الحروب القذرة

الحروب القذرة
الثلاثاء 14 يناير 2020 - 15:17

ليست هناك صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، بل مصالح دائمة، هذا هو المنطق الذي أضحى يحكم العلا قات الدولية، في الكثير من تجلياتها اليوم، وبشكل صارخ، ما يعني أن الفعل السياسي لم يعد يهتم بما يسمى بالأبعاد الأخلاقية والأدبية والإنسانية، لقد انصرف كلية إلى البحث الجنوني وغير المنضبط، عن المصالح المادية، والاستحواذ عن المزيد من مناطق النفوذ عبر العالم، موظفا في ذلك كل الإمكانات والتدخلات، بغض النظر عن طبيعتها، فلم يعد لسؤال المشروعية من قيمة حقيقية، حين يتعلق الأمر بمصالح الكبار، أو من يسمون بالكبار.

مؤسف جدا أن يتجه العالم إلى الخراب، في وقت يتحدث فيه عقلاؤه عن الحداثة وما بعدها. إنه المنطق المادي المقيت، والانتصار البغيض للأنانيات والمصالح الخاصة، التي تهم دولا بعينها، وأنظمة بذاتها، ولا قيمة لشيء بعدها، أعداد القتلى، هول الخراب، جحافل الجوعى والأرامل والمعطوبين، أحزمة الفقر والبؤس، كل ذلك لا يهم، فالمصلحة الأنانية تبرر كل تدمير، وتسوغ كل خراب، وهناك دائما محللون في الخدمة، يبررون كل شيء، حتى خراب الحضارات، وإبادة البشر والشجر والحجر، وهذه خرائطنا تتشكل بالدماء والأشلاء، وهذه حضارتنا تقصف، صباح مساء، في العراق، في سوريا، في اليم في ليبيا، والبقية تأتي، والغاية واحدة، تحصيل وتحصين المصالح الأنانية، التي تعني، إدامة السيطرة على العالم بالنسبة لأمريكا الإمبريالية، عبر ضمان ضخ النفط، واحتكار الموارد المالية، والتي تمر عبر الاقتتال المذموم، بين أطراف عدة، يتم إعدادها ماديا وإعلاميا وسياسيا لهذا الغرض، من هنا هذا التناحر بين من يسمون بالسنة والشيعة، لأسباب جلها تاريخية بل وخرافية، وهذا الاقتتال المؤلم بين الأقليات الدينية والعرقية، وفي النهاية الضحية دائما هم، هذه الجموع البئيسة من المواطنين والمواطنات، الذين يؤدون ثمن حروب قذرة لم يشاركوا فيها، وظلوا على الدوام بعيدين عنها، ومبعدين منها.

أمريكا تدمر العراق بحجج واهية، عبر التمكين لمن يسمى شيعة، والذين وجدوها فرصة لإحياء كل أحقادهم التاريخية، وممارسة كل عداواتهم ضد من يسمى سنة، أمريكا مشغولة بتحصين مواقعها، وحماية إسرائيل، والشيعة مشغولون بتصدير الثورة، وولاية الفقيه، وأكثر السنة، يدارون ضعف أنظمتهم، ولا يجدون حيلة أمام ضغوط أمريكا، فيسلمونها الجمل بما حمل، والشعوب تعاني، والحصيلة خراب الحضارة والتنكيل بالبشر، ومحو تاريخ أمة، بدل عراق صدام حصلنا على دمار وأشلاء، ودولة شبح، وبدل سوريا الأسد، حصلنا على داعش، ونازحين ومهجرين وجوعى يتسولون المارة ، في شوارع العالم، واليوم ندخل دورة أخرى، مفادها أن أمريكا تريد تهذيب الشيعة، أو هكذا يبدو، ودفعهم إلى الانضباط للخطة، التي تعني إعادة توزيع مناطق النفوذ وفق المنطق الأمريكي، والمصلحة الأمريكية ، بما يعني ضمان تدفق النفط، وضمان الاستحواذ على التجارة العالمية، وضمان أمن إسرائيل، وضمان خدمة الجميع لهذا المسار، هناك دائما أهداف استراتيجية بعيدة، تمر عبر حروب صغيرة، يتلهى بها البسطاء، في انتظار الذي يأتي. إلى متى سنظل نمارس دور المتفرج البئيس؟ إلى متى ستظل قنواتنا العربية الإخبارية، تمطرنا على امتداد الساعات، بأخبار الموت والخراب وصور الدماء الأشلاء؟؟، وتستدعي من يقوم بدور التحليل، وتمطيط العبارات؟ إلى متى سيظل الطيبون عبر العالم يؤدون ثمن حروب قذرة، يصنعها الكبار والأنانيون والمرضى، من بائعي الأسلحة، ومحتكري الثروات؟ أين صوت الحكمة والمنطق والإنسان؟.

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء