"فرّاشة الجّوطيّة" .. باعَةٌ يشتكون "ظلمَ المنع" من مورد رزق وحيد

"فرّاشة الجّوطيّة" .. باعَةٌ يشتكون "ظلمَ المنع" من مورد رزق وحيد
الجمعة 14 غشت 2020 - 02:00

مع تعدّد التّوقّعات حول حالة الطّوارئ الصحية وكيفية تدبير تزايد حالات الإصابة بعد تخفيف الحَجر الصّحّيّ، يبقى الثّابتُ استمرارَ تضرّر فئات من العمّال المغاربة المشتغِلين بالقطاع غير المهيكل.

ومن بين المواطنين الواقفين في الصّفّوف الأولى المتضرّرة من جائحة “كورونا” واختياراتِ تدبيرها، “الفَرَّاشَة”، أي الباعة الذين يعرضون سلعهم على الأرض، بعد إتمامِهم الشّهر الخامس من التّوقّف التّامّ عن العمل.

“الشهر الخامس وأنا دون مدخول وكأننا صرنا عاطلين عن العمل”، “هل يفكرون في الناس؟”، “لا يهتمّون بالمسكين، لا يريدوننا أن نبيع في الشارع، ولنَذْهَب إلى عمل آخر”، بهذه الكلمات المعبرة يشكو بائع أربعينيّ للآلات المستعملَة في الأسواق الأسبوعية ربّ أسرة ما يحسّ به من ظلم.

ويتراوح هامش ربح باعة “الخردة”، “الجوطيّة” أو “البال”، أي سوق الأشياء المستعملة، بين بضعة دراهم وما يجاوِزُ مائة درهم بقدر يسير، ورغم اشتغال بعضهم خلال أيّام الأسبوع، إلا أنّ صباح يوم الأحد هو موعدهم الأساسي في العديد من مدن وقرى المملكة.

وسبق أن نقلَت هسبريس صوت احتجاجات مشتغلين بـ”السّوق الشّعبيّ” ببني خلف، قرب المحمّديّة، منعوا من بيع آلاتهم المستعملة رغم اشتغال الأسواق الأخرى الخاصّة بالخضراوات والفواكه وما جاورها.

وبنبرات حادّة، وصوت متقطّع، وتعبيرات يخالِطُها إجهاش بالبكاء حتى، يتساءل هؤلاء الباعة: “ما البديل؟”، مستنكرين ما شبَّهُوهُ بالخَديعة بعد التزامهم بالحَجر الصّحّيّ، قبل أن يُمْنَعُوا موردَ رزقِهِمُ الوحيد.

من مدينة مكناس المعروفة بسوقَين أسبوعيّين بارزين، يستنكر “فرّاشة” إغلاق مورد عيشهم الوحيد، وطردهم، وغياب الجدية في الخطاب باستمرار تقديم وعود بفتح الأسواق بعد 15 أو عشرين يوما، ليتكرّر، كلّما اقترب الموعد، الوعد نفسه.

وسبق أن حاول هؤلاء “الفرَّاشَة” العودة إلى “مقرّات” عملهم المفتوحِ سقفُها على السّماء بعد تخفيف تدابير الحَجر الصّحّيّ، لكنّ أملهم تكسّر على مرأى هراوات رجال القوّات المساعدة، فاستنكروا، إلى أن نال منهم لظى شمس صيفِ مكناسةَ، فعادوا إلى أسرِهم حاملين “قَجاقِلَهُم”، وخيبتهم، وهَمَّ جيبِهم الفارِغ.

“كلشي ڭالس، لا خدمة لا ردمة، قتلوا مكناس، والتاجر لا شيء لديه ولا مدخول له ولا مهنة أخرى، وإذا أراد أن يفرّش بضاعته يُطرَد”، ويضيف المصرِّحُ بنبرة استنكارية في حديث مع هسبريس: “ما الذي سيفعله “الفرّاش”!؟ نسرِق؟”.

ووفق آخر تقارير المندوبية السّامية للتّخطيط، فبين الفصل الثاني من سنة 2019 والفترة نفسها من السنة الجارية، فُقِدَ أزيدُ من نصف مليون منصب شغل، في معدّلٍ سابق لم يشهده المغرب منذ النصف الثاني من سنة 2001. علما أنّ المتوسّط السّنوي لخلق مناصب الشغل خلال السّنوات الثّلاث الماضية هو 64 ألفا.

وبعد التزامهم بالحَجر، ولزومِهم بيوتهم رغم قِلّة ذاتِ اليد، يُعبّر هؤلاء المغاربة عن إحساسِهِم بأنّه قد تمّ “استغفالهم”، وأنّ فترة التزامِهِم قدِ استُثمرت في إبعادهم من السّاحات التي كانوا يعملون بها.

وجوابا على سؤال لهسبريس عن مساعدات صندوق تدبير “الجائحة”، يقول أحد ممتهِني بيع الآلات والأدوات المستعمَلَة: “أين الدعم؟ هناك من توصل به، وهناك من لم يتوصّل به، والكهرباء لوحده توصّل البعضُ بفاتورة عنه بلغت أكثرَ من 500 درهم، وهناك من لديه محلّ مغلق وتوصل بفاتورة 300 درهم! فضلا عن العيد (…) ما الذي سيغطّيه دعم بألف درهم؟” ثم يزيد: “ليَتْركونا نبيع ونشتري أحسن من هذا، يوم الأحد كنا نبيع، ونترزّق الله”.

ومع انتشار روايات عديدة في صفوف “الفَرّاشَة” بعدما ووجِهَت محاولاتهُم لاستئنافَ عملِهِم بالمنع، من بينها أنّ هذه محاولة قتل لـ”أصحاب الجّوطيّة” تصبُّ في مصلحة “الأسواق الكبرى”، لا تبقى لهؤلاء المواطنين، الذين لا موردَ لهم يحفَظ كرامتهم إلّا القطاع غيرُ المهيكل، سِوى الكلماتُ المكلومَة: “جاتْهُم مزيانَة، باش يمنعو التّفْريش… ومَاشْغْلْهُومْشْ في المسكين”.

‫تعليقات الزوار

18
  • mouradusa
    الجمعة 14 غشت 2020 - 02:23

    الاسواق العشوائية هي اسباب السرقة في المغرب لان البائع يبيع منتوج لانعلم مصدره ولا الشاري لايطالب بالفكتورة للي تحميه قانونيا ؛ اذا انتهت القيم فالقانون لايرحم

  • ferach
    الجمعة 14 غشت 2020 - 02:24

    الفراشات والأسواق الشعبية للأسف يغيب عنها التنضيم والنضافة للذلك فهي أماكن خصبة لتفريخ بؤر كورونا . حتى الصين وتطورها أغلقت السواق لأن الصحة والتي تذخل في نطاق الأمن العام وأمن الذولة أهم من الإقتصاد. فاصبر جميل. ونرجوا من الدولة أن تنضم هذا القطاع لي يدفعوا ضرائبهم ويجمعون أزبالهم. وكفى عشوائية

  • شخص مر من هنا
    الجمعة 14 غشت 2020 - 02:29

    المجتمع اصبح يعيش على صفيح ساخن.الاغلبية دناس امعصبين واللي اهضرتي امعاه كيشكي.كاين هوة اكبيرة مابين اللي حاكمين والمحكومين اوهاد الهوة كتكبر انهار اعلى انهار بسبب انعدام التواصل.ولا حل يلوح في الافق.السوداوية هي اللتي تطبع المشهد الاعلامي مند اكثر من ستة أشهر.الباحثين والطبقة المققفة تسرد ما تقوله الحكومة خوفا على مرتباتها وغالبية الموظفين يفضلون استمرار الجاىحة .الأنانية وحب الذات هي الطاغية على اغلب المنعم عليهم.اما الطبقة الوسطى فقد هوت نحو الطبقة الفقيرة وأما الفقيرة فاصبحت تاكل بعضها البعض.برميل الوقود سينفجر في وجه الجميع فهل من منصت؟؟؟؟؟؟جاىحة الفقر هي المعضلة الكبيرة واللتي وجب اجتثاتها وليست كورونا .

  • مغربي حر
    الجمعة 14 غشت 2020 - 02:51

    الناس ولفو السيبة
    أقسم بالله مشيت شريت التقدية دابا عند واحد من الكروسة (غير متنقلة) لبيع الفواكة امام المسجد
    الارباح اليومية ديالو غادي تفوت على ادنى حد 4000 درهم
    والتعامل صفر و احتلال الملك العام الاوساخ والتحرش بالنساء وكذلك الغلاء اكثر من المحلات

  • الرازي بائع الكتب
    الجمعة 14 غشت 2020 - 03:06

    السلام عليكم. انا إنسان معروف كنبيع الكتب المقررة في كلية الشريعة فاس ..أي موضف في الكلية كيعرف الرازي.دبا .انا محسوب على القطاع غير المهيكل ..والدراسة رجعت عن بعد .مبقاش عندي المدخول اليومي ..كانت عندي 3مليون ديال .الفلوس باش كنت كنبيع الكتب ..دبا كولش وقف مبقى بيع وطالبة كنعطيهوم الكتب بالكريدي .دبا شكون غادي يعوضني .فهد الازمة .ضعت في 3 مليون .مول المكتبة لي كنطبع عندو .دافع ليه شاك ديال 5000 درهم .باش غادي نخلص هد شاك ..والله معندي منكول ..الله يخد الحق .–

  • كرسيفي
    الجمعة 14 غشت 2020 - 03:19

    بسم الله الرحمان الرحيم ايها الاخوة الكرام المسكين في هدا البلد السعيد لاحنين لا من يسأل عنه الله يكون في عونه

  • زهير
    الجمعة 14 غشت 2020 - 03:44

    اتسائل هل كرامة الإنسان في تفريش الأرض؟ دون سجل تجاري او أداء الكراء أو أداء الفواتير و الضرائب؟ او عطلة سنوية او تغطية صحية او تقاعد ؟؟؟!!!
    هناك دوي العضلات المفتولة التي تقوم بكراء امتار على الرصيف او حتى على ممر السيارات بشكل يومي !
    بصراحة انا متشائم لأن الوضع خرج عن السيطرة بسبب تخلفنا ابتداء من انجاب الاطفال بدون تفكير و تخطيط حيث المقولة ( لي تزاد تزاد برزقو ) الى مقولة ( كل شعب له حكومة التي يستحقها )!!!!!!

  • الجامعي
    الجمعة 14 غشت 2020 - 04:04

    لا حول ولا قوه الا بالله العظيم.كلنا نعاني من نفس هذه المعاملات وهذه المعاناة .حتى رجال القوة العسكرية تتبجح برجالها في الاسواق وفي الطرقات وكأنها تحارب العدو .لا تحس بنا حتى الدعم لم نستفيد منه .رغم كل هذه الصعاب تتسارع مع الزمن المر وهذه الجاءحة فضحت كثيرا من البشر .منهم المصلح والمفسد والقانون والجشع .كيف تستمر الحياة اين المفر …لماذا لا تقوم الدولة بدعم جبار لكل أسرة وكل مواطن يستحق ان يعيش عيشة بسيطة لا اكثر ..

  • الفراشة و الparking
    الجمعة 14 غشت 2020 - 04:40

    هذا المشكل لم يوجد الا في المغرب made in morocco.ولن يحل.السلطات تتظاهر بانها تحرر الملك العام لاكنها لن تحرره .من الصعب ان نزيل الفطام عن المسترزقين بعرق جبين الاخرين. تحرير الارصفة والباركينك امر سهل لاكن تحرير العقليات اصعب

  • باراكا خلاص
    الجمعة 14 غشت 2020 - 07:47

    كنا نعرف الجوطيات في السابق تكون في جوانب المدن
    او في مكان مخصص لهم وسط المدينة على الأقل …
    وكنا نرى الباعة المتجولين "بالكراريس" يبيعون الفواكه والخضر يتجولون ولا يثبتون في مكان واحد ويضعون "بلاكة" صغيرة على صدورهم بها رقم الرخصة …
    اذا كانت السلطات تعطي رخصة للمتجول فالمفترض ان يكون معروفا ويؤدي نصيبا من الضرائب وكذلك الحال في سوق الجوطية بالاضافة الى ان ذلك يقلص من فرصة تداول المسروق …

    اما الآن الشوارع كلها جوطية !، لا حسيب ولا رقيب
    في وسط المدينة في خارج المدينة اينما وليت وجهك فهناك "فراش" او "كروسة" !
    الفوضى، والازبال، بيع وشراء بدون ضرائب، بدون مراقبة صحية وأمنية، …، ويقول لك خلي بنادم يعيش، اوا الله يحسن العوان …

    نعم الله يحسن العوان للجميع، والكل خصو يعيش، اوا والفوضى لاش ؟، والازبال لاش ؟، وقلة الحياء في الكلام والتصرف لاش ؟، ومن سوف يحمي المستهلك والتاجر المنظم، ومستعمل الطريق والرصيف، ومن يشتري او يكتري للسكن الهادئ ؟

    وباراك من الشعباوية، والمسكنة، شفتو الناس في لبنان اللذين ارسلت لهم المساعدات الله يكون في عونهم، لا يتمسكنون، شامخين، ولو بهم خصاص، … باراكا

  • رأي
    الجمعة 14 غشت 2020 - 10:14

    للأسف هذه الاماكن معروفة بالمسروقات و اصحاب السوابق، الداخل مفقود و الخارج مولود

  • الدكارات.
    الجمعة 14 غشت 2020 - 10:37

    اضطررنا الى بيع بيت الاسرة و الانتقال الى حي اخر بسبب الفراشة الذين اتخدوا من سور بيتنا مقرا لعرض سلعهم بتواطؤ مع بلطجية الحي و رغم توقيع الساكنة لعريضة لم يقم القائد بعمله لأن بلطجية الحي ينوبون عنه في اخد الإتاوة و إخراس أفواه الساكنة.

  • ملاحظ محمد
    الجمعة 14 غشت 2020 - 10:49

    الكل أصبح فراش الموظف براسو منين كايسالي الخدمة كيخرج حاجة من الدار قديمة ما بغاهاش وكايفرش مول الطاكسي المتقاعد الكل الفوضى أصبحت ضاربة اطنابها صاحب الديسير بلا حساب عند الإحصاء كايكونو مائة كا تولي الف حنت ما كاينش الحزم في اتخاد الحلول

  • محمد الخضار
    الجمعة 14 غشت 2020 - 11:03

    انا اولهم فقدت عملي ولم استفد من صندوق كورونا لهدا نطالب الحكومة المغربية بإحاد حلول مناسبة للجميع

  • كون واقعي
    الجمعة 14 غشت 2020 - 13:50

    حتى واحد ما دربك على يديك انت فلوسك فجيبك او هو سلعتو فطبلتو جاتك غالية سير شوف واحد اخر او كل أرض فيها حجر اوطوب

  • الحاجة حليمة
    الجمعة 14 غشت 2020 - 14:31

    بينما راعي الشعب و الساهر على حقوقه يجول عبر أفخم ياخت في البحر و عبر اساطيل من السيارات الفارهة و النادرة و تنقلات بالمليارات

    ربما كل هذه الأموال لو وزعت بشكل ديمقراطي على الفقراء والمحتاجين و المهمشين لعاش الجميع في سيرورة و فرح

    كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

    و عند ربكم تختصمون

    صدق الله العظيم

  • سندباد
    الجمعة 14 غشت 2020 - 22:30

    لا بد من محاربة هذا النوع من التجارة
    لا يذر على الدولة سوى المشاكل، فمن جهة لا يؤدون الظرائب و يزرعون الفوضى و الأوساخ أينما حلوا و ارتحلوا. ناهيك عن الإمكانيت التي الدولة من أجل محاربتهم.
    يبقى الدور على المواطن من أجل مساعدة الدولة في تحويلهم تجارتهم نحو القطاع المهيكل.

  • yass
    السبت 15 غشت 2020 - 17:20

    ما اثارني هو تعليقات بعض المتشدقين بالوعي و التحضر .وهم ينفثون سمومهم على شريحة واسعة من المواطنين الفراشة كما لو ان هذا الفراش يجني الملايين من تفريشته في الازقة وانه ليس مواطنا او بالاحرى مواطن من درحة عبد …ايها المتهكمون الانتهازيون .هذا المشكل هو نتيجة تراكمية لسياسات حكومية منذ الاستقلال .كيف لنا ان نحمل هذا المواطن الفراش مسؤولية دولة اتجاهه منذ فجر الاستقلال .مع انه مواطن والدستور يكفله بعمل و سكن و صحة و تعليم ….يعني من يتحمل مسؤولية من هنا ؟؟:::ايها المتشدقون اشباه السياسيين او المنتفعين من سياساتهم .قولوا خيرا او اصمتوا ولا تفتحوا افواهكم العفنة اتجاه شريحة واسعة من المحتمع وجب عليكم مساندتهم و لو بكلمة طيبة …لقد اختلط عليكم الحابل بالنابل.حتى اصبحتم كراكيز اجتماعية تؤثت فضاءات التواصل الاجتماعي كما لو كنتم موظفين تستخلصون رواتب اتجاه مواقفكم الغير مواطنة ….(من يريد ان يمنع مواطنا كيفما كان من مزاولة عمل كيفما كان يرى انه يسئ للمجتمع عليه ان يقدم البديل)هذا هو التحضر والمواطنة التي اعرف …

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز