يونيو 2016 - 11:24

    لك التقدير استاذي الفاضل في زمن يعج بالانتهازيين والوصوليين نحن في أمس الحاجة الى رجالات من طينتكم …تقافتكم،بعد نظركم،اتزانكم،تواضعكم،نبلكم…أطال عمركم ودمتم مفخرة لنا…

  • ادريس
    الخميس 23 يونيو 2016 - 12:52

    من محاسن حكومة التناوب انها أظهرت للشعب مجموعة من الانتهازيين ولاسيما من يلبس جبة اليسار منهم بحيث انه في فترة وجيزة من توليهم الاستوزار لم تشهد المرافق العمومية التي كلفوا بها إلا الاستغلال لصالحهم وصالح احزابهم وصالح جمعياتهم حتى تسييرهم الاداري لهذه المرافق شهد فوضى لا مثيل لها بالاضافة الى مهازل صفقات الشكلاطا و المصعد الخاص و الحفلات والصفريات و الورود وووووو (من أين مولت تجمعات وتظاهرات ولقاءات جمعية فنار في تلك الحقبة؟)

  • mohammad
    الخميس 23 يونيو 2016 - 13:18

    ر جل اكاديمي .عالم ملم في تحليلاته بادق التفاصيل الخاصة بقضايا السياسة والفكر والايدلوجيا عكس الفرغى كالطبول الانتهازيين والوصولوليين القادرن على بيع كل شئ حتى كرامتهم .السي عبدالله بسيط ومتواضع لذلك اجله الخالق اما المنتفخون كالطاووس الواقعون في شرك الانتهازية ففقاعات لاغير وما اكثر فقاعات هذا الزمن …..

  • farih abdo
    الخميس 23 يونيو 2016 - 14:45

    عبد الله ساعف رجل اكاديمي غني عن التعريف اعطى للتعليم ورجالته الشيء الكثير ويستهل اكثر من التكريم و مفكر محنك قل نظيره والله يطول لينا في عمره

  • جمال
    الخميس 23 يونيو 2016 - 15:13

    وشكون اللي خرج على التعليم العالي ياك هو الوزير اللي منح صفة باحث للاساتدة وكاين فيهم اللي ما عمرو كتب حتى ورقة تم تعيين بطريقة باك صاحبي.يا حصرة على الاساتدة سنوات 70

  • khaled
    الجمعة 24 يونيو 2016 - 22:24

    من بلجيكا نعتز بالاستاذ ساعف ولنا لقائات لمد جسور التعارف اولا لنتعارف ثانيا ونصل للمعرفة اخيرا لتبقى واقيا لاجيالنا وما نحن سوى عابرين سبيل.

  • خديجة
    السبت 25 يونيو 2016 - 10:10

    تميز اﻷستاذ ساعف بمبادئ رفيعة ظل يحترمها سواء هو كوزير أو كأستاذ في الجامعة؛ له مكانته المتميزة سواء داخل المغرب أو خارجه. كل الاحترام والتقدير أستاذنا اافاضل

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين