من تروتكسي إلى موراليس .. المكسيك تتحول إلى "أرض منفى"

من تروتكسي إلى موراليس .. المكسيك تتحول إلى "أرض منفى"
الخميس 14 نونبر 2019 - 02:00

جاء دور البوليفي إيفو موراليس ليلجأ إلى المكسيك التي آوت من قبله ليون تروتسكي وأرملة سلفادور أليندي والجمهوريين الإسبان مروراً بمفكرين مثل السينمائي الإسباني لويس بونيويل.

ولدى استقباله إيفو موراليس، الثلاثاء، قال الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور: “إنني فخور بقيادتي لحكومة تضمن حق اللجوء”.

وصرح موراليس عند نزوله من الطائرة العسكرية التي وضعها الرئيس المكسيكي تحت تصرفه وأرسلت إلى بوليفيا لإحضاره، بأن “المكسيك أنقذت حياتي”.

وأكد السفير المكسيكي المتقاعد، أوغستين غوتيريس كانيه، لوكالة فرانس برس، أن منح اللجوء السياسي لموراليس يندرج بشكل مثالي في إطار اتفاقات بين دول أميركا اللاتينية بهذا الشأن، وقعت المكسيك عليها.

وأوضح الدبلوماسي أن “الشرط الذي يجب توفره هو أن يكون الشخص المعني مضطهداً لأسباب سياسية من شأنها أن تعرض حياته وحريته وسلامته الجسدية للخطر”.

ورأى غوتيريس كانيه أن حالة موراليس كانت “طارئة”، علماً أن موراليس نفسه قد أسرّ لصحافيين بأن حياته كانت في خطر وبأن جيرانه قاموا حرفياً بإنقاذها.

إلا أن عرض اللجوء على موراليس لا يحظى بالإجماع في المكسيك، فقد تعرض لانتقادات من الأطراف المعارضة للرئيس لوبيز أوبرادور، خصوصاً حزب العمل الوطني المحافظ.

أما الحزب الثوري المؤسساتي الذي استقبل خلال حكمه البلاد لسبعة عقود الآلاف من السياسيين المضطهدين، فلم يعلن عن أي موقف إزاء لجوء موراليس للمكسيك.

وكتب الرئيس الأسبق فينسينتي فوكس، الذي حكم بين 2000 و2006 وينتمي لحزب العمل، على تويتر قائلا: “نتحدث هنا عن ديكتاتوري يريد أن تتم إعادة انتخابه! إنه شخص غير مرغوب فيه بالمكسيك”.

من جهتها، تساءلت الكاتبة الحائزة على جائزة سيرفانتيس لعام 2013، المقربة من الرئيس الحالي للمكسيك، إيلينا بونياتوفسكا، في تغريدة: “لماذا يريد رؤساء الجمهوريات أن يبقوا في السلطة للأبد؟ لماذا يصر إيفو موراليس على الاعتقاد أنه لا يوجد سواه؟”.

لا اعتبارات إيديولوجية

أوضح الدبلوماسي السابق غوتيريس كانيه أن “هناك العديد من الآراء، من اليسار واليمين، لكن المهم هو أن منح اللجوء السياسي لا يمكن أن يستند إلى اعتبارات إيديولوجية”.

قد تكون قصة لجوء تروتسكي للمكسيك هي الأكثر شهرةً، لكن غوتيريس كانيه يرى أن القائد الثوري لنيكاراغوا سيزال أوغوستو ساندينو “كان أول سياسي تستقبله المكسيك”.

أما تروتسكي، وبعدما طرده جوزيف ستالين في عام 1929 من الاتحاد السوفياتي، فقد قام برحلة من تركيا إلى النرويج ثم فرنسا قبل أن يصل المكسيك في عام 1937.

وقال غوتيريس كانيه: “تدخل الرسام دييغو ريبيرا (زوج الرسامة فريدا كالو) لصالحه لدى الرئيس المكسيكي لازارو كارديناس، لكن الحماية المكسيكية له لم تجد نفعاً في نهاية المطاف لأن تروتسكي اغتيل على يد رامون ميركادير”.

دخل كارديناس التاريخ أيضاً باستقباله الجمهوريين الإسبان بعد انتصار فرانكو في نهاية الحرب الإسبانية. أكثر من 20 ألف منفي إسباني وجدوا ملجأ في المكسيك، بينهم سياسيون ومفكرون معروفون ورجال أعمال وآخرون مجهولون.

وبات الشاعر الإسباني ليون فيليبي وجهاً مألوفاً في المقاهي البوهيمية المكسيكية، فيما اندمج السينمائي لويس بونيويل في المشهد المحلي أيضاً حيث قام بإخراج العديد من أفلامه، خصوصاً “لوس أوليفيدادوس” (المنسيون). وتوفي في المكسيك عام 1983.

وشرعت أبواب المكسيك على مصراعيها أيضاً في سبعينات القرن الماضي في أعقاب العديد من الانقلابات العسكرية وسيطرة مستبدين عسكريين على السلطة في عدة دول في أميركا اللاتينية.

وكانت قصة رحيل أورتينسيا بوسي سوتو دي أليندي إلى المنفى، بعد أربعة أيام من الانقلاب الذي أطاح بزوجها سلفادور أليندي في 11 سبتمبر 1973، دراماتيكية.

اختبأت أليندي في ظروف صعبة بين جدران سفارة المكسيك في تشيلي، قبل أن تؤمن لها الجهود الدبلوماسية المكسيكية فرصة الهروب الآمن مع عائلتها وعدد من المتعاونين مع زوجها.

واستفاد أميركيون لاتينيون آخرون من حق اللجوء في المكسيك، خصوصاً من الأرجنتين والأوروغواي.

وهربت ريغوبيرتا مينتشو، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1992، من غواتيمالا في عام 1980 ولجأت إلى المكسيك.

ووصلت المفكرة الأرجنتينية مارتا دي كييا إلى المكسيك عام 1976، بعد خطفها من قبل المجلس العسكري الحاكم في بلادها.

وأقرت دي كييا، بحزن، قائلة: “ما زلت هنا في المكسيك، بعد 40 عاماً، بتّ مواطنة مكسيكية، بنيت بيتاَ، بناتي مكسيكيات، أنا مدينة جداً لهذا البلد”.

*أ.ف.ب

‫تعليقات الزوار

2
  • momo
    الخميس 14 نونبر 2019 - 04:23

    ايفو موراليس يختلف تماما عن الذين ذكروا في المقال، والذين تعرضوا حقا للاضطهاد في مراحل مظلمة من تاريخ بلدانهم…موراليس لو أنه فضل الرحيل في صمت بعد انتهاء عهداته، لما احتاج إلى طلب لجوء، لكنه أراد لعب دور الضحية المضطهد خاصة وأنه من الهنود، السكان الأصليين لأمريكا اللاتينية، الذين يدعون الاضطهاد بحق أو بدون حق من طرف البيض، وبعضهم بالمناسبة آخر من تمسك ببقاء موراليس في الحكم، وربما تأتي خطوة الرئيس المكسيكي بمنح اللجوء لهذا الأخير، كمحاولة لكسب شعبية لدى طبقة الهنود في بلده.
    وبمناسبة الحديث عن عقدة الاضطهاد، فمن الأسباب التي جعلت البوليساريو تنجح في اختراق بعض دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا وإلى الآن حتى، حيث وبالإضافة لعامل تاريخ هذه الدول مع الماركسية، كان يعمد قادة بوليساريو إلى إسقاط الحالة الصحراوية على حالة الهنود في أمريكا اللاتينية في مواجهة البيض، حيث يذهبون هناك بلباس تدريب عسكري أو مرتدين أسمالا بالية، ويدعون زورا أن الصحراويين قوم مختلف عن المغاربة، وبعادات مختلفة، ويعانون التهميش، وهو الخطاب الذي تم تفكيكه من طرف المغرب.

  • مواطن عابر للحدود
    الخميس 14 نونبر 2019 - 07:47

    الحرية يا وطن الانسان ….ما اعظم ..ان تكون في خدمةها ….حيثما كنت …حيثما تكون ….لك اخوان هناك …المهم ان تعيش حرا …وتؤمن بان سعادتك لا يمكن ان تكتمل الا بسعادة اخوانك من بني البشر ….ايتها الحرية فيك وحدك الف وطن …اما التراب …فلن يعدو ان يكون ترابا حيثما كان ….الحدود هي في القلوب قبل ان تكون على التراب ….

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس