كتاب جديد يسعى إلى فهم الشباب المغربي في سبيل "عقد اجتماعي جديد"

كتاب جديد يسعى إلى فهم الشباب المغربي في سبيل "عقد اجتماعي جديد"
صورة: أ.ف.ب
الخميس 9 شتنبر 2021 - 07:00

في سبيل فهم الشباب المغربي، في تعدده، والسعي إلى استيعاب ظروفه وقضاياه وطموحاته وآماله وتظلماته، من أجل وضع سياسات تمكنه من الاستقلال، وتمكن من استثمار قدراته في التنمية، صدر عن مركز أبحاث مؤسسة “HEM” كتاب جماعي جديد أشرف عليه الباحثان زكريا قادري وفاضمة آيت موس.

وعنون هذا المؤلف الجديد، المنشور باللغة الفرنسية، بـ”شباب المغرب – فهم الديناميات من أجل عقد اجتماعي جديد”، أو “Les jeunes du maroc: Comprendre les dynamiques pour un nouveau contrat social”.

ومن بين المساهمين في هذا الكتاب، ذي الصفحات التي تقرُب الأربعمائة، إدريس كسيكس، فاضمة آيت موس، خوسي سانشيز غارثيا، باولو غاندولفي، عبد الحق كمال، أوليفيي دو، زكريا قاديري، يونس بكار، ياسمينة القادري، هند فتوحي، محمد مهدي، خديجة زاهي، وبشير زناكي.

وتهتم الأبحاث التي يتضمنها هذا المنشور الجماعي الجديد بالمشاركة السياسية للشباب، وقيمه، وبفئات الشباب، سواء الحاصلة على شواهد تعليمية أو العاطلة، والشابات، وشباب القرى؛ وتعتمد بعض أعماله مقاربة وصفية كمية عامة حول نمط عيش الشباب وظروفه الاجتماعية والاقتصادية، وتمثيله، وممارساته الاستهلاكية، وثقافاته الشبابية، وحول ممارساته، وتطلعاته، وروابطه مع المؤسسات، الاجتماعية والسياسية وغيرها، وتصوراته حولها.

وتطمح هذه الأبحاث إلى تسليط الضوء على “إمكانات” الشباب التي يجب أن “تجمع مختلف الفاعلين حول عقد اجتماعي”، مع هذه الفئة بالمغرب.

وفي المنشور نفسه، نبه بشير زناكي إلى أن تنميط الشباب، ووضعهم في كفة واحدة، لا يقود إلا إلى “الإقصاء، منذ البدء، للأكثر هشاشة بينهم”، وانطلق مما يثبته الكتاب حول كون “الشباب ليس واحدا؛ فمنهم النساء والرجال، المدينيون والقرويون، المقاولون، الناشطون، المتعلمون، الطلبة، الحاصلون على شواهد وغير الحاصلين عليها، القادة، العمال، والموجودون خارج نطاق التعليم والعمالة والتدريب…”.

ويقترح الكتاب نقاشا بين مختلف إسهامات الباحثين “يمكن من إدماج الشباب في قلب الممارسات والآمال”، بالتوجه إليه بـ”اختلافاته، واختلافات السياقات التي يتطور فيها”، علما أن “الشباب اليوم في قلب التحولات المجتمعية، ما يستوجب اهتماما سياسيا ومؤسساتيا بالغ الأهمية به”.

هؤلاء الشباب، يزيد الكتاب، منذ عقود وهم “أدوات” للسياسات العمومية، والخطابات السياسية، والتوقعات حول دورهم الأساسي في التنمية الاقتصادية،

لكن المؤسسات والبرامج والمبادرات التي وجهت إليهم، بهدف قالت إنه ‘إدماجهم’ اجتماعيا واقتصاديا، لم تمد لهم اليد حتى توزن بشكل صحيح هذه القرارات التي تستهدفهم”.

وسجل الكتاب أن “هذه الفئة صعبة المنال اجتماعيا، والمصابة بملل (أو عزوف) سياسي، رغم كل الاهتمام السياسي بها، إلا أن الدراسات حولها تبقى ضعيفة إلى حد ما، سواء في ما يتعلق بمعيشها، وممارساتها، وتصوراتها، أو خاصة تظلماتها وتطلعاتها”.

وذكر الكتاب في خاتمته أن المغرب يعرف “فقرا مقلقا” في بيبليوغرافياه المحلية حول أسئلة الشباب المغربي، موضحا أن “مؤلفا يتيما” يعالج موضوع الشباب بشكل مباشر كتبه في نهاية ستينيات القرن الماضي الاقتصادي محمد الحبابي، وتزامن مع عمل آخر لعالمَي الاجتماعي بول باسكون والمكي بنطاهر حول الشباب القروي، مع إسهامات قليلة أخرى قبل الألفية الثالثة، اهتمت بالموضوع في إطار مواضيع أعم، مثل التعليم والتكوين، والشغل، ثم الهجرة والصحة والتطرف الديني وغيرها من المواضيع في وقت لاحق.

ويتطرق الكتاب إلى “العقد الاجتماعي الجديد مع الشباب” المأمول في المغرب، من خلال أربعة مداخل أساسية، أولها: الفرص الموفرة للشباب من حيث التعليم والشغل والمقاولات، بفهم العوامل التي تحسم قصور العرض وطلب الكفاءات في سوق العمل، وانتظارات الشباب في هذا المجال، خاصة الشابات، وشباب القرى، مع ما يحركها.

وثاني المداخل: إدماج الشباب، بين التعبئة والمشاركة الاجتماعية والسياسية، من خلال تحليل سيرورات التعبئة، والتنظيم الاجتماعي، والمشاركة السياسية واستعمال وسائل التواصل الاجتماعي، في ضوء السياق التاريخي والظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

وثالث المداخل يبحث الثقافة الشبابية، والقيم، والتمثيلية، والتفاعل، في سبيل فهم الممارسات الثقافية للشباب باعتبار وضعياتهم الاجتماعية، وتطور قيمهم وتفاعلهم مع بعضهم البعض ومع الأجيال الأخرى.

أما المدخل الرابع في هذا المؤلف الجماعي الجديد، المتوفرَةِ صيغتُه الرقمية مجانا، فيتتبع “الأسئلة الشاملة” لمجموعة من القطاعات، في علاقة بالمساواة في النوع، وسؤال التمكين، والهجرة، مع المقارنة بشباب بلدان أخرى من المنطقة، والمتوسط، والبحث في علاقات السياسات العمومية والتعاون الدولي المرتبط بموضوع الشباب.

‫تعليقات الزوار

7
  • انفلونزر يوتيوبر
    الخميس 9 شتنبر 2021 - 08:06

    الشباب ضايع بسبب التهميش الذي قذف به في متاهات مهندسي شبكات التواصل الإجتماعي و الثقافة الالكترونية والهجرة إلى خارج البلد أو تهجير الذات وتغييبها بالمخدرات والخمور والإباحيات وعبادة الأيقونات الموسيقية والهزلية والكروية. إن إرتفاع معدل الإصابة بالقلق والكآبة نذير شؤم ترجم في الواقع بارتفاع معدلات الإنتحار والأمهات العازبات والجرائم. هذا في حين أن تموقع التدين بين التشويه والتشديد زاد من حدة الضياع الهوياتي الذي تصاحبه أزمات نفسية خانقة كتبدد الشخصية والإنفصام وسرعة السقوط في الأوهام الإنتمائية الغريبة والبعيدة عن العقل الجمعي والثقافة والجغرافيا والتاريخ و …
    الكلام في هكذا موضوع لابد عن مخالطة هذه الفئة صباح مساء في الواقع وفي العالم الإفتراضي وتحت الجسور وعند أركان الأزقة المهمشة وفي الفضاءات شبه المغلقة و … فهل هذا هو الحال ؟ أشك عند الانتباه إلى اللغة المستخدمة وهي صالحة للإفتراضات من على كرسي أكاديمي بعيد عن الواقع.
    لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على الجميع في كل مجال التحلي بروح المسؤولية والإخلاص والعمل الجاد بدل الجري وراء المكاسب المادية الضيقة الظرفية فالأمر هنا مستقبل الجميع!

  • امين
    الخميس 9 شتنبر 2021 - 08:44

    الشباب المغربي ليس استثناء…في كل بقاع الأرض ادا كان هناك نضام organisation شفاف وعملي و قوانين فعالة وكانت هناك ثقافة و معرفة و علوم وتكنولوجيا و آداب عامة و نبيلة خالية من الشعودة و رياضة و فنون و حفاظ على البيئة و مساوات و تسامح وكرامة وعمل…ليس كرسي في المكتب… تستقيم الأمور. أما ادا كان المسؤولون غير اكفاء و مرتشين و مسيرين من طرف عصابات ومافيات و بانضية ميكيافيلية يتحكمون في الاقتصاد والسياسة ببلطجية تنشر العنف و التشرميل و اللصوصية و الثلوت السمعي البصري بموازات عاهرات و ساحرات يسيطرن على الملعب… و يرمون أطفال حرموا من العناية الأبوية و بدون اخلاق إلى الشارع …فليس هناك حل و هدا بالضبط مايريد الاعداء الدين يتربصون بنا. لربما .كيستفحل الوضع لاقدر الله ويصبح خارج السيطرة …و نستعمر من جديد من طرف اسبانيا و فرنسا…تحت دريعة اننا سنصبح نشكل خطر على وجودهم….

  • ميلود
    الخميس 9 شتنبر 2021 - 09:00

    متى تنفك هذه العقدة عند بعض مايسمون بالمثقفين؟
    كتاب جديد يسعى إلى فهم الشباب المغربي في سبيل “عقد اجتماعي جديد” وهو صادر بالفرنسية ، اوا فهم انت

  • الله يسر لشباب
    الخميس 9 شتنبر 2021 - 09:16

    البارح وانا غادي فالطريق السيار شفت شاب حوالي 17 سنة جالس وكيخمم كيشوف لي غادي ولي جاي وش هدك هيا بلاصة فين خصو اكون الحصول الله اصوب لجميع

  • Mounir
    الخميس 9 شتنبر 2021 - 09:34

    انا عندي حاجة وحدة نقولها ليكم وانا لست بمتشائم . ليس هناك شباب وهذا بفعل صناعتكم . هناك فقط اجساد لشباب عقلها خاوي و مبادئها منعدمة و اخلاقها مفقودة تبحت فقط عن المتعة و المال . فتيات و نساء عقولهن في مؤخراتهم . حصيلة 30 سنة او 40 سنة من التدمير الممنهج والقادم أسوء . تشويه الدين و التلاعب في التعليم و ضرب المبادئ و الاخلاق بعرض الحائط ترسيخ فكرة الوصول الى رفاهية العيش بأوسخ الطرق … . نسف جميع القواعد الإنسانية و تعميم و زرع الافكار المسمومة و المحلاة بطعم اللذة والشهوات و المال و الفسق و المجون

  • khalid
    الخميس 9 شتنبر 2021 - 11:54

    on veut des livres traduit en ANGLAIS, pas en francais langue de bois. Please

  • dr chafiqui
    الخميس 9 شتنبر 2021 - 12:04

    regardez les les pauvres juste la peau sur les OS, on dirait qu’ils ne mangent rien, et pourtant,,, regardez une image en Europe ou même en Afrique, que les Muscles et les bonpoints, allez comprendre ce que font ces ados, au leu d’aller s’occuper de leur santé et la maintenir, il n’y a que les Joins et autres KArkoubis et Eau de vie, HASBOUNA ALLAH

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة