البيجيدي بين توظيف "الكتائب الإلكترونية" والتبرؤ منها؟!

البيجيدي بين توظيف "الكتائب الإلكترونية" والتبرؤ منها؟!
السبت 22 أكتوبر 2016 - 05:10

طفت خلال الأسابيع الأخيرة إلى سطح النقاش العمومي والسياسي عدة أسئلة ملحة حول ما صار يسمى “الكتائب الالكترونية” لحزب العدالة والتنمية: من ينشئ ومن يمول كتائب الحزب والمتعاطفة معه؟ ما طبيعتها وتركيبتها ومن أين تستمد تعليماتها وتوجيهاتها وخريطة تهجماتها وتهورها الذي تفاقم خلال الحملة الانتخابية، وأزداد بعد نتائج 7 أكتوبر وبعد تمكن الحزب من ولاية حكومية ثانية؟ ومن المسؤول عن منشوراتها؟ ومن يحركها ويستفيد من تحريضاتها وهجوماتها، فعلا؟

هذه أسئلة قانونية وسياسية ملحة صارت تفرض تناولها بجد لاستبيان الحقيقة فيما يجري وتحميل المسؤوليات في الحاضر والمستقبل.

أكدت منابر إعلامية، دون أن يصدر أي توضيح عن أجهزة الحزب، أن حزب البيجدي خصص خلال الشهور الأخيرة ميزانية بقدر مليار و200 مليون لتوظيف عشرات الشباب ضمن ما يسميه بأجنحته الإعلامية، يتكلفون خلال خمس سنوات القادمة بتصريف البروبغوندا الدعوية والسياسية للحزب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الافتراضية، وتقوم أساسا على أساليب الدعاية والتمويه والتحريض والوشاية و التهديد…، وذاك باللعب على الحبلين، حبل الخطاب والخط التواصلي الرسمي والمعلن وحبل الخطاب الموازي المتسم بالتخفي والتملص من المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية.

فالمجموعات التواصلية والمواقع الالكترونية التي تقود الحملة الدعائية لحزب العدالة والتنمية وتتهجم على خصومه، وتدافع عن قيادييه ومنتخبيه حد التقديس، فيما تشيطن منافسيه ومخالفي ومنتقدي الخط الدعوي للجماعة، هي مجموعات الكترونية أحدثها الحزب وأعضاؤه ومتعاطفيه ويمولونها من ميزانيتهم ومداخلهم التي تتكون من دعم الدولة وتعويضات المنتخبين والجمعيات الموالية وجهات خارجية كما صرح بعض أعضائه المنسحبين.

هذا مع العلم أن عدة منابر إعلامية نشرت عدة مرات معلومات تؤكد أن مسؤولين في أجهزة حزب العدالة والتنمية وتحديدا بأمانته العامة، وطاقم إعلامي تابع لها، ومنتخبين جهويين ومحليين، هم من ينشئ ويدير هذه المجموعات الالكترونية من صفحات في شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية، وعبرها يتم تصريف وتنفيذ سياسة الحزب التواصلية السرية أو الموازية للنيل من الخصوم وتهييج المتعاطفين و توجيه الرأي العام وذلك باستغلال خاصية التخفي والغموض القانوني.

نحن هنا لسنا بصدد مناقشة حق حزب سياسي معين في التوفر على إعلام وآليات للتواصل ونشطاء ومتعاطفين، ولا عن حقه في التأطير والاستقطاب ونشر وثائقه والترويج لخياره السياسي ومناقشة والرد على خصومه ومنافسيه عبر الوسائط المختلفة، ذلك أن الأمر يتعلق بمجموعات وصفحات وأليات الكترونية غامضة الهوية ومجهولة المكونات في أغلبها، يستغل أعضائها وضعية الخفاء L’anonymat أحيانا، و ينشطون بأوجه مكشوفة أحيانا أخرى، ويجمعها الولاء المطلق لحزب البيجيدي والجمعية الدعوية وزعاماتهما، ولا يتورع أعضاؤها عن القفز على كل ضوابط التحرير والنشر، ولا يترددون في استحلال جميع الوسائل لمهاجمة الأشخاص الماديين والمعنويين والمؤسسات، بما في ذلك القذف والوشاية الكاذبة واختلاق وتزوير المعلومات والتحريض والتكفير والترهيب، بل والدعوة أحيانا إلى العنف المادي والتصفية البدنية لمن يعتبرونهم خصوما سياسيين وإيديولوجيين وفكريين، خاصة مع فورة نشوة “الفوز” واشتداد دغدغات حلم “التمكين” المنشود.

كما لا يمكن بأي حال من الأحوال إدخال ما تمارسه الكتائب الإلكترونية الإسلامية ضمن خانة التردي العام الذي يميز الفضاء الافتراضي حيث الكل يسب الكل ويغيب أي معنى للنقاش أو السجال الجدي… ذالك أننا في حالة كتائب البيجيدي الإفتراضية، لسنا إزاء انزلاقات فردية بل أمام ممارسات مدروسة ومنهجية وخطوات منسقة تتكامل في أحيان كثيرة، مع تقلبات وإيقاعات الخطاب الرسمي للحزب في مواقفه إزاء مؤسسات الدولة أو الفرقاء الفكريين والسياسيين على حد سواء.

والمثير للانتباه أنه يتم هذا بتزامن مع البلاغ المقتضب الذي نشره الحزب مند أسابيع وخرجات أمينه العام ورئيس الحكومة محاولا على ما يبدو صرف الانتباه أمام ازدياد خطورة الموضوع بالتبرؤ من آليات تواصل حزبه الافتراضية واعتماد السخرية ومحاولة إخفاء الحقيقة وتمويه الرأي العام، بالتساؤل عن من وراء تلك المجموعات وأثرها وتكلفتها السلبية على قيادة الحزب ؟

فمن يتحمل مسؤولية تسميم الخطاب السياسي والسجال الفكري وهذا التصعيد الخطير المفتوح على تخوم الإرهاب، ومن يجب مسائلته عن التطبيع مع خطاب العنف والتهديد والترهيب، والكل يعلم أن العنف والاغتيال المعنوي كان دائما مقدمة للفعل المادي المباشر؟

وهل سننتظر حتى تنفذ الكتائب الافتراضية، وأتباعها أو ضحاياها، وعيدها في العالم الواقعي؟ وما سر صمت القانون وحياد الحكومة والدولة السلبي أمام هذا التصعيد الدعائي المفضوح والخروقات القانونية المهددة لحياة الأفراد وأمن المجتمع؟

‫تعليقات الزوار

11
  • عابر
    السبت 22 أكتوبر 2016 - 06:45

    قطيع من قطاع الطرق الجدد المترصدين المتربصين بعابري المواقع الافتراضية في غياهب الشبكة العنكبوتية….. في انتظار الخروج من ظلام المواقع إلى الواقع لنشر الظلام……….

  • Benmechdoud
    السبت 22 أكتوبر 2016 - 07:55

    صراحة لا أظن أن هنالك كتائب إلكترونية يمولها البيجيدي بالملايين أو بما يفوق الميار درهم!
    هذا ادعاء لا دليل ولا برهان عليه وهو مجرد وهم حتى لا أقول تضليل.
    بل هو تمظهر حقيقي للقاعدة الشعبية للحزب عبر الشبكة والعالم الافتراضي كما هو الشأن في الشراع و العالم الواقعي.
    أضف إلى ذلك أن كل الحملات الغير المشروعة و الدنيئة ضد العدالة والتنمية زادت في كسب تعاطف الشعب داخل الشبكة العنكبوتية و خارجها.
    هذه هي الحقيقة.

  • الرياحي
    السبت 22 أكتوبر 2016 - 08:39

    اصبت ، موضوع كان لا بد من معالجته ولو بالكي.شخصيا اتلقى الشتم والسب والتحقير من طرفهم واقوم بحذف التعليق عامة تنجح العملية لكنه تضييق وتدخل سافر في ما لا يعني الكتائب.
    الكتائب هي الوجه الحقيقي للحزب وهي اللتي تفضحهم وتفضح تطرفهم وديكتاتوريتهم و"داكشي" لي فيهم.
    من الجانب التقني تتدرب الكتائب وتتقن كل الحيل وما اكثرها للتصويت عدة مرات ولتمرير عدة تعليقات في وقت غير قانوني.
    تغش بما اتيت من تيكنولوجيا.
    لا يتدخلون بكتافة الا اذا ذكر اسم بن كيران.
    اقدر عددهم بعشرين دائم يتناوبون على حراسة المواقع وما ان ظهر موضوع من اهتمامهم يضربون النفير وتهم الكتائب لقلب الحقائق وتلجيم الناس وخاصة احتلال الحقل.
    ما يهمهم الا احتلال التعليقات الاولية لان غالبا القارئ لا يقرا الا صفحة.
    نفس التقنية تستعمل للتصويت عدة مراة هكذا رائنا مرات عدد اللايكات يصل الى 4000 او ناقص 3000
    مبدا الغش :
    لن اصهب لكن المسئلة عي تمويه النظام وتجديد دوريا بما يسمى IP الحاسوب طريق اخرى لكن مفعولها محدد هي تبديل …..
    اترك الفراغ عمدا
    تحية للاستاذ لاتارة موضوع كان دائما يقلقني لما فيه من ظلم للناس
    يغشون لاعلاء كلمة الله  

  • mostafa
    السبت 22 أكتوبر 2016 - 08:44

    si je suis contre pjd je peux écrire tout ce que je veux sous prétexte de liberté d'expressions mais si un membre ou partisan du pjd défend son partie c'est un phanlange

  • كارهة الضلال
    الأحد 23 أكتوبر 2016 - 00:30

    اول مرة في تاريخ المغرب المعاصر :
    يكون حزب سياسي ( ميليشيات سرية ) بتاطير شبه عسكري
    وتنظيم هرمي ( Melices Paramilitaires ) بتموييل يفوق الليار
    ونصف ..! .. " للتذكير هذا شبيه بما وقع في تركيا ، وادي الى
    انقلاب … والاخطر من هذا كله " فرضية وجود تمويل خارجي
    ( سعودي و قطري ) وهؤلاء يحرثون المجال السياسي في الخفاء
    تحت ستار جمعيات خيرية ( من قفف رمضان… الى اكباش العيد
    … وجمعياتهم تنشط في هوامش المدن " حيث يشترون ظمائر
    المستضعفين …الذين ازدادو حاجة بسبب سياسة البواجدة نفسها
    وهذه الامور الخطيرة. " معروفة عند الجميع ) …
    وهذه العوامل بذاتها تجعل الاستحقاقات البرلمانية ملعبا لميليشيات تجار الوهم … وتدفع بكل دمقراطي غيور على هذا البلد
    الى طرح عدة اسئلة امام هذه الاشكالية..

    كارهة الضلال

  • mamanouch
    الأحد 23 أكتوبر 2016 - 06:24

    الكلام عن هذه الكتائب تبرير للهزيمة , فكل الاطياف تنشط في الفايسبوك ,وانا اعرف شخصيا شبابا فايسبوكيون يهاجمون البام ولكنهم لا يؤيدون البيجيدي ,وحتى الذين يؤيدونه أعرف بعضهم انما يعبرون عن موقف شخصي لم يدفعهم اليه أحد , وبافتراض انهم جنود البيجيدي ,فأين هي جنود الاخرين؟

  • يونس السلفي
    الأحد 23 أكتوبر 2016 - 14:53

    والله إني أقوم بمجهودات في الأنترنت و على أرض الواقع و أعرف عددا كبيرا ممن يقومون بنفس العمل و لا علاقة لهم بالحزب و لم يتقاضوا أجرا و لا راتبا قط .. كل ما هنالك نصرة الحق و إبطال الباطل.

  • متتبع
    الأحد 23 أكتوبر 2016 - 18:27

    و الكتائب الموالية لحزب الجرار ماذا تقول عنها ؟
    شخصيا و بما أنني من المتعاطفين مع حزب العدالة و التنمية كنت دوما أرد على بعض التعليقات التي تهاجم البيجيدي و أدافع عن أفكاري بأسلوب حضاري……. و لا أعتبر نفسي من الكتيبة الإليكترونية التي أشار إليها الكاتب…و التي لا أعرفها أصلا…من تكون ؟ وهل بالفعل تدعمها جهة معينة ؟ أنا أدافع عن أفكاري ولا أنتظر صدقة من أي كان……..مهايتي الشهرية باعتباري أستاذ متقاعد تكفيني و الحمد لله…أدافع عن البيجيدي عن قناعة و لا أنتظر كما قلت صدقة من أحد ولو كان البيجيدي نفسه.

  • نور
    الأحد 23 أكتوبر 2016 - 21:03

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لكل جهة كتائبها الالكترونية……..

  • تبرير الفشل ؟
    الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 15:52

    الكتائب الإليكترونية……..ققف رمضان….أكباش العيد……تمويل خارجي….ديكتاتورية متعاطفي حزب المصباح……..كل هذه المصطلحات التي جاءت في بعض التعليقات ما هي إلا اتهامات مجانية لتبرير فشل الأحزاب التي كانوا يراهنون عليها لقلب الموازين وعزل حزب العدالة و التنمية .
    إن ما يتحدث عنه البعض وفي هذا الوقت بالدات الذي عين فيه ملك البلاد سي بنكيران لتشكيل الحكومة المقبلة و قيادتها يترجم عدم رضاهم بالنتائج و عدم قدرتهم أيضا في إيقاف الصفعات التي تلقاها حزب الجرار من غريمه حزب المصباح الذي لا ينطفئ نوره رغم كره وحقد الفاشلين.
    لكل هؤلاء أقول: بردوا على نفوسكم بمبررات واهية….فاتكم القطار..لقد فاز حزب المصباح.

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز