المرأة العاملة وتوزع الأدوار،وقفة في الأداء الحكومي؟

المرأة العاملة وتوزع الأدوار،وقفة في الأداء الحكومي؟
الجمعة 6 ماي 2011 - 04:09

تخلد المرأة المغربية العاملة عيدها الأممي لسنة 2011، وسوق الشغل بالمغرب يشهد ولوجا متصاعدا ومتميزا للمرأة، فآخر الأرقام للمندوبية السامية للتخطيط لسنة 2009-2010 تحدثت عن 11 مليونا ونصف المليون من السكان النشيطين، تمثل ضمنهم النساء نسبة 26.7 في المائة، وتصل نسبة النساء النشيطات في الوسط الحضري إلى 18.6 في المائة. وحسب إحصائيات رسمية، فإن مساهمة النساء في الناتج الوطني الخام قد تصل إلى الثلث، فبين صفوف 69 في المائة من النساء المصنفات “غير نشيطات”، هناك أكثر من 56 في المائة من النساء بالبيوت، يساهمن بتقديم القيمة الاقتصادية والبشرية “المضافة” غير المرئية وغير المحسوبة، إذ يقمن بالأعمال المنزلية: بتربية الأطفال، بالتكفل بالآباء والمسنين والمعاقين والمرضى …


بغض النظر عما تطرحه هذه الأرقام من تساؤلات، فإن هذه المتغيرات أفرزت تحولات اجتماعية عميقة نقف عندها مستحضرين اللحظة التاريخية التي يعيشها الوطن بالتفاعل مع رياح التغيير العربية والوطنية وكل المغاربة متطلعون إلى قيم الحرية والكرامة والعدل والمساواة والديمقراطية، ورقي لوضعية النساء العاملات من خلال:


أولا: سؤال المواكبة حول مدى انسجام البنيات الاجتماعية والثقافية والإدارية الجديدة مع الأدوار الطبيعية للمرأة من جهة ومن جهة أخرى حول مدى مواكبة السياسات العمومية لهذا الولوج المتصاعد للمرأة المغربية في سوق الشغل في مغرب اليوم بشكل يوفر لها حقوقها الطبيعية في انسجام مع توزعها بين الأدوار المنوطة بها. فالملاحظ اليوم أن المرأة المغربية تضطلع بأدوار متعددة، تعاني من كثرة المسؤوليات، وتتعرض تبعا لذلك للاستغلال والقهر بشتى أصنافه، وتواجه المستلزمات الأسرية بشكل منفرد دون أن تقوم الحكومة بتدابير إجرائية ملائمة. بل إن القطاعات الحكومية المعنية في العشرية الأخيرة تستنفذ جهودها في إشكالات غير صحيحة وبعيدة عن الاحتياجات الحقيقية لواقع المرأة المغربية فالخطاب الحداثي لا يقتصر على محاربة ما هو نمطي فقط بل يجب أن يتوجه كما هو الشأن لدى الحكومات الديمقراطية التي تتنافس أمام نساء بلدانها فيما توفره عمليا مواكبة لهذا الوجود المتميز للمرأة بسوق الشغل كتوفير خدمات القرب المتعلقة بالأسرة (مجانية دور الأرواض والحضانة للأطفال المستوفية للشروط المطلوبة لتخرج المرأة بطمأنينة) وكضمان الممارسة الفعالة لحق النساء العاملات في حماية الأمومة بحصول النساء العاملات على إجازة قبل وبعد الولادة تصل إلى المدة الملائمة أو عن طريق إجازة مدفوعة الأجر، أو عن طريق إعانات الضمان الاجتماعي المناسبة، أو عن طريق إعانات الصناديق العامة أو بالتنصيص على أن الأمهات اللاتي يقمن برعاية أطفالهن لهن الحق في إجازة كافية لهذا الغرض، بتنظيم العمل للنساء الحوامل، والنساء اللاتي أنجبن حديثاً، والنساء اللاتي يرعين أطفالهن، والنساء اللاتي يرعين أطفالهن، واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية حقوق العمل بالنسبة لهؤلاء النساء.


واقع المرأة العاملة اليوم يملي تبني سياسات عمومية وتدابير إجرائية وقوانين لمجابهة العوائق التي تحول دون الجمع بين ارتقاء المرأة في سوق الشغل والنجاح في تكوين مؤسسات أسرية ناجحة وذلك من خلال:


1. سن قوانين الحماية القانونية للمرأة العاملة والاشتغال على مشروع إصلاح جذري للوضعية القانونية للمرأة العاملة والذي يهم طبيعة توفير الشروط اللازمة للمزاوجة بين متطلبات الاهتمام بالأسرة ومستلزمات الاندماج داخل سوق الشغل. ثم حق الأسرة في الحماية الاجتماعية والقانونية والاقتصادية بهدف ضمان الظروف اللازمة للتنمية الكاملة للأسرة باعتبارها الوحدة الأساسية للمجتمع بتشجيع الحماية الاقتصادية والقانونية والاجتماعية للحياة العائلية بوسائل مثل الإعانات الاجتماعية والعائلية، الترتيبات المالية، وتوفير السكن العائلي، والإعانات للمتزوجين حديثاً والوسائل الأخرى المناسبة بعيدا عن الخطابات الخشبية البعيدة عن الواقع المعيش.


2. اتخاذ آليات ترمي التطلع إلى تحسين الشروط داخل مؤسسات الدولة لتنمية الفعالية الوظيفية للمرأة دون الإخلال بعملها ودون الإخلال بوظيفتها داخل مؤسسة الأسرة.


3. مراجعة النصوص الخاصة بالمرأة العاملة والتي تعكس نقصا واضحا كمحدودية الإجازات والرخص الخاصة بالمرأة العاملة، رخصة الولادة، رخصة التفرغ العائلي، رخصة الرضاعة، الدوام المستمر ، تشغيل النساء ليلا، طول ساعات العمل، استغلال الهشاشة الاجتماعية للنساء، التحرش الجنسي…


4. الحد من أشكال الجور بالمؤنث حيث يتم استغلال الهشاشة الاجتماعية للنساء في القطاعات التي تعرف نسبة كبيرة من النساء (النسيج والصناعات الغذائية) حيث يتعرضن للطرد الجماعي والإغلاقات اللا قانونية. وغالبا ما تجد الحكومة تتفرج بدل السهر على تطبيق تشريعات الشغل في هذه القطاعات خصوصا عندما يتعلق الأمر بالشركات الأجنبية.


كل هذا نتمنى أن يؤطره دستور ديمقراطي مؤسس لقوانين الكرامة والعدالة ومواكب للمتغيرات وحامي للمكتسبات وتترجمه ضرورة بلورة ميثاق اجتماعي يعزز الدور المحوري للأسرة في تنمية المجتمع ويدعم المشاركة النسائية الوازنة، ويحفظ الكرامة ويحقق الإنصاف للمرأة في اعتزاز تام بكل مقومات هويتنا الوطنية.


*نائبة برلمانية وباحثة في علم الاجتماع

‫تعليقات الزوار

6
  • hasna
    الجمعة 6 ماي 2011 - 04:15

    الأم تساوي الحنان العطاء هي المدرسة الألى كل شئ جميل في هده الدنيا،أحبك حتى نخاع أمي، اللهم آجعلها من نساء الفردوس أمين يا رب

  • تمزيرت
    الجمعة 6 ماي 2011 - 04:11

    ساتناول هنا جانبا مهما من عمل المراة المكابدة,وهي الام التي تشتغل في البيوت, في الغسيل والتصبين, وذلك من اجل اعالة ابنائها.اوجه نداء حارا الى كل من يحتضن بيته هذه المراة ليوم,لساعات,لا سبوع او لشهور, ان يحسن معها المعاملة ولا يساوم معها ثمن العمل كانه يريد شراء البطاطس من السوق وليقم باكرام هذه المراة ماديا ويزيد.والله لا يضيع اجر المحسنين.

  • hafid mhdwi
    الجمعة 6 ماي 2011 - 04:19

    _موضوع المرأة موضوع خطير
    _استغله الكثير لهدم المجتمعات
    _نحتاج كأمة تشهد تغيرات جذرية ألا نتسرع في الاجتهادات أو تبني مشاريع جاهزة
    _لا بد من معالجة الموضوع بدون مزايدات و لا حسابات ضيقة
    _يحتاج الى مشروع مجتمعي واضح و متدرج
    _أي اخلال ب القواعد المنهجية يؤدي الى عواقب حضارية خطيرة

  • موظفة غير منصفة
    الجمعة 6 ماي 2011 - 04:21

    المرأة الموظفة تعاني الأمرين ، إليكم فيما يلي يومياتي
    في الصباح الباكر أي السادسة صباحا –الخامسة بالتوقيت الجديد- أستيقظ لتحضير الفطور و الغداء بما فيه طهي الخبز، فزوجي العزيز لا يحب أن يأكل ما تطبخه الشغالة و لهدا فدوره هاته الأخيرة مختصر في التنظيف
    تانيا أقوم بالمناداة على الأطفال للإستيقاظ و الإشراف على إفطارهم و تحضيرهم للمدرسة
    تالتا أقوم بتوصيل كل واحد منهم لمدرسته اللأولى للمدرسة الإبتدائية و الأخرى للحضانة
    رابعا أتوجه لمكان عملي
    خامسا أتواجد أمم باب المدرسة وقت الخروج لتوصيل الأطفال إلى البيت و الإشراف على تغديتهم و إرجاعهم ثانية إلى المدرسة
    سابعا أو ثامنا لم أعد أتدكر هههه أعود إلى عملي و أشتغل إلى حين موعد خروجهم من المدرسة و أتوجه مسرعة إليهم و أحضرهم للبيت،
    أساعدهم على القيام بالواجبات المدرسية و أعد العشاء. ثم أدهب للنوم مجهدة بكل ما للكلمة من معنى.
    إلى هنا كل شيء ممتاز لكن ما يقض مضجعي أن الزوج يتهمني بإهمالي له ، فهو يريدني أن أكون دائما في كامل أناقتي كالفنانات من مكياج و لبس و إطالة الأظافر وووووو…………

  • الايكوبي
    الجمعة 6 ماي 2011 - 04:13

    اود لو تم تعداد عدد الرجال الذين حرموا من العمل بسبب عمل المراة. و عدد النساء العاملات لغير ضرورة و ربما يشكل عملهن زيادة عن الحد المعقول للدخل الاسري. و عدد العاملات التي حرمن من الزواج و الانجاب بسبب العمل. و عدد العاملات اللواتي حالفهن الحظ فوجدن زوجا يرغب في دخلها و ليس بسبب اخر. و كذا عدد العاملات اللواتي ندمن على خروجهن لسوق الشغل …حتى تكتمل الصورة

  • طيف المغربيب الرباط
    الجمعة 6 ماي 2011 - 04:17

    تحية نضالية لكل امراة مكافحة لمصلحة البلد والعباد اما بعد كوني عنصر نسوي عملت مايقرب الى30سنةكفاحا بالادارةع .م.براتب 500 درهم بالعشرةسنوات الاولى و1300درهم في 15 لسنة والاضافة براتب اسددبه الكراء والماء والكهرباء المرتع ارتفاعا ساروخيا اما المتطلبات اليومية غالبا بالسلف الى ان بيع منزل ابي لاداء الدين وعلاجي من شللي عن تهميشي المهني والدي اصيبوا بالاعاقةالصحية وعدم تامينهم الصحي نتيجة غياب حق لمتضررة بتفاديهم اجتهادها كما سمعتها من احدهم لم يعجبهم التزامهاصمودهااحترامها لنفسها صريحة نزيهةتعرف مالها وما عليهابملها المهم طموحاتي انكسرت من يسمعها مني ومن يساعدني على عرضها بتوفير اشياء بسيطة للتواصل والاتصال فالمراة لما تريد ان تعمل بجدية لانقاش في موضوعهالاكن ضررها بعدم الانصاف والطبقية يضر بمصيرها كامناضلة حقةوبعدبعد 30سنة نضال لم اتزوج لانني انشغلت بالاضرار المتوالية عن التهميش حرمت من درتي من المسؤول عن ضرري حرمت من كسب منزل لجمع اسرتي خاصة والدي اللدان اصيبا بالاعاقة من ضرري فعانيت من الديون لعلاجي ووالدي بالثمن الباهض بدون تامين لهم دير ادوار المحظوظين ولم ينظر بعين الاعتبر لوضعي المزري ولمااشكي يسخر مني الى ان يضيع حقي كامناضلة لمصلحة العامة اما اصلاح السلم لم احلم به ولا السكن لجمع شمل اسرتي بما يرضي الله ولهدا تمنى من كل امراة تحملت مسؤولية ان لا تسخر من متيلاتها لانني سبق اني اشتكيت لامراة مسؤولةوكان جوابها نحن لسنا في مهام تخصكم ولمادا هي هماك تقول انها تمثل المراة المتضررة واتضح على انها تسخر من المراة لمصلحتها اتمنى ان نجد نزيهات اللواتي يوصلن اضررنا للجهات المعنية حتى نستطيع ان نواصل الركب م الامة بالاصلاح بما يشرف البلد والعباد من طرف المراة المغربية كاعنصر مهم بالوطن لامواتمنى النجاح والتوفيق لكل من ساهم في الاصلاح بالادارة والتقاعد للمراة ان يكون باجرة تكون بها اسرتها وغيرها لانني بعد تقاعدي اريد تكوين بنات المتخلى عنهم والمطرودات والله يعاونا جميعا لفعل الخير بعد اصلاح ماسرق منا كاحق واجب لنا بحول الله وشكرا لكل من شاركنا في التحاور للتواصل

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة