الثلوج تزيد مخاوف "سكان كهوف" بجبال الأطلس‬

الثلوج تزيد مخاوف "سكان كهوف" بجبال الأطلس‬
الجمعة 4 دجنبر 2020 - 10:05

معاناةٌ تتجدّد كل سنة في قلب جبال الأطلس خلال فصل الشتاء دون أن يُوضع حدّ لها، حيث يتعلق الأمر بالرعاة الرحل الذين ما زالوا يعيشون في الكهوف، التي تحوّلت إلى مأوى لهذه الفئة التي تقطن بالمناطق الجبلية التي تعرف تساقطات ثلجية مهمة في هذه الفترة من السنة.

وقد سلطت الثلوج الأخيرة، التي شهدتها مجموعة من الدواوير والقرى بسلاسل جبال الأطلس، الضوء على مشاكل سكان الكهوف، بفعل انعدام شروط العيش الكريم لديهم، خاصة في أيام البرد القارس التي تنخفض خلالها درجات الحرارة؛ وهو ما يعرض حياة هؤلاء للخطر، بسبب انهيار أجزاء من الجبال في بعض الأحيان جراء شدّة الأمطار.

ولفتت شهادات محلية الانتباه إلى أن الثلوج الحالية عمّقت مشاكل الرحل بالمناطق المتوزعة على المجال الجغرافي الممتد من بني ملال-خنيفرة إلى درعة-تافيلالت؛ ما استدعى تدخل بعض جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل معهم، عبر تزويدهم بمختلف المواد الغذائية، بالإضافة إلى بعض الملابس الشتوية.

وفي هذا الإطار، قال عمر أوزياد، فاعل جمعوي بمدينة أزيلال، إن “فئة الرحل تعاني كثيراً خلال فصل الشتاء، خاصة إذا علمنا بأن درجة البرودة تنخفض إلى ما دون الصفر طيلة أشهر؛ الأمر الذي يضاعف الأزمة التي يتخبط فيها سكون الكهوف”.

وأضاف أوزياد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “قاطني الكهوف يعيشون في العصور الوسطى بمغرب اليوم؛ فمساحة الكهف لا تتعدى الثلاثة أمتار، ويأوي أسرة تتكون من الأب والأم والأبناء، علما أن الأطفال لا يتمدرسون إطلاقا بسبب بُعد المؤسسات التربوية”.

وأوضح المتحدث أن “الرحل يواجهون مشاكل كثيرة مع التزود بالماء، حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة من أجل الحصول على هذه المادة الحيوية، إلى جانب غياب الكهرباء، وكذلك المشاكل المتصلة بحطب التدفئة؛ ما يتطلب ضرورة التدخل العاجل من أجل إخراجهم من تلك المساكن الخطيرة”.

وأبرزَ الفاعل ذاته أن “السلطات المنتخبة عليها أن تجد حلا نهائيا لهذه المعضلة قبل أن تقع الكارثة؛ فحياتهم تكون معرضة للخطر بفعل السُمْك الكبير للثلوج التي تغطي الكهف”، مستدركا: “ينبغي منحهم قطعة أرضية للاستقرار في السهول، لأن ذلك سيساعدهم في تجارة المواشي التي يكسبون بها رزقهم”.

“لا بد من القطع مع سياسة المساعدات التي يلجأ إليها المنتخبون للتهرب من المشكل”، يورد الفاعل الجمعوي، الذي مضى شارحا: “الأمر يتعلق بحل ترقيعي، يُلمع صورة المنتخبين فقط؛ فالملابس البالية أو القفف البسيطة التي تُمنح لهم جعلت المشكل بنيوياً في السنوات الأخيرة”.

‫تعليقات الزوار

9
  • افقير
    الجمعة 4 دجنبر 2020 - 10:33

    حتى لو اعطتهم الدولة اراضي في السهول سيبقى المشكل على ماهو عليه لان طبيعة الرعي تجعلهم يرعوا في اماكن ناءية في نظري ان الحل هو ان يغيروا الرعي بفلاحة اراضي تمنحها الدولة قريبة من المدارس وموارد الماء

  • تايكة غرماد
    الجمعة 4 دجنبر 2020 - 10:43

    المواطنون في المغرب المنسي تعودوا على ان تمر الفصول دون ا يهتم بهم احد هكذا منذ مئات السنين وهم يعرفون ان الخرجات الاعلامية لاصحاب الحال ماهي الا اقراص تنويم نيني يامومو والاستهلاك الاعلامي وهم يعرفون انهم يستعملون فقط كورقة للتصويت في اطار ديمقراطية الواجهة او يستدعون للاصطفاف حول الطرقات لمرور مواكب اصحاب الحال يستعملون كديكور للتسويق الاعلامي بالعام زين !!
    عفاكم خليو هذا الناس كما عاشوا منذ سنين وخليو اجواء الفصول تمر بدون بهرجة اعلامية وبلاغات تافهة بانذارات بسقوط امطار الخير !!

  • إحاطة
    الجمعة 4 دجنبر 2020 - 10:50

    الحكومات المغربية التي تعاقبت على السلطة لم تتعامل مع الرحل الرعاة من المنظور الإنساني لتحفظ لهم حقَّهم في العيش الكريم و حقّهم في التعليم و الصحة و السكن اللائق بحيث يتماشى ضمان حقوقهم مع نمط حياتهم المبنية على الترحال. بل اعتبرتهم و مافتئت للأسف تعتبرهم خارج المنظومة الإقتصادية بالرغم من أن هذه الشريحة تساهم في القيمة المضافة لَمّا تنتج اللحوم الحمراء بالأطنان و تحافظ على استمرارية سلالات الماشية و المعز و الإبل.

  • سعيد
    الجمعة 4 دجنبر 2020 - 10:51

    ….الذين ما زالوا يعيشون في الكهوف…
    حلل وناقش مع الاخد بعين الاعتبار النقاط التالية؟
    – اننا في القرن الواحد و العشرين .
    – اننا في دولة أنفق فيها منذ الولاية التشريعية الأولى إلى العاشرة للبرلمان ما مجموعه: 15.561.707.330 درهم. أي 1556 مليار و 171 مليون و 733 ألف سنتيم.
    -ما هو المقابل الذي يتوصل به المواطن نتيجة تحمله لهذه الكلفة الباهظة للتمثيلية البرلمانية؟…الكهوف؟؟؟
    – اننا في دولة مداخيل الفوسفاط فيها تاتي في المرتبة الثانية بعد الصين فقط في 6 أشهر تفوق 2,5 مليار دولار.تناقض بين مداخيل الفوسفاط ومعاناة المغاربة السكن في الكهوف نمودجا.

  • عامل يومي
    الجمعة 4 دجنبر 2020 - 10:58

    الى طاحت الشتاء البكاء كان الجفاف البكاء عليكم بالله اي بلاد نحن فيه استغفرو ربكم واحمدوه على هذه النعام والخيرات التي تستيقضون عليها واطلب من الله غيثا نافع اللهم ياربي أرفع عنا هذا الوباء وانصر ملكنا محمد السادس وتحيتي للجنود الساهرين ليلا ونهار بردا وصيف حار وهم في الحدود صامدون وتحيتي لأمن الوطني والدرك الملكي واخواننا في القوة المساعدة ولجميع السلطات المحلية بالمغرب

  • SAMIR
    الجمعة 4 دجنبر 2020 - 11:05

    فهل يا ترى يمكن تلبية مطالب الرحل المتمثلة في الاستقرار وما يترتب عنه من تطبيب وتعليم…
    مع الحفاظ على ظاهرة الترحال كنظام سوسيوثقافي ظل يميز مجتمعنا لعهود طويلة؟
    وهل هناك حل وسط بين المأمول و الواقع؟

    من حلقة '''العيد عند الرحل''' لبرنامج ''أمودّو/Amouddou''

  • عبدالله
    الجمعة 4 دجنبر 2020 - 11:07

    الرحل باقا غير في الدول العربية لان ساعتهم تقيلة شوية.
    شكون لي قاليهم كونو رحل ، ؟ هم الذين اختارو المهنة وما عليهم الا ان يتحملو شقاءها بلا بكاء او سعاية.
    دابا خصنا حتى الرحل نديرو ليهم منازل متحركة وصبيطارات متحركة وضوء وماء متحرك. راه بعض المرات احاول كل ما في إمكاني باش نفهم المغرب او حتى تا نظن انا فهمت او تا يزهق ليا بحال الحوت الحي.

  • simo
    الجمعة 4 دجنبر 2020 - 15:00

    بالأمس كنا نسمع الثلوج مقاييسها بالأمتار والتساقطات تفوق 100مم وكان كل شيء يمر بخيرو ولا أحد يشتكي، تملأ السدود ويأتي الحصاد بالوفرة. الأن الأمطار لازالت تبعد بالآلاف الكيلومترات ووتقاطر علينا التحليلات بقدوم عواصف من أرصادنا الجوية أو من بعض المحللين الذين يشرحون لنا بعض الألوان الزرقاء في موقع ويندي العالمي الأرصاد الجوية ويبدؤون يحللون بقدوم طوفان أو عواصف، وفي الأخبار الرسمية يكثرون من تقديم صور الجرافات وحتى نواب التعليم يسردون لنا أرقام عن أطنان الحطب بالمؤسسات وكل هذا كأننا نستعد لحرب أو حصار طويل. وفي الأخير بعد مرور تلك الغيمة وبسرعة لا تسمع سوى بعض الميليميترات من الأمطار و"تدردبرة" من الثلج فوق الجبال والناس تصرخ وتشتكي.

  • إبن بطوطة
    الجمعة 4 دجنبر 2020 - 17:08

    السكن في الكهوف عرف بها الإنسان مند القدم .فلقد كان الملجئ الأمن للحماية من البرد و الحر و الحيوانات المفترسة وغيرها.بالنسبة لهؤلاء الرحل عادي جدا فحياتهم تعتمد على الترحال أي التنقل من مكان إلى أخر فهم يتخدون الكهوف مسكن لوقت محدد ثم يتركونه.أين المشكل ؟؟؟؟؟؟!!!على الأقل هذه الفئة معفية من فواتير الماء و الكهرباء و الضرائب عكس من يسكنون بين أربعة جدران.

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب