مغاربة الخارج ومغزى التسجيل في اللوائح الانتخابية

مغاربة الخارج ومغزى التسجيل في اللوائح الانتخابية
الإثنين 23 ماي 2011 - 18:00

انتهت عملية التسجيل في اللوائح الانتخابية ومن حق أي امرئ مهتم بالشأن السياسي أن يتساءل عن محصلتها، وإن كانت نتائجها الأولية ضعيفة في داخل المغرب فإن نتائجها هزيلة جدا في قنصليات المغرب في الخارج وذلك لأسباب متعددة:


أولها أن التسجيل في اللوائح الانتخابية في الخارج لا يحمل أي معنى جدي إذ كيف يعقل أن نقول لمغاربة الخارج سجلوا أنفسكم بالقنصليات وأسرعوا بذلك، لكن إذا أحببتم تفعيل مقتضى هذا التسجيل أي القيام بعملية التصويت فما عليكم إلا بأخذ ثلاثة أيام عطلة أو أكثر وشراء تذكرة الطائرة للدخول إلى مكان تسجيلكم بالمغرب للقيام بالعملية، وهذا يعني أن على الشخص التضحية بما لا يقل على 500 أورو للقيام بواجبه الوطني وتحمل عبء السفر ومشقته والتخلي عن مصالحه من عمل وعائلة وغيرهما .


ثم ماذا سيقع لو أراد الزوج والزوجة المشاركة معا؟ المرأة المغربية في الخارج وهي تمثل نصف المهاجرين في الخارج لا اعتبار لها بهذه الطريقة، فغالبية النساء لن تتركن أبناءهن وأزواجهن لمجرد وضع بطاقة انتخاب، وهنا يظهر لنا جليا مدى تقريب الإدارة من المواطنين التي تنسى دائما أن عشر المغاربة يقطنون بالخارج ثم ماذا عن شعار المغرب الحداثي الديمقراطي أم هو شعار يُرفع فحسب وجعجعة ولا نرى طحنا؟ حرض.


ثانيا كثير هم من لم يصلهم الخبر ولم يعلموا أن التسجيل مفتوح بالقنصليات، وكثير من بين من وصلهم النبأ لم يُحفزوا ولم يحسسوا للقيام بالتسجيل، وكثير ممن علم وأراد التسجيل لم يستطع الذهاب إلى القنصليات لبُعدها ولكونها لا تعمل إلا في الصباح، فماذا بقي؟.


ثالثا، وكنتيجة للإشكالية الأولى يتخوف الكثيرون من عدم استطاعتهم في الوقت المطلوب الالتحاق بالوطن الأم للقيام بالعملية وهكذا ستكون بطاقات انتخابهم محل بيع وشراء لمن اعتادوا شراء الأصوات والتلاعب ببطاقات الانتخاب ومن هنا يفضلون عدم التسجيل.


لكل هذا ولغيره فإن محصلة التسجيل لن ترقى ولو إلى مستوى المشاركة الرمزية وهو الذي ربما سعت إليه الإدارة من خلال فتحها التسجيل في اللوائح، ومن ثم فإن على الحكومة الاختيار بين أمرين واضحين صريحين:


إما أن تعلن إقصاء مغاربة الخارج من العملية برمتها تسجيلا وتصويتا ومشاركة وتتحمل مسؤوليتها في ذلك، وتتضح الأمور ويصبح الطلاق السياسي بائنا ومن هنا يعلم كل مغربي قاطن بالخارج أن عليه تحمل جميع الأعباء للتسجيل والتصويت بالدخول إلى المغرب، ويكون على الأقل لحكومتنا الموقرة الفضل بالقطع مع هذا النفاق السياسي الذي يسمح بالتسجيل دون التصويت مما يجعل التساؤل عن الفائدة والمغزى من التسجيل سوى ربما تجميع مخزون لا بأس به من البطائق الانتخابية التي تعلم الإدارة أن أصحابها لن يأتوا لسحبها.


وإما أن تسمح بالتصويت في نفس المكان الذي يتم به التسجيل وتقطع مع هذا الإقصاء الذي طال أمده ويترجى الكثير أن يُجعل له حد مع الحراك السياسي القائم، وتحسم الخلاف ولا تأتي لتخبرنا أن المشاكل التقنية لسنة 2007 لا زالت قائمة، إذ أن هذا سيعتبر من أبناء المغرب في الخارج نوع من اللعب على الذقون .


لا خيار ثالث إذن، ولهذا وللقطع مع كل هذا فإن أحسن وسيلة للسماح بتصويت مغاربة الخارج هي فتح مكاتب للتصويت بالخارج مع اعتماد البطاقة الوطنية كوسيلة وحيدة للتصويت ، وهكذا يمكن لأي كان الانتخاب حالما أراد ذلك ومتى اقتنع بجدواه وفائدته، ونكون بهذا سمحنا لأغلبية الشعب المغربي في الداخل والخارج القيام بواجبهم ولا نسمع التباكي والأسف على العزوف الانتخابي، إذ يعلم الجميع أن المشاركة السياسية رغبة ليست لدى الجميع وأن الرغبة تتصاعد مع حُمّى الحملات الانتخابية حيث يتحمس كل واحد إلى من يطرح البرنامج الذي يستهويه ويلبي مطالبه وقرار المشاركة في العملية من عدمها يتم في آخر اللحظات.


إن الأمل معقود على أصحاب القرار كي يقوموا بواجبهم فتتضح الأمور ويتخذ قرار واضح إذ أن الوضع الحالي لمغاربة المهجر يجعل مشاركتهم السياسية أمر دونه خرط القتاد.


*باحث في العلوم السياسية


[email protected]

‫تعليقات الزوار

10
  • علي
    الإثنين 23 ماي 2011 - 18:12

    ممغاربة الخارج مساكين،لا ينظر إليهم إلا كالأبقار الحلوب،و هم مواطنون من الدرجة الرابعة أو الخامسة قدرهم يحسب بكميات العملة التي يستطيعون جلبها للمغرب وفي آجال مسماة،و إلا فلا داعي لرجوعهم أصلا.

  • khalid
    الإثنين 23 ماي 2011 - 18:02

    بعض الإخوان الذين يتشدَّقون بتمثيليتهم للجالية المغربية لا تربطهم بهذه الفئة سوى الإسم و أرض المهجر، و لا تجد لهم أثراً إلَّا في شاشات التلفزيون و مواقع الفايسبوك و الجرائد الإلكترونية .الجالية في واد و أنتم في واد ..، و لا يهمُّكم إلاّ “لحْسان الكابَّا” و التجارة بهؤلاء المساكين “التَّالْفينْ” بين قساوة الغربة و “تَمارة” و بين حنين البلاد و أنتم ..،السِّي المرابط ..رأيناك تتملَّق لأحزاب جائت من المغرب و هي التي نعرف جميعا أنّها لا تعير ولو شعرة من إهتماماتها للجالية..، إذا كُنتَ تُريدُ مَنْصِبًا أو شيئاً آخر فليسَ على ظهورْ المتقاعدين و أبناءهم السُّذج .

  • said de france
    الإثنين 23 ماي 2011 - 18:04

    moi je suis un marocain qui vis en france , mais franchement quand je vois ce qui se passe au maroc ça me dégoute tabasser des gens qui manifestent passifiquement c est une honte pour mon pays et pou moi !! et vous me demander de venir voter au maroc ?!!! je suis pas foux quand meme

  • نسمة المغرب
    الإثنين 23 ماي 2011 - 18:10

    و مشكل غتلقى هذوك لى كل ويكاند ولفو يخرجو يغوتو و مصدعين لوقت بالديموقراطية بمفهومهم تاحد فيهم متسجل يا اما حيت مزال قاصرين في السن و اكيد قاصر لا يقاس عليهم وهم اغلبية او قاصرين في العقل بحال خديجة و رباعتها لعفوميعرفو

  • مغربية مقيمة بفرنسا
    الإثنين 23 ماي 2011 - 18:16

    كل ما اريد قوله ادرج بالمقال مشكور انا كمغربية بفرنسا اريد ان اشارك بالانتخبات
    على الاقل ما يضيع حقي في التصويت

  • sukata
    الإثنين 23 ماي 2011 - 18:18

    ماذا لو ان المواطن الذي تتكلمون عليه يقطن ببلد لا توجد فيه اي تمثيلية ديبلوماسية???????

  • mohamed bourbaa
    الإثنين 23 ماي 2011 - 18:20

    somos personas no somos peros ijos de puta

  • dhman
    الإثنين 23 ماي 2011 - 18:06

    azul emydigan amazigh ador tedom atsjlam ge litikhab hat walou ras echfarn aydi etrchahan dona esjlan ador dtedom adag tgram tiwri9im eymakarn…………………?

  • هدهد سليمان
    الإثنين 23 ماي 2011 - 18:14

    لا يجب أن يغيب عن الذهن بأنه إذا كان لكل مكان و لكل زمان بالعالم العربي له صعاليكه المنبوذين المطرودين المحتقرين، فسنكون نحن حتما هم صعاليك المغرب لهذا العصر؛ نعم، نحن طبعا عصابة المهاجرين المغاربة الفارين من ذل العبودية و من جحيم المهانة و الإذلال و الحط من قيمتنا كبشر.
    فحياتنا و عيشتنا و سيرتنا و سلوكنا و ثقافتنا و تكويننا و آدابنا و أخلاقنا و نظرتنا لبني قومنا (المغاربة أثرياء و فقراء على حد سواء داخل الوطن) وكذا في إختلاف فئاتنا في الصعلكة (الهجرة) و في أمزجتنا و في تقبلنا للمصير المحتوم و في فلسفتنا للحياة، فكل ذلك يتشابه مع صعاليك عصر ما قبل ظهور الدعوة الإسلامية.
    فلا يكاد الفرق أن يكون بيننا و بينهم إلا في أن صعاليك ذلك العصر فروا إلى بلاد الحر و الصحراء، و نحن فررنا إلى بلاد الثلج و الصقيع. و إذا كان تقبل بعض صعاليك ذلك العصر، بإرتياح و ذلة نفس، يساعدون نساء الحي متى هن إستعنهم بهم و طلبن مساعدتهم بمقابل كسرة خبز يابسة و جافة، فنحن أيضا بيننا صعاليك إذلة يقبلون الأرض و يبوسونها تحث أرجل نساء المخزن و يرحبون بقراراتهن.
    لكن يوجد صعاليك آخرون، من نوع آخر، يتقاسمون سمات مشتركة مع صعاليك العصور القديمة؛ هي في الشجاعة و طلب الحق بالقوة وبالأنفة و بعزة النفس، و في المغامرة و المخاطرة بها، وفي التواد و التراحم بينهم، و في الرفق و المحبة بإخوانهم و أهلهم الضعفاء داخل الوطن الأم، و كذا في إعلانهم العداوة و البغظاء و الكراهية و الإنتقام من الذين كانوا سببا في طردهم و نفيهم و التنقيص منهم و في إقصائهم و تهميشهم. ولم يبق لهم إلا بدء الإغارات المتتوالية. أما الأسلحة فلن تكون بأي حال سرا من الأسرار، فهي و إن كانت مثل أسلحة الصعاليك الأوائل أسلحة في الكيفية؛ هجومية لا وجود للدفاعية بينها. و لن يكون لقتلاها من ضحايا أبرياء أبدا إلا الذين تسببوا في التصعلك الذي لا مبررله، وهم بالأساس من المنتسبين للمغاربة. ثم سيبارك الشرق و الغرب تلك الغزوات وسيتخذان من صعاليك المغرب قدوة لهما.

  • sanaa
    الإثنين 23 ماي 2011 - 18:08

    ممغاربة الخارج مساكين،لا ينظر إليهم إلا كالأبقار الحلوب،و هم مواطنون من الدرجة الرابعة أو الخامسة قدرهم يحسب بكميات العملة التي يستطيعون جلبها للمغرب وفي آجال مسماة،و إلا فلا داعي لرجوعهم أصلا.
    copie

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 14

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة