احذروا قرصنة بطائقكم البنكية!

احذروا قرصنة بطائقكم البنكية!
السبت 4 يناير 2020 - 23:48

موجة من الهلع الشديد عمت قلوب عدد كبير من المواطنين المغاربة والأجانب خلال هذه الأيام الباردة من شهر دجنبر، وهم يتهيأون لاستقبال السنة الميلادية الجديدة 2020، على إثر ما بات متداولا على نطاق واسع بين نشطاء منصات التواصل الاجتماعي حول قرصنة المعلومات البنكية، لزبناء الأبناك من مستعملي الشبابيك الأتوماتيكية، حيث يعمد القراصنة إلى استخدام أساليب وتقنيات جد متطورة في الاستيلاء على أموال الناس بالباطل…

فبعد أن كان أصحاب البطائق البنكية يتوجسون خيفة من أن يتعرضوا للاعتداء والنهب أثناء استخراج أموالهم من الصناديق الآلية، أصبحوا اليوم يخشون من قرصنة معطياتهم واستعمالها في ابتلاع أرصدتهم المالية. وهذه القرصنة للمعلومات البنكية والسطو على الأموال ليست بالحدث الجديد، غير أنها أخذت هذه المرة زخما كبيرا من المواكبة الإعلامية وأبعادا أخرى، حيث أن الحديث عنها لم يعد منحصرا في الفضاء الأزرق وفي المقاهي والبيوت، بل امتد ليشمل الأجهزة الأمنية في أعلى مستوياتها، التي تعبأت جيدا ضد هذه الأعمال الإجرامية الخطيرة.

ذلك أن المديرية العامة للأمن الوطني، دخلت بقوة على خط الأحداث المتسارعة، جراء سيل الشكايات التي ما فتئت الدوائر الأمنية تتلقاها في بعض المدن من قبل وكالات البنوك التي تم استهدافها. وهو ما أدى بها إلى مطالبة بنك المغرب بالتدخل العاجل، الذي لم يتأخر في مراسلة الإدارات الجهوية لجميع المؤسسات البنكية، داعيا إياها إلى اتخاذ الحيطة والحذر وكل ما يلزم من تدابير إجرائية كفيلة بالتصدي لعمليات قرصنة المعطيات البنكية لمستعملي الشبابيك الأتوماتيكية، وإعادة تحميلها على بطاقات بنكية أخرى واستخدامها في السحب من حسابات الضحايا، بعد استنساخ أقنانهم السرية…

ويعود السبب في التفاعل السريع بين الإدارة العامة للأمن الوطني وبنك المغربية وسائر مراكز البنوك، إلى ما عرفه الشهر الأخير من عام 2019 من انتشار واسع لأشرطة فيديو وصور عن الطرق التقنية المعتمدة في قرصنة المعلومات عبر الموزع الآلي، ولعملية سرقة تعرضت إليها مواطنة مغربية تم الاستيلاء على حوالي 30 ألف درهم من حسابها البنكي في ظرف وجيز ومن مدن مختلفة، وهو اللغز الذي عجزت إدارة المؤسسة البنكية والأجهزة الأمنية عن حله والوصول إلى تحديد هوية الجناة. مما بث الرعب في نفوس مستعملي هذه الشبابيك الآلية، الذين أصبحوا يشعرون بأن حساباتهم لم تعد في مأمن. وتكمن خطورة هذا النوع من السرقة في أنه فضلا عن كونه لا يترك أثرا للواقفين خلفه، يضر بالاقتصاد الوطني عن طريق فقدان الثقة في المصارف المالية، التي أضحت غير قادرة على حماية زبنائها وفي البطائق البنكية والشبابيك الأتوماتيكية اللتين لا تصمدان بدورهما أمام الاختراق.

فقد أصبح اليوم كل ذي بطاقة بنكية مشروع ضحية للقرصنة، مما يجعله يتردد في التوجه إلى الشبابيك الأتوماتيكية من أجل عملية السحب، خوفا من إمكانية تعرضه للنهب سواء كانت بطاقته البنكية وطنية أم دولية وغيرهما، لاسيما أن الأخبار الرائجة تفيد بأن القراصنة تمكنوا في السنوات الأخيرة من اختراع تقنيات عالية في أنشطتهم الإجرامية، وصاروا يعتمدون على أحدث الطرق في السطو خلال بضع ثوان على المعطيات البنكية والأقنان السرية، ومن هذه التقنيات نجد على سبيل المثال ما يسمى ب”Skimmer” وهي تقنية تباع خفية وبسعر يختلف باختلاف الوسائل المستعملة في نقل المعلومات. حيث يكلف نقل المعلومات عبر رسائل قصيرة بالهاتف النقال زهاء 24 ألف درهم، وينخفض السعر إلى قرابة 18 ألف درهم باعتماد “البلوتوت”، فيما يبلغ الثمن 14 ألف درهم فقط بواسطة مفتاح “USB”.

وفي خضم النقاش الدائر حول هذا النوع من الجرائم المالية الدخيل على مجتمعنا، يرى بعض المهتمين بالشأن الحقوقي، أن جريمة قرصنة البطائق البنكية التي يذهب ضحيتها مواطنات ومواطنون أبرياء، تعد من بين مسؤوليات المؤسسات البنكية التي تعمل باستمرار على تنظيم عملياتها بدقة متناهية، معتمدة في ذلك على آليات ووسائل حديثة، تساعدها في الاستفادة مما تقدمه من خدمات لزبنائها، ومنها توفير بطائق بنكية تساهم في تخفيف الضغط عن الوكالات البنكية وتيسير مأمورية الزبناء في سحب مبالغ مالية بالجودة المطلوبة، على أن يخضع الزبناء لمجموعة من الضوابط المرسومة لهم، ومنها مثلا عدم تجاوز المبالغ المسموح بسحبها خلال اليوم الواحد. لكن هذا لا يعفيها من مسؤولياتها في حماية حساباتهم وتأمينها ضد أي اختراق أو قرصنة ممكنين، حتى لا يجدوا أنفسهم تائهين في ردهات المحاكم من أجل استرداد أموالهم المنهوبة.

من هنا وبناء على ما تقدم، بات من الضرورة بمكان على المؤسسات البنكية اتخاذ ما يلزم من احتياطات وتدابير فورية، كالتجهيز الجيد للشبابيك الأتوماتيكية ومراقبتها بواسطة كاميرات مجهزة بصافرات الإنذار، حفاظا على أموال زبنائها، والحرص على إشعارهم بمخاطر القرصنة عبر مراسلات خاصة تواكب كافة التطورات الجارية، وتوضح لهم مختلف الأساليب المستعملة في قرصنة المعطيات البنكية، لاسيما أن هناك شبكات إجرامية متخصصة في هذا المجال ومهيكلة بشكل احترافي، تستعين في تحقيق أهدافها بمعدات تكنولوجية جد متطورة، من بينها أجهزة استنساخ بطاقات الائتمان الممغنطة وفك شيفرات الشرائح الخاصة بها، قصد الاستيلاء على مبالغ مالية هامة…

‫تعليقات الزوار

1
  • مكلّخ
    الأحد 5 يناير 2020 - 20:08

    مجرّد زوبعة في فنجان…

    حالةٌ واحدة عمّمتَها و جعلتَ منها ظاهرة…

    قد يكون حساباً شخصياً مع تلك المرأة قام به أحد معارفها فقط…

    الشباك ألأوتوماتيكي الذي يُنصب فيه فخ السكييمر يكون شكل مدخله غريباً و غير معتاد بالنسبة لمستعمليه…

    بالنسبة للحماية, فأفضل ما رأيتُ في هذا الصدد كان شباكاً أوتوماتيكياً بأحد الأزقة المظلمة بالرباط, حيث تجد واجهته مغلقة بزجاج متين لا يُفتح إلا عند إيلاج البطاقة البنكية داخله…

    .

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30

احتجاج أساتذة موقوفين