تداعيات الأزمة الكتالونية تؤجج "الاستقطاب السياسي" في إسبانيا

تداعيات الأزمة الكتالونية تؤجج "الاستقطاب السياسي" في إسبانيا
الإثنين 21 أكتوبر 2019 - 02:55

يواجه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، انتقادات لاذعة لكيفية تعامله مع الاحتجاجات العنيفة للانفصاليين الكاتالونيين حتى بعد عودة الهدوء إلى الإقليم، وذلك قبل الانتخابات العامة المقررة الشهر المقبل.

ونظّم حزب “سيودادانوس” أو “مواطنون”، الذي تشكّل احتجاجا على النزعة الانفصالية في كاتالونيا، تجمعا أمام مقر الحكومة الإقليمية في برشلونة تحت شعار “هذا يكفي. العدالة والتعايش”.

وقال زعيم الحزب، ألبرتو ريفيرا، قبل بدء التجمع: “رأينا بما يكفي كيف يجول المتطرفون بحرية ويخيفون ملايين الإسبان على أرضهم. الشوارع ملك للجميع”.

ودعا سانشيز إلى تعليق استقلال كاتالونيا مثلما فعلت الحكومة المركزية في عام 2017 بعد أن أعلن البرلمان الكاتالوني الاستقلال في أعقاب استفتاء محظور على انفصال الإقليم عن إسبانيا.

وخيّمت الاحتجاجات على شوارع برشلونة وغيرها من المدن الكاتالونية منذ إصدار المحكمة العليا، الاثنين، أحكاما مشددة بالسجن في حق تسعة قادة، العديد منهم وزراء سابقون في الحكومة الإقليمية، تصل إلى السجن 13 عاما، لإدانتهم بالعصيان في مسعاهم إلى الاستقلال.

وأصيب نحو 600 شخص في صدامات مع الشرطة منذ بدء الاحتجاجات، بينهم ضابط شرطة في “حالة خطيرة للغاية”، ومتظاهر “في حالة حرجة”، وفقًا لرئيسة بلدية برشلونة، آدا كولاو.

لا حوار

وفي مقابلة نشرت في جريدة “ال بايس” اليومية الأكثر مبيعا، اتهم زعيم الحزب الشعبي المحافظ المعارض، بابلو كاسادو، الحكومة “بالتظاهر بعدم حدوث أي شيء”، ووعد بأن كل شيء سيعود إلى طبيعته “بالاعتدال”.

وقال كاسادو في إشارة إلى رئيس إقليم كاتالونيا الانفصالي، كيم تورا، الذي دعا، السبت، إلى مفاوضات “غير مشروطة” مع سانشيز، “لا يمكن أن يكون هناك حوار مع من يجعلون كاتالونيا تحترق”.

ويبدو أن مناورة تورا تهدف إلى ضمان مناقشة إجراء استفتاء قانوني حول الاستقلال، وهو أمر غير مطروح بالنسبة إلى مدريد.

ورفض سانشيز، الذي وصل إلى السلطة في يونيو 2018 بدعم من الأحزاب الانفصالية الكاتالونية، لقاء تورا مشترطا أن يدين الأخير “بوضوح” أعمال العنف التي وقعت هذا الأسبوع، ويعترف بأن نحو نصف سكان كاتالونيا البالغ عددهم حوالي 7,5 ملايين نسمة لا يريدون الاستقلال.

وأظهر استطلاع للرأي نشره معهد كاتالوني عام في يوليو أن دعم استقلال كاتالونيا عند أدنى مستوى في عامين؛ إذ عارضه 48,3 بالمئة من المشاركين في مقابل تأييد 44 بالمئة.

زيادة “الاستقطاب” السياسي

دفع قرار المحكمة النزاع الكاتالوني إلى قلب النقاش السياسي قبل الانتخابات العامة التي ستجري في إسبانيا في 10 نوفمبر.

ووفقًا لاستطلاع الرأي الأول منذ صدور الحكم الاثنين، من المرجح أن يحصل الحزب الاشتراكي الحاكم على أكبر قدر من الأصوات، لكن بدون تحقيق الغالبية مجددا. ويعتقد أن الحزب الشعبي المحافظ سيحقق مكاسب كبيرة.

وتوقع الاستطلاع الذي نشرته صحيفة “ال موندو” اليومية أن يحصل الاشتراكيون، بقيادة سانشيز، على 122 مقعدا في البرلمان المؤلّف من 350 مقعدا، بتراجع طفيف عن الـ 123 مقعدا التي حصلوا عليها في الانتخابات الأخيرة في أبريل، بينما يتوقع أن يحصل حزب الشعب على 98 مقعدًا مقابل 66 مقعدا يشغلها حاليا.

وكتب بابلو سايمون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كارلوس الثالث بمدريد، في مقال، السبت، أن “النظام والأرض لم يكونا أبدا رهانا رابحا بالنسبة للاشتراكيين”، مضيفًا أن الأزمة الكاتالونية “ستزيد الاستقطاب” السياسي ما من شأنه أن يفيد الأطراف الأكثر تطرفا مثل حزب فوكس اليميني المتطرف والانفصاليين المتطرفين.

وبعد ستة أيام من الاحتجاجات المتواصلة، ساد الهدوء النسبيّ مساء السبت برشلونة، لكن المتظاهرين أقاموا متاريس وأشعلوا النار في جادة لا رامبلاس الشهيرة قبل أن تفرقهم الشرطة.

وليل الجمعة السبت، قام الانفصاليون المتشددون بإلقاء الحجارة والألعاب النارية على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيّل للدموع والرصاص المطاطيّ.

وتسببت محاولة انفصال هذه المنطقة الغنية الواقعة شمال شرق إسبانيا في العام 2017 في أسوأ أزمة سياسية عرفتها البلاد منذ نهاية حقبة ديكتاتورية فرانكو عام 1975.

*أ.ف.ب

‫تعليقات الزوار

7
  • خالد
    الإثنين 21 أكتوبر 2019 - 03:19

    الشباب و المراهقون هم اغلبية المحتجين و لا يعرفون عواقب الانفصال

  • برقوقيات مهاجر
    الإثنين 21 أكتوبر 2019 - 03:22

    كتالونيا ستستقل و ستتحرر الشعوب المستضعفة 2020 ستدخل بتغيير جدري للعالم الانضمة الدكتاتورية ستنقرض و ينقرض معها عياشتها

  • مشكل خفيف
    الإثنين 21 أكتوبر 2019 - 04:20

    طبيعة الكتالان تختلف عن باقي الشعب الإسباني، هو شعب حقاني، جدي، عملي، إنساني مسالم، وهو محرك الإقتصاد الوطني وكما يقال يستطيع صنع الخبز من "تراب"، لكنه بعد عدة محاولات من ممثليه في إيجاد حل مع السلطة المركزية للتوزيع العادل للثروة أمام تعنت هذه الأخيرة وكانت عائدات الإقليم تقتضم وتوهب إلى أقاليم أخرى سبب إلغاء العديد من المشاريع التنموية الإجتماعية ونزل مستوى العيش بصفة ملحوظة، فكانت النتيجة الحتمية خروج الشعب الكتالاني إلى الإحتجاج رافعا سقف المطالب إلى الإنفصال، ولو تحقق المطلب الأول لعادت المياه إلى مجاريها وكأن الشيئ لم يكن.

  • محمد أيوب
    الإثنين 21 أكتوبر 2019 - 08:13

    رأيي:
    يعلم الكثير من المغاربة أن اقاليم كتالونيا والاندلس والباسك من أكثر الاقاليم التي تتواجد بها جمعيات مؤيدة لجماعة البوليساريو الانفصالية..وهاهي منطقة كتالونيا تذوق من نفس كأس الرغبة في الانفصال الذي تريده عندنا جمعياتهم المشكلة هناك على أرضهم..شخصيا لا اؤيد انفصال كتالونيا ولا بلاد الباسك عن اسبانيا رغم ان الامر لا يعنيني في شيء..فهو بين الاسبان انفسهم يحلونه بالطريقة التي ترضيهم..كتالونيا يصل عدد سكانها الى حوالي8مليون نسمة..وهي منطقة غنية للغاية وتساهم بنسبة كبيرة في اقتصاد اسبانيا وتعتبر نفسها في وضعية أفضل من باقي اقاليم اسبانيا. ورغم انها تتمتع لاستقلال شبه ذاتي يمنح حكومتها اختصاصات كبيرة في تسيير شؤونها وتستعمل لغتها الكتالونية في الإدارة والتعليم.الا انها تريد الانفصال عن اسبانيا.هذه الرغبة تعارضها رسميا اسبانيا طبعا وكذا نسبة مهمة من الكتالانيين.وعلى أية حال فليذق الاسبان المؤيدون للبوليساريو بعض ما عانيناه نحن ولا زلنا-ولو بدرجة أقل حدة حاليا_ليعلموا جيدا مدى فداحة ما يترتب عن النزعات الانفصالية المتهورة من نتائج وتداعيات سلبية على حياة الناس اليومية..
    وكما تدين تدان.

  • مشكل عميق
    الإثنين 21 أكتوبر 2019 - 11:24

    إلى الأخ المعلق رقم 3 – مشكل خفيف : مشكل الكتلان أنهم يعتبرون أنفسهم أرقى من باقي الأعراق الإسبانية، وأنهم الأقرب ثقافيا وحضاريا إلى أوربا. أضف إلى ذلك أن الإتحاد الأوربي لن يسمح بانفصال الإقليم، لأنه سيمثل الضوء الأخضرأمام كل الإثنيات التي تعج بها أوربا للمطالبة يالإنفصال، كورسيكا، الفلامان ببلجيكا، المقاطعات الألمانية، وشمال إيطاليا. أنظر إلى ما حصل لجمهوريات الإتحاد السوفياتي ولدول البلقان.

    رجاء أنشروا

  • مغربي
    الإثنين 21 أكتوبر 2019 - 13:29

    ألآن فقط أصبح الانفصال جريمة يا من كنتم تؤيدون الانفصال في دول أخرى

  • المشكل خفيف
    الإثنين 21 أكتوبر 2019 - 18:19

    إلى الأخ المعلق رقم 5 ـ مشكل عميق،
    إنك لم تفهم محتوى تعليقي ، وسأحاول شرح ما كتبت باختصار لم يكن هدف الكاتالان الإنفصال ، بل هو مشكل التدبيرالمالي وإحساسهم بالإجحاف في توزيع الثروة والتعنت من جهة السلطة المركزية جعلهم يرفعون سقف المطالب إلى حد الإنفصال ، ولو سويت المشاكل المالية لرجعت المياه إلى مجاريها لا إنفصال ولا هم يحزنون ، إذا لم تفهم كلامي فاسأل من يستطع توصيل الفكرة لتستوعبها، أنا هذا جهدي.

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات